طبقات المعتزلة

أحمد بن يحيى بن مرتضى

طبقات المعتزلة

المؤلف:

أحمد بن يحيى بن مرتضى


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩١

على انه حذف في سنده اوّل الرواة ارسالا او تدليسا (١) كما في كثير من الاخبار وهو غير عدل وان ظنّ عدالته الراوي عنه ، فلا (٢) يقدح رواية الخبر في عدالة المذكورين اذ الخلل انما جاء من جهة الراوي المحذوف اسمه والارسال مع ظنّ العدالة جائز

قال ابو الحسين (٣) : وكان اصحابنا يقولون (٤) انهم حرّروا (٥) ما املاه (٦) ابو علي فوجدوه مائة الف وخمسين الف ورقة

قال : وما رأيته ينظر في كتاب الا يوما (٧) نظر في زيج (٨) الخوارزمي ورأيته يوما اخذ بيده جزءا من الجامع الكبير لمحمد بن الحسن

وكان يقول ان الكلام اسهل شيء لأن العقل يدلّ عليه

قال ابو (٩) الحسن : وكان من احسن الناس وجها وتواضعا واكثرهم موعظة فبينا هو في طلاقته حتى (١٠) ذكر الموت فتنحدر دموعه ويأخذ في العظة حتى كأنه غير ذلك الرجل

وكان اذا روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعليّ والحسن والحسين وفاطمة : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم يقول : العجب من هؤلاء النوابت (١١) يروون هذا الحديث ثم يقولون بمعاوية

وروى عن علي عليه‌السلام ان رجلين اتياه فقالا : ايذن (١٢) لنا ان نصير الى معاوية فنستحلّه من دماء من قتلنا من اصحابه ، فقال علي (١٣) عليه‌السلام : أما ان الله قد احبط عملكما (١٤) بندمكما على ما فعلتما

__________________

(١) تدليسا ج س ل م : تلبيسا ب

(٢) فلا ب ج س م : ولا ل

(٣) الحسين س م : الحسن ب ل ، + الخياط ج

(٤) يقولون ب ج س ل : يروون م

(٥) حرروا ب س ل م : حرزوا ج

(٦) املاه ب ج ل م : املا س

(٧) يوما ب س ل م : رايته ج

(٨) زيج ب م : + اسم لعمل الاحكام من علم الفلك زيج س ل ، تاريخ ج

(٩) ابو ب ج س ل : + على م

(١٠) حتى ب س ل م : اذ ج

(١١) النوابت م : التوابت ب ، النوائب ل ، النوابت ج ، النويب س

(١٢) ايذن ب ج س م : اتاذن ل

(١٣) علي ب ل م : ـ ج س

(١٤) عملكما م : اعمالكما ب ج س ل

٨١

وروي ان أبا علي ناظر بعضهم في الارجاء وابو حنيفة والزبير حاضران فقال ابو حنيفة : ان أبا عمرو بن العلاء لقي عمرو بن عبيد فقال له : يا أبا عثمان انك اعجميّ (١) ولست باعجمي اللسان ولكنك (٢) اعجمي الفهم انّ العرب اذا وعدت انجزت واذا اوعدت اخلفت وانشد (من الطويل)

وإني وإن (٣) اوعدته او وعدته

لمخلف (٤) ايعادي ومنجز (٥) موعدي

(٧) فقال ابو علي : ان أبا عثمان اجابه بالمسكت قال له : ان الشاعر قد يكذب ويصدق ولكن حدّثني عن قول الله تعالى عزوجل : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ) (٨) وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١ هود : ١١٩ ، ٣٢ السجدة : ١٣) ، ان ملأها أتقول صدق؟ قال : نعم ، قال : فان لم يملأها أفتقول (٦) صدق؟ فسكت ابو حنيفة

__________________

(١) اعجمي ب ج ل م : لاعجمي س

(٢) ولكنك ب ج ل م : ، لكنك س

(٣) وان ب س ل م : اذا ج وتهذيب التهذيب ولسان الميزان ويتيمة الدهر وتاج العروس

(٤) لمخلف ب ج س ل م : لاخلف ـ بحار الانوار ، لمكذب ـ لسان الميزان

(٥) ومنجز ب ج س ل م : وانجز ـ بحار الانوار ، ومصدق ـ لسان الميزان

(٦) أفتقول ب ج س : فتقول ل م

(٧) البيت لعامر بن طفيل ديوانه ص ١٥٥ ، انظر العربية تأليف فوك ص ٣٤ وانظر يتيمة الدهر ٢ ص ١١٧ وعيون الاخبار ٢ ص ١٤٢ وميزان الاعتدال ٢ ص ٢٩٦ وتهذيب التهذيب ٨ ص ٧١ ـ ٧٢ ولسان الميزان ٥ ص ٣٧٩ ـ ٣٨٠ وبحار الانوار ٤ ص ٩٤ والمقالات للاشعري ص ١٤٨ الملاحظة وتاج العروس ١ ص ٦٠ وغيرها ، في ديوانه ص ١٥٥ / ٦ :

لا يرهب ابن العم منى صولة

ولا اختتى من صولة المتهدد

واني ان اوعدته او وعدته

لاخلف ايعادي وانجز موعدي

(٨) في يتيمة الدهر ٢ ص ٧١١ : حدثني محمد بن مسعر قال : جمعنا بين ابي عمرو بن العلاء وعمرو بن عبيد في مسجدنا فقال له ابو عمرو ما الذي يبلغني عنك في الوعيد؟ فقال ان الله وعد وعدا واوعد ايعادا فهو منجز وعده ووعيده ، فقال له ابو عمرو انك اعجمي ولا اعني لسانك ولكن فهمك ان العرب لا تعد ترك الايعاد ذما وتعده مدحا ثم انشد :

وما يرهب ابن العم ما عشت صولتي

وما اختشي من صولة المتوعد

واني اذا اوعدته ...

فقال له عمرو أفليس يسمى تارك الايعاد مخلفا؟ قال بلى ، قال أفتسمي الله مخلفا اذا لم يفعل ما اوعد؟ قال لا ، قال فقد ابطلت شاهدك

٨٢

وروى ان عمرو بن عبيد قال لأبي عمرو : شغلك (١) الاعراب عن معرفة الصواب ان الله يتعالى عن الخلف والشاعر قد يقول (٢) الشيء وخلافه ، فهلّا قلت في انجاز الوعد والوعيد ما قال الشاعر (من المنسرح) :

إنّ أبا ثابت لمجتمع ال

 ـ رأي شريف الآباء والبيت

لا يخلف الوعد والوعيد ولا

يبيت من ثأره على فوت

فسكت ابو عمرو

وكان ابو علي يقول : ليس بيني وبين ابي الهذيل خلاف الا في اربعين مسئلة ، وما كان في الدنيا بعد الصحابة اعظم من ابي الهذيل الّا من اخذ عنه كواصل وعمرو (٣)

وسئل ابو علي عن وجه الحكمة في إماتة الرسول وإبقاء ابليس فقال : ان الذي لا يستغنى عنه هو الله وحده واما الأنبياء فقد يغني الله عنهم بألطافه واما ابليس فلو علم الله في إماتته مصلحة لفعل ولو علم في بقائه مفسدة لما بقي لكن كان يفسد مع موته من فسد (٤) مع حياته

قال ابو الحسن (٥) : والرافضة لجهلهم بأبي علي ومذهبه يرمونه بالنصب وكيف وقد نقض كتاب عبّاد في تفضيل ابي بكر ولم ينقض كتاب الاسكافي المسمّى المعيار والموازنة في تفضيل عليّ على ابي بكر

وتوفي (٦) ابو علي (٧) سنة ثلاث وثلاث مائة ، وكان اوصى (٨) الى (٩) ابي هاشم ان (١٠)

__________________

(١) شغلك ب ج ل م : + علم س

(٢) قد ب س ل م : فقد ج

(٣) وعمرو ب س ل م : + بن عبيد ج

(٤) فسد ب ج س م : افسد ل

(٥) الحسن ب س ل م : الحسين ج

(٦) وتوفي ب ج ل م : توفي س

(٧) ابو علي ب ج س ل م : ـ الفهرست

(٨) وكان اوصى ب ج س ل م : واوصى ـ الفهرست

(٩) الى ب ج س ل م : + ابنه ـ الفهرست

(١٠). (١٧ ـ ص ٨٥ س ٤) الفهرست لابن النديم (هوتسما) ص ٢٢٥ س ٢ ـ ٤

٨٣

يدفنه في العسكر (١) وان لا يخرجه عنها ، فلما مات صلّى عليه اهل العسكر وأبى (٢) ابو هاشم إلّا ان (٣) يحمله (٤) الى جبّاء فحمله (٥) الى (٦) مقبرة كان (٧) فيها أمّ (٨) ابي علي وأمّ (٩) ابي هاشم في (١٠) ناحية بستان ابي علي ، قال ابو الحسن : كنت امرّ مع ابي علي بالغدوات الى ذلك البستان فاذا دخله بدأ بالقبور فدعا لاهلها

ومن هذه الطبقة ابو مجالد (١١) ، واسمه احمد بن الحسين البغداذي ، قال ابو الحسن ما رأى احفظ منه قال : وحدّثني ابو القاسم الصفّار ان جماعة من اصحاب الحديث كانوا ببغداذ فصاروا إليه وسألوه ان يحدّثهم في الدقائق ، قال : فأملى علينا من حفظه خمسة آلاف حديث حتى ضجر ، فقال : كان (١٢) يحفظ مائة الف حديث وكان افقه الناس واعلمهم بالشروط ، وكان من اصحاب الجعفرين ومن اصحاب ابي موسى ، واخذ عنه ابو الحسين الخيّاط وان كان من اصحاب من تقدّم

ومن هذه الطبقة ابو الحسين الخيّاط عبد الرحيم بن محمد بن عثمان استاذ (١٤) ابي القاسم البلخي عبد الله بن احمد (١٣) ، وكان ابو علي يفضّل البلخي على استاذه ابي الحسين ، قال القاضي : كان الخيّاط عالما فاضلا من اصحاب جعفر ، وله كتب كثيرة في النقوض على ابن الراوندي ، وكان فقيها صاحب حديث واسع الحفظ لمذاهب المتكلّمين

__________________

(١) وان ... العسكر ب ج س ل م : ـ الفهرست

(٢) وابى ب ج س ل م : فابى ـ الفهرست

(٣) ان ب ج ل م : ـ س والفهرست

(٤) يحمله ب ج س ل م : حمله ـ الفهرست

(٥) فحمله ج والفهرست : فحمل ب ل م ، وحمل س

(٦) الى ب ج س ل م : ودفنه في ـ الفهرست

(٧) كان ب ج س ل م : ـ الفهرست

(٨) أم ب ج س ل م : والدة ـ الفهرست

(٩) وام ب ج س ل م : ووالدة ـ الفهرست

(١٠) في ب ج س ل م : ـ الفهرست

(١١) مجالد ج : بلا نقط س ل م ، مخالد ب

(١٢) كان ب س ل م : وكان ج

(١٣) عبد الله بن احمد : وعبد الله بن احمد ج س ل م ، ـ ب

(١٤) في هامش م : في المواقف للعضد هكذا : ابو الحسين بن ابي عمر ابن الخياط ، وفي تحقيق سورنسن ص ٣٤١ : ابو الحسين ابن ابي عمرو الخياط

٨٤

قيل : سأل ابو العبّاس الحلبي أبا الحسين الخيّاط فقال : اخبرني عن ابليس هل اراد ان يكفّر فرعون؟ قال (١) : نعم ، قال الحلبي : فقد (٢) غلب ابليس إرادة الله ، قال (٣) ابو الحسين : هذا لا يجب فإن الله تعالى قال : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً) (٢ البقرة : ٢٦٧) وهذا لا يوجب ان يكون امر ابليس غلب امر الله فكذلك الإرادة ، وذلك لان الله تعالى لو اراد ان يؤمن فرعون كرها لآمن

وسئل عن قوله تعالى : (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) (٥ المائدة : ٦٠) ، فقيل له : قد اخبر (٥) انه جعل منهم عبد (٦) الطاغوت (٤) ، فقال : معناه : حكم بأنهم عبدوا الطاغوت وسمّاهم بذلك (٧) ، قلت : وسؤال السائل انما يستقيم على قراءة من قرأ : وعبد الطاغوت بضمّ الباء في عبد وهو جمع عابد لا على قراءة (٨) من قرأ بالفتح لانه إخبار عن ماض وليس داخلا في المجعول

وسئل عن افضل الصحابة فقال : امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه‌السلام لأن الخصال التي فضل الناس بها متفرّقة في الناس وهي مجتمعة فيه ، وعدّ الفضائل ، فقيل : فما منع الناس من العقد له بالامامة؟ فقال : هذا باب لا علم لي به الّا بما فعل الناس وتسليمه الامر على (٩) ما أمضاه عليه الصحابة لاني لمّا وجدت الناس قد عملوا ولم اره انكر ذلك ولا خالف علمت صحّة ما فعلوا

قلت (١٠) : وبيان صحة اجتماع خصال (١١) الفضل في علي عليه‌السلام وتفرّقها في الصحابة ما قد صحّ نقله من ان السابقين الى الاسلام ثلاثة : عليّ وابو بكر وزيد بن حارثة ، وعلماء الصحابة ثلاثة : علي ومعاذ بن جبل وابن مسعود ،

__________________

(١) قال ج س م : فقال ب ل

(٢) فقد ب ج ل م : قد س

(٣) قال ج س ل م : فقال ب

(٤) فقيل له ... عبد الطاغوت : ـ ب

(٥) اخبر ج س ل : + الله م

(٦) عبد ج س ل : عبدة م

(٧) وسماهم بذلك ب س ل م : ـ ج

(٨) وعبد الطاغوت ... على قراءة ج س ل م : ـ ب

(٩) على ب ج س م : عليا ل

(١٠) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(١١) خصال ب ج م : ـ س ل

٨٥

والزهّاد ثلاثة : علي وعمر وابو ذرّ ، والمجاهدون ثلاثة : علي والزبير وابو دجانة ، والقرّاء ثلاثة : علي وعثمان وأبيّ بن كعب ، والمفسّرون ثلاثة : علي وابن عبّاس وابن مسعود ، والاسخياء ثلاثة : علي وابو بكر وعثمان ، وافاضل اقارب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة : علي وجعفر والعبّاس ، واهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس من الرجال ثلاثة : علي والحسن والحسين

وعن ابي الدرداء انه قال : العلماء ثلاثة : رجل بالشام يعني نفسه ورجل بالكوفة يعني ابن مسعود ورجل بالمدينة يعني عليّا عليه‌السلام ، ثم (١) قال : والذي بالشام يسأل الذي بالكوفة (٢) والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسأل احدا

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : الصديقون ثلاثة : حزقيل (٣) مؤمن آل فرعون وحبيب النجّار مؤمن آل يس وعلي بن ابي طالب وهو (٧) افضل الثلاثة

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال (٤) : اشتاقت الجنّة الى ثلاثة : علي وعمّار وسلمان

وعن الباقر عليه‌السلام انه قال : اعتق علي عليه‌السلام الف عبد وكان يصلّي في اليوم والليلة الف ركعة ، قلت (٥) : والذي روي عن الباقر فيه بعد والله اعلم اذ قد اجتهد بعض الصالحين فلم تتّسع له الليلة لاكثر من ثلاث مائة ركعة بالفاتحة والاخلاص

وكان من تلامذة ابي الحسين ابو القاسم البلخي ولما اراد الانصراف منه (٦)

__________________

(١) ثم ب ج ل م : ـ س

(٢) بالكوفة ج س ل م : + قال ب

(٣) حزقيل س ل م : حزبيل ب ج

(٤) انه قال ج س ل م : ـ ب

(٥) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٦) منه س ل م : عنه ج

(٧) راجع سورة ٣٦ يس

٨٦

الى خراسان اراد ان يمرّ على ابي علي الجبّائي فسأله ابو الحسين بحقّ الصحبة ان لا يفعل لانه خاف ان ينسب (١) الى ابي علي ، وهو من احفظ الناس لاختلاف المعتزلة في الكلام واعرفهم بأقوالهم ، وكان ابو القاسم يكاتبه بعد العود الى خراسان حالا بعد حال ليعرف من جهته ما خفي عليه

ومن هذه الطبقة ابو القاسم عبد الله بن احمد بن محمود البلخي الكعبي ، وهو يعدّ من معتزلة بغداذ لاخذه (٢) عن ابي الحسين الخيّاط ونصرته (٣) لمذهب البغداذيين ، وهو رئيس نبيل غزير العلم بالكلام والفقه وعلم الادب واسع المعرفة في مذاهب الناس ، وله مصنّفات جليلة الفوائد كعيون المسائل (٩) وغيرها من مصنّفاته وآثار جميلة في مناظرة (٤) المخالفين ، واهتدى به ناس كثير في خراسان ، قال القاضي : وله كتاب (٥) في التفسير (١٠) وقد احسن ، وذكر عند ابي علي فقال : هو اعلم من استاذه

قال القاضي : وروي انه دخل عليه (٦) بعض اصحاب ابي هاشم وكان يظهر الاستفادة منه

وروي انه حضر مجلس ابي احمد المنجّم والمتكلّمون مجتمعون فعظّموه غاية الاعظام ولم (٧) يبق احد الّا قام له ودخل يهودي فتكلّم معه بعضهم في نسخ الشرائع (٨) وبلغوا موضعا حكّموا أبا القاسم فيه فقال لليهودي : ان الكلام عليك ، فقال اليهودي : وما يدريك ما هذا؟ فقال ابو القاسم : أتعلم ببغداذ مجلسا

__________________

(١) ان ينسب ب س ل م : الا ينتسب ج

(٢) لاخذه ب ج س ل : + العلم م

(٣) ونصرته ب ج ل م : ونصره س

(٤) مناظرة ب ج س ل : مناظرات م

(٥) كتاب ب ج ل م : + كبير س

(٦) عليه ل م : إليه ب ج س

(٧) ولم ب ج ل م : لم س

(٨) الشرائع ب س ل م : القران ج

(٩) عيون المسائل : راجع فوك في ZDMG ٠٩ ص ٣٠٥

(١٠) كتاب في التفسير : راجع الفهرست لابن النديم ٣٤ س ١٣ ، فوك ZDMG ٠٩ ص ٣٠٥ ، وراجع أيضا لسان ابن حجر ٣ ص ٢٥٥

٨٧

اجلّ من هذا؟ قال : لا ، قال : أفتعلم احدا من المتكلّمين لم يحضره؟ قال : لا ، قال : أفرأيت (١) احدا لم يعظّمني؟ قال : لا ، قال : أفتراهم فعلوا هذا وانا فارغ (٢)؟

قلت (٣) : ومن محاسن (٤) مناظراته (٥) ما حكاه عن نفسه في كتابه المعروف بمقالات ابي القاسم وذلك انه (٦) وصل إليه رجل من السوفسطائية راكبا على بغل فدخل عليه فجعل ينكر الضروريات ويلحقها بالخيالات ، فلمّا لم (٧) يتمكّن من (١٦) حجّة تقطعه قام من المجلس موهما انه قام في بعض حوائجه فاخذ البغل وذهب به الى مكان آخر ثم رجع لتمام الحديث ، فلما نهض السوفسطائي للذهاب ولم يكن قد انقطع بحجّة عنده (٨) طلب البغل حيث تركه فلم يجده ، فرجع الى ابي القاسم وقال : انّي لم اجد البغل ، فقال ابو القاسم : لعلّك تركته في غير هذا (٩) الموضع الذي طلبته (١٠) فيه وخيّل (١١) لك انك وضعته فيه بل (١٢) لعلّك لم تأت راكبا على بغل وانما خيّل أليك تخييلا ، وجاءه بانواع من هذا الكلام ، فاظنّ (١٣) انه ذكر ان ذلك كان سببا في رجوع السوفسطائي عن مذهبه وتوبته عنه

وكان ابو القاسم معروفا بالسخاء والجود والهمّة العالية (١٤) وثبات القلب حتى انهم ارادوا اختبار ثبات قلبه فرموا (١٥) من مكان عال بطشت على غفلة حتى تكسر فلم يتحرّك لذلك ، وكان تولّى بعض اعمال السلطان ثم تاب من ذلك واصلح ، وكان له الجلالة العظمى في مجالس العلماء ، وتوفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة في ايام المقتدر

__________________

(١) أفرأيت ج س ل م : أرأيت ب

(٢) فارغ ب ج ل م : + او فارع س

(٣) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٤) محاسن ب ج س ل : احسن م

(٥) مناظراته ب ل م : مناظرته ج س

(٦) انه ج ل م : + لما ب س

(٧) فلما لم ج س ل م : فلا ب

(٨) عنده ب ج س م : معه ل

(٩) هذا ب ج ل م : ـ س

(١٠) طلبته ب س ل م : تركته ج

(١١) وخيل ج س ل : يحل ب م

(١٢) فيه بل س ل : في غيره بل ب ج م

(١٣) فاظن ب ج س : فظن ل

(١٤) والهمة العالية ب س ل م : وعلو الهمة ج

(١٥) فرموا ب س ل م : فهو ج

(١٦) راجع فوك في ZDMG ٠٩ ص ٣٠٥

٨٨

ومن هذه الطبقة ابو بكر محمد بن ابراهيم الزبيري من ولد زبير بن العوام ، قال القاضي : يقال ان له ثلاثة وثلاثين كتابا في الدقيق والجليل ، وبلغ من حظّه في الدين انه كان مطالبا بمال من جهة السلطان وقد غرز في اظافيره اطراف القصب وكان ينقض مع ذلك على ابن الراوندي كتبه الاربعة ، وبلغ من السلطان باصفهان المبلغ العظيم حتى كان يقال : ربما يحضر الجامع فيكون (١) بين يديه نحو (٢) الف رجل

وكان يدعو الله ان يميته فقيرا ، فحكي عمّن دخل عليه في آخر عمره وتأمّل كل الذي في داره فعساه لا تبلغ قيمته الا الشيء اليسير

قال القاضي : رأيت ابنته باصفهان ولها سنّ كبيرة (٣) وهي على طريقة ابيها في الزهد ، واخذ المذهب عن يحيى بن بشر الارّجاني (٥) وقد كان ورد (٤) عليه وكانت طريقته في الاكثر طريقة ابي الهذيل خاصة

ومن هذه الطبقة ابو الحسن احمد بن عمر بن عبد الرحمن البرذعي ، قال القاضي : وكان نبيلا فاضلا ينسب (٦) الى عبّاد بن سليمان وعبّاد من تلامذة هشام الفوطي ، وحكي عن ابي علي انه قال : كان ابو الحسن اذا كلّمني في الخلوة يلين للحق واذا كلّمني في جمع (٧) اجده (٨) بخلاف ذلك ، وكان معظّما ببغداذ

قيل انه سأل ابو العبّاس الحلبي أبا الحسن البرذعي : ما الدليل على ان الاستطاعة قبل الفعل؟ فقال : قوله تعالى : (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ) (٩) (١٠) وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٢٧ النمل : ٣٩) فاخبر انه قويّ قبل ان يفعل ، فقال الحلبي : كذب العفريت وقوله غير مقبول كقول

__________________

(١) فيكون ب ج ل م : فيحضر س وفوق السطر فيكون

(٢) نحو ب ج س م : ـ ل

(٣) كبيرة : كبير ـ الاصول

(٤) ورد ج س ل م : رد ب

(٥) الارجاني : الارجائي ـ الاصول

(٦) ينسب ب ج ل م : ينتسب س

(٧) في جمع ب ج م : في خلاف ذلك س ، بخلاف ذلك ل

(٨) اجده بلا نقط ب م : اخذ ج س ، واجد ل

(٩) انا ... مقامك : الى ب ج س ل

(١٠) قبل ... مقامك : الى قوله م

٨٩

المعتزلة ، فقال البرذعي : ما اجرأك ويحك ان الله تعالى لم يكذّبه ولم ينكر عليه سليمان والله تعالى اذا اخبر عن قوم يكذب كذّبهم الا ترى الى قوله تعالى : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) (١) (٥ المائدة : ٦٤) وقوله تعالى : (لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) (٩ التوبة : ٤٢) ثم قال : (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (٦ الانعام : ٢٨ ، ٢٣ المؤمنون : ٩٠ ، ٣٧ الصافات : ١٥٢) أفتكذّب من لم يكذّبه الله وتنكر على من لم ينكر عليه سليمان نبي الله؟ فانقطع الحلبي

وعن ابي الحسن البرذعي قال (٢) في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا ذكر القدر فأمسكوا! معناه فأمسكوا (٣) ان تضيفوا الى الله تعالى ما لا يليق بعدله ولا تقولوا ما قاله (٤) الكفّار ان الله امرهم بالفواحش وقدّرها عليهم ، ونظيره قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا ذكرت النجوم فأمسكوا! معناه فأمسكوا (٥) عما يقول به (٦) جهّال الفلاسفة من انها المدبّرة للعالم بما فيه ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا ذكر اصحابي فأمسكوا! لم يرد : أمسكوا عن محاسنهم لكن اراد : أمسكوا (٧) عن القول القبيح فيهم ، كذلك قوله في القدر ، (١٢) وللبرذعي مناظرات كثيرة وكتب واصحاب

ومنها ابو مضر بن ابي الوليد بن احمد بن ابي دواد (٨) القاضي

ومن هذه الطبقة غيرهم اي غير هؤلاء الذين ذكرناهم (٩) باسمائهم ، فمنهم ابو مسلم محمد بن بحر الاصبهاني صاحب التفسير والعلم الكثير (١٠) ، وجمعت حضرة الداعي محمد بن زيد بينه وبين ابي القاسم البلخي والناصر للحق عليه‌السلام ، وكل واحد فريد عصره ووحيد دهره (١١)

__________________

(١) ايديهم ب ج س ل : + ولعنوا م

(٢) قال ب س ل م : ـ ج

(٣) فامسكوا ان ب س ل ، امسكوا ان م ، ان ج

(٤) قاله ب ج ل : + له م ، قالت س

(٥) معناه فامسكوا س ل م : معناه امسكوا ب ج

(٦) به ب ل : فيها ج س م

(٧) اراد امسكوا ج س ل : اراد فامسكوا ب م

(٨) دواد ب ل : داود ج س م

(٩) ذكرناهم ج م : ذكرنا ب س ل

(١٠) الكثير ج ل : الكبير ب س م

(١١) دهره ج س ل م : عصره ب

(١٢) راجع الصحيح للترمذي ٨ ص ٢٩٥

٩٠

وكان ابن الراوندي المخذول من اهل هذه الطبقة ، ثم جرى منه ما جرى وانسلخ عن الدين واظهر الإلحاد والزندقة وطردته المعتزلة ، فوضع الكتب الكثيرة (١) في مخالفة الاسلام وصنّف كتاب التاج في الردّ على الموحّدين ، وبعث (٢) الحكمة في تقوية القول بالاثنين ، والدامغ في الردّ على القرآن ، والفريد في الردّ على الأنبياء ، وكتاب الطبائع والزمرّد والامامة فنقض اكثرها الشيخ ابو علي والخيّاط (٣) والزبيري ، ونقض ابو هاشم كتاب الفريد ، وصنّف كتابا سمّاه فضائح المعتزلة فنقضه ابو الحسين وسمّى النقض الانتصار

قال القاضي : ويقال إنه تاب في آخر عمره (٨) ، قال الحاكم : لكنّي رأيت عن ابي الحسين انكار ذلك

وكنية ابن الراوندي ابو الحسين واسمه احمد بن يحيى ، واختلفوا في سبب إلحاده فقيل : فاقة لحقته ، وقيل : تمنّى رئاسة ما نالها فارتدّ وألحد ، فكان يضع (٤) هذه الكتب للالحاد وصنّف لليهود والنصارى والثنوية واهل التعطيل ، قيل وصنّف الامامة للرافضة واخذ منهم ثلاثين دينارا ، ولما ظهر منه ما ظهر قامت المعتزلة في امره واستعانوا بالسلطان (٥) على قتله (٦) فهرب ولجأ الى يهودي في الكوفة ، فقيل مات في بيته (٩)

ومنها الناشي عبد الله بن محمد وكنيته ابو العبّاس من اهل الانبار نزل بغداذ (٧) ، وله كتب كثيرة نقض فيها كتب المنطق ، وهو شاعر وله قصيدة على (١٠) (١١) (١٢)

__________________

(١) الكثيرة ب س ل م : ـ ج

(٢) وبعث ب س ل م : ونعت ج

(٣) والخياط ب ج س م : الخياط ل

(٤) يضع ب ج س ل : يصنع م

(٥) واستعانوا بالسلطان ج : واستعاثوا السلطان ل م ، بلا نقط ب س

(٦) على قتله ب ج س م : ـ ل

(٧) بغداذ ب س ل : ببغداذ ج م

(٨) ويقال انه تاب في آخر عمره : راجع الفهرست (فوك لاهور) ص ٧٢ وغيره

(٩) الفهرست (فوك لاهور) ص ٧٢

(١٠) تاريخ بغداد ١٠ ص ٩٢٦

(١١) وفيات الاعيان ١ ص ٣٧٢

(١٢). (١٧ ـ ص ٩٣ س ١) انساب السمعاني ٥٥١ ، ومروج الذهب ٨ ص ٨٨ ، وحسن المحاضرات ١ ص ٣٢٢

٩١

رويّ واحد وقافية واحدة (١) أربعة آلاف بيت ، وخرج في آخر عمره الى مصر واقام فيها بقيّة عمره ، وله مناظرات كثيرة الّا انّ في كلامه طولا ، ومن قصيدة له قوله (من البسيط)

ما في البريّة أخزى عند فاطرها

ممّن يدين باجبار وتشبيه

ومنها ابو الحسن (٢) احمد بن علي الشطوي (٣) ، كان من اهل العلم ويعظّم العلم واهله ويصغّر قدر العامّة ، يحكى عنه ان غلامه كان بين يديه يطرّق له فالتفت إليه رجل فقال : ان هذه الطرق مشتركة لم تخلق لك دوني ، فقال له : انما خلقت لنا وانتم مسخّرون لنا الى نحو ذلك ، وله من هذا الجنس اخبار وحكايات ، وله مناظرات مع الناشي وغيره ، وروي عنه انه قال في الناشي : تسمع بالمعيدي (٧) خير من ان تراه ، وروي (٤) ان القائل لذلك (٥) هو ابو مجالد حسين ناظر الناشي

ومنها ابو زفر محمد بن علي المكي ، قال ابو القاسم : وهو امام نيسابور ومنها محمد بن سعيد زنجه ، وكان أيضا امام نيسابور (٦)

__________________

(١) واحدة ب ج س م : + على ل

(٢) الحسن ب ج س م : الحسين ل

(٣) الشطوي ب س م : الشظوي ج ل

(٤) وروي ج س ل م : وقد روي ب

(٥) لذلك ب ج س ل : بذلك م

(٦) ومنها محمد ... نيسابور ب ج س ل : ـ م

(٧) تسمع بالمعيدي ... : راجع ZDMG ٣٦ ص ٣٩٤

٩٢

الطبقة التاسعة

ابو هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهّاب الجبّائي رحمه‌الله ، قال القاضي : وانما قدّمناه وان تأخّر في السن عن كثير (١) ممن يذكر (٢) في هذه الطبقة لتقدّمه في العلم ، وذكر ابو الحسن (٣) انه لم يبلغ غيره مبلغه في علم الكلام ، وكان من حرصه يسأل أبا علي حتى يتأذّى به ، فسمعت أبا علي في بعض الاوقات عند لجاجه (٤) يقول : لا تؤذنا! ويزيد فوق ذلك وكان يسأل طول نهاره ما قدر عليه فاذا كان في الليل سبق الى موضع مبيته لئلا يغلق دونه الباب فيستلقي ابو عليّ على سريره (٥) ويقف ابو هاشم بين يديه قائما يسأله حتى يضجره ، فيحوّل وجهه عنه فيتحوّل (٦) الى وجهه فلا يزال كذلك حتى ينام ، وربما سبق هو (٧) فاغلق الباب دونه ، ومن هذا حرصه مع ما فيه من الذكاء لم يتعجّب من تقدّمه في العلم

قيل وكان ابو علي ينظر في شيء من النجوم وكان يقول : اكثره يجري مجرى الامارات ، وله كتاب في الردّ على المنجّمين ، فلما ولد ابو هاشم نظر في الطالع فقال : رزقت ولدا يخرج من بين (٨) فكّيه كلام الأنبياء ، وكان ابو عبد الله البصري يحكي من ورعه وزهده ما يدلّ على الدين العظيم

قيل : واجتمع بابي الحسن (٩) الكرخي فجرى بينهما ما ادّى الى الكلام في الصلاة (١٠)

__________________

(١) كثير ج ل : كبير م ، بلا نقط ب س

(٢) يذكر ج : بلا نقط س م ، نذكر ب ل

(٣) الحسن ب م : الحسين ج س ل

(٤) لجاجه ب ج س : إلحاحه ل م

(٥) سريره ج س ل : سرير ب

(٦) فيتحول ج س ل م : + ابو هاشم ب

(٧) سبق هو ب س ل م : سبقه ج

(٨) بين ب ج س م : ـ ل

(٩) الحسن ب ج س م : ـ ل

(١٠) في الصلاة ب ج س م : ـ ل

٩٣

في الدار المغصوبة ، وكان (١) ابو (٢) الحسن (٣) انكر قوله وقول ابيه في ذلك ، واخذا يتكلمان في ذلك فقال ابو هاشم : ان (٤) ادّعيت الاجماع في ذلك سكتّ وان لم يكن اجماع فالكلام بيّن في المسألة ، فلم يزالا يتكلّمان (٥) حتى ادّعى ابو الحسن الاجماع فيما (٦) انتهى الكلام إليه

قال القاضي : وكان ابو هاشم من احسن الناس اخلاقا واطلقهم وجها ، وقد استنكر بعض الناس خلافه على ابيه وليس مخالفة التابع للمتبوع في دقيق الفروع بمستنكر فقد خالف اصحاب ابي حنيفة أبا حنيفة وخالف ابو علي أبا الهذيل والشحّام وخالف ابو القاسم (٧) استاذه ، وقال ابو الحسن (٨) في ذلك شعرا (من المتقارب)

يقولون بين ابي هاشم

وبين ابيه خلاف كثير

فقلت وهل ذاك من ضائر

وهل كان ذلك ممّا يضير

فخلّوا عن الشيخ لا تعرضوا

لبحر تضايق عنه البحور

وانّ أبا هاشم تلوه

الى حيث دار ابوه (٩) يدور

ولكن جرى من لطيف الكلام

كلام خفيّ وعلم غزير

وانما عنى بذلك ما ظهر من محمد بن عمر (١٠) الصيمري وغيره من إكفارهم له في مسئلة استحقاق (١١) الذمّ والاحوال (١٥) وغير ذلك ، فان اصحاب ابي علي كان فيهم (١٢) من يوافقه في ذلك او في بعضه وفيهم (١٣) من يتوقّف وفيهم (١٤) من يعظم خلافه

__________________

(١) وكان ب ج م : فكان س ل

(٢) ابو ب س : أبا ج ل م

(٣) الحسن ب ج س م : الحسين ل

(٤) ان ب ج س ل : اذا م

(٥) يتكلمان ج س ل : يتكالمان ب

(٦) فيما ج م : فلما ب س ل

(٧) ابو القاسم ج س ل : أبا القاسم ب م

(٨) الحسن ب ج م الحسين س ل

(٩) ابوه ج س ل م : ابيه ب

(١٠) عمر ج م : + على ل ، عمرو ، على س

(١١) استحقاق ج س ل م : ـ ب

(١٢) فيهم ب س ل م : منهم ج

(١٣) وفيهم ب س ل م : ومنهم ج

(١٤) وفيهم ب س ل م : ومنهم ج

(١٥) الاحوال : راجع الملل والنحل ٥٦ / ٥٧ ، والنهاية ١٣١ / ١٣٢ ، والفرق للبغدادي ١٨٠ / ١٨١ وغيرها ، وانظر أيضاO.Pretzl : Attributenlehre ١٢ ، ٥١

٩٤

وينتهي به الى الاكفار في بعضه ، وله عليهم الكتب الكثيرة ، وقد كان اغلظهم في ذلك محمد بن عمر (١) الصيمري ، فكان فيه خشونة حتى كان ربما انكر على ابي علي (٢) بعض ما يأتيه

فقد حكي ان بعض المتصرّفين للسلطان احتبسه للطعام فأجاب فأنكر عليه الصيمري ذلك فقال له : الست تعلم ان طعامه الذي يقدّمه (٣) إلينا مما يشتريه وأن الغالب انهم (٤) يشترونه (٥) لا بعين المال؟ أفما تعلم ان ذلك ملكه وانه مما يحلّ له تناوله الى كلام يشبه ذلك

قيل : وكان يأخذ علم النحو عن المبرّد وكان في المبرّد سخف ، فقيل لابي هاشم : كيف تحتمل سخفه؟ قال (٦) : رأيت احتماله (٧) اولى (٨) من الجهل بالعربية ، هذا معنى كلامه ، ولما قلّ ما في يده قدم الى بغداذ سنة سبع عشرة وثلاث مائة ، وتوفّي في شعبان سنة احدى وعشرين وثلاث مائة

ومن هذه الطبقة محمد بن عمر (٩) الصيمري ، وكان عالما زاهدا ، اخذ عن ابي علي وكان قد اخذ قبله عن معتزلة بغداذ ابي الحسين وغيره ، وله كتب ومناظرات ، وكان عند ضيق الامر به ربما يعلّم الصبيان فيرزق ويكتسب من (١٠) هذا الوجه ، وكان ورعا حسن الطريقة الّا ما كان منه من الغلوّ في معاداة ابي هاشم حتى أكفره بسبب قوله في الاحوال حتى جاء الى اهله وأوهمها ان الفرقة وقعت بينها وبين ابي هاشم ، فقالت (١١) : فما ذا تقول اذا كنّا على مثل رأيه؟ فانصرف

وكان مذهبه في الدار كمذهب الهدوية (١٢) ان الدار اذا غلب عليها الجبر والتشبيه فهي (١٣) دار كفر

__________________

(١) عمر ب ج م : عمرو س ل

(٢) ابي علي ب ج س ل : ابي هاشم على م

(٣) يقدمه ب ج س م : يقدم ل

(٤) انهم ب ج س : انه ل م :

(٥) يشترونه ب ج م : يشتروه س ل

(٦) قال ج س ل م : فقال ب

(٧) احتماله ب ج م : احتمال سخفه س ل

(٨) اولى ب ج س ل : + لى م

(٩) عمر ب ج م : عمرو س ل

(١٠) من ب ج س : في ل م

(١١) فقالت ج س ل م : ـ ب

(١٢) الهدوية : كذا في الاصول

(١٣) فهي ب ج س م : ـ ل

٩٥

ومنها ابو عمر (١) سعيد بن محمد الباهلي ، قال القاضي : وكان اوحد (٢) زمانه (١٥) في علم الكلام والاخبار والمواعظ والشعر وايام الناس ، اخذ عن ابي علي ولازمه كل عمره لا يفارقه الا ما يقضي حقّ اهله بالعسكر ثم يرجع ، وعامّة كلام ابي علي بخطّ ابي عمر واستملائه ، وكان (٣) لا يخفى عليه دقيق الكلام وجليله حفظه من لسان ابي علي ، وكان ابصر الناس بالدعاء الى الدين لا يكاد يسمع قصصه مخالف الا لان له ، وخرج الى بغداذ لبعض الحوائج من السلطان مما فيه صلاح جهته ، فمات هنالك في ايام المقتدر بالله سنة ثلاثمائة ، فعظم مصابه (٤) على ابي على وعزّي له (٥) فيه (٦) فجوّب ابو علي على عبد الرحمن الصيدلاني وقد عزّى له فيه فقال : واما ابو عمر (٧) فما اطمع ان يكون مثله الى يوم القيامة

قيل : ولقي ابو عمر (٨) خال له وكان مجبريّا فخشي ان يظن الناس انه (٩) على مذهب ابي عمر (١٠) فقال : يا أبا عمر (١١) انك وان كنت على غير مذهبنا فانك منّا ولا يصلح ان تقطع (١٢) على اهلك (١٣) ، قال ابو الحسن : فأقبلت انا فقلت : هذا الذي نقمت على ابي عمر (١٤) أهو شيء يقدر على تركه أم لا؟ فقال : ليس عندي مناظرتك ولكن هذا كلبنا أدعوه حتى يناظرك ، يعني رئيسا للمجبرة لقّب نفسه كلب السنّة ، فقلت : ليس بيني وبين الكلاب عمل

__________________

(١) عمر ب ج س ل : عمرو م

(٢) اوجد ب ج س ل : + اهل م

(٣) وكان ج س ل م : فكان ب

(٤) مصابه ب ج س م : مصاباته ل

(٥) له م : إليه ب ج س ل

(٦) فيه ب ج س م : ـ ل

(٧) عمر ج س ل : عمرو م ، عمره ب

(٨) ج س ل : عمرو م

(٩) انه ب ج س ل : ان يكون م

(١٠) ابي عمر ب ج ل : ابي عمرو س م

(١١) أبا عمر ب س ل : أبا عمرو م

(١٢) تقطع ب س ل م : نفضع ج

(١٣) اهلك ب ج س م : امك ل

(١٤) عمر ج س ل : عمرو ب م

(١٥) في لسان الميزان ٥ ص ٣٦٠ : محمد بن عمر بن سعيد الباهلي البصري من كبار المعتزلة ... مات سنة ثلاث مائة ، وفي Fuck ,NeueMat.٣٠٦ ابو عمر محمد بن عمر بن سعيد الباهلي البصري ، ولعله صحيح

٩٦

قال ابو الحسن : وأنشدني ابو عمر (١) (من الوافر) :

رأت عيني المسوس وذا السياسه

فلم يخطر العيان (٢) ولا الفراسة

ولم ار هالكا في الناس الّا

وباب هلاكه طلب الرئاسة

ومن هذه الطبقة ابو الحسن بن الخباب من اهل العسكر المعروف بابن السقطي (٣) ، وهو من التابعين لمذهب ابي علي المتعصّبين (٤) له

ومنها ابو محمد عبد الله بن العبّاس الرامهرمزي ، وهو من اصحاب ابي علي رحل إليه حالا بعد حال ، قال القاضي : وهو ممن له الرئاسة العظيمة والاخلاق العجيبة (٥) ، وله كتب حسان في نقض كتب المخالفين وله مسجد كبير برامهرمز ، قال القاضي : وكنت اقعد فيه كثيرا ، قال : وفيه ابتدأت كتاب المغني (٦) ببركاته

وحكى عن الرامهرمزي قال : اردت الخروج من عند ابي علي والانصراف الى بلدي فلما استعددت للركوب في السفينة (٧) انا ورفقائي ذهبت لتوديع ابي علي ورفقائي منتظرون لي ، وجئت وهو يملي فودّعته فقال : اصبر! فضاق صدري بذلك خوفا من ضجر رفقائي ، فرجعت الى توديعه فقال لي : اصبر! فلما قرب الغروب قال : الآن في ودائع الله ، فعلمت انه انما اخّرني لشيء يتعلّق بالاختيار يعني اختيار ساعة صالحة ، وهذا يدلّ على ان أبا علي كان له تعلّق بعلم النجوم وانه يقول بجواز العمل على ذلك من دون اعتقاد (٨) تأثير لها لكنها علامات لما (٩) اجرى الله العادة ان يفعله عند المقارنات المعروفة ، ومما يدلّ على ذلك ما حكاه (١٠) ابو هاشم قال : كتب إليّ ابو علي (١١) في بعض الايام وانا في البدو ان اجمع ما

__________________

(١) عمر ج س ل : عمرو ب م

(٢) العيان ج م : العنان ب ل ، بلا نقط س

(٣) بابن السقطي ب ج س م : بالسقطى ل

(٤) المتعصبين ب ج س م : المتبعين ل

(٥) قال القاضي ... العجيبة ج س ل م : ـ ب

(٦) المغنى : بلا نقط س ، المعنى ب ج ل م

(٧) في السفينة ب ج ل م : ـ س

(٨) اعتقاد ب ج س م : ـ ل

(٩) لما ب س ل م : ـ ج

(١٠) حكاه ب ج س ل : رواه م

(١١) على ب ج م : + كتابا س ل

٩٧

حصل في البيدر الى كنّ قبل هجوم الليل ، ففعلت فلما جنّ الليل وقع برد ومطر فسد لأجلهما اموال الناس

ولأبي علي كتب في الردّ على اهل النجوم ويذكر ان كثيرا منها كان يجري مجرى الامارات التي يغلب الظن عندها

وكان ابو محمد الرامهرمزي من اخصّ اصحاب ابي علي يستملئ منه وكان يجيب على كثير (١) من المسائل التي ترد على ابي علي ، وكان له خطّ عظيم لا يوجد مثله (٢) ، وكتب بيده مصحفين صار احدهما الى الصاحب الكافي وكان الصاحب يتبجّح بذلك ويقول : إن حروف خطّه تصلح ان ينقض بها شبهة (٣) المجبرة التي قالوا فيها : لو كان الخطّ من فعلنا لأمكننا ان نكتب ثانيا مثل ما كتبناه أولا من غير اختلاف بين الخطّين بوجه من الوجوه

ومنها رزق الله ، قرأ على ابي علي أوّلا ثم على ابي هاشم (٤) وبلغ مبلغا عظيما ، قال القاضي : وكان شيخا مسنّا حسن التعصّب للمذهب ، لقي أبا علي ثم أبا هاشم ثم اصحابه ثم صار الى بغداد وكان يحضر عندي

ومنها أيضا غيرهم اي (٥) غير هؤلاء الذين (٦) ذكرنا اسماءهم ، وهم جماعة ، منهم ابو الحسن الاسفندياني ، وله كتب صنّفها في الكلام والتفسير والحديث ، وقيل لابي هاشم : صف لنا هذين الرجلين الصيمري والاسفندياني! فقال : مثل الصيمري كمثل دار واسعة كثيرة البيوت فيها عامر وخراب ومثل ابي الحسن الاسفندياني مثل حجرة لطيفة متناسبة في (٧) العمارة ، فكأنه اشار في ابي الحسن الى انّ علمه وان كان اقلّ فهو احسن نظاما وترتيبا وانّ علم الصيمري وان كان اكثر فانه يختلف (٨) في الاصابة وعدمها

__________________

(١) على كثير ج : كثيرا ب س ل م

(٢) مثله ل : ـ ب ج س م

(٣) شبهة ب س ل : شبه ج م

(٤) هاشم ب ج س م : + ثم اصحابه ثم صار الى بغداد ل

(٥) اي ب ج ل م : الى س

(٦) الذين ب ج س : الذي م ، المذكورين ل

(٧) في ب ج س م : الى ل

(٨) يختلف ب ج س ل : مختلف م

٩٨

ومنهم ابو بكر احمد بن علي الاخشيذ ، قال المرزباني : ابو بكر وابو الحسن بن المنجّم كان هذان الشيخان آخر من شاهدنا من رؤساء من بقي من المتكلّمين وعليهما وفي مجالسهما كان اعتماد المتكلّمين ببغداذ وانتفع بهما (١) خلق كثير الّا ان أبا بكر زاد على غيره بما صنّفه من الكتب واودعه ايّاها ، ولم يطل عمره ولو طال اظهر علوما كثيرة لكنّه توفّي سنة (٢) عشرين وثلاث مائة وكان عمره حينئذ ست وخمسين سنة

وله تعصّب على ابي هاشم واصحابه حتى انه (٣) حضر مجلس ابي الحسن الكرخي ينفر (٤) اصحابه الذين يعمرون مجلسه ويوهم (٥) انه خالف أبا علي وسائر الشيوخ في مسائل عظم (٦) خلافه فيها

ودخل الشيخ ابو عبد الله على ابي بكر ليمتحنه في مسئلة ، فقال في جملة الكلام : امّا ان تكون مناظرا او مستفيدا ، قال : لست بهذين (٧) الوصفين ، قال : فلما ذا (٨) تتكلّم؟ قال لاجرّب معرفتك في ادلّة التوحيد ، قال القاضي :

قد كان في كثير من ذلك يخالف ويتمسّك بالضعيف من المذهب

ومنهم ابو الحسن احمد بن يحيى بن علي المنجّم ، وكان متكلّما خطيبا فاضلا زاهدا وله حلقة يجتمع فيها المتكلّمون ، ويعدّ من معتزلة بغداذ ، وليس في درجة من ذكرنا من الشيوخ وان كان فاضلا نبيلا ، وتوفّي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة وعمره سبعون سنة او قريب (٩) من ذلك

ومنهم ابو الحسن بن فرزويه (١٠) ، قال القاضي : وكان من الدين بمكان وكثر (١١) الانتفاع به في بساتين البصرة وكان يدرّس هناك وكثر اصحابه ، وكان

__________________

(١) بهما ب ج س ل : بعلمهما م

(٢) سنة ب ج س م : في سنة ل

(٣) انه ب س ل م : ـ ج

(٤) ينفر ب ج س ل : فنفر م

(٥) ويوهم : بلا نقط ب س م ، وتوهم ج ل

(٦) عظم ج س ل م : اعظم ب

(٧) بهذين ب ج س ل : في هذين م

(٨) فلما ذا ب س ل : فما ذا ج م

(٩) قريب ج : قريبا ب س ل م

(١٠) فرزويه ب ج س ل : فروزيه م

(١١) وكثر ب ج س : وكثرة ل ، وكثير م

٩٩

يفضّل عليّا ، وله حظ وافر في الادب والشعر ومعرفة الناس ، واخذ عن (١) ابي علي وكان يميل الى هاشم ويمدحه ويعظّمه

ومنهم ابو بكر بن حرب التستري ، كان من اصحاب ابي علي ، وله مسائل كثيرة (٢) اجاب عنها ، وهو في (٣) الدين والعلم بمنزلة عظمى

ومنهم الخراسانيون الثلاثة الذين خرجوا الى ابي علي واخذوا عنه

منهم ابو سعيد الاشروسني ويقال له البرذعي أيضا (٤) ، وكان يكثر (٥) اختلاف ابي الحسن الكرخي إليه فكثر (٦) انتفاعه به

والثاني من الخراسانيين ابو (٧) الفضل الكشّي ، فانه لازم أبا (٨) علي وله إليه مسائل ، وصنّف كتابا حسنا في الابواب الثلاثة في المخلوق والاستطاعة والإرادة جمع فيها ما لا يوجد في غيرها

والثالث (٩) ابو الفضل الخجندي ، سلك طريق صاحبيه في العدل والتوحيد ، واستملى كتاب اللطيف وانفرد به وبخل به على الاصحاب فجاءوا الى ابي علي وشكوا عليه فأملى عليهم ذلك مرّة اخرى ، ويقال انه جمع بين الكتابين فتفاوتا

ومنهم ابو حفص القرميسيني ، وكان من المتقدّمين في علم الكلام ، ويقال إنه لمّا نقض كتاب الابواب (١٠) لعبّاد وهو الذي املاه ابو هاشم فكان يتعجّب من (١١) تلك الخواطر التي أوردها ، قال القاضي (١٢) : ورأيت له مسئلة في البقاء يسلك فيها موافقة لمشايخنا في امر الملائكة والجنّ وصورهم وكان يمنع من

__________________

(١) عن ب س ل م : على ج

(٢) كثيرة ج س ل م : ـ ب

(٣) في ب ج س ل : من م

(٤) أيضا ب س ل م : ـ ج

(٥) يكثر ب س ل م : كثر ج

(٦) فكثر ب ج ل م : وكثر س

(٧) ابو ب ج س م : ابي ل

(٨) أبا ب س ل : ابي م

(٩) والثالث ب ج ل م : الثالث س

(١٠) الابواب ب ج س ل : الانوار م

(١١) من ب ج س م : في ل

(١٢) القاضي ب س ل م : + له ج

١٠٠