الحكمة الإلهيّة ، ولا الطبيب الفقاهة ، ولا الفقيه الحكمة ، وأمثال ذلك ، فاعرف قدر كلّ راء حتّى لا تخطئ.
العاشر : التأويل بنوع عين ما رأى أو جنسه ، وقد نبّهنا على ذلك سابقاً ، فمن رأى أنّه صعد جبلاً تقول : تصل إلى رتبة شامخة ودرجة عالية عليّة ، ومن رأى أنّه شرب ماءً تقول : تنال علماً فتأوّل التمر بعلم الحقيقة ، والفواكه بعلم الطريقة ، البقول بعلم الشريعة ، ورعي الغنم بالرئاسة ، وركوب البحر بارتكاب الاُمور المهولة ، والغوص فيه بالغوص في الفتن ، وإن كان البحر حلواً صافياً بعلم غزير.
الحادي عشر : التأويل بالصفة ، كورد لا دوام له بحبيب لا وفاء له ، وحيّ العالم والأشجار الخضر صيفاً وشتاءً بحبيب له وفاء ، وآلات البيت بالخدم ، والدواجن بالأضياف ، والتنّور بالقهرمان ، والسنور بالأنيس ، والفأر بالسارق ، كالعقعق والببغاء بالخطيب ، والبلبل بالمغنّي ، والخطّاف بالمستجير ، والنعل بالزوجة ...
الثاني عشر : التأويل باختلاف الأحوال ، كالفاكهة في أوانه شفاء ، وفي غير أوانه مرض ، والدهن قليله مال ، وكثيره فتنة وبليّة ، والمطر في أوانه رحمة ، وفي غير أوانه نقمة ، وقليله رحمة ، وكثيره نقمة ، وهكذا تلاحظ كلّ شيء مع مقارناته ، وكذلك قد يأوّل بالمضادّة ، وبدلالة الطبع ، وبدلالة العادة ، وبدلالة الكسب والصنعة ، وأمثال ذلك » (١).
من رأى الحيوانات أو الطيور في منامه
وفسّر أهل التعبير والتأويل بعض الحيوانات والطيور التي يراها النائم في نومه
_________________________
(١) بلغة الشيعة الكرام : ١٦٩.