وبلغ معاوية : أن قوماً من أهل الشام
يجالسون الأشتر وأصحابه ، فكتب إلى عثمان : « إنك بعثت إلي قوماً أفسدوا مصرهم
وانغلوه ، ولا آمن أن يفسدوا طاعة من قِبَلي ، ويعلموهم ما لا يحسنونه ، حتى تعود
سلامتهم غائلة » .
قال ابن الاسكافي : « فبلغ من عنايتهم
في هذا الباب : أن أخذوا معلميهم بتعليم الصبيان في الكتاتيب، لينشئوا عليه صغيرهم
، ولا يخرج من قلب كبيرهم. وجعلوا لذلك رسالة يتدارسونها بينهم. ويكتب لهم مبتدأ
الأئمة : أبو بكر بن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، ومعاوية بن
أبي سفيان. حتى ان أكثر العامة منهم ما يعرف علي بن أبي طالب ولا نسبه ، ولا يجري
على لسان أحد منهم ذكره.
ومما يؤكد هذا ما يؤثر عن محمد بن
الحنفية يوم الجمل ، قال : حملت على رجل فلما غشيته برمحي قال : أنا على دين عمر
بن أبي طالب وقال : فعلمت أنه يريد علياً فأمسكت عنه .
وجاء حمصي إلى عثمان بنصيحة ، وهي : «
لا تكل المؤمن إلى إيمانه ، حتىتعطيه من المال ما يصلحه. أو قال : ما يعيشه ـ ولا
تكل ذا الأمانة إلى أمانته حتى تطالعه في عملك ، ولا ترسل السقيم إلى البرئ ليبرئه
، فإن الله يبرئ السقيم ، وقد يسقم البرئ. قال : ما أردت إلا الخير ـ قال : فردهم
، وهم زيد بن صوحان ، وأصحابه » .
وقدمنا : أنه قد حلف للسفاح جماعة من
قواد أهل الشام ، وأهل الرياسة والنعم فيها : أنهم ما كانوا يعرفون أهل البيت
للنبي صلىاللهعليهوآله يرثونه غير
بني أمية ..