واستسعى بأشدّ السير ، فأسرعت حتّى دخلت إلى المدينة.
قالت اُمّ داود : فمضيت به إلى أبي عبدالله عليهالسلام فسلّم عليه وحدّثه بحديثه.
فقال له الصادق عليهالسلام : إنّ أبا الدوانيق رأى في النوم عليّاً عليهالسلام يقول له : أطلق ولدي وإلاّ لألقيتك في النار ، ورأى كأنّ تحت قدميه النيران ، فاستيقظ وقد سقط في يده ، فأطلقك » (١).
ومن فوائد رؤيا النبيّ صلىاللهعليهوآله في المنام : الإنتباه من الغفلة لما يسير عليه من طريقة خاطئة ، كما أخطأ بعض السادة العلويّين في بادي الأمر بالنسبة إلى الأئمّة الهداة ، وإن رجعوا فوراً عند انتباههم ، وتابوا على أيديهم ، كما نقل ذلك عن التأثر الكبير الشهيد السعيد زيد بن عليّ رحمهالله.
قال ابن شهرآشوب : « قال معتب : قُرع باب مولاي الصادق عليهالسلام ، فخرجت فإذا زيد بن عليّ عليهالسلام ، فقال الصادق لجلسائه : ادخلو هذا البيت ، وردّوا الباب ، ولايتكلّم منكم أحد ، فلمّا دخل قام إليه فاعتنقا وجلسا طويلاً يتشاوران ، ثمّ علا الكلام بينهما.
فقال زيد : دع ذا عنك يا جعفر ، فوالله لئن لم تمدّ يدك حتّى اُبايعك أو هذي يدي فبايعني ، لا تعينك ولا كلّفتك ما لا تطبيق ، فقد تركت الجهاد ، وأخلدت إلى الخفض ، وأرخيت الستر ، واحتويت على مال الشرق والغرب.
فقال الصادق عليهالسلام : يرحمك الله يا عمّ ، يغفر لك الله يا عمّ ، وزيد يسمعه ويقول : موعدنا الصبح ، أليس الصبح بقريب ، ومضى فتكلّم الناس في ذلك.
_________________________
(١) فضائل الأشهر الثلاثة : ٣٣.