أم « قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا » بل هو « فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ».
فكيف لهم باختيار الإمام والإمام عالم لا يجهل وراع لا ينكل معدن
______________________________________________________
اللغة كما هو مقتضى أصل « لو » فتفيد أن التولي منتف بسبب انتفاء الإسماع ، لأن التولي هو الإعراض عن الشيء وعدم الانقياد له ، فعلى تقدير عدم إسماعهم ذلك الشيء لم يتحقق منهم التولي والإعراض عنه ، ولم يلزم من هذا تحقق الانقياد له.
فإن قيل : انتفاء التولي خير وقد ذكر أن لا خير فيهم؟
قلنا : لا نسلم أن انتفاء التولي بسبب انتفاء الإسماع خير ، وإنما يكون خيرا لو كانوا من أهله بأن سمعوا شيئا ثم انقادوا له ولم يعرضوا ، انتهى.
أقول : ويحتمل على ما أشرنا إليه من حمل قوله : « لَأَسْمَعَهُمْ » على الهدايات والألطاف الخاصة ، أن يحمل قوله سبحانه « وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ » على غير ذلك من أصل الاستماع الذي هو شرط التكليف ، فلا يتكرر الوسط فلا يلزم الإنتاج.
وهذا قريب من أحد الوجوه التي ذكرها ابن هشام في المغني ، حيث أجاب عن ذلك بثلاثة وجوه : « الأول » : أن التقدير لأسمعهم إسماعا نافعا ، ولو أسمعهم إسماعا غير نافع لتولوا فاختلف الوسط « والثاني » : ما ذكره البيضاوي « والثالث » : لو علم الله فيهم خيرا وقتا ما لتولوا بعد ذلك ، وأشار البيضاوي إليه أيضا ، وفي الأخيرين ما ترى ، وسيأتي في باب : أنه لا يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهمالسلام ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحدثانه ، إذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولي معرضا كان لم يسمع « الخبر » وفيه تأييد لما ذكرنا أولا فتفطن.
« أم « قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا » أم منقطعة على نحو ما سبق ، مقتبسا مما ذكره الله في قصة بني إسرائيل أي بل قالوا سمعنا كلام الله ورسوله في تعيين الإمام وعصيناهما.
« بل هو فضل الله » أي الإماتة أو السماع ومعرفة الإمام.
« عالم لا يجهل » أي شيئا من الأشياء التي تحتاج الأمة إليها « وراع » أي حافظ