فأبو بكر لم يكن يرى : أن اتهام أمير
المؤمنين في قضية الإمام الحسن من صالحه .. أما عمر .. الذي رأى أنه قد أصبح قوياً
في الحكم ، وقد تكرس الموقف لصالح غير أهل البيت على الصعيد السياسي .. عمر هذا ـ
يهتم بالتعرف على مصدر هذه الأرهاصات ، ليعمل على القضاء عليها قبل فوات الأوان ،
مادام يملك القدرة على ذلك بنظره.
لقد كانت مواقف الحسنين هذه تعتبر
تحدياً عميقاً للسلطة ، في أدقِّ وأخطر قضية عملت من أجل حسم الأمور فيها لصالحها
، ورأت أنها قد وفقت في مقاصدها تلك إلى حدٍ بعيد .. فجاءت هذه المواقف لتهز من
الأعماق ما كاد يعتبر ، أو قد اعتبر بالفعل من الثوابت الراسخة.
والحسنان هما ذانك الفرعان من دوحة
الإمامة ، وغرس الرسالة ، اللذان يفهمان الظروف التي تحيط بهما ، ويقيمانها
التقييم الصحيح والسليم ، ليتخذا مواقفهما على أساس أنها وظيفة شرعية ، ومسؤولية
إلهية.
أما التكليف الشرعي ، والموقف الذي
لأبيهما ، فهو وإن كان في ظاهره