علل الرؤيا المفزعة والأحلام المرعبة
نجد كثيراً من الناس من يرى في المنام ما يفزعه بحيث يستيقظ وهو فزعاً مرعوباً ، فلا يجد لرؤيته محملاً ليحمله عليه.
فبعض هذه المنامات ـ كما مرّ عليك ـ تحزين وأذى من الشياطين لعباد الله المؤمنين ، فكما أنّه لا يترك البشر ، وخاصّة عباد الله المخلصين ، حتّى يؤذيهم ، وإذا تمكّن يغويهم ويمنعهم عن عبادة الله ، فكذلك لا يتركهم حتّى في المنام ، ليحزنهم على الأقلّ.
وبعضها الآخر تنبيه من الله جلّ شأنه على ما يفعله العبد من المعاصي ليحذر من ذلك أو من تركه الواجبات ليقبل عليها.
روى المفيد في الإختصاص عن الصادق عليهالسلام : « إذا كان العبد على معصية الله عزّ وجلّ ، وأراد الله به خيراً أراه في منامه رؤيا تروّعه ، فينزجر بها عن تلك المعصية » (١).
وفي المحاسن : بسنده عن صفوان ، عن داود ، عن أخيه عبدالله ، قال : « بعثني إنسان إلى أبي عبدالله عليهالسلام زعم أنّه يفزع في منامه من إمرأة تأتيه. قال : فصحت حتّى سمع الجيران.
فقال : أبو عبدالله عليهالسلام : إذهب فقل له : إنّك لا تؤدّي الزكاة.
قال : بلى والله إنّي لأؤدّيها.
فقال : قل له : إن كنت تؤدّيها لا تؤدّيها إلى أهلها » (٢).
وروي في الوسائل ما يقرب من هذا الحديث عن وليد بن صبيح ، قال : « قلت
_________________________
(١) الإختصاص : ٢٤١. درر الأخبار : ٢ / ٢٥٧.
(٢) المحاسن : ٨٧. بحار الأنوار : ٥٨ / ١٥٩.