ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى
الرياسة ، وسلماً إلى العز والإ مرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، ولا
ارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعاً ، وبازلها بكراً .
ثم فتح الله عليها الفتوح ، فأثرت بعد
الفاقه ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ،
وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً. وقالت : لو لا أنه حق لما كان
كذا ..
ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ،
وحسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين ،
فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا
وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ كثير ممن لا يعرف
» .
هذا كله .. بالإضافة إلى السياسة التي
كانت تهدف إلى القضاء على أهل البيت ، وإخماد ذكرهم ، وإبطال أمرهم ، ففي صفين ،
في قضية ترتبط بإقدام الحسنين ، وابن جعفر على الحرب ، نجد أمير المؤمنين عليهالسلام يشير إلى أن الأمويين لو استطاعوا لم
يتركوا من بني هاشم نافخ نار ـ كما سيأتي ـ.
وقال عمرو بن عثمان بن عفان للإمام
الحسن عليهالسلام : « ما سمعت
كاليوم ، إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض من أحد بعد قتل الخليفة عثمان ..
إلى أن قال : فياذلاه ، أن يكون حسن وسائر الناس بني عبد المطلب قتلة عثمان ،
أحياء يمشون على مناكب الأرض ».
ثم تذكر الرواية اتهام عمرو بن العاص ،
والمغيرة بن شعبة أمير المؤمنين عليهالسلام
، بأنه أراد قتل النبي صلىاللهعليهوآله
، وأنه سم أبا بكر ، وشارك في قتل عمر ، ثم قتل عثمان .