عليه وما له إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن
______________________________________________________
عمارا وأبويه ياسرا وسمية على الارتداد فلم يقبله أبواه فقتلوهما وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مكرها ، فقيل : يا رسول الله إن عمارا كفر فقال : كلا إن عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عمار وهو يبكي فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح عينيه فقال : ما لك إن عادوا فعد لهم بما قلت.
أقول : وينافي هذا الخبر ظاهرا ما رواه السيد رضياللهعنه في نهج البلاغة أنه قال عليهالسلام : لأصحابه : أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه إلا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني ، فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة ، وأما البراءة فلا تتبرءوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة « والبلعوم » مجرى الطعام في الحلق « ومندحق البطن » أي بارزه ، وقيل : واسعه « وأكل ما يجد » كناية عن كثرة أكله أو عن الإسراف والتبذير وطلب ما لا يجد عن الحرص أو عدم الظفر بالمقصد الأصلي ، واختلف في هذا الرجل فقيل : هو زياد بن أبيه أو الحجاج أو المغيرة بن شعبة أو معاوية عليهم اللعنة ، وقد كان معاوية معروفا بكثرة الأكل حتى يضرب به المثل قال الشاعر :
وصاحب لي بطنه كالهاوية |
كان في أمعائه معاوية |
« فإنه لي زكاة » أي زيادة في حسناتي أو لا ينقص من قدري في الدنيا شيئا بل أزيد شرفا وعلو قدر وشياع ذكر ، وأما ولادته عليهالسلام على الفطرة فاستشكل فيها بأن ميلاده عليهالسلام كان متقدما على الإسلام ولو أريد بالفطرة ما يولد عليه كل مولود فذلك مما لا يختص به أحد مع أن الولادة على الإسلام ليس خاصة له عليهالسلام.