كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه ولا ينكي الطمع قلبه ولا يصرف اللعب حكمه ولا يطلع الجاهل علمه قوال عمال عالم حازم لا بفحاش ولا بطياش
______________________________________________________
« كهف للمسلمين » في القاموس : الكهف : الوزر والملجإ.
« لا يخرف الثناء سمعه » كان المراد بالخرق الشق وعدمه كناية عن عدم التأثير فيه كأنه لم يسمعه ، وما قيل : من أنه على بناء الأفعال ، أي لا يصير سمعه ذا خرق وأحمق فلا يخفى بعده « ولا ينكي الطمع قلبه » أي لا يؤثر في قلبه ولا يستقر فيه ، وفيه إشعار بأن الطمع يورث جراحة القلب جراحة لا تبرأ.
في القاموس : نكأ القرحة كمنع قشرها قبل أن تبرأ فنديت ، وقال في المعتل : نكى العدو وفيه نكاية قتل وجرح والقرحة نكأها ، أقول : فهنا يمكن أن يقرأ مهموزا وغير مهموز « ولا يصرف اللعب حكمه » أي حكمته ، والمعنى : لا يلتفت إلى اللعب لحكمته ، كما قال تعالى : « وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً » (١) أو المعنى : أن الأمور الدنيوية لا تصير سببا لتغيير حكمه كما قال تعالى : « وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ » (٢) « ولا يطلع الجاهل علمه » لا يطلع على بناء الأفعال ، والمراد بالجاهل المخالفون ، أي يتقى منهم ، أو ضعفاء العقول ، فالمراد بالعلم : ما لا يستطيعون فهمه كما مر « قوال » أي كثير القول لما يحسن قوله ، كثير الفعل والعمل بما يقوله « عالم » قيل : هو ناظر إلى قوله قوال ، و « حازم » ناظر إلى قوله عمال ، والحزم رعاية العواقب.
وفي القاموس : الحزم ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة « لا بفحاش » في القاموس : الفحش ، عدوان الجواب ، وقال الراغب : الفحش ، والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال ، وفي القاموس : الطيش النزق والخفة ، طاش يطيش فهو طايش وطياش وذهاب العقل ، والطياش : من لا يقصد وجها واحدا
__________________
(١) سورة الفرقان : ٧٢.
(٢) سورة العنكبوت : ٦٤.