ويحاربه ، بل معاوية كان مجتهداً يطلب الحق ، والإمام علي عليهالسلام كان يحارب لأجل نفسه وحبّه للرئاسة والتملك على رقاب الناس بالسوط والسيف.. لاحظ حاصل كلامه في منهاج السنّة :
وعلي رضي الله عنه لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّما كان رأياً رآه ، وهو الذي ابتدأ أهل صفين في القتال ، وعلي إنّما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله.
فمن قدح في معاوية بأنّه كان باغياً ، قال له النواصب : علي أيضاً كان باغياً ظالماً ، قاتل المسلمين على إمارته وصال عليهم.. فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الأرض والفساد ، وهذا حال فرعون.
والله تعالى يقول : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١).
ويكمل استشهاده معلقاً على الآية : فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة ـ أي أنّ الإمام علي عليهالسلام من أهل الشقاء عنده ـ وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ومانعي الزكاة : فإنّ الصدِّيق إنما قاتلهم على طاعة الله
___________________
(١) القصص : ٨٣.