يبرره له ، وولده يزيد يقتل الإمام الحسين عليهالسلام ويعذره بذلك ، لأنّ باب التأويل مفتوح ، والاجتهاد مطلق.
فالحسنان إمامان ، وسبطان ، وريحانتا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وابناه من دون الأبناء قُتلا بسيف جدهما ، كما أفتى شريح القاضي ليرضي أسياده الأمويين ويغضب الرسول الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم وربّ العالمين والعياذ بالله.
ويطول بنا المقام لو استقصينا موقفه من أهل البيت عليهمالسلام ، ولكنه أُشرب في قلبه حبّ بني أميّة أسياده ، لا سيما الحكام الظلام ـ كبني إسرائيل حين أُشرب في قلوبهم حبّ العجل ـ فراح يبرر كل جرائمهم حتى يزيد الذي لم يبرر أحد جرائمه ، وقال ولده معاوية الثاني عنه.. إنّ أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه ، وقبيح منقلبه ، وقد قتل عترة الرسول وأباح الحرمة ، وحرق الكعبة (١).
المدينة ووقعة الحرة.. وهي أشهر من نار على علم في التاريخ الإسلامي ، حيث بعث يزيد ـ لعنه الله ـ مسرف بن عقبة ، قتل الرجال وسبى الذراري ، واستباح المدينة ثلاثة أيام لجنوده ، حتى ولدت ألف امرأة دون أنْ يعلم أحد آبائهم ، وأخذ البيعة أخيراً من أهل المدينة على أنّهم عبيد أرقاء ليزيد بن معاوية ، ومن أبى ذلك ضرب عنقه.
___________________
(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٥٤.