يا عيسى كن مع ذلك تلين الكلام وتفشي السلام يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا للمعاد والزلازل الشداد وأهوال يوم القيامة حيث لا ينفع أهل ولا ولد ولا مال.
يا عيسى اكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطالون.
يا عيسى كن خاشعا صابرا فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.
يا عيسى رح من الدنيا يوما فيوما وذق لما قد ذهب طعمه فحقا أقول ما أنت إلا بساعتك ويومك فرح من الدنيا ببلغة وليكفك الخشن الجشب فقد رأيت إلى
______________________________________________________
قوله تعالى : « كن مع ذلك » أي لا يكن زهدك سببا لنفرتك عن الخلق وسوء الخلق معهم ، بل كن مع الزهد تلين الكلام مع كل أحد ، وتفشي السلام إلى كل من تلقاه.
قوله تعالى : « إذا نامت عيون الأبرار » فكيف الأشرار.
قوله تعالى : « حذرا » بفتح الذال ليكون مفعولا لأجله ، أو بكسر الذال أي كن حذرا.
قوله تعالى : « بميل الحزن » في بعض النسخ بملمول بضم الميمين بمعناه.
قوله تعالى : « رح من الدنيا يوما فيوما » أي اقطع كل يوم عنك شيئا من تعلقات الدنيا حتى لا يصعب عليك مفارقتها عند أجلك ، فإن الموت الاختياري أسهل من الموت الاضطراري وأنفع.
قوله تعالى : « وذق لما قد ذهب طعمه » وفي الأمالي « ما قد ذهب » أي لا تتبع اللذات وأقنع بالأشياء البشعة التي ذهب طعمه ، ويحتمل أن يكون كناية عن الاعتبار بفناء الدنيا وعدم بقاء لذاتها لكنه بعيد.
قوله تعالى : « ما أنت إلا بساعتك » أي لا تعلم وجودك وبقائك بعد تلك الساعة وهذا اليوم فاغتنمها.
قوله تعالى : « فزح من الدنيا ببلغة » أي اترك واكتف بالبلاغ والكفاف