وابن عبد الوهاب لم يكن اخترع هذا الاتجاه المتصلب من عند نفسه ، لا.. بل جاءت وقامت على الأفكار والبدع التي جاء بها أحمد ابن تميمة ( ٦٦١ ـ ٧٢٨هـ ) ذاك الشيخ ( ذي اللَّوثة ) كما يسميه ابن بطوطة في رحلته ( أي المجنون ) وهذا وذاك كانا من أتباع مدرسة أحمد بن حنبل في الفقه السني ، تلك المدرسة التي اعتمدت على الرأي والقياس أكثر من أي شيء آخر ، وأحد أهم ميزاتها أنّها تقول بالتجسيم والتشخيص الإلهي.
فالسلفية الوهابية هي نسخة معدلة بالاستنساخ الصناعي والتعديل الجيني لمدرسة ابن تيمية ، اختلف عليها الوضع البيئي والاجتماعي ؛ لأنّها نشأت في بيئة بدوية غليظة جدّاً وسيئة الأخلاق وبذيئة اللسان ، مع ما أضافت عليها الصحراء القاحلة في بلاد نجد شرق الحجاز كما هو معروف.
فما جاء به ابن عبد الوهاب هو نفس ما جاء به ابن تيمية من قبل ، مضافاً إليه بعض التعديلات ، حيث زاد الزوايا حِدَّة والأفكار شدَّة ، والعواطف تحجّراً ، والقلوب تصلُّباً ، والعقل غفلة ونوماً.. فكانت عقائده كنفسه الشريرة وبيئته الفاسدة غير الصالحة لأي أنواع الحياة الحضارية لبؤسها وقساوتها ( كما قيل )..
فالأفكار تتأثر بالتكوين الجسدي للإنسان
، الذي يتأثر هو كذلك بالغذاء والهواء والعوامل البيئية كما الوراثية تماماً ، ولهذا قلنا الذي