والقسوة تنفر البشر من الداعي ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) هذا بالنسبة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي وصفه المولى عز وجل : ( إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أدبني ربي فأحسن تأديبي » (٢).
وقالت زوجته : « كان خلقه القرآن » (٣).
والقرآن يقول : ( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (٤).
ويقول : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) (٥).
فالإسلام رسالة أخلاق ، وأدب ، ومناقب عالية ، وقيم سامية ( ديناً قِيَماً ) ليس فيها من قلّة الأدب ـ حاشاه ـ ولا يتطرق إليها أي شائبة من قلة الحياء ، أو سوء الآداب ، ولذا فإنّ إسلامنا علَّمنا أنْ نكون دعاة محبة وسلام ، وأخّوة ، ووئام.
أمّا منطلقات خوارج العصور المتأخرة فهو من سويداء قلب الجاهلية الجهلاء في كل شيء إلا بتاريخ الزمان ، فكل تصرفاتهم وأخلاقهم وكلماتهم ، تنطلق من فكر جاهلي بحت.. لا أثر للأخلاق
___________________
(١) آل عمران : ١٥٩.
(٢) الجامع الصغير للسيوطي : ١ / ٥١.
(٣) مسند أحمد : ٦ / ٩١.
(٤) سبأ : ٢٤.
(٥) آل عمران : ٦٤.