تراثنا ـ العدد [ 140 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 140 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

١٦١

فهرس المصادر

١ ـ إجازات العلماء: براتعلي غلامي مقدّم، إشراف: إدارة المخطوطات، نشر: مكتبة ومركز ووثائق الآستانة الرضويّة، ط١، ١٣٩٤ش.

٢ ـ الإجازات العلمية عند المسلمين: فيّاض، الدكتور عبد الله، نشر: مطبعة الإرشاد ـ بغداد، ط١، ١٩٦٧م.

٣ ـ أعيان الشيعة: الأمين العاملي، محسن بن عبد الكريم بن علي (ت١٣٧١هـ)، تحقيق: سيّد حسن الأمين، نشر: دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت، ١٩٨٣م.

٤ ـ بحار الأنوار: العلاّمة المجلسي، محمّد باقر بن محمّد تقي (ت١١١١هـ)، نشر: مؤسّسة الوفاء ـ بيروت، ط٢، ١٤٠٣هـ.

٥ ـ التراث العربي المخطوط في مكتبات إيران العامّة: الأشكوري، السيّد أحمد الحسيني، نشر: دليل ما ـ قمّ المقدّسة، ط١، ١٤٣١هـ.

٦ ـ تراجم الرجال: الأشكوري، السيّد أحمد الحسيني، نشر: دليل ما ـ قمّ المقدّسة، ط١، ١٤٢٢هـ.

٧ ـ تكملة الدروس الشرعية: الحسيني، جعفر بن أحمد الملحوس (كان حيّاً سنة ٨٣٨هـ)، تحقيق: قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية ـ مشهد المقدّسة، ط١، ١٤٣٥هـ.

١٦٢

٨ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة: الطهراني، آقا بزرك (ت١٣٨٩هـ)، نشر: دار الأضواء ـ بيروت، ط٣، ١٩٨٣م.

٩ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء: الأصفهاني، ميرزا عبد الله بن عيسى الأفندي (كان حيّاً سنة ١١٣١هـ)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني الأشكوري، نشر: مؤسّسة التاريخ العربي ـ بيروت، ط١، ٢٠١٠م.

١٠ ـ الشجرة المباركة في أنساب الطالبية: الفخر الرازي، أبو عبد الله محمّد بن عمر (ت٦٠٦هـ)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، إشراف: السيّد محمود المرعشي، نشر: مكتبة آية الله السيّد المرعشي العامّة ـ قمّ المقدّسة، ط١، ١٤٠٩هـ.

١١ ـ طبقات أعلام الشيعة: الطهراني، آقا بزرك (ت١٣٨٩هـ)، نشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، ط١، ٢٠٠٩م.

١٢ ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ابن عنبة، جمال الدين أحمد بن علي الحسني (ت٨٢٨هـ)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، نشر: مكتبة آية الله السيّد المرعشي العامّة ـ قمّ المقدّسة، ط٢، ١٤٣٣هـ.

١٣ ـ غوالي اللآلي العزيزيّة في الأحاديث الدينية: ابن أبي جمهور، محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي (توفّي حدود سنة ٨٨٠هـ)، تحقيق: آقا مجتبى العراقي، قدّم له: السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، ط١، ١٤٠٣هـ.

١٤ ـ الفخري في أنساب الطالبيّين: المروزي، إسماعيل بن الحسين بن محمّد بن الحسين الأزورقاني (توفّي بعد ٦١٤هـ)، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، إشراف: السيّد محمود المرعشي، نشر: مكتبة آية الله السيّد المرعشي العامّة ـ قمّ المقدّسة، ط٢، ١٤٢٨هـ.

١٥ ـ فهرست نسخه هاى خطى كتابخانه عمومى آية الله النجفي المرعشي: إعداد: الأشكوري، السيّد أحمد الحسيني، إشراف: المرعشي، السيّد محمود، نشر: مكتبة آية الله المرعشي العامّة ـ قمّ المقدّسة، ط٢، (د.ت).

١٦٣

١٦ ـ فهرستكان نسخه هاى خطى ايران (فنخا): إعداد: درايتي، مصطفى، نشر: المكتبة الوطنية في إيران ـ طهران، ط١، ١٣٩٠ش.

١٧ ـ فهرست كتابخانه مركزى دانشگاه تهران: إعداد: علينقى منزوى تهرانى، وآخرون، نشر: دانشگاه تهران ـ طهران، ط١، ١٣٤٠ش.

١٨ ـ فهرست نسخه هاى خطّى كتابخانه مجلس شوراى اسلامى: إعداد: أحمد منزوى، إشراف: ايرج أفشار، محمّد تقى دانش پژوه، علينقى منزوى، نشر: مركز اسناد مجلس شوراى اسلامى ـ طهران، ط١، ١٣٩٠ش.

١٩ ـ فهرست كتابهاى خطّى كتابخانه ملّى ملك: إعداد: ايرج افشار، ومحمّد تقى دانش پژوه، نشر: مؤسّسة انتشارات ـ طهران، ط١، ١٣٦١ش.

٢٠ ـ فهرستواره دستنوشت هاى إيران (دنا): إعداد: درايتي، مصطفى، نشر: مركز اسناد مجلس شوراى إسلامى ـ طهران، ط١، ١٣٨٩ش.

٢١ ـ المجدي في أنساب الطالبيّين: العلوي، أبو الحسن علي بن محمّد بن علي النّسّابة (ق٥)، تحقيق: د. أحمد المهدوي الدامغاني، إشراف: السيّد محمود المرعشي، نشر: مكتبة آية الله السيّد المرعشي العامّة ـ قمّ المقدّسة، ط٢، ١٤٢٢هـ.

٢٢ ـ مخطوطات الأدب في المتحف العراقي: إعداد: أسامة ناصر النقشبندي، وضمياء محمّد عبّاس، نشر: معهد المخطوطات العربية، المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ الكويت، ط١، ١٩٨٥م.

٢٣ ـ مستدركات أعيان الشيعة: الأمين، السيّد حسن (ت١٣٩٩هـ)، نشر: دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت، د.ط، ١٤٠٨هـ.

٢٤ ـ مكتبة العلاّمة الحلّي: الطباطبائي، السيّد عبد العزيز (ت١٤١٦هـ)، إعداد ونشر: مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المقدّسة، ط١، ١٤١٦هـ.

١٦٤

٢٥ ـ موسوعة طبقات الفقهاء: اللجنة العلمية في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، إشراف: الشيخ جعفر السبحاني، نشر: مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ـ قمّ المقدّسة، ط١، ١٤٢٩هـ.

الدوريّات

٢٦ ـ تراث الحلّة: مجلّة فصلية محكّمة تعنى بالتراث الحلّي، تصدر عن مركز تراث الحلّة التابع لقسم شؤون المعارف في العتبة العبّاسية المقدّسة، السنة الثانية، المجلّد الثاني، العدد السادس، ربيع الثاني ١٤٣٩هـ / كانون الأوّل ٢٠١٧م.

٢٧ ـ الخزانة: مجلّة علمية نصف سنويّة، تعنى بالتراث المخطوط والوثائق، تصدر عن مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، السنة الأولى، العدد الثاني، ربيع الأوّل ١٤٣٩هـ / كانون الأوّل ٢٠١٧م.

١٦٥

شيخ العراقَين

(الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني)

(١٢٢٥ ـ ١٢٨٦هـ)

السيّد حسن علي مطر

بسم الله الرحمن الرحيم

المدخل :

لقد تعرّفت على شخصية الشيخ عبد الحسين الطهراني عندما اقترح عَليّ الإخوة في العتبة العبّاسية المقدّسة ترجمة كتاب يحمل عنوان : (شيخ العراقَين) لمؤلّفة حجّة الإسلام الشيخ حامد رضائي ، وهو كتاب باللغة الفارسية يبلغ حجمه أربعمائة صفحة تراوحت فصوله ما بين الطويل جدّاً إلى المقتضب جدّاً ، وقد آلى المؤلّف على نفسه ـ في حدود ما توفّر له من المصادر ـ أن لا يترك شاردة ولا واردة فيما يتعلّق بسيرة (شيخ العراقَين) إلاّ أتى على ذكرها ، فكان من هذه الناحية يستحقّ الشكر والثناء والتقدير.

وفي أثناء التعريب وجدنا من الضروري إضافة بعض التراجم والتعليقات

١٦٦

للأعلام والأحداث والوقائع التي جاء الكاتب على ذكرها دون التعريف بها ، وكان من شأن تركها دون بيان أو توضيح أن يجعل فهم بعض الأمور متعذّراً على القارئ الكريم. ثمّ انقدح في ذهني أن أكتب مقالة مختصرة تشتمل على زبدة المخاض من سيرة حياة (شيخ العراقَين) ؛ فجاءت هذه المقالة معتمدة على القراءة الباحثة والمدقّقة لهذا الكتاب.

ولد الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني المعروف بـ : (شيخ العراقَين) في حدود عام (١٢٢٥ للهجرة) ، ولا نعرف شيئاً عن محلّ ولادته ، سوى أنّ أصوله تعود إلى قرية (نظام آباد) وهي من القرى الواقعة إلى الشمال من محافظة (همدان) ، ولم يرِدنا شيء حول طفولته ونشأته. وقد بدأ التاريخ يسلّط الأضواء عليه عندما كان طالباً بارزاً يدرس في النجف الأشرف عند الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب كتاب جواهر الكلام ، وقد فرض تقدّمه العلمي على غيره وبزّ أقرانه حتّى استحقّ الحصول على إجازة في الاجتهاد من الشيخ النجفي ، وكان (شيخ العراقَين) على ما ورد في بعض التقارير ربعة في الطول زاده الله بسطة في العلم والجسم ، وكان شخصاً عصاميّاً بنى نفسه بنفسه رغم الفقر المدقع وشظف العيش الذي عانى منه هو وغيره من كبار العلماء من زملائه في الحوزة العلمية ، ونورد فيما يلي صورة نكتفي بذكرها ليقف القارئ الكريم على العصامية التي تحلّى بها علماؤنا الأفذاذ ، فلم تشكّل العقبات مهما كبرت مانعاً دون تقدّمهم وارتقائهم على المستوى العملي والروحي :

«كان لدى آية الله الآقا الميرزا زين العابدين مبراة ذات أربع شفرات ، وكان

١٦٧

شديد التعلّق بها. وقد سأله نجله ذات يوم عن سبب تعلّقه بتلك المبراة؟ فقال له : أثناء دراستي في النجف الأشرف ، كنت أسكن مع الشيخ عبد الحسين الطهراني (شيخ العراقَين) ، والمولى علي الكني في حجرة واحدة ، وكنّا بأجمعنا نعيش حالة مزرية من الفقر والفاقة ... وكنّا نحن الثلاثة نتقاسم مبراة ذات شفرة واحدة نبري بها أقلامنا ، كي نكتب بها تقرير درس الشيخ صاحب الجواهر. وذات ليلة أردت أن أبري قلمي فانكسر نصل المبراة ، فلم أستطِع كتابة شيء في تلك الليلة ، وحيث كنّا بالإضافة إلى ذلك نواجه الكثير من البؤس في شتّى أمور الحياة ، فقد مثّل انكسار المبراة القشّة التي قصمت ظهر البعير ، فجنّ جنوني وعِيل صبري ؛ ثمّ رميت بطرفي إلى السماء من كوّة الحجرة ، وأخذت في تلك الحالة واللحظة من الجنون وفقدان العقل أجأر بالشكوى قائلاً : ربّاه ما هذه الحياة؟! إنّ الموت لأهون من هذه الحالة التي نحن فيها! ثمّ أخذت أجيل الفكر منتظراً حلول ساعة السحر ؛ لأخرج فيها وأتشرّف بزيارة الحرم المطهّر ، وأبثّ كلّ همّي وأشكو حزني إلى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام. ولمّا حانت ساعة السحر سارعت إلى المرقد الشريف ، ودخلت الرواق دون قراءة إذن الدخول ، ولكنّي قبل الوصول إلى باب الحرم المقدّس ، وقبل أن أفتح فمي بالشكوى والكلام ، اعترضني شخص وناولني هذه المبراة ذات الشفرات الأربع. وما أن وقع بصري على تلك المبراة ، حتّى زال عنّي ذلك العارض والجنون المفاجئ ، وأحسست كأنّ ماءً بارداً يُسكب على النار التي كانت تضطرم في صدري ، فزال عنّي الوهم العارض وعدت إلى صوابي»(١).

__________________

(١) داستان هايي از فقرايي كه عالم شدند (قصص عن الفقراء الذين أصبحوا علماء) : ٢٣ ، (مصدر فارسي).

١٦٨

ويبدو أنّ شدّة الفقر حملت (شيخ العراقَين) على العودة إلى طهران بحثاً عن الانفراج بعد الشدّة ، فجاء بأسرته واستأجر غرفة متواضعة ، ولم يكن حاله في بداية الأمر بأحسن ممّا كان عليه عندما كان في النجف إلى حين تحسّن أمره لاحقاً ؛ إذ يروي الأستاذ المحقّق مرتضى المدرّسي الجهاردهي(١) في مقالة له بعنوان : إيران في العالم العربي (عراق العرب) ، والتي طبعت في شهر مهر سنة (١٣٤٥ هـ ش) في إحدى المجلاّت الثقافية ، قائلاً :

«روى لي كبار السنّ من ذوي البصائر في كربلاء أنّ الشيخ عبد الحسين الطهراني بعد إكمال الدراسات العليا عاد من النجف إلى طهران ، واستأجر هناك غرفة وسكن فيها ، وكان يقترض مبلغاً لا يتجاوز الشاهي ـ بعملة ذلك الوقت ـ من بقّال يقع حانوته في رأس الشارع ليشتري به قوت يومه. وذات يوم قال البقّال للشيخ : لم يعد بإمكاني إقراضك أكثر ممّا فعلت! فاضطرّ الشيخ إلى التفكير في أمر معاشه ، وعند الفجر توجّه إلى مجلس أحد علماء الدين المعروفين في طهران ، وجلس في زاوية منه ، وصدف أن انتبه إلى أنّ شيخ المجلس قد كتب حكماً على هامش سؤال تقدّم به أحد الأشخاص ، ولم يكن الجواب مطابقاً للضوابط العلمية!

__________________

(١) مرتضى المدرّسي الجهاردهي نجل الشيخ محمّد المعروف بآية الله الجهاردهي ، من الكتّاب والمحقّقين المعاصرين ، وقد نشر العديد من الأعمال التحقيقية القيّمة. وإن مكتبته الخاصّة التي ورث الجزء الأكبر منها من جدّه الميرزا محمّد علي المدرّسي الجهاردهي ، وأعدّها من خلال نقلها من النجف الأشرف إلى طهران ، تعتبر من حيث اشتمالها على مجموعات لتفسير القرآن الكريم مهمّة جداً. وترك الكثير من الكتب ومئات المقالات.

١٦٩

بمعنى : أنّ الجواب لم يكن صحيحاً.

فرأى الشيخ عبد الحسين أنّ من واجبه الشرعي تنبيه ذلك العالم إلى خطئه ؛ فقال له : إنّ الحكم الذي كتبتموه على هامش ذلك السؤال غير صحيح ، فهو على خلاف القوانين والتشريعات الإسلامية. فالتفت جميع من في المجلس إلى الشيخ الوافد حديثاً ، وتساءلوا فيما بينهم : من يكون هذا الشيخ الذي سمح لنفسه بالإشكال على عالم البلدة؟!! .. وأساءوا معاملته!

وفي اليوم التالي من تلك الحادثة ، جاء البقّال برفقة موظّف في الدولة إلى الشيخ ، وقال له : إنّ الميرزا تقي خان أمير كبير صدر إيران الأعظم يريد زيارتكم ، وسوف يكون عندكم في مساء الغد!

فقال الشيخ عبد الحسين : لست أعرف الأمير ، ولا الأمير يعرفني ، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون اسم عبد الحسين في هذه المدينة ، وربّما حصل تشابه في الاسم. فقال مبعوث الأمير : ألم تكن في مجلس الأمس حيث وقعت تلك الحادثة؟ فقال الشيخ ، بلى ، كنت هناك ... فقال : إذن أنت الذي سيأتي الأمير إلى لقائك.

فسارع البقّال يحمل بعض السجّاد من داره وفرش بها غرفة الشيخ وأعدّها للقاء الأمير. وفي مساء الغد من ذلك اليوم جاء أمير كبير لرؤية الشيخ عبد الحسين ، وقال بعد سؤاله عن وضعه : من أنت؟ ومن أين أقبلت؟! لقد نقلوا لي حادثة مجلس الأمس ، ورووا لي المعاملة السيّئة التي تلقّيتها منهم ؛ فهل هناك من يعرفك؟!

١٧٠

فقال الشيخ : يعرفني الآقا السيّد أسد الله الإصفهاني نجل السيّد محمّد باقر الإصفهاني عالم الدين في إصفهان جيّداً. فكتب أمير كبير كتاباً إلى إصفهان ، وبعد مدّة قصيرة كتب السيّد في جواب رسالة صدر إيران الأعظم ، قائلاً : «إنّي أعرف الشيخ عبد الحسين صاحب القامة الطويلة. له زوجة تنتمي إلى القبائل العربية الحاتمية ، خطبتها له يوم كنّا معاً في عراق العرب».

وعندما وصل الكتاب إلى أمير كبير ، أطرق مفكّراً يتعجّب لأمر عالم كبير وتقي وزاهد يعيش على تلك الحالة من الفقر والفاقة ، وهو يقول : يموت أهل العلم جوعاً ، ويجلس في الصدارة من ليس له من العلم حظّ؟! أفّ لكِ يا دنيا ، أفّ لكِ يا دنيا.

وفي أحد الأيّام جاء ناصر الدين شاه القاجاري برفقة أمير كبير لرؤية الشيخ ، فقال الأمير للشاه : هذا هو الشيخ عبد الحسين ، وهذا هو كتاب الآقا السيّد أسد الله الإصفهاني. فأصدر الشاه القاجاري أمراً إلى العدلية بقراءة توقيع الشيخ وتنفيذه. وقام الميرزا محمّد تقي خان الفراهاني (أمير كبير) بتقديم ألف ليرة إلى الشيخ ، وأمره أن يلقي من يوم الغد درساً في مسجد الشاه ، كي يستفيد فضلاء الحوزة من علمه.

وفي اليوم الأوّل شرع بتدريس كتاب الرياض في مسجد الشاه ، ولم يتجاوز الحضور سوى اثنين أو ثلاثة من الطلاّب في حوزة درسه. وفي اليوم الثاني ارتفع عدد الطلاّب إلى عشرة ، وفي اليوم الثالث صار عددهم ثلاثين طالباً ،

١٧١

وفي نهاية المطاف أخذ يحضر درسه أفضل طلاّب العلوم في طهران ...»(١).

وهناك رواية أخرى لهذه الحادثة نقلها الأستاذ عبّاس إقبال آشتياني في كتابه زندگى نامه أمير كبير. على النحو الآتي :

«كان الشيخ في ضيق من العيش بحيث استأجر حجرة مستطيلة الشكل في الطابق الأعلى من دار تقع في ممرّ بين الحرمين [في طهران] ، وقد قطعها بسترة إلى نصفين ، وقد أسكن أهله خلف السترة ، وفرش النصف الآخر بحصيرة يجلس عليها ، دون أن يكون هناك شيء آخر له قيمة باستثناء بعض الكتب. وكان يحصل من حين لآخر على قروض من بعض التجّار في السوق .. فلم يكن له مال ينفقه من أيّ جهة. حتّى اطّلع أحد الأصدقاء على وضعه وحالته ، وسعى في إصلاح أمره ، فقال له : إنّ سبب العسر وضيق العيش الذي تعاني منه يعود إلى اعتزالكم الناس وعدم التواصل معهم ، وبذلك لم يطّلع أحد على مراتبكم العلمية ، ولم يقف شخص على ما يتّصف به سماحتكم من التديّن والزهد والأمانة. فمن الأجدر أن تخالط الناس ولا سيّما العلماء منهم ، لتظهر لهم شيئاً من فضائلك في الأبحاث العلمية. فقال له الشيخ : لا مانع عندي من مخالطة العلماء ، ولكنّك ترى ما أنا عليه من الضيق الذي يجعل من استقبال الناس على ما تقتضيه آداب الضيافة أمراً بالغ العسر والتعذّر. فقال له : يمكن لك في البدء أن تأتي في صبيحة يوم الخميس القادم إلى منزل الشيخ محمّد تقي القزويني ، وهو من العلماء الأجلاّء ،

__________________

(١) إيران در جهان عرب (عراق العرب) ، مجلّة وحيد ، العدد : ٣٤ ، ص ٨٦٦ ـ ٨٧٠ ، بتاريخ : شهر مهر ، سنة ١٣٤٥ هـ ش. (مصدر فارسي).

١٧٢

فإنّه يقيم مجلس العزاء هناك ، وحيث جرت العادة في الغالب على إثارة المسائل العلمية بعد قراءة المراثي ، يمكن لكم التعريف بشخصكم إلى حدّ ما ، فربّما تعرّف عليكم بعض طلبة العلم الحقيقيّين من الذين يبحثون عن أساتذة كفوئين في التدريس ، فيطلب الاستفادة العلمية من محضركم ، ويكون في ذلك سبباً لفتح باب الرزق عليكم.

فقبل الشيخ هذه النصيحة منه ، وتوجّه في صباح ذلك الخميس إلى مجلس التعزية ، واتّخذ لنفسه مكاناً دون مقامه ، وبعد الانتهاء من قراءة التعزية ، بدأ الفضلاء يتناقشون في المسائل العلمية ، وكان الشيخ يستمع ، حتّى وجد فرصة سانحة للكلام والإدلاء بدلوه ، وما أن بلغ مسامع السادة والمشايخ جانب من فوائده وفضله الزاخر ، اعتذروا منه بأجمعهم ، وأجلسوه في صدر المجلس.

وعندما عاد إلى منزله ، قيل له في عصر ذلك اليوم : إنّ على الباب رجلاً يسأل عنك ؛ فنزل الشيخ من غرفته وفتح الباب ليجد هناك شخصاً في بزّة الموظّفين من رجال الدولة ، فقال له ذلك الرجل : غداً في الصباح الباكر سيأتي أمير النظام لرؤيتك. فقال له الشيخ : ربّما حصل خلط ، فلا توجد بيني وبين الأمير معرفة سابقة كي يأتي إلى رؤيتي. فقال الرجل : ألست الشيخ عبد الحسين الطهراني؟ فقال الشيخ : بلى. ولكن ربّما كنت تعني شخصاً آخر يحمل اسم الشيخ عبد الحسين أيضاً. فقال الرجل : ألم تكن صباح هذا اليوم في منزل الشيخ محمّد تقي القزويني؟ فقال الشيخ : بلى ، كنت هناك. فقال الرجل : إذن ليس هناك خطأ ، وعليك أن تستعدّ لاستقبال الأمير. فقال الشيخ : لا أملك منزلاً يليق باستقبال

١٧٣

الأمير. فقال الرجل : ألست تسكن في هذه الدار؟ فقال الشيخ : إنّ هذا هو منزلي ، ولكن عليك أن تصعد معي لكي تراه من الداخل بنفسك ، فتدرك أنّ الأمير لا يأتي إلى مثله ، ثمّ أرشده إلى الغرفة العليا ، وشاهد الرجل الوضع عن كثب ، ولكنّه استطرد قائلاً : سيأتي الأمير إلى هذا المكان بالتحديد ، ثمّ غادر المكان. وفي صبيحة اليوم التالي جاء الأمير بنفسه ، واستقبله الشيخ بما تيسّر له.

وهنالك قال الأمير : إنّ هذا المنزل لا يليق بكم ، ثمّ أمر له بتأثيث منزل متواضع في منطقة (عبّاس آباد) ، وأعطاه مائة ليرة ذهبيّة مسكوكة ، وأضاف قائلاً : لقد اطّلعنا على مقدار ديونك في السوق ، وقد رصدنا هذا المبلغ لتسديدها ، وسوف نأتي إلى زيارتكم ، وقام بعدها ليغادر المنزل. ومنذ ذلك الحين أخذ يمدّه بالدعم الكافي ويعمل على التعريف به ، وكان تعلّقه به يزداد يوماً بعد يوم ، حتّى أصبح موضع ثقة الأمير ، وأخذ يستشيره في بعض الأمور المعقّدة»(١).

إذن هناك روايتان حول بداية تعرّف أمير كبير على الشيخ ، حيث تشترك كلتا الروايتين في النقاط الآتية :

١ ـ عودة الشيخ ـ بعد إكمال دراساته وتحصيل العلوم الحوزوية ـ من العتبات المقدّسة إلى طهران.

٢ ـ في مستهلّ وصوله إلى طهران كان يعيش حالة من الفقر المدقع ، بحيث لم يكن لديه حتّى سجّادة يفرش بها أرض الغرفة التي استأجرها ، وكان بالإضافة إلى ذلك يستدين لتوفير لقمة العيش ، حتّى تراكمت عليه الديون.

__________________

(١) الميرزا تقي خان أمير كبير : ١٤٥.

١٧٤

٣ ـ تمّ التعرّف عليه إثر حادثة حصلت له في منزل بعض المشايخ الكبار ، وعلى إثر ذلك بدأت تشرئبّ له الأعناق في طهران.

٤ ـ استحواذ شخصية الشيخ على اهتمام أمير كبير ، الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في الوضع الاقتصادي والمالي للشيخ.

٥ ـ وفي نهاية المطاف دخل الشيخ منعطفاً جديداً في حياته ، حيث قام بفراسته المعهودة باغتنام هذه الفرصة وتوظيفها ، ليكون بذلك مصدراً للكثير من أعمال الخير والمنجزات التي سنأتي على ذكرها.

بالإضافة إلى نقاط الاشتراك يمكن لنا أن نرصد في المقابل بعض نقاط الاختلاف بين هاتين الروايتين ، أي : الرواية المنقولة في السيرة الذاتية لأمير كبير ، والرواية المنقولة في مقال مرتضى المدرّسي بعنوان : (عراق العرب) والمنشور في مجلّة وحيد ، على النحو أدناه :

١ ـ في الرواية الثانية تلقّت مناقشة الشيخ للأمور العلمية استحساناً من العلماء والحضور ، وتمّ تكريمه ورفعه إلى صدر المجلس ، ولكنّه في الرواية الأولى تلقّى صدوداً ، وإساءة في المعاملة.

٢ ـ في الرواية الثانية حضر موظّف الدولة بمفرده إلى دار الشيخ ، وأمّا في الرواية الأولى فنجده برفقة البقّال.

٣ ـ في الرواية الثانية هناك تصريح بأنّ المنزل الذي قصده (شيخ العراقَين) هو منزل الشيخ محمّد تقي القزويني ، وفي المقابل لا نجد مثل هذا التصريح في الرواية الأولى ، كما نجد العكس بالنسبة إلى هويّة الأمير الذي زار (شيخ العراقَين)

١٧٥

في داره بعد تلك الحادثة ، فبينما نجد تصريحاً في الرواية الأولى بأنّ الأمير الذي جاء لزيارة (شيخ العراقَين) هو شخص أمير كبير ، نجد في الرواية الأولى إضماراً لشخصية الأمير الذي قصد دار (شيخ العراقَين).

٤ ـ لا يوجد في الرواية الثانية حضور لناصر الدين شاه بخلاف الرواية الأولى.

٥ ـ في الرواية الثانية يحصل الشيخ من زائره الأمير على مائة ليرة ذهبية ، بينما نجده في الرواية الأولى يمنح الشيخ ألف ليرة.

إنّ نقاط الاشتراك والاختلاف الموجودة في هاتين الروايتين ، قد تساعدنا في الجمع بين الروايتين دون طرحهما. فنقول في الجمع بينهما : إنّ اللقاء المذكور في الروايتين يعود تاريخه إلى أواخر عهد محمّد شاه القاجاري ، حيث كان لأمير كبير نوع من الحضور في البلاط آنذاك بوصفه منشئاً أو مفاوضاً أو مستشاراً سياسيّاً ؛ إذ كان له حضور فاعل في إبرام (معاهدة أرضروم) (١) ، أو أن يكون الذي حضر منزل (شيخ العراقَين) في الروايتين أمير آخر غير أمير كبير كان يتمتّع بصفة

__________________

(١) معاهدة أرضروم : هناك في الحقيقة معاهدتان بهذا الاسم ، الأولى منهما أبرمت سنة (١٨٢٣ م) ، تمّ فيها رسم الحدود بين الدولة العثمانية والإيرانية وتثبيتها على أساس معاهدة قصر شيرين التي يعود تاريخ توقيعها إلى عام (١٦٣٩ م). ولكنّها لم تصمد طويلاً فاستمرّت المناوشات والحروب بين البلدين في عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر للميلاد. حتّى تدخّل الإنجليز والروس بين البلدين من خلال توقيع المعاهدة الثانية لأرضروم بتاريخ : الحادي والثلاثين من مايو سنة (١٨٤٧ م) ، حيث تمّ تقسيم المناطق المتنازع عليها بين إيران والدولة العثمانية. وكان أمير كبير هو الذي مثّل الجانب الإيراني في مفاوضات التوقيع على هذه المعاهدة.

١٧٦

رسمية ، لا سيّما بالنظر إلى أنّ الرواية الأولى لا تصرّح بأنّ الأمير الذي زار (شيخ العراقَين) هو أمير كبير.

وهكذا فقد شكّلت هذه المرحلة منعطفاً في حياة (شيخ العراقَين) ، وفيما يلي نسلّط الضوء على سيرته بوصفه عَلماً من أعلام الشيعة ، اغتَنَم فرصة انفتاح البلاط القاجاري عليه للقيام بمشاريعه الدينية على أحسن وجه ، مستفيداً في ذلك من الدعم المطلق الذي أغدقه عليه الصدر الأعظم الميرزا محمّد تقي الفراهاني (أمير كبير) ، وسوف نبحث المرحلة الثانية من حياة (شيخ العراقَين) عبر المحاور الثلاثة الآتية :

١ ـ السيرة العلمية (لشيخ العراقَين) ، من خلال ذكر شيوخه وتلاميذه وكتبه ومكتبته.

٢ ـ نشاط (شيخ العراقَين) في مقارعة الفرق المنحرفة (البابية والبهائية) داخل البلاط القاجاري وخارجه.

٣ ـ جهود الشيخ في بناء العتبات المقدّسة في العراق.

السيرة العلمية لشيخ العراقَين

أساتذة وشيوخ (شيخ العراقَين) :

لقد أنهى (شيخ العراقَين) دراسته في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، حيث نال درجة الاجتهاد. على ما نجد ذلك في موسوعة طبقات الفقهاء ؛ إذ يقول :

«عبد الحسين بن علي الطهراني ، الحائري ، الملقّب بـ : (شيخ العراقَين) ،

١٧٧

أحد أكابر مجتهدي الإمامية. كان فقيهاً ، أصوليّاً ، رجاليّاً ، أديباً ، حافظاً للشعر العربي ، حاوياً لجملة من الفنون»(١).

وجاء في كتاب أثر آفرينان ما يلي :

«(شيخ العراقَين الطهراني) ، الشيخ عبد الحسين بن علي الرازي (م : ١٢٨٦ هـ) ، مجتهد ، عالم ، ومحقّق إمامي. تتلمذ في النجف الأشرف على يد الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر ، والشيخ حسن كاشف الغطاء ، والشيخ مشكور الحولاوي ، والشيخ عيسى الزاهد ، حتّى نال درجة الاجتهاد. ثمّ عاد إلى طهران بوصفه زعيماً دينيّاً ، وتولّى المرجعية العامّة»(٢).

وجاء في كتاب موسوعة طبقات الفقهاء بشأن الأساتذة الذين حضر عندهم (شيخ العراقَين) ، ما يلي : «ارتحل لطلب العلم من طهران إلى النجف الأشرف ، وحضر على عدّة مشايخ ، منهم : حسن بن جعفر كاشف الغطاء ، ومشكور بن محمّد بن صقر الحولاوي ، وحصل منه على إجازة ، وعيسى بن حسين المعروف بالزاهد ، ومحمّد حسن بن باقر النجفي صاحب الجواهر ، وروى عن السيّد محمّد شفيع بن السيّد علي أكبر الجابلقي ، وأجاز له رفيع بن علي الرشتي»(٣).

وقد ورد ذكر أسماء هؤلاء المشايخ في أكثر الكتب الأخرى الموجودة بين أيدينا. كما نرى أكثر من هذه الأسماء المذكورة أعلاه ، في كتب من قبيل : فقه

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٣٤٥.

(٢) أثر آفرينان (المؤلّفون) ٣ / ٣٦٦. (مصدر فارسي).

(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٣٢٦.

١٧٨

فتوائي(١) ، وطبقات أعلام الشيعة(٢) ، وچهل سال تاريخ إيران(٣) ، وأثر آفرينان(٤). وفي كتاب أعيان الشيعة(٥) ـ ضمن التعريف بتلاميذ الآقا السيّد إبراهيم الموسوي القزويني ـ نجد هناك إشارة إلى اسم (شيخ العراقَين) أيضاً ، وفي موضع آخر من هذا الكتاب القيّم(٦) ، يتمّ التعريف بـ : (شيخ العراقَين) بوصفه من التلاميذ البارزين لـ : (الشيخ حسين علي التويسركاني الملايري) أيضاً.

لا شكّ في أنّ الذين منحوا (شيخ العراقَين) إجازة في الرواية لم يكونوا أساتذته بالضرورة ، ولكن حيث يُعتبر المجيزون لشخص ما من جملة مشايخه ، فقد عددناهم ضمن أساتذة الشيخ أيضاً ، وعليه يمكن عدّ شيوخه وأساتذته على النحو الآتي :

١ ـ الشيخ محمّد حسن النجفي ، المعروف بـ : (صاحب الجواهر).

٢ ـ الشيخ حسن بن جعفر كاشف الغطاء.

٣ ـ السيّد محمّد شفيع الجابَلَقي.

٤ ـ الشيخ مشكور الحولاوي.

٥ ـ الشيخ عيسى بن حسين ، المعروف بـ : (الزاهد).

__________________

(١) انظر : فقه فتوائي ٢ / ٢٩٤ ، (مصدر فارسي).

(٢) انظر : طبقات أعلام الشيعة الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ٢ / ٧١٣.

(٣) انظر : چهل سال تاريخ إيران (أربعة عقود من تاريخ إيران) ٢ / ٦٦٢. (مصدر فارسي).

(٤) انظر : أثر آفرينان (المؤلّفون) ٣ / ٣٦٦. (مصدر فارسي).

(٥) انظر : أعيان الشيعة ٢ / ٢٠٤.

(٦) انظر : المصدر السابق ٦ / ١٣١.

١٧٩

٦ ـ الشيخ رفيع بن علي الرشتي.

٧ ـ الشيخ حسين علي التويسركاني الملايري.

٨ ـ السيّد إبراهيم الموسوي القزويني.

تلامذة (شيخ العراقَين) :

ورد في كتاب (موسوعة طبقات الفقهاء) ما يلي : «أخذ عنه الميرزا حسين النوري ، ولازمه زمناً طويلاً ، ونوح بن قاسم القرشي الجعفري النجفي ، ومحسن بن محمّد الحائري الشاعر المعروف بـ : (أبي الحبّ) المتوفّى سنة ١٣٠٥ هـ. وأجاز لأبي المحاسن محمّد بن عبد الوهّاب الهمداني الحائري»(١).

وجاء في كتاب معارف الرجال : «حضر عليه كثير من الأفاضل والعلماء ، ومنهم : الشيخ نوح بن الشيخ قاسم القرشي الجعفري النجفي المتوفّى سنة ١٣٠٠ هـ في السماوة ، والشيخ محسن بن الشيخ محمّد الحائري المعروف بـ : (أبي الحبّ) المتوفّى سنة (١٣٠٥ للهجرة) ، وأجاز أن يروي عنه أبو المحاسن محمّد بن عبد الوهّاب بن داود الهمداني الحائري صاحب فصوص اليواقيت»(٢).

وفي كتاب مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء ، ورد التعريف بتلميذ آخر من تلاميذ الشيخ الطهراني ، إذ كان معه في نشاطه العمراني في سامرّاء ، قائلاً : «وأمّا الشيخ باقر بن الشيخ زين العابدين السلماسي الكاظمي المتوفّى سنة (١٣٠١ هـ) ،

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ١٣ / ٣٥.

(٢) معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء ٢ / ٣٥.

١٨٠