لا يطلع على نصح فيذره ولا يدع جنح حيف فيصلحه أمين رصين تقي نقي
______________________________________________________
أصل الإقالة هو أن يبيع الإنسان آخر شيئا فيندم المشتري فيستقيل البائع أي يطلب منه فسخ البيع فيقيله أي يقبل ذلك منه فيتركه. ثم يستعمل ذلك في أن يفعل أحد بغيره ما يستحق تأديبا أو ضررا فيعتذر منه ، ويطلب العفو فيعفو عنه ، كأنه وقع بينهما معاوضة فتتاركا ، ومنه قولهم : أقال الله عثرته.
وغفر الزلة أيضا قريب من ذلك ، يقال : أرض مزلة : تزل فيها الأقدام ، وزل في منطقه أو فعله يزل من باب ضرب زلة : أخطأ ، ويمكن أن تكون الثانية تأكيدا ، أو تكون إحداهما محمولة على ما يفعل به ، والأخرى على الخطإ الذي صدر منه من غير أن يصل ضرره إليه ، أو يكون إحداهما محمولة على العمد ، والأخرى على الخطإ ، أو إحداهما على القول والأخرى على الفعل ، أو إحداهما على نقض العهد والوعد والأخرى على غيره.
« لا يطلع على نصح فيذره » لا يطلع بالتشديد على بناء الافتعال أي إذا اطلع على نصح لأخيه لا يتركه بل يذكره له « ولا يدع جنح حيف فيصلحه » ، في القاموس : الجنح بالكسر : الجانب ، والكتف ، والناحية ، ومن الليل الطائفة منه ويضم ، وقال : الحيف : الجور والظلم ، والحاصل أنه لا يدع شيئا من الظلم يقع منه أو من غيره على أحد بل يصلحه ، أو لا يصدر منه شيء من الظلم فيحتاج إلى أن يصلحه ، وفي بعض النسخ جنف بالجيم والنون وهو محركة الميل والجور.
« أمين » يأتمنه الناس على حالهم وعرضهم « رصين » بالصاد المهملة وتقدم وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة ، وفي القاموس المرصون شبه المنضود من حجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء وغيره « تقي » عن المعاصي « نقي » عن ذمائم الأخلاق أو مختار ، يقال : انتقاه ، أي اختاره « زكي » أي طاهر من العيوب ، أو نام في الكمالات أو صالح ، في القاموس : زكا يزكو زكاء ، وزكاه الله ، وأزكاه والرجل صلح وتنعم فهو