عالم بعيبه شاغل بغمه ـ لا يثق بغير ربه غريب وحيد جريد [ حزين ] يحب في الله ويجاهد في الله ليتبع رضاه ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي في سخط ربه مجالس لأهل الفقر مصادق لأهل الصدق مؤازر لأهل الحق عون للقريب أب لليتيم بعل للأرملة حفي بأهل المسكنة مرجو لكل كريهة مأمول
______________________________________________________
خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الإسلام ، انتهى.
« وحيد » أي يصبر على الوحدة ، أو فريد لا مثل له « حزين » لضلالة الناس وقلة أهل الحق « لا ينتقم لنفسه بنفسه » بل يصبر حتى ينتقم الله له في الدنيا ، أو في الآخرة « ولا يوالي في سخط ربه » أي ليس موالاته لمعاصي الله ، وفي القاموس : الصداقة : المحبة ، والمصادقة والصداق المخالة كالتصادق والمؤازرة : المعاونة « عون » أي معاون « للغريب » النائي عن بلده ، أو للغرباء من أهل الحق كما مر « أب لليتيم » أي كالأب له وكذا البعل ، وفي الصحاح : الأرملة : المرأة التي لا زوج لها ، وفي القاموس امرأة أرملة محتاجة أو مسكينة ، والجمع أرامل وأراملة ، والأرمل العزب وهي بهاء ولا يقال للعزبة المؤسرة : أرملة.
« حفي بأهل المسكنة » قال الراغب : الحفي : البر اللطيف في قوله عز ذكره « إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا » (١) ويقال : حفيت بفلان وتحفيت به : إذا عنيت بإكرامه ، والحفي :
العالم بالشيء « مرجو لكل كريهة » أي يرجى لرفع كل كريهة ويأمله الناس لدفع كل شدة ولو بالدعاء إن لم تمكنه الإعانة الظاهرة وفي القاموس : الكريهة : الحرب ، أو الشدة في الحرب والنازلة ، وقيل : المرجو أقرب إلى الوقوع من المأمول.
« هشاش بشاش » قال الجوهري : الهشاشة : الارتياح والخفة للمعروف ، وقد هششت بفلان ـ بالكسر ـ أهش هشاشة : إذا خففت إليه وارتحت له ، ورجل هش
__________________
(١) سورة مريم : ٤٧.