باقر شريف القرشي
المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٥٢
مع منجّم في بعض أسفاره
لمّا عزم الإمام عليهالسلام على سفر له بادر إليه منجم ، فقال له : إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم ...
فأنكر عليه الإمام ذلك وقال له :
« أتزعم أنّك تهدي إلى السّاعة الّتي من سار فيها صرف عنه السّوء وتخوّف من السّاعة الّتي من سار فيها حاق به الضّرّ ، فمن صدّق بهذا فقد كذّب القرآن ، واستغنى عن الإعانة بالله في نيل المحبوب ، ودفع المكروه ».
وأضاف الإمام قائلا :
« أيّها النّاس ، إيّاكم وتعلّم النّجوم إلاّ ما يهتدى به في برّ أو بحر ، فإنّها تدعو إلى الكهانة ، والمنجّم كالكاهن ، والكاهن كالسّاحر ، والسّاحر كالكافر ، والكافر في النّار ، سيروا على اسم الله » (١).
لقد نهى الإمام عليهالسلام عن تعلم النجوم ، فإنها تدعو إلى الضلال ، وانصراف الإنسان نحوها ، واعراضه عن قدرة الله تعالى ومشيئته.
__________________
(١) المكاسب ٢ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤.
مع منجّم آخر
التقى الإمام عليهالسلام مع منجم آخر نهاه عن المسير ، فقال له الإمام :
« أتدري ما في بطن هذه الدّابّة أذكر أم انثى؟ ».
فقال المنجم : إن حسبت علمت ...
فرمقه الإمام بطرفه ، وقال له :
« من صدّقك على هذا القول ، فقد كذّب القرآن ، قال الله : ( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (١).
ما كان محمّد صلىاللهعليهوآله يدّعي ما ادّعيت ، أتزعم أنّك تهدي إلى السّاعة الّتي من سار فيها صرف عنه السّوء ، والسّاعة الّتي من سار فيها حاق به الضّرّ؟ من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله ، واحوج إلى الرّغبة إليك في دفع المكروه عنه » (٢).
ويستثنى من حرمة تعلم النجوم معرفة الأنواء الجوية التي تعرف بها الأوضاع الفلكية كالخسوف الناشئ عن حيلولة الأرض بين النيرين ، والكسوف الناشئ عن
__________________
(١) لقمان : ٣٤.
(٢) وسائل الشيعة ٨ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠.
حيلولة القمر بين الأرض والشمس ، فيكون القمر مانعا عن رؤية الشمس ، فإنّ تعلّم النجوم من أجل هذه الغاية وما شابهها لا بأس به ولا محذور فيه.
وبهذا انطوى الحديث عن احتجاج الإمام عليهالسلام ومناظراته ، وليست هي جميع ما اثر عنه في هذا الميدان ، فقد حفلت مصادر التأريخ والحديث بالكثير منها ، وقد آثرنا الإيجاز فيها وتركنا الباب مفتوحا للمؤلفين عن الإمام عليهالسلام.
المحتويات
تقديم........................................................................ ٥
احتجاجات الإمام
١١ ـ ٣٨
احتجاجه على أبي بكر ................................................... ١٥
موقف أبي بكر ........................................................ ٢٩
احتجاجه على أبي بكر وحزبه ............................................. ٣٠
مع عمر ................................................................. ٣٢
احتجاجه الإمام على المهاجرين ............................................ ٣٣
الإمام مع أعضاء الشورى ................................................. ٣٥
إذعان الإمام لمصلحة المسلمين .......................................... ٣٦
احتجاج آخر للإمام ...................................................... ٣٨
احتجاجاته على المتمرّدين
٣٩ ـ ٦٦
لوعة الإمام من القرشيين .................................................. ٤٣
احتجاجاته على طلحة والزبير ............................................. ٤٧
مع عائشة ............................................................ ٤٩
مع طلحة والزبير ...................................................... ٥٠
مع معاوية ............................................................... ٥٢
إيفاد جرير إلى معاوية .................................................. ٥٣
احتجاجه على معاوية .................................................. ٥٤
مع الخوارج ............................................................. ٦٢
احتجاج الإمام عليهم .................................................. ٦٢
مناظرة الإمام معهم .................................................... ٦٣
مناظرة اخرى للإمام معهم .............................................. ٦٤
مناظرته مع النّصارى
٦٧ ـ ٨٤
أسئلة الجاثليق ............................................................ ٧١
أسئلة راهب .......................................................... ٧٥
مع الاسقف .......................................................... ٧٨
مع قيصر الروم ........................................................ ٨١
جواب الإمام ...................................................... ٨٢
مناظرته مع اليهود
٨٥ ـ ١١٣
مع عالم يهوديّ .......................................................... ٨٩
مع جماعة من اليهود ...................................................... ٩٢
مع عالم يهودي .......................................................... ٩٥
مناظرته مع الزّنادقة
١١٥ ـ ١٥٦
مع زنديق ............................................................. ١١٩
اجتماع العباد في مواطن ............................................. ١٢٣
مع ابن الكوّاء .......................................................... ١٤٤
مع رجل .............................................................. ١٥٢
مع ذعلب ............................................................. ١٥٥
مناظرته مع المنجّمين
١٥٧ ـ ١٦٣
مناظراته مع المنجّمين ................................................... ١٦١
مع منجّم في بعض أسفاره ............................................... ١٦٢