تراثنا ـ العدد [ 140 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 140 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

ومن هنا نشاهد سعياً من البلاط ، إلى العمل على إبعاد الشيخ من جواره. لقد أدرك ناصر الدين شاه أنّ قتل المعارضين من أمثال أمير النظام ليس هو الخيار الأمثل دائماً لمكافحة الأفكار المخالفة والتيّارات المعارضة. وأنّ إعادة سيناريو حمّام فين كاشان(١) بحقّ (شيخ العراقَين) رحمه‌الله وأمثاله ، لم يكن ليحمل أيّ فائدة لبلاط متداع مثل البلاط القاجاري. لأنّ الدعامة الشعبية التي يتمتّع بها العلماء الربّانيّون ، تعدّ من الحصون العظيمة التي لا قبل لأيّ طاغية على الاقتراب منها. ومن هنا صار البلاط إلى خطّة بديلة يضرب بها عصفورين بحجر واحد. حيث عمد ناصر الدين شاه إلى إبقاء (شيخ العراقَين) [الذي كان قد ذهب إلى العراق لأسباب سنأتي على ذكرها] في العتبات المقدّسة ، للإشراف على بعض أعمال عمارة العتبات والقباب والمنارات لمراقد الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام التي تعرّضت للتخريب والتدنيس إثر هجمات الوهّابيّين ، فضمن للشيخ بذلك نفياً محترماً إلى العراق الذي كان في حينها خاضعاً للسيطرة العثمانية.

أسباب هجرة (شيخ العراقَين) إلى العتبات المقدّسة :

بعد أن رسّخ الميرزا آقا خان النوري ـ الصدر الأعظم في سلطة ناصر الدين شاه ، إثر عزل أمير كبير من هذا المنصب ، وكان له تأثير كبير في إقالة أمير كبير وقتله ظلماً ـ دعائم سلطته ، أخذ يستهدف أنصار أمير كبير ، ولم يترك فرصة إلاّ واغتنمها في مطاردتهم والتنكيل بهم والإجهاز عليهم. وكان الشيخ عبد الحسين

__________________

(١) الحمّام الذي قتل فيه أمير كبير بقطع وريديه.

٢٠١

الطهراني رحمه‌الله من بين الذين نالوا قسطهم من حقد وعداوة الميرزا خان النوري ، وكما يلوّح من خلال التاريخ ، فإنّ مهمّة الشيخ الطهراني في إعمار العتبات المقدّسة للأئمّة الأطهار عليهم‌السلام في العراق ، كانت تمثّل صيغة محترمة للنفي والإبعاد.

قال شوقي أفندي البهائي ، الذي كان صدره ـ مثل سائر البهائيين ـ مشحوناً بالحقد على الشيخ الطهراني : «وكان الصدر الأعظم [الميرزا آقا خان النوري]يريد التخلّص من هذا المجتهد المزعج ؛ فكلّفه الشاه بالتوجّه إلى كربلاء ؛ ليصلح من شأن الأماكن المقدّسة فيها»(١).

وفي فهرس التراث ، تمّ نقل صيغة هذا النفي على النحو الآتي :

«وعاد إلى طهران فأصبح زعيماً دينيّاً كبيراً في طهران ، له مرجعية عظيمة وعارض ناصر الدين شاه القاجاري ، وتخلّص منه [الأخير] بتكليفه تذهيب قبّة الإمامين العسكريّين في سامرّاء»(٢).

إنّ المرّة الأولى التي توجّه فيها الشيخ إلى العتبات المقدّسة بعد مقتل أمير كبير ، كان سببها كما صرّح الشيخ نفسه بذلك على ما ذكره صاحب كتاب (تكملة أمل الآمل) بقوله : سمعته [يعني : شيخ العراقَين] يقول للسيّد الوالد (قدّس الله سرّهما) :

«إنّي إنّما تركت طهران وجئت إلى العتبات ؛ لأنّي استشكلت في جملة من المسائل العلمية الفقهية ، ولم يكن هناك من أذاكره في حلّ تلك المسائل

__________________

(١) القرن البديع ٢ / ١٧٢.

(٢) فهرس التراث ٢ / ١٦٨.

٢٠٢

المشكلات وتحقيق تلك المعضلات ، وعهدي بالعراق أنّه مجمع أهل الفضل ، فقصدت أوّلاً وبالذات مذاكرة الفضلاء في تلك المعضلات وثانياً تعمير المشاهد المشرّفة»(١).

ومن هنا يتّضح ويفهم من كلام الشيخ أنّه لم يخرج أوّل الأمر من إيران بفعل ضغوط مورست عليه ، وإنّما كان دافع ذهابه إلى العتبات المقدّسة ـ على ما يبدو ـ هو إكمال مراتبه العلمية ، وقام في الوقت نفسه بالحفاظ على أموال أمير كبير ، وإنفاقها في بعض الأمور التنفيذية الضرورية ، وعندما وجد الفرصة مؤاتية ، عمد بفراسته الخاصّة والمعهودة منه إلى إدخال البلاط الإيراني ومليكه غير الكفوء في بلبلة ، واستثمر الثروات الخاصّة والحكومية ـ التي كان من المقرّر أن تنفق في نهاية المطاف على المجون والملذّات المحرّمة أو السفر والانتجاع في المدن والعواصم الغربية ـ لبناء وعمارة العتبات المقدّسة التي تمثّل صرحاً هامّاً لعالم التشيّع ، وفيما يتعلّق بهذا التدبير الحكيم من قبل الشيخ الطهراني ، نجد مؤلّف كتاب (روح وريحان) ، قد كتب في هذا الشأن :

«لقد اتّبع [الشيخ الطهراني] سياسة في بناء وعمارة المراقد المطهّرة للأئمّة الأطهار عليهم‌السلام بحيث عمد إلى تحريك وتحفيز هذه الدولة الخالدة ، لتشرف على جميع المصارف والنفقات اللازمة لبناء هذه العتبات السامية ، حتّى أنفقت على مدى الشهور والأعوام ما يقرب من خمسمائة ألف تومان من خزينتها العامرة

__________________

(١) تكملة أمل الآمل ٣ / ٢٢٨.

٢٠٣

والبهيّة»(١).

هجرة (شيخ العراقَين) :

كان حجم الخراب الذي طال العتبات المقدّسة في العراق كبيراً جدّاً ، إلى الحدّ الذي استمرّ الناس معه في عملية الإعمار على مدى نصف قرن من الزمن بعد هجوم الوهابية ، قبل أن يصل (شيخ العراقَين) إلى العراق قادماً من إيران لمواصلة هذه العملية. في هذه الفترة بالتحديد كان الشيخ قد شدّ الرحال إلى العراق للإشراف على عملية رئيسة لعمارة العتبات المقدّسة ، رغم أنّ هذه الرحلة كانت ـ كما سبق أن ذكرنا ـ تستبطن نفياً وترحيلاً قسريّاً للشيخ من إيران. وعلى كلّ حال كانت هذه الرحلة أو الترحيل فرصة مغتنمة بالنسبة إلى الشيخ ، حيث قام باستثمارها في الإشراف ومباشرة العمل على إعادة إعمار العتبات المقدّسة ، واستئناف دراسة معمّقة للعلوم الدينية في الحوزة العلمية في العراق ، حيث كانت تعدّ آنذاك من أهمّ المراكز والمعاقل العلمية للشيعة في العالم.

الدولة العثمانية و (شيخ العراقَين) :

إنّ النفوذ العلمي والتأثير الروحي الذي كان يتمتّع به (شيخ العراقَين) [في العراق] كان قد بلغ حدّاً بحيث لم تجد الدولة العثمانية معه بدّاً من اعتباره واحداً من قادة التشيّع على أرضها. فقد كانت الدولة العثمانية تبدي احتراماً خاصّاً لشيخ

__________________

(١) روح وريحان ٤ / ٣٢٨. (مصدر فارسي).

٢٠٤

العراقَين رحمه‌الله ، وكان ولاة العراق وحكّامه يحترمونه ويجلّونه كثيراً(١).

وقد كتب آية الله الأستادي في هذا الشأن :

«لقد كان المرحوم الطهراني منذ عهد محمّد شاه القاجار وحتّى عهد ناصر الدين شاه [القاجاري] يُعدّ واحداً من أكبر علماء طهران في تلك الحقبة. وقال بعض : كان الشيخ من أوجه العلماء طُرّاً إذا ما استثنينا الحاجّ المولى علي الكني. وبعد أن حصل الشيخ على ثلث أموال أمير كبير ، وحظي بدعم مالي كبير من قبل ناصر الدين شاه ، تقرّر أن يتصدّى لعمارة وبناء العتبات المقدّسة في العراق. وقد حظي بمنزلة ومكانة عظيمة عند الحكّام العثمانيّين ؛ إذ كان يتمّ الرجوع إليه في مختلف الأمور ، وبالتالي فإنّه كان يتمتّع بالسؤدد حتّى فيما بينهم ، وتمّ تلقيبه لذلك [من قبل الدولة العثمانية] بـ : (شيخ العراقَين)»(٢).

منجزات (شيخ العراقَين) في العتبات المقدّسة :

لا نمتلك معلومات دقيقة فيما يتعلّق بالتسلسل التاريخي للمشاريع التنفيذية لشيخ العراقَين في العتبات المقدّسة ، وإن أمكن تحديد بعض التواريخ من خلال التتبّع والتدقيق في بعض المعطيات ، ولكن حيث إنّ أغلب المشاريع التنفيذية التي قام بها الشيخ في فترة ستّة عشر عاماً من إقامته في العتبات المقدّسة

__________________

(١) چهل سال تاريخ إيران ١ / ١٨٨ ، الباب السابع : في الإشارات الإجمالية إلى بعض الآثار المادّية والمآثر الحسّية ، تصحيح : إيرج أفشار ، (مصدر فارسي).

(٢) مجلّه آيينه پژوهش ، رضا الأستاذي ، (شيخ العراقَين) وكتاب أسرار الصلاة ، العدد : ١٢٩ / ٤١ ، السنة الحادية والعشرون ، مرداد وشهريور عام : ١٣٩٠ هـ ش.

٢٠٥

كانت تجري في مختلف المدن المقدّسة بشكل متزامن قطعاً. من هنا لا نجد ضرورة إلى بيان تلك المنجزات على أساس الترتيب والتسلسل الزمني.

بناء مدرسة الصدر :

ورد في كتاب أعيان الشيعة أنّ الميرزا النائيني عندما جاء إلى كربلاء لزيارة المرقد الطاهر ، أقام ـ طبقاً لتقليد أسلافه الزاهدين من علماء الدين ـ في حجرة من حجرات هذه المدرسة :

«كان [الميرزا النائيني] عالماً فقيهاً أصوليّاً حكيماً عارفاً أديباً متقناً للأدب الفارسي ، عابداً مدرّساً مُقلَّداً في الأقطار. ويقال : إنّه كان كثير العدول عن آرائه السابقة. رأيناه بالنجف أيّام إقامتنا بها من سنة (١٣٠٨) إلى سنة (١٣١٩ [للهجرة]) وكان في تلك المدّة منحازاً عن الناس إلاّ ما قلّ ، ورأيناه مرّة في كربلاء جاءها للزيارة ؛ فنزل في مدرسة الشيخ عبد الحسين الطهراني في الطابق السفلي»(١).

ذكر المرحوم المدرّسي(٢) : بعد أن اتّضح أنّ أمير كبير قد أودع أمواله عند الشيخ ، قال الصدر الأعظم الميرزا آقا خان النوري للشيخ : «ألا تمنحنا حبوة من ذلك»؟ فقال الشيخ : «سوف أهديك شيئاً من الباقيات الصالحات ، وسوف أبني مدرسة [باسمك] في كربلاء». وبهذه الحيلة تخلّص الشيخ من سطوة أطماع

__________________

(١) أعيان الشيعة ٦ / ٥٤.

(٢) انظر : مجلّة وحيد ، مدرسي چهاردهي ، مرتضى ، أدبيات وزبان ها ، العدد : ٣٤ / ٨٦٦ ـ ٨٧٠ ، شهر مهر سنة (١٣٤٥ هـ ش). (مصدر فارسي).

٢٠٦

الميرزا آقا خان النوري. وبطبيعة الحال كان هناك من الأشخاص من يعرف المدرسة باسم الصدر الأعظم النوري ، بيد أنّها كانت تعرف في الأعمّ الأغلب بمدرسة الصدر.

طبقاً لهذه الرواية يكون الشيخ قد تمكّن ـ بفراسته الكاملة ـ من تسمية مدرسة كربلاء باسم الصدر ليتخلّص من جهة من الميرزا آقا خان ، ولا يتّضح في الوقت نفسه ما إذا كان المعني بالصدر هو الصدر الأعظم الميرزا آقا خان [المشارك في قتل أمير كبير] ، أو الصدر الأعظم أمير كبير [المقتول] وبذلك يكون قد ترك صدقة جارية لأمير كبير ، وتخلّص في الوقت نفسه من شرور الميرزا آقا خان.

وقد ورد في رحلة سيف الدولة بشأن المشاريع العمرانية التي أشرف عليها الشيخ في كربلاء المقدّسة ، ما يلي :

«في تلك الفترة حيث تعرّضت المراقد المطهّرة للخراب ، توجّه الشيخ عبد الحسين الطهراني بمهمّة من قبل ناصر الدين شاه ، وقام ببعض أعمال العمارة هناك. ومن جملة ما قام به : إزالة القبّة المطهّرة ، وإعادة بنائها مجدّداً ، وأعاد إليها طلاءها القديم. وأعيد بناء حجرات الصحن المطهّر من جديد. وتمّ إعمار الفناء الداخلي من الحرم. وعمل على توسيع الناحية الغربية من الصحن الشريف شيئاً ما ، وتمّ إحداث أيوان كبير في وسطه ... إلخ»(١).

وفي كتاب تاريخ كربلاء والحائر الحسيني ، ضمن بيان مختلف المشاريع

__________________

(١) سفرنامه سيف الدولة : ٢٣٢. (مصدر فارسي).

٢٠٧

المنجزة على مدى العصور في الحائر الحسيني ، يقول في الختام :

«أمّا التذهيب الثالث للقبّة السامية فإنّه كما تجده مكتوباً على القسم الأسفل من القبّة السامية فوق الشبابيك المطلّة على داخل الروضة بسطر من ذهب في ضمن الآيات القرآنية المكتوبة في الكتيبة حول القبّة ، وكذلك توسيع الصحن من ناحية الغرب وتشييد الجامع الناصري العظيم فوق الرأس ، فكان ذلك كلّه على عهد ناصر الدين شاه حفيد (فتح علي شاه) ، وذلك في أوائل الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ، أي قبل ما يُقارب التسعين سنة.

وذلك أنّ الشاه في سنة (١٢٧٦ للهجرة) وجّه كبير علماء إيران المرحوم الشيخ عبد الحسين الطهراني رحمه‌الله بأموال طائلة إلى كربلاء لإجراء ما يلزم للعتبات المقدّسة من الإصلاح والتجديد والتعمير كما جاءت خلاصة ذلك في تحفة العالم(١) : في سنة (١٢٧٦ [للهجرة]) جاء الشيخ عبد الحسين الطهراني إلى كربلاء بأمر السلطان ناصر الدين القاجاري وجدّد تذهيب القبّة الحسينية وبناء الصحن الشريف وبناء الأيوانات بالقاشاني الملوّن ، وتوسعة الصحن من جانب فوق الرأس المطهّر. ولمّا فرغ من ذلك مرض في الكاظمين ، وتوفّي سنة (١٢٨٦ [للهجرة]) ونقل إلى كربلاء.

وهناك مسجد في حرم أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام منسوب إلى الشيخ ، ويبدو أنّه كان يؤمّ صلاة الجماعة فيه :

«قصدت مسجد جناب العلاّمة الفريد الشيخ عبد الحسين الطهراني قدس‌سره

__________________

(١) تحفة العالم : ٣٠٨.

٢٠٨

الواقع في سمت الرأس»(١).

وعلى كلّ حال يمكن فهرسة المنجزات الرئيسة المسجّلة في حرم سيّد الشهداء ومرقد أبي الفضل العبّاس عليهما‌السلام على النحو الآتي :

١ ـ شراء ما يقرب من ألف ذراع من البيوت المحيطة بالحرم وتجريفها وإلحاقها بالحرم.

٢ ـ بناء الحجرات التحتية والفوقية حول الصحن الشريف ، للزائرين بقصد الإقامة والاستراحة.

٣ ـ إزالة القبّة القديمة ونصب قبّة جديدة أكثر إحكاماً مع إعادة الطلاء القديم ـ طبقاً لما جاء في رحلة عضد الملك(٢) ـ ويحتمل أن يكون قد طلاها بطلاء جديد على ما جاء في كتاب ناسخ التواريخ(٣).

٤ ـ بناء الصحن الشريف وبناء الأيوانات بالقاشاني الملوّن.

٥ ـ بناء أيوان كبير وسط الصحن الشريف.

٦ ـ القيام بمختلف أنواع العمارة في الفناء الداخلي من الحرم المطهّر.

٧ ـ إعادة بناء الحجرات حول الصحن الشريف.

٨ ـ مختلف أنواع الإصلاح والعمارة في المرقد المقدّس لأبي الفضل العبّاس عليه‌السلام.

__________________

(١) دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ٢ / ٣٣٣.

(٢) انظر : رحلة عضد الملك : ٢٣٢. (مصدر فارسي).

(٣) انظر : ناسخ التواريخ (تاريخ قاجارية) ٣ / ١٥١٤.

٢٠٩

٩ ـ بناء مقبرة بأمواله الخاصّة في حياته حول الصحن المطهّر في الحجرة المتّصلة بالباب السلطاني ، حيث دفن هناك بعد وفاته.

١٠ ـ مسجد في الجزء الواقع فوق جهة الرأس الشريف لأبي عبد الله الحسين عليه‌السلام ، وكان هذا المسجد معروفاً باسمه.

منجزات (شيخ العراقَين) في الكاظمية :

ورد في بيان المشاريع المنجزة في العتبة الكاظمية ما يلي :

«وفي عام (١٢٧٠ للهجرة) ، أرسل ناصر الدين شاه القاجاري ملك إيران أحد علماء عصره المعروفين وهو الشيخ عبد الحسين الطهراني المشتهر بلقبه (شيخ العراقَين) إلى العراق ؛ للإشراف على تنفيذ مخطّط عمرانيّ واسع للعتبات المقدّسة من تجديد وإصلاح وتجميل ، وخوّله التخويل الكامل في الصرف والتصرّف.

وبدأت الأعمال العمرانية في المشهد الكاظمي سنة (١٢٨١ للهجرة) بعد انتهاء أعمال العمران في كربلاء وسامرّاء. وكان من جملة ما حصل عليه المشهد إحكام أسس جدرانه من قعرها المتّصل بالماء إلى الأعلى ، وتجديد الواجهة الخارجية من جدران الحرم ، وتغشية الجدران بالقاشاني ، وتأسيس دكّتين كبيرتين أمام الحرم متّصلتين به من جهتيه الجنوبية والشرقية وتبليطهما بالمرمر ، وبناء مداخل في أطراف هاتين الدكّتين لإيداع الزائرين أحذيتهم وأماناتهم فيها.

ثمّ تمّ اختيار الدكّة الشرقية لرفع سقف عليها يقوم على اثنين وعشرين

٢١٠

عموداً خشبيّاً ، وأطلق على المجموع اسم طارمة باب المراد.

ثمّ ذُهِّب الأيوان الكبير الواقع في وسط (الطارمة) الشرقية بما زاد من الذهب الذي ذُهِّبت به قبّة العسكريّين عليهما‌السلام في سامرّاء ، وانتهى العمل في كلّ ذلك سنة (١٢٨٥ للهجرة)»(١).

وجاء في كتاب تاريخ الإمامين الكاظمين لمؤلّفه : جعفر النقدي ، المطبوع في بغداد ، ما مضمونه :

«تنفيذاً لأمر ناصر الدين شاه القاجاري ، تمّ في سنة اثنين وثمانين ومائتين وألف للهجرة تذهيب الأيوان الشرقي للصحن الكاظمي بما فضل من ذهب القبّة في سامرّاء. وقد أنجز ذلك قبل زيارة الملك القاجاري إلى العتبات المقدّسة. كما تمّ إعمار وترميم السُقُف والمرايا وزخارف الحرم الشريف ، وتمّ تغليف الجدار الخارجي والرواق بالقاشاني ... إلخ»(٢).

وجاء في هذا الكتاب أيضاً ما مضمونه :

«في عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف للهجرة أمر ناصر الدين شاه القاجاري بنصب ضريح من الفضّة فوق الضريح الفولاذي ، وخطّوا كتيبات الحرم والأماكن الخاصّة من رواق الكاظمين بالذهب ، وفي سنة سبعة وثمانين ومائتين وألف للهجرة زار الملك القاجاري العتبات المقدّسة ، وقد أرّخ المؤرّخون هذه الزيارة بعبارة : «تشرّفنا بالزيارة ١٢٨٧» ، وأتمّ تكميل عمارة الصحن والحرم

__________________

(١) تاريخ المشهد الكاظمي : ٨٣.

(٢) تاريخ الإمامين الكاظمين : ٧٧.

٢١١

الكاظمي ، وأعطى العلماء وخازن المفاتيح والعاملين في المرقد الكاظمي هبات كثيرة من الذهب والفضة ... إلخ»(١).

المشاريع الواسعة لشيخ العراقَين في سامراء :

ربّما أمكن تصوير ذروة منجزات الشيخ في سامرّاء والتي قام بها في آواخر عمره الشريف من خلال ما ورد في رحلة عضد الملك بوصفها مصدراً هامّاً للتعريف بهذا الجانب من منجزات الشيخ رحمه‌الله.

في أواخر عام (١٢٨٣ للهجرة) أرسل عضد الملك من قبل ناصر الدين شاه لحمل السبائك الذهبية الخاصّة بالقبّتين الطاهرتين للإمامين العسكريّين (الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما‌السلام) ، وتحويلها إلى الشيخ عبد الحسين الطهراني (شيخ العراقَين) في العتبات المقدّسة(٢).

لقد كتب ناصر الدين شاه في موضع من نصّ خطابه إلى (عضد الملك) :

«حيث صنعت سبائك الذهب لجهة القبّة المنوّرة والمطهّرة للإمامين العسكريّين ـ صلوات الله وسلامه عليهما ـ فإنّنا لما نلمسه فيك يا ابن الكرام من الأمانة والدين ، نوكل إليك بوصفك مقرّب الخاقان والسلطان أمر حمل هذه السبائك ، مع تفويضك في حملها على أتمّ أوجه النظم والصحّة ، وتحويلها في الكاظمين إلى مستطاب الفضائل وصاحب الفوائد والإفاضات والحائز على

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) سفرنامه عضد الملك قاجار به عتبات (المقدّمة).

٢١٢

الحقائق والمعارف وقدوة العلماء وزبدة الفقهاء مجتهد العصر والزمان شيخ المشايخ العظام الشيخ عبد الحسين ـ سلّمه الله تعالى ـ وإذا رأيت في طريقك تقصيراً أو خلافاً من الخدم والجنود والموظّفين ، لك كامل التخويل والإذن في معاقبتهم بما يستحقّون. والمطلوب هو أنّ تتعهّد بإنجاز هذه المهمّة على الوجه الأتمّ والأصحّ»(١).

وقال حسن الأمين مؤلّف دائرة المعارف الإسلامية الشيعية في بيان صفة القبّة المطهّرة للعتبة المقدّسة في سامرّاء :

«إنّ قبّة الإمامين [العسكريّين] مطليّة بالذهب الذي تبرّع به السلطان ناصر الدين شاه القاجاري ، وذلك سنة (١٢٨٥ هـ) ، كما هو مكتوب على القبّة نفسها. وهذه القبّة من أكبر قباب الأئمّة في جميع أنحاء العالم الإسلامي حيث يبلغ محيطها (٦٨) متراً ، وقطرها (٢٢) متراً و (٤٣) سنتمتراً. كما يبلغ عدد طابوق الذهب الملصوق بها (٧٢٠٠٠) طابوقة ، وبالجهة الجنوبية من الحضرة تقع منارتان مُغشّاتان بالقاشاني الأزرق ، يبلغ ارتفاع كلّ واحدة منهما من الأرض إلى فوق (٣٦) متراً. وأمّا من سطح الحضرة فيبلغ (٢٥) متراً ، وفي داخل الصحن يوجد (٤٥) إيواناً ، (١٦) من الغرب ، و (٩) من الجنوب ، و (٢٠) من الشرق»(٢).

وجاء في كتاب مآثر الكبراء ما يلي :

«رأيت بخطّ العلاّمة السيّد حسين القزويني الحائري آل صاحب الضوابط ،

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ١٣ / ١٥٣.

٢١٣

قال : حدّثني العالم الفاضل الشيخ أحمد نجل العلاّمة حجّة الإسلام الشيخ عبد الحسين الطهراني المعروف بـ : (شيخ العراقَين) ، قال : كنت في عنفوان شبابي مع والدي المرحوم بـ : (سُرّ من رأى) حين أرسله السلطان ناصر الدين شاه لتذهيب القبّة المطهّرة ، فبينما هو ناظر في هذا الأمر الخطير وكنّا في خدمته وطوع أوامره ونواهيه ، إذ أصبح يوماً من الأيّام وقال لي : أدعُ فلاناً وفلاناً من العمّالين ، فأحضرتهما ، فقام وقمنا معه وقال للعمّالين : خذوا معكم المسحاة والمعول وسيروا معي .. قال : فسرنا معه إلى مسجد الملويّة ، ولا يجسُر أحدنا أن يسأله عن سبب ذلك. فلمّا وصل إلى المسجد توجّه نحو القبلة فأتى إلى محراب المسجد ، فأمر العمّال بحفره ، فحفرا حتّى وصل المعول إلى الحجر ، فأمر برفع الأنقاض فخرج من تحت التراب والأنقاض رخام بلّوري أخضر اللون كالمرايا ذوات الألوان في غاية اللطافة أكثرها مربّع الشكل. فأمر بقلعها وحملها إلى الحضرة المقدّسة ، ثمّ أمر بترصيفها حول الصناديق الثلاثة داخل الشبّاك فرصفوها على أحسن ما يكون كما نراها بالعيان اليوم. [ثمّ] قال [السيّد القزويني] : قال الشيخ المذكور [يعني : الشيخ أحمد] : كنت في ذلك الوقت حدث السنّ ، فاستحييت أن أسأل أبي أو يسأله أحد من المشاهدين بأنّك كيف علمت أنّ في هذا المكان هذه الأحجار البلّورية؟ وبأيّ وجه حفرت المكان المذكور .. وقال العلاّمة السيّد حسين المذكور [القزويني] : قلت له : لعلّه أخبر بذلك في عالم الرؤيا أو الشهود .. أقول : وهي إلى يومنا هذا على هيئتها الأولى مع كمال اللطافة والبهاء والزينة وهذه الأحجار البلّورية الخضراء ، يقال لها في بلاد العجم (مَرمَر شيم) وهي من أحسن

٢١٤

الأحجار وأغلاها»(١).

وفاته :

توفّي (شيخ العراقَين) رحمه‌الله في شهر رمضان المبارك سنة (١٢٨٦ للهجرة) الموافق ليوم الأحد متأثّراً بداء (ذات الرئة) في الكاظمين ، ونقل جثمانه الطاهر إلى كربلاء المقدّسة ؛ ليُدفن في الحجرة التي أعدّها لنفسه هناك.

وفي كتاب تكملة أمل الآمل ، جاء بشأن مكان دفن الشيخ ، قوله :

«وتوفّي في بلدة الكاظمية ... وحُمل نعشه الشريف إلى كربلاء ، ودُفن في حجرة متّصلة بالباب السلطاني من الصحن الشريف كان عيّنها لنفسه ، وقبره مشهور في الصحن الشريف يقصده المؤمنون للزيارة»(٢).

__________________

(١) مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ٢ / ١٦.

(٢) تكملة أمل الآمل ٣ / ٢٣١.

٢١٥

المصادر

١ ـ أثر آفرينان (المؤلّفون) : محمّد رضا نصيري ، نشر أنجمن آثار ومفاخر فرهنگي ، طهران ، ١٣٨٤ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢ ـ أدبيات وزبان ها : مرتضى مدرّسي چهاردهي ، مجلّة وحيد ، العدد : ٣٤ ، شهر مهر سنة ١٣٤٥ هـ ش. (مصدر فارسي).

٣ ـ أسناد فعاليت بهائيان در دوره محمّد رضا شاه : ثريا شهسواري ، نشر مركز أسناد انقلاب إسلامي طهران ، ١٣٨٧ هـ ش. (مصدر فارسي).

٤ ـ أعيان الشيعة : محسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٦ هـ / ١٩٨٦ م.

٥ ـ أمير كبير : عبّاس إقبال آشتياني ، نشر مؤسّسة انتشارات نگاه ، ط ٢ ، طهران ، ١٣٩٢ هـ ش. (مصدر فارسي).

٦ ـ إيران در جهان عرب (عراق العرب) : مرتضى مدرّسي چهاردهي ، مجلّة وحيد ، العدد : ٣٤ ، بتاريخ : شهر مهر ، سنة ١٣٤٥ هـ ش. (مصدر فارسي).

٧ ـ بحثي در عرفان وتصوّف ـ دوره بازگشت أدبي (بحث في العرفان والتصوّف ، مرحلة العودة الأدبية) : يونس سيف ، مقال منشور باللّغة الفارسية في مجلّة : فلسفة وكلام ، العدد : ٣١ ، ربيع وصيف عام ١٣٩٠ هـ ش. (مصدر فارسي).

٨ ـ تاريخ الإمامين الكاظمين : جعفر النقدي ، المطبعة العربية ، بغداد ، ١٣٦٩ هـ.

٢١٦

٩ ـ تاريخ المشهد الكاظمي : محمّد حسن آل ياسين ، نشر الأمانة العامّة للعتبة الكاظمية المقدّسة ـ الشؤون الفكرية والثقافية ، بغداد ، ط ٢ ، ٢٠١٤ م.

١٠ ـ تكملة أمل الآمل : حسن الصدر ، دار المؤرّخ العربي ، ط ١ ، بيروت ، ٢٠٠٨ م.

١١ ـ چهل سال تاريخ إيران (أربعة عقود من تاريخ إيران) : حسين محبوبي أردكاني ، تصحيح : إيرج أفشار ، نشر دار أساطير ، ط ٢ ، طهران ، ١٣٧٤ هـ ش. (مصدر فارسي).

١٢ ـ حسين علي بهاء (دوستان ودشمنان سياسي) : علي أبو الحسني منذر ، مقال منشور باللغة الفارسية في مجلة : تاريخ معاصر إيران ، العددان : ٤٧ و٤٨ ، خريف وشتاء عام ١٣٨٧ هـ ش. (مصدر فارسي).

١٣ ـ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، ط ٦ ، بيروت ، ١٤٢٣ هـ / ٢٠٠٢ م.

١٤ ـ دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام : حسين بن محمّد تقي النوري ، نشر دار البلاغة ، بيروت.

١٥ ـ داستان هايي از فقرايي كه عالم شدند (قصص عن الفقراء الذين أصبحوا علماء) : علي مير خلف زاده ، نشر : دار محمّد وآل محمّد(صلى الله عليه وآله) ، ط ٢ ، قم ، ١٣٨٥ هـ ش. (مصدر فارسي).

١٦ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : محمّد محسن ، آقا بزرك الطهراني ، دار الأضواء ، بيروت.

١٧ ـ رساله حق وحكم (السيرة الذاتية للشيخ محمّد هادي الطهراني) : نعمة الله صفري فروشاني ، نامه مفيد ، العدد : ٤ ، شتاء عام ١٣٧٤ هـ ش. (مصدر فارسي).

١٨ ـ روح وريحان : محمّد باقر الواعظ الطهراني الكجوري ، نشر سازمان چاپ ونشر دار الحديث ، ط ١ ، قم ، ١٣٨٢ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢١٧

١٩ ـ سفرنامه سيف الدولة : محمّد ميرزا قاجار ، تصحيح : علي أكبر خدا پرست ، نشر ني ، طهران ، ١٣٦٤ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢٠ ـ سفرنامه عضد الملك قاجار به عتبات : (المقدّمة) ، نشر مؤسّسة پژوهش ومطالعات فرهنگي ، طهران ، ١٣٧٠ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢١ ـ سياست گران دوره قاجار : أحمد خان ملك ساساني ، تصحيح : مرتضى آل داود ، نشر مگستان طهران ، ط ١ ، ١٣٧٩ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢٢ ـ شيخ العراقَين وكتاب أسرار الصلاة : رضا الأستاذي ، مجلّة : آيينه پژوهش ، العدد : ١٢٩ ، مرداد وشهريور عام ١٣٩٠ هـ ش ، السنة الثانية والعشرون. (مصدر فارسي).

٢٣ ـ طبقات أعلام الشيعة الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة : محمّد محسن ، آقا بزرك الطهراني ، دار الكتاب العربي ، ط ١ ، بيروت ، ١٣٩١ هـ / ١٩٧١ م.

٢٤ ـ فقه فتوائي : دبيرخانه علمي كنگره آخوند خراساني ، نشر كنگره آخوند خراساني ، قم ، ١٣٩٠ هـ ش. (مصدر فارسي).

٢٥ ـ فهرس التراث : محمّد حسين الحسيني (الجلالي) ، نشر : دليل ما ، ط ١ ، ١٤٢٢ هـ.

٢٦ ـ القرن البديع : شوقي أفندي ، ترجمة : الدكتور السيد محمّد العزّاوي ، منشورات دار النشر البهائية في البرازيل ، ٢٠٠٢ م.

٢٧ ـ الكنى والألقاب : عباس القمّي ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة ، ط ١ ، ١٤٢٥ هـ.

٢٨ ـ مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء : ذبيح الله المحلاّتي ، انتشارات المكتبة الحيدرية ، ط ١ ، ١٤٢٦ هـ.

٢٩ ـ مستدركات أعيان الشيعة : حسن الأمين ، نشر دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، ١٤٠٨ هـ.

٢١٨

٣٠ ـ مستدرك الوسائل (الخاتمة) : حسين النوري ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، ط ١ ، قم ، ١٤١٥ هـ.

٣١ ـ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : محمّد حسين حرز الدين ، نشر مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، مطبعة الولاية ، قم ، ١٤٠٥ هـ.

٣٢ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : جعفر السبحاني ، مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، ط ١ ، قم ، ١٤٢٢ هـ.

٣٣ ـ موقوفات إيرانيان در عراق : محمّد رضا الأنصاري القمّي ، مجلّة : وقف ميراث جاويدان ، العدد : ٧ ، خريف عام ١٣٧٣ هـ ش. (مصدر فارسي).

٣٤ ـ ناسخ التواريخ (تاريخ قاجارية) : محمّد تقي لسان الملك سپهر ، إعداد : جمشيد كيانفر ، نشر انتشارات أساطير ، طهران ، ١٣٧٧ هـ ش (مصدر فارسي).

٣٥ ـ نجوم أمّت ـ (شيخ آقا بزرك طهراني) : ناصر الباقري البيدهندي ، المنشور في مجلّة (نور علم) ، العدد ٣٨ ، ص ٥٤. (مصدر فارسي).

٣٦ ـ يك سال در ميان إيرانيان (عام كامل بين الإيرانيين) : إدوارد غرانويل ، ترجمه إلى اللغة الفارسية : ماني صالحي علامة ، نشر ماه ريز ، ط ١ ، طهران ، ١٣٨١ هـ ش.

٢١٩

(الفَوائِدُ الحِسانُ الغَرائِبُ)

روايةُ الشيخِ الجَليلِ الأَقدمِ محدِّثِ الشيعَةِ في عَصرِهِ

أَبِي الحَسَنِ أَحمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ عِمرانَ البَغدادِي

المعروفِ بـ : (ابنِ الجندي)

(٣٠٥ ـ ٣٩٦هـ)

(٢)

الشيخ أمين حسين پوري

بسم الله الرحمن الرحیم

لقد تناولنا في العدد السابق دراسة عن شخصية ابن الجندي ومكانته العلمية وأقوال العلماء فيه، وأضواء على وثاقته ونستأنف البحث هنا

أضواءٌ على مشايخ ابن الجندي :

إنّ ما قدّمناه لحدّ الآن هو صورة تفصيلية عن منزلة الشيخ ابن الجندي عند معاصريه من العامّة والإماميّة ولكن تتجلّى الصورة أكثر إذا توقّفنا عند ذكر مشايخه وتلامذته ونطلّ حينها إطلالة خاطفة على جانب من أحوالهم ممّا بإمكانه أن يكشف عن مدى وثاقتهم فابقوا معنا.

٢٢٠