وهكذا .. فإن الزهراء البتول صلوات الله
وسلامه عليها ، وهي المرأة المعصومة بحكم آية التطهير وغيرها ، والتي لم تكن
لِتُصدر ، ولا لِتوردَ إلاَّ وفق الشرع الإسلامي الحنيف ، قد استشهدت بالحسنين
الزكيينعليهماالسلام بمرأى،
وبمسمع ، وبتأييد ورضى من سيد الوصيين ، أمير المؤمنين علي عليهالسلام .. فلقد رأيا فيهما الأهلية لأداء
الشهادة في مناسبة كهذه ، مع أنهما كانا آنئذٍ لا يتجاوز عمرهما السبع سنوات ،
فإعطاؤهما دوراً بارزاً في قضية مصيرية وخطيرة كهذه ، لم يكن أمراً عفوياً ، ولا
منفصلاً عن الضوابط التي تنظم مواقف أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ... وإنما كان
امتداداً لمواقف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
منهما ، في مجال إعدادهما ، ووضعهما في مكانهما الطبيعي على المستوى القيادي للأمة.
هذا .. ولا يجب أن نقلل من أهمية هذه
القضية .. على اعتبار أنها ترتبط بحق مالي ، وليست ـ كالبيعة ـ عقداً يشترط فيه
البلوغ ، مع ملاحظة : أن سنهما حين الشهادة كان يفوق ما كان لهما من السن حين
البيعة
..
لا .. يجب أن نتخيل ذلك .. فإن الشهادة
يعتبر فيها البلوغ أيضاً ، والعقل .. كما أن سنهما حينئذٍ كان ـ كما قلنا ـ لا يصل
إلى الثمان سنوات .. أضف إلى ذلك : أن الاستشهاد بالحسنين ، وبعلي ، وبأم أيمن
التي شهد لها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأنها من أهل الجنة ، إنما كان ، كما يقول السيد هاشم معروف الحسني رضوان الله
تعالى عليه :