وصول في غير عنف بذول في غير سرف لا بختال ولا بغدار ولا يقتفي أثرا ولا يحيف بشرا رفيق بالخلق ساع في الأرض عون للضعيف غوث للملهوف لا يهتك سترا ولا يكشف سرا كثير البلوى قليل الشكوى إن رأى خيرا ذكره وإن عاين شرا ستره يستر العيب ويحفظ الغيب ويقيل العثرة ويغفر الزلة
______________________________________________________
« وصول في غير عنف » كان في بمعنى مع ، أي يعاشر الأرحام والمؤمنين ويحسن إليهم بحيث لا يصير سببا للثقل عليهم ، أو وصله دائم غير مشوب بعنف ، أو يصلهم بالمال ولا يعنف عليهم عند العطاء ولا يؤذيهم بالقول والفعل.
« بذول في غير سرف » أي يبذل المال مع غير إسراف « ولا يختار » وفي بعض النسخ ولا يختال ، في القاموس : الختر : الغدر ، والخديعة ، أو أقبح الغدر ، وهو خاتر وختار ، وقال : ختله يختله ويختله ختلا وختلانا : خدعه والذئب الصيد تخفى له فهو خاتل ، وختول ، وخاتله : خادعه ، وتخاتلوا : تخادعوا « لا يقتفي أثرا » أي لا يتبع عيوب الناس ، أو لا يتبع أثر من لا يعلم حقيته ، « ولا يحيف بشرا » بالحاء المهملة وفي بعضها بالمعجمة ، فعلى الأول هو من الحيف الجور والظلم ، وعلى الثاني من الإخافة.
« ساع في الأرض » أي لقضاء حوائج المؤمنين ، وعيادة مرضاهم ، وشهود جنائزهم وهدايتهم وإرشادهم ، والغوث اسم من الإغاثة وهي النصرة ، وأغاثهم الله برحمته كشف الله شدتهم ، وفي القاموس : لهف كفرح حزن وتحسر كتلهف عليه ، والملهوف ، واللهيف ، واللهفان ، واللاهف : المظلوم المضطر يستغيث ويتحسر ، انتهى.
وهتك الستر : إفشاء العيوب « ولا يكشف سرا » أي سر نفسه ، أو سر غيره ، أو الأعم ، والشكوى : الشكاية « إن رأى خيرا » بالنسبة إليه ، أو مطلقا « ذكره » عند الناس « وإن عاين شرا » بالنسبة إليه أو مطلقا « ستره » عن الناس ، وحفظ الغيب : أن يكون في غيبة أخيه مراعيا لحرمته ، كرعايته عند حضوره « ويقيل العثرة »