والتخريب لكل ما هو صالح ونفيس مادياً ومعنوياً.
فبعد الاستيلاء على الحجاز وإحكام سيطرتهم على الحرمين المقدسين راحوا إلى تلك الأماكن والآثار ودمروها عن آخرها ، حتّى صارت قاعاً صفصفاً بعد أنْ كانت عامرة بكل معاني العظمة والكبرياء.
ففي يوم الثامن من شهر شوال سنة ١٣٤٤ ه / ١٩٢٦ م انهالت معاول الجهل والعصبية على العتبات المقدسة والمراقد المطهرة في المدينة المنورة ، والتي كان يؤمها المسلمون ليروا من خلالها معالم تاريخهم وآثار سلفهم الصالح.. وليؤدّوا أمامها مراسيم التحية والإجلال لرسول الإسلام العظيم النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولآل بيته الطاهرين عليهمالسلام وخيرة صحابته والمجاهدين.
لقد فوجئ المسلمون في العالم بذلك الاعتداء الأثيم الذي استهدف تاريخهم ومقدساتهم وتراثهم من قبل فئة محدودة لا يصلح لها أبداً مهما كانت مبرراتها أنْ تفرض رأيها في قضية وموضوع يرتبط بكل المسلمين.
ولكنّ أولئك القائمين بجريمة هدم
المقدسات استبدّوا برأيهم وخالفوا إجماع الأمّة وجرحوا مشاعرها ورفضوا أي دعوة للحوار والنقاش حول الموضوع ، كما لم يبالوا بصرخات الاعتراض