له من خوضها ، ضد
أصحاب المطامع والمنحرفين.
وقد كان ذلك بطبيعة الحال وَبَالاً على
الإسلام ، وعلى المسلمين ، وسبباً للكثير من المصائب والبلايا ، التي لا يزال
يعاني الإسلام والمسلمون من آثارها ..
وإذا كان علي أمير المؤمنين عليهالسلام لا يرغب في قتل عثمان يهذه الصورة التي
حدثت ، وإذا كان قد أرسل الحسنين عليهماالسلام
للدفع والذب عنه ، وإذا كان قد بلغ في دفاعه عنه حداً جعل مروان يعترف بذلك ويقول
:
« ما كان أحد أدفع عن عثمان من علي ،
فقيل له : ما لكم تسبونه على المنابر؟ قال : إنه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك » .
ويقول علي عليهالسلام
: « واللهِ ، لقد دفعت عنه ، حتى خشيت أن أكون آثماً » .
إنه إذا كان كذلك .. فإنه لم يكن يريد
أن يكون ذلك الدفع عن عثمان ، موجباً لفهم خاطيء لحقيقة رأيه في عثمان ، وفي
مخالفته .. فكان يذكر تلك المخالفات تصريحاً تارة ، وتلويحاً أخرى ، كما أنه كان
يجيب سائليه عن أمر عثمان بأجوبة صريحة أحياناً ، ومبهمة أحياناً أخرى ، أو على
الأقل لا تسمح بالتشبث بها واستغلالها ، من قبل المغرضين والمستغلين ..
كما أن دفاعه عليهالسلام عن عثمان ، ومحاولته دفع القتل عنه ،
لا يعني : أنه كان يسكت عن تلك المخالفات الشنيعة ، التي كانت تصدر منه ، ومن
أعوانه .. ولا أنه لا يرى بها خطراً داهماً ومدمراً .. بل ما فتىء عليهالسلام