الفاحشة؟! أم رسالة توحيد وهو الذي بعث أنبياءه لغرضها فإذا بهم ينسونها مع أول عارض من عوارض الدنيا ، وبعض هذه العوارض فيه من التفاهة الشيء الكثير حتى إنَّ الإنسان العادي قد يفوّته فما بالك بنبي؟! اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان.
* * *
إن هذه الخصائص في تصوري قابلة لرد الشبهات التي قد تعترض عصمة الأنبياء عليهمالسلام وتبدد ما قد يكتنف فهم بعض الآيات من غموض في هذا المجال ، وذلك من خلال جعل التأويل المنسجم مع هذه العصمة هو الأصل في التفسير ، والضابطة في فهم مراميه وأغراضه ، خاصة أن ما يقدّم في مجالات التفسير في أغلب الأحيان هو من بنات اجتهادات مفسرين لا يتمتعون بحصانة العصمة في الأقل.
* * *
وفي هذا المحور سنحاول أن نقدم عرضاً فيه بعض التفاصيل لبعض الشبهات التي اعترضت هذا المفهوم ليكون دليلاً على ان هذه الشبهات لا تقوى على التشكيك بالمفهوم فضلاً عن القضاء عليه ، وسنأخذ في هذا المجال الشبهات التالية :
١ ـ عصيان آدم عليهالسلام : ومنشأ هذه الشبهة قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى * فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ