الرجوان .. أي ليس ممن يستهان به ، والنصوص
التي تدخل هذا المجال كثيرة ، لا مجال لتتبعها فعلاً.
ولعل ما تقدم من نصرة الإمام الحسن عليهالسلام لعثمان ، بالإضافة إلى أنه لم يكن قد
ساهم في قتل مشركي قريش وغيرها على عهد الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بسبب صغر سنه آنئذٍ. ثم ما سمعته
الأمة ورأته من أقوال ومواقف النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
تجاهه عليهالسلام .. ثم علم
الجميع بنزول العديد من الآيات القرآنية ، التي تعرب عن فضله ، وتشيد بكريم خصاله
، وتؤكد على ما يؤهله الله له من دورٍ قيادي في مستقبل الأمة ..
ـ إن كل ذلك وسواه ـ قد جعل موقفه عليهالسلام في قبال معاوية والأمويين ، أكثر قوة ،
وأعظم أثراً ، حيث لم يكن ثمة شبهات يستطيع خصومه التشبث بها لتضعيف مركزه ،
وزعزعة سلطانه ، كما أنه لم يواجه ما يشبه قضية التحكيم ، التي فُرِضَت على أمير
المؤمنين عليهالسلام من قبل ..
نعم .. هو ابن لذلك الذي وَتَرَ قريشاً
، وقتل صناديدها ، الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله سبحانه ، بكل ما يملكون من
حيلة ووسيلة.
ولعل مدى ضعف حجة معاوية في مقابل
الإمام الحسن عليهالسلام
، يتجلى أكثر ، بالمراجعة إلى أقوال معاوية نفسه ، وذلك حينما لا يجد حجة يحتج بها
لتصديه لهذا الأمر ، سوى أنه أطول من الإمام الحسن عليهالسلام
ولاية ، وأقدم تجربة ، وأكثر سياسة ، وأكبر سناً .
قال بعض الباحثين : « وهكذا .. صارت مقاييس
الخلافة كمقاييس الأزياء ، أو الكمال الجسماني : أطول ، وأكبر ، وأقدم ، وأكثر » .
إلا أن جيش الإمام الحسن عليهالسلام ، وكذلك الظروف الخاصة التي