ووفقاً للحكيم الترمذي فإن هذا النبي كان موسى عليهالسلام. (١)
وأياً كان فإن الخبر يقدح بكمال الأنبياء لا سيما من جهة معاقبة من لا ذنب له ، هذا إن كان في لدغ النمل للإنسان ما يشكّل ذنباً لها ، والخبر يظهر نبياً من الأنبياء عليهمالسلام بمظهر من الخفة والطيش والبطش بما لا يتناسب مع مقامهم!!
وفي قصة أخرى تشابه ما يروى في خلاعيات قصص ألف ليلة وليلة يروي البخاري عن أبي هريرة أيضاً عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : قال سليمان بن داود عليهماالسلام : لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهنّ يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل : إن شاء الله ، فلم يقل : إن شاء الله ، فلم يحمل منهنّ إلّا امرأة واحدة جاءت بشقّ رجل ، والذي نفس محمد بيده لو قال : إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون. (٢)
ولكن البخاري تجده يروي نفس الخبر عن أبي هريرة نفسه ولكن باضطراب فاضح في المتن ، ففي خبر آخر ذكر أن النساء كن سبعين امرأة ، (٣) وفي خبر ثالث ذكر أنهنّ : تسعين امرأة ، (٤) وفي رابع : أصبحن ستيناً. (٥)
____________________
(١) نوادر الأصول في أحاديث الرسول ١ : ٤٠٧ للحكيم الترمذي ؛ دار الجيل ـ بيروت ١٩٩٢ ط ١.
(٢) البخاري ٣ : ٢٠٩ (كتاب الجهاد والسير) باب من طلب الولد للجهاد.
(٣) البخاري ٤ : ١٣٦ (كتاب بدء الخلق) باب ووهبنا لداود سليمان.
(٤) البخاري ٧ : ٢٢٠ (كتاب الأيمان والنذور) باب كيف كانت يمين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، و ٧ : ٢٣٨ باب الاستثناء في الأيمان.
(٥) البخاري ٨ : ١٩١ (كتاب التوحيد) باب في المشيئة والارادة.