فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأى في منامه ، ولا اعتدّ به حتّى ورد باب نيسابور ، فقيل له : إنّ عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد ، فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء ، فقصده إلى رباط سعد ، فدخل إليه ، فقال له : يابن رسول الله ، كان من أمري كيت وكيت ، وقد انفسد عليَّ فمي ولساني ، ولا أقدر على الكلام إلاّ بجهد ، فعلّمني دواء أنتفع به.
فقال الرضا عليهالسلام : ألم اُعلّمك ، إذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك.
فقال الرجل : يابن رسول الله ، إن رأيت أن تعيده علَيَّ.
فقال عليهالسلام لي : خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه ، وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً ، فإنّك ستعافى.
قال الرجل : فاستعملت ما وصف لي فعوفيت.
قال أبوحامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبي : سمعت أبا أحمد عبدالله ابن عبدالرحمن المعروف بالصفواني يقول : رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية » (١).
_________________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ٢١١.