نعم ، هدموا القباب وسوّوها بالتراب ، فوا أسفاه على أمة الإسلام وهي تبلغ الملياري إنسان أنْ يفعل بتاريخها وآثارها هذا الشكل وتقرّ وترضخ ساكتة لا تتحرك ، بل إنّ منظمات عالمية تهتم بالتراث الإنساني استنكرت على الوهابية أعمالهم أكثر من المسلمين أنفسهم.
واللافت للنظر أنّ أولئك الطغاة لم يكتفوا بهدم القباب ، بل هدموا المساجد المشيّدة منذ مئات السنين ، فقد أحصوا أكثر من خمسين مسجداً في الحجاز فقط دمروها.. ولم يقنعوا بذلك بل هدّموا البيوت التي لها ذكريات مقدّسة كبيت خديحة عليهاالسلام أو آمنة حيث ولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وغير ذلك كثير.
ومن شدة استهانتهم بالمقدسات ، أنّ بعض الأماكن حولوها إلى زرائب واصطبلات للمواشي ، ومنها ما حولوه لمراحيض عامة ، والطيب الحظ الذي حوَّلوه إلى مكتبة عامة أو منزل للسكن ، والعجب العجاب أنّنا نرى دول العالم أجمع تحترم رجلاً مجهولاً دافع عن تلك الدولة فينصبون له نصباً تذكارياً تحت اسم ( الجندي المجهول ) يزوره الرؤساء والقادة والضيوف ويضعون عليه أكاليل الزهور ويصلّون على روحه وهو بلا روح ولا جسد حتى..
وهؤلاء الخوارج عمدوا إلى تلك الأضرحة والقباب الشامخة وهدّموها وهي مهوى الأرواح والأفئدة ، ولا يسعنا إلا أنْ نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.