الأرض تحكي قصة الجاهلية الأولى في هذه السنوات العجاف وكأنّه لا رسول جاء ولا وحي نزل في تلك البقاع المباركة والأماكن المقدسة.
ألا فالعجب كل العجب من هؤلاء الجهّال ، فإنّ في كل دولة من دول العالم تقام نصب تذكارية وأضرحة لمجهول تحت اسم ( الجندي المجهول ) يزار ويقدّر ويقدّس.. وهؤلاء يعمدون إلى كل أثر من آثار صاحب الرسالة المباركة ، ليمحوا آثارها ويجعلونها لا أثراً ولا عين.
الغرب أراد ذلك بكل تأكيد إلا أنّ السحر انقلب على الساحر ـ كما يقال ـ في هذه الأيام ، حيث قوي هؤلاء على الدماء البريئة التي سفكوها دون حق في أمتنا الإسلامية ، وتورَّموا من نهب ثرواتنا النفطية ، وصاروا قوادين بالدينار والدولار ، وفراعنة في الحياة وتملكهم حبّ القوة والقهر ، فالتفتوا إلى الغرب المشرك الكافر ، ورأوا به عدواً حقيقياً واجب جهاده.
فأعلنوها حرباً شعواء على الغرب طمعاً بتدميره ، واحتلاله ، وتحويله إلى صحراء ، قاحلة لا ماء ولا نبات فيها.. أرادوا التدمير بدلاً من التعمير ، والهدم بدل البناء ، والأرض بدل السماء والحقد والفساد وسفك الدماء.
والأوروبيون عامة ، والشعوب المرفهة
الغنية لم يعتادوا على تلك الفلسفة ، فهم لا عهد لهم بالحروب ؛ إلا على شاشات هوليود