وصول حليم خمول قليل الفضول راض عن الله عز وجل مخالف لهواه
______________________________________________________
وثالثها : أن المراد بها العقود التي يتعاقدها الناس بينهم ، ويعقدها المرء على نفسه كعقد الأيمان ، وعقد النكاح ، وعقد العهد ، وعقد البيع ، وعقد الحلف.
ورابعها : أن ذلك أمر من الله سبحانه لأهل الكتاب بالوفاء بما أخذ به ميثاقهم من العمل بما في كتبهم من تصديق نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما جاء به من عند الله ، وأقوى هذه الأقوال عن ابن عباس : أن المراد بها عقود الله التي أوجبها على العباد في الحلال والحرام ، والفرائض ، والحدود ، ويدخل في ذلك جميع الأقوال الأخر فيجب الوفاء بجميع ذلك ، إلا ما كان عقدا في المعاونة على أمر قبيح ، انتهى.
والعلماء مدارهم في الاستدلال على لزوم العقود بهذه الآية وقد يحمل العقد في هذا الخبر على الاعتقاد ، وفي القاموس : الشفق حرص الناصح على صلاح المنصوح وهو مشفق وشفيق ، وحاصله أنه ناصح ومشفق على المؤمنين ، وقيل : خائف من الله ، والأول أظهر « وصول » للرحم أو الأعم منهم ومن سائر المؤمنين ، والحلم : الأناة والعقل كما في القاموس ، قال الراغب : الحلم ضبط الشيء عن هيجان الغضب وجمعه أحلام ، قال الله تعالى : « أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا » (١) قيل : معناه عقولهم وليس الحلم في الحقيقة هو العقل لكن فسروه بذلك لكونه من مسببات العقل.
« خمول » في أكثر النسخ بالخاء المعجمة ، وفي بعضها بالحاء المهملة فعلى الأول المعنى أنه خامل الذكر غير مشهور بين الناس ، وكأنه محمول على أنه لا يحب الشهرة ، ولا يسعى فيها ، لا أن الشهرة مطلقا مذمومة.
في القاموس : خمل ذكره وصوته خمولا خفي ، وأخمله الله فهو خامل : ساقط لا نباهة له ، وعلى الثاني : إما المراد به الحلم تأكيدا ، أو المراد بالحليم : العاقل ، أو أنه يتحمل المشاق للمؤمنين ، والأول أظهر ، في القاموس : حمل عنه حلم فهو
__________________
(١) سورة الطور : ٣٢.