يُشْرِكُونَ » (١) وقال عز وجل « وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ » الآية (٢) وقال : « ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا
______________________________________________________
« وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ » قال : إن الله تعالى خلق آدم من طين حيث شاء ، ثم قال : « وَيَخْتارُ » إن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا ، وجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب عليهالسلام الوصي ، ثم قال : « ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ » يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني اختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ، ثم قال : « سُبْحانَ اللهِ ( وَتَعالى ) عَمَّا يُشْرِكُونَ » يعني تنزيه الله عما يشرك به كفار مكة ، ثم قال : « وَرَبُّكَ » يا محمد « يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ » من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك « وَما يُعْلِنُونَ » من الحب لك ولأهل بيتك.
وأقول : ليس قوله : « من أمرهم » في القرآن ولا في العيون ومعاني الأخبار وغيرهما من كتب الحديث ، ولعله زيد من النساخ ، وعلى تقديره يمكن أن يكون في قراءتهم عليهمالسلام كذلك ، أو زاده عليهالسلام تفسيرا.
« أَمْ لَكُمْ كِتابٌ » أي من السماء « فِيهِ تَدْرُسُونَ » أي تقرءون « إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ » أي إن لكم ما تختارونه وتشتهونه ، قيل : أصله أن لكم بالفتح لأنه المدروس ، فلما جئت باللام كسرت ، ويجوز أن يكون حكاية للمدروس أو استينافا ، وتخير الشيء واختياره : أخذ خيره.
« أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا » أي عهود مؤكدة بالإيمان « بالِغَةٌ » متناهية في التأكيد « إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ » متعلق بالمقدر في لكم أي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة لا تخرج عن عهدتها حتى نحكمكم في ذلك اليوم ، أو مبالغة أي أيمان علينا تبلغ ذلك اليوم « إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ » جواب القسم لأن معنى « أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا » أم أقسمنا لكم.
« سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ » أي بذلك الحكم قائم يدعيه ويصححه م « أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ »
__________________
(١) سورة القصص : ٦٨.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٦.