لا يتهور ولا يتهتك ولا يتجبر خالص الود وثيق العهد وفي العقد شفيق
______________________________________________________
« كريم المراجعة » قد مر إن مراجعته في السؤال تفهم ، وهنا يصفها بالكرم ، أي يأتي بها في غاية الملاينة وحسن الأدب ، وقيل : المراد بالمراجعة هنا الرجوع عن الذنب ، أو السهو أو الخطإ « عدل إن غضب » أي لا يصير غضبه سببا لجوره على من غضب عليه.
« رفيق إن طلب » أي إن طلب شيئا من أحد يطلبه برفق سواء كان له عنده حق أم لا ، ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول ، أي إن طلب أحد رفاقته يصاحبه برفق ، وإن طلب أحد منه حقه يجيبه برفق ، « لا يتهور » التهور الإفراط في الشجاعة وهو مذموم ، قال في القاموس : تهور الرجل وقع في الأمر بقلة مبالاة.
« ولا يتهتك » قد مر ذلك فهو تأكيد ، أو المراد هنا هتك ستر الغير فيكون تأسيسا لكن لا يساعده اللغة كما عرفت « ولا يتجبر » أي لا يتكبر على الغير ، أو لا يعد نفسه كبيرا « خالص الود » أي محبته خالصة لله ، أو مخصوصة بالله أو محبته خالصة لكل من يؤده ، غير مخلوطة بالخديعة والنفاق ، وكان هذا أظهر. « وثيق العهد » أي عهدة مع الله ومع الخلق محكم « وفي العقد » أي يفي بما يصدر عنه من العقود الشرعية كما قال سبحانه : « أَوْفُوا بِالْعُقُودِ » (١) على بعض الوجوه ، قال في مجمع البيان : اختلف في هذه العقود على أقوال :
أحدها : أن المراد بها العهود التي كان أهل الجاهلية عاهد بعضهم بعضا فيها على النصرة والموازرة والمظاهرة على من حاول ظلمهم ، أو بغاهم سوءا ، وذلك هو معنى الحلف.
وثانيها : أنها العقود التي أخذ الله سبحانه على عباده بالإيمان والطاعة فيما أحل لهم ، أو حرم عليهم.
__________________
(١) سورة المائدة : ١.