وعدّ السيّد المرتضى هذا الحديث من الضعاف ، وأوّل ذلك مع تسليم صحته ، قائلاً : « هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا يعوّل على مثل ذلك ، على أنّه يمكن مع تسليم صحّته أن يكون المراد به : من رآني في اليقظة فقد رآني على الحقيقة ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثّل بي للقيظان ، فقد قيل إنّ الشيطان ربّما تمثّل بصورة البشر ، وهذا أشبه بظاهر ألفاظ الخبر ؛ لأنّه قال : من رآني فقد رآني ، فأثبت غيره رائياً له ونفسه مرئيّة ، وفي النوم لا رائي له في الحقيقة ولا مرئي ، وإنّما ذلك في اليقظة ، ولو حملناه على النوم لكان تقدير الكلام ، من اعتقد أنّه يراني في منامه ـ ، إن كان غير راءٍ لي في الحقيقة ـ فهو في الحكم كمن قد رآني ، وهذا عدول عن ظاهر لفظ الخبر وتبديل لصيغته » (١).
قلت : وقد اضطربت كلمات الأعلام في إثبات صحّة رؤية النبيّ والإمام ، وقد أسهب العلاّمة المجلسي والسيّد عبد الله شبّر ، وغيرهما في هذا المجال ، ومن أراد التحقيق أكثر ممّا ذكرنا فليراجع كتابيهما ، ولكن إثبات هذه المسألة لم تنحصر فيما روي عنه صلىاللهعليهوآله ، بل روي عن العترة الطاهرة عدّة روايات فيمن أراد أن يرى النبيّ في منامه ، كما رواه الكفعمي في مصباحه ، والمفيد في الإختصاص ، وابن طاووس في فلاح السائل وإقباله ، والبرقي في محاسنه ، وإليك ما روي في ذلك :
الرواية الاُولى : روى البرقي : بسنده عن عليّ بن خالد ، عمّن حدّثه ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويرى منزله في الجنّة » (٢).
الرواية الثانية : روى الكفعمي في المصباح : عن الصادق عليهالسلام ، قال : « من
_________________________
(١) مصابيح الأنوار : ٢ / ١٠.
(٢) المحاسن : ١ / ٦٩.