طبقات المعتزلة

أحمد بن يحيى بن مرتضى

طبقات المعتزلة

المؤلف:

أحمد بن يحيى بن مرتضى


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

باب ذكر المعتزلة وطبقاتهم

اعلم انّا قد ذكرنا في المختصر اسماءهم وعلّة تلقيبهم بها وسند مذهبهم وما اجمعوا (١) عليه ثم تعيين طبقاتهم ثم اعداد فرقهم وانتهاءها (٢) الى ثلاث عشرة (٣).

اما اسماؤهم فقد قلنا : هم يسمّون المعتزلة لما سيأتي والعدلية لقولهم بعدل الله وحكمته والموحّدة لقولهم : لا قديم مع الله ، ويحتجّون للاعتزال (٤) اي لفضله بقوله تعالى : (وَأَعْتَزِلُكُمْ) (٥) (١٩ مريم : ٤٨) ونحوها وهو قوله تعالى : (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (٧٣ المزمّل : ١٠) وليس الّا بالاعتزال عنهم ، واحتجّوا من السنّة بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من اعتزل من الشرّ سقط (٦) في الخير ، واحتجّوا أيضا بالخبر الّذي رواه سفيان الثوري عن ابن الزبير (٧) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ستفترق أمّتي على (٨) بضع وسبعين فرقة ابرّها واتقاها الفئة (٩) المعتزلة ، وهو تمام (١٠) الخبر ، ثم قال سفيان لاصحابه : تسمّوا بهذا الاسم لأنكم اعتزلتم الظلمة! فقالوا : سبقك بها عمرو بن عبيد واصحابه ، فكان سفيان بعد ذلك يروى (١١) : واحدة ناجية.

__________________

(١) اجمعوا ب ج س م : اجتمعوا ل

(٢) وانتهاءها : وانتهاؤها ج وانتهائها وانتهاها ب س ل

(٣) ثلاث عشرة ب ج س ل : ثلاثة عشر م

(٤) للاعتزال ب ج س م : الاعتزال ل

(٥) واعتزلكم ب ج س ل : + وما يدعون م

(٦) سقط ب ج س م : يسقط ل

(٧) ابن الزبير ب م ابي الزبير ج وفي الهامش ابن ، ابي الزبير س ل

(٨) على ب ج م : الى س ، عن ل

(٩) الفئة ب س ل : ـ ج ، الفرقة م

(١٠) تمام ج س ل م : ـ ب

(١١) يروى ب ج س م : يرى ل

١

مسأله

وكان السبب في انهم سمّوا (١) بذلك أي معتزلة (٢) ما ذكر ان واصلا وعمرو بن عبيد اعتزلا حلقة الحسن (٣) (٢١) واستقلّا بانفسهما ، ذكره ابن قتيبة في المعارف.

قال الشهرستاني (٢٢) : روي (٤) انه دخل واحد على الحسن البصري فقال : يا امام الدين لقد ظهر (٥) في زماننا جماعة يكفرون اصحاب الكبائر والكبيرة عندهم (٦) يخرج بها (٧) عن (٨) الملّة وهم وعيدية الخوارج ، وجماعة يرجئون (٩) اصحاب الكبائر والكبيرة عندهم (١٠) لا تضرّ مع الايمان بل العمل عندهم ليس من الايمان ركنا (١١) ولا يضرّ مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وهم مرجئة الأمّة فكيف تحكم انت (١٢) لنا في ذلك اعتقادا؟ فتفكّر (١٣) الحسن في ذلك فقبل (١٥) ان يجيب ذلك (١٤) (١٦) قال واصل بن عطاء : انا لا اقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا (١٧) ولا كافر مطلقا (١٨) بل هو في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ، ثم قام واعتزل الى اسطوانة من اسطوانات المسجد يقرّر (١٩) ما اجاب به على جماعة من اصحاب الحسن ، فقال الحسن : اعتزل عنّا (٢٠) واصل ، فسمّي هو واصحابه معتزلة

__________________

(١) سموا ب ج م : تسموا س ل

(٢) معتزلة ب ج س ل : المعتزلة م وفوق السطر معتزلة

(٣) الحسن ج س م : + البصري ب ل

(٤) روى ب س م : وروى ج ل

(٥) ظهر ب ج س ل م : ظهرت ـ كورتون

(٦) عندهم ب ج س ل م : + كفر ـ كورتون

(٧) بها ب ج س ل : ـ م ، به ـ كورتون

(٨) عن ج س ل : من ب م

(٩) يرجئون : فى المخطوطات يرجون

(١٠) عندهم ب ج س ل م : على مذهبهم ـ كورتون

(١١) ليس من الايمان ركنا ب ج س ل م : ليس ركنا من الايمان ـ كورتون

(١٢) انت ب ج س ل م : ـ كورتون

(١٣) فتفكر ب ج س : ففكر ل ، فتكفر م

(١٤) فقبل ... ذلك ج س ل م : ـ ب

(١٥) فقبل ج س ل م : وقبل ـ كورتون

(١٦) ذلك س ل م : تلك ج ، ـ كورتون

(١٧) مطلقا ب ج س ل م : مطلق ـ كورتون

(١٨) مطلقا ب ج س ل م : مطلق ـ كورتون

(١٩) يقرر ب ج س : يقدر ل ، فقرر م

(٢٠) عنا ب ج ل م : منا س

(٢١) قال في المعارف ص ٢٤٣ س ١٩ : ... واعتزل الحسن هو (عمرو بن عبيد) واصحاب له فسموا المعتزلة.

(٢٢) راجع الملل والنحل ٣٣

٢

قال الشهرستاني : وقرّره بان (١) قال (٢) : الايمان عبارة عن خصال خير اذا اجتمعت سمّي المرء مؤمنا وهو اسم مدح والفاسق لم يستجمع (٣) خصال الخير فلا (٤) يستحقّ اسم المدح فلا (٥) يسمّى مؤمنا وليس هو بكافر (٦) أيضا لأن الشهادة وبعض (٧) اعمال الخير موجودة فيه لا وجه لإنكارها لكنّه اذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من اهل النار خالدا فيها اذ ليس في الآخرة الا الفريقان فريق في الجنّة وفريق في السعير لكنّه يخفّف عنه (٨) العذاب ويكون دركته فوق دركة الكفّار ، وتابعه على ذلك عمرو بن عبيد بعد ان كان (٩) موافقا له في العدل وانكاره المعاني في صفات الله تعالى (١٠)

ومن ثمّ قلنا : وسمّوا بذلك منذ اعتزل واصل وعمرو بن عبيد حلقة الحسن

وقيل لقول (١١) قتادة ـ وكان (١٢) من اصحاب الحسن : ما يصنع المعتزلة؟ فكان تسميتهم (١٣) بهذا الاسم (١٤)

روي عن عثمان الطويل قال : لقيت قتادة فقال : ما حبسك عنّا لعلّ هؤلاء المعتزلة حبستك عنا؟ قلت : نعم حديث رويته انت عن النبي صلى الله

__________________

(١) وقرره بان ب ج س ل م : ووجه تقريره انه ـ كورتون

(٢) قال ب ج س ل م : + ان ـ كورتون

(٣) يستجمع ب ج س م : يجتمع ل

(٤) فلا ب ج س ل : ولا م

(٥) فلا ب ج س م : ولا ل

(٦) بكافر ب ج س ل م : + مطلق ـ كورتون

(٧) وبعض ب ج س ل م : وسائر ـ كورتون

(٨) عنه ب ج س ل : عليه م

(٩) كان ب س ل م : ا ب ج

(١٠) فى العدل وانكاره المعاني في صفات الله تعالى ب ج س ل م : فى القدر وانكار الصفات ـ كورتون

(١١) لقول ب ج س ل : القول م

(١٢) وكان ب ل م : ولو كان س ، وكان ... الحسن : ـ ج

(١٣) تسمّيتهم ل م : يسميهم ب ج س

(١٤) قال في الغرر والدرر ص ١٦٨ س ٥ ـ ٨ : وقيل ان قتادة بعد موت الحسن البصري كان جلس مجلسه : وكان هو وعمرو بن عبيد جميعا رئيسين متقدمين في اصحاب الحسن ، فجرت بينهما نفرة فاعتزل عمرو مجلس قتادة واجتمع عليه جماعة من اصحاب الحسن فكان قتادة اذا جلس مجلسه سأل عن عمرو واصحابه فيقول : ما فعلت المعتزلة؟ فسمّوا بذلك ، راجع أيضا ابن خلكان ١ ص ٦٠٩

٣

عليه وسلم ، قال : ما هو؟ قلت (١) : رويت ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ستفترق أمّتي على فرق خيرها وابرّها المعتزلة.

وقيل : سمّوا بذلك لرجوع عمرو بن عبيد الى قول واصل في الفاسق وخالف الحسن وذلك انه لمّا خالف واصل اقوال (٢) اهل زمانه في الفاسق واعتزلها كلّها واقتصر (٣) على المجمع عليه وهو تسميته فاسقا ، ورجع عمرو بن عبيد الى قوله بعد مناظرة وقعت بينهما ، سمّي (٤) واصحابه معتزلة لاعتزالهم كل الاقوال المحدثة ، والمجبرة تزعم ان المعتزلة لمّا خالفوا الاجماع في ذلك سمّوا معتزلة ، قلت (٥) : لم يخالفوا الاجماع بل عملوا بالمجمع عليه في الصدر الاول ورفضوا المحدثات المبتدعة (٦)

مسئلة

واما سند مذهبهم فقد قال ابو إسحاق بن عيّاش : وسند مذهبهم اصحّ اسانيد اهل القبلة اذ يتّصل (٧) الى واصل وعمرو بن عبيد ، قلت (٨) : وبيان ذلك ان الامّة سبع (٩) فرق كما مرّ فالخوارج مذهبهم حدث في ايام عليّ عليه‌السلام وقد ظهرت تخطئته ايّاهم ومناظرته لهم وقتال من بقي (١٠) على ذلك الاعتقاد ، واما الرافضة فحدث مذهبهم بعد مضيّ الصدر الاول ولم يسمع عن (١١) احد من الصحابة من يذكر ان النصّ في عليّ جليّ (١٢) متواتر (١٣) ولا في اثني عشر إماما (١٤) كما

__________________

(١) قلت ج س : قال ب ل م

(٢) واصل اقوال ب س ل م : ـ ج

(٣) واقتصر ب ج ل م : واقتصره س

(٤) سمى ب س ل م : + هو ج

(٥) قلت ج س ل م : قال مولانا عليه‌السلام ب

(٦) المحدثات المبتدعة ب ج س ل : المبتدعات المحدثة م

(٧) اذ يتصل ب ج س ل : ويبطل م

(٨) قلت ج س ل م : قال مولانا عليه‌السلام ب

(٩) سبع ب ج ل م : تسع من

(١٠) بقى ب ج س ل : يعنى م

(١١) عن ب ج م : ـ س ل

(١٢) جلى ب ج س ل : وجلى م

(١٣) متواتر ب ج س ل : متواثر م

(١٤) إماما ج : ـ ب س ل م

٤

زعموا فان زعموا (١) ان عمّارا وأبا ذرّ الغفاري والمقداد بن الاسود وسلمان الفارسي (٢) كانوا سلفهم لقولهم بامامة عليّ عليه‌السلام اكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا البراءة عن (٣) الشيخين ولا السبّ لهما (٤) ألا ترى ان عمارا كان (٦) عاملا لعمر بن الخطّاب في الكوفة وسلمان الفارسي في المدائن؟ وقد مرّ (٥) ان أوّل من احدث هذا القول عبد الله بن سبأ ولم يظهر قبله

واما المجبرة فقد (٧) بيّنّا فيما سبق ان مذهبهم انّما حدث في دولة معاوية وملوك بني مروان فهو حادث مستند (٨) الى من لا ترضى طريقته وسيأتي ما ورد عن افاضل الصحابة في ردّه فكيف يستند (٩) إليهم

واما الحشوية فلا سلف لهم وانما تمسّكوا بظواهر الاخبار ولا يرجعون الى تحقيق ولا نظر كما قدّمنا (١٠)

فظهر لك ان هذه المذاهب لا سند لها معمول به بخلاف سائر المذاهب ألا ترى الى سند القراءات (١١) كلها كيف اتّصل حتى انتهى الى عليّ عليه‌السلام وعثمان وابن مسعود وأبيّ (١٢) بن كعب وغيرهم ، وكذلك فقه اهل العراق اخذوه عن ابي حنيفة عن حمّاد بن سلمة (١٥) عن علقمة والاسود عن عليّ عليه‌السلام وابن مسعود ، وكذلك اخذ اهل الحجاز عن مالك وغيره ومالك عن ربيعة وابي الزناد وغيرهما وهم اخذوا (١٣) عن افاضل الصحابة (١٤) ، وكذلك اهل الحديث واللغة والنحو كيف اخذ بعضهم عن بعض

__________________

(١) فان زعموا ب س ل م : ـ ج

(٢) وسلمان الفارسي م : ـ ب ج س ل

(٣) عن ج س ل م : من ب

(٤) لهما ب ج ل م : + الى س

(٥) الا ترى ... وقد مر ان ب ج ل م : ـ س

(٦) كان ب ج ل : ـ م

(٧) فقد ب ج ل م : قد س

(٨) مستند ب ج س ل : مسند م

(٩) يستند ب ج ل : يسند س م

(١٠) قدمنا ج س ل م : قدمناه ب

(١١) القراءات : القراءات ب ج ، القرأت س ل ، القران م

(١٢) وابي ب ج س ل : والى م

(١٣) وهم اخذوا ب س ل م : وهما اخذا ج

(١٤) افاضل الصحابة ب س ل : افاضل من الصحابة ج م

(١٥) حماد بن سلمة : في هامش م : الذي تقدم ممن اخذ عنه ابو حنيفة هو عماد بن ابي سليمان وهو الذي ذكره في الخلاصة من مشايخ ابي حنيفة ولم يذكر حماد ابن سلمة في مشيخة ابي حنيفة والله اعلم

٥

قال : وسند المعتزلة لمذهبهم اوضح (١) من الفلق اذ يتّصل الى واصل وعمرو اتّصالا ظاهرا شاهرا وهما اخذا عن محمد بن علي بن ابي طالب وابنه ابي هاشم عبد الله بن محمد ، ومحمد هو الذي ربّى واصلا وعلّمه (٢) حتى تخرّج واستحكم ، (١٣) ومحمد اخذ عن ابيه علي بن ابي طالب عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما ينطق عن الهوى (٥٣ النجم : ٣) قال الحاكم : وبيان (٣) اتّصاله بواصل وعمرو انه اخذه القاضي عن ابي عبد الله البصري وابو عبد الله اخذه عن ابي اسحاق بن عيّاش ، وابو اسحاق اخذه عن ابي هاشم وطبقته ، وابو هاشم اخذه عن ابيه ابي عليّ الجبّائي ، وابو علي اخذه عن ابي يعقوب الشحّام ، والشّحام اخذه عن ابي الهذيل ، وابو الهذيل اخذه عن عثمان الطويل وطبقته ، وعثمان اخذه عن واصل وعمرو ، وهما اخذاه (٤) عن عبد الله بن محمد ، وعبد الله (٥) اخذه (٦) عن ابيه محمد بن علي ابن الحنفية ، ومحمد اخذه (٧) عن ابيه عليّ عليه‌السلام ، وعليّ عليه‌السلام اخذ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما ينطق عن الهوى (٥٣ النجم : ٣)

مسئلة

واما (٨) ما اجمعوا عليه فقد اجمعت المعتزلة على ان للعالم محدثا (٩) قديما قادرا عالما (١٤) حيّا لا لمعان (١٠) ، ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر ، غنيّا (١١) واحدا (١٢) لا يدرك بحاسّة ،

__________________

(١) اوضح ب ج س ل : واضح م

(٢) وعلمه ب ج ل م : ـ س

(٣) وبيان ب ج س م : بيان ل

(٤) اخذاه م : اخذ ب ، اخذه ج ، اخذا س ل

(٥) وعبد الله ب ج م : + بن محمد س ل

(٦) اخذه ج س ل : اخذ ب م

(٧) اخذه س ل : اخذ ب ج م

(٨) واما ب ج س ل : اما م

(٩) محدثا ب ج س ل : ـ م

(١٠) لا لمعان ب ج س ل :لا معان م

(١١) غنيا ج ل م ن : بلا نقط ب س

(١٢) واحدا ب ج س ل : واحد م

(١٣) قال في الغرر والدرر ١ ص ١٦٥ س ١ ـ ٣ : وكان واصل ممن لقي أبا هاشم عبد الله ابن محمد بن الحنفية وصحبه واخذ عنه ، وقال قوم انه لقى اباه محمدا عليه‌السلام وذلك غلط لأن محمدا توفي سنة ثمانين او احدى وثمانين وواصل ولد في سنة ثمانين

(١٤) راجع مثلا مقالات الاشعري ١٥٥ و ١٧٧

٦

عدلا حكيما لا يفعل (١) القبيح ولا يريده ، كلّف تعريضا للثواب ومكّن من الفعل وازاح (٢) العلّة ولا بدّ من الجزاء ، وعلى وجوب البعثة حيث حسنت ولا بدّ للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من شرع جديد (٣) او احياء مندرس او فائدة لم تحصل من غيره ، وانّ آخر الأنبياء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والقرآن معجزة له ، وانّ الايمان قول ومعرفة وعمل ، وانّ المؤمن من اهل الجنّة ، وعلى المنزلة بين المنزلتين وهو ان الفاسق لا يسمّى مؤمنا ولا كافرا الّا من يقول بالارجاء فانه يخالف في تفسير الايمان وفي المنزلة فيقول : الفاسق يسمّى مؤمنا ، واجمعوا انّ (٤) فعل العبد غير مخلوق فيه ، واجمعوا على تولّي الصحابة ، واختلفوا في عثمان بعد الاحداث التي احدثها فأكثرهم تولّاه وتأوّل له كما مرّ وكما سيأتي ، وأكثرهم على البراءة (٦) من معاوية وعمرو بن العاص (٥) ، وأجمعوا على وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي تعداد علمائهم مصنّفات عدّة (٧) كالمصابيح لابن يزداذ (٨) وغيره ، وبتمام هذه الجملة تمّ الكلام على ما اجمعوا عليه

واما تعيين طبقاتهم فنقول (٩) : قد رتّب القاضي عبد الجبّار طبقاتهم ونحن نشير الى جملتها وقد تضمّنتها

مسئلة مستقلة

وهي ان طبقاتهم على ما فصّله قاضي القضاة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى حدّه هي عشر وانما ذكر في كل طبقة المشهورين من رجال زمانهم (١٠) لتعذّر احصاء ذوي المعارف منهم في كل حين وربما يدخل بعضهم في بعض في الاعصار (١١)

__________________

(١) لا يفعل ب ج س ل : الا يفعل م

(٢) وازاح ب س ل م : وارح ج

(٣) جديد ب ج س م : حينئذ ل

(٤) ان ب ج س ل : كل م

(٥) واكثرهم ... بن العاص ب ج س ل : ـ م

(٦) على البراءة ب ج ل : ـ س

(٧) عدة ب ج س ل : عمدة م

(٨) لابن يزداذ ب ج س ل : لابن رم داود م

(٩) فنقول ل ، ب س م بلا فقط ، فتقول ج

(١٠) زمانهم ج س ل م : زمانها ب

(١١) الاعصار ب ج ل م : الاعصاره م

٧

الطبقة الاولى

الخلفاء الاربعة وهم عليّ عليه‌السلام وابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، عبد الله بن العباس وعبد الله بن مسعود وغيرهم كعبد الله بن عمر وابى الدرداء (١) وابى ذر الغفاري وعبادة بن الصامت

اما عليّ عليه‌السلام فقصّة الشيخ الذي سأله عند (٢) انصرافه من صفّين أكان المسير بقضاء الله وقدره الى آخره مصرّح بالعدل وإنكار الجبر ، وذلك انه لمّا انصرف من صفّين قام إليه شيخ فقال (٣) : أخبرنا (٤) عن مسيرنا الى الشام (٢٠) أكان بقضاء وقدر؟ فقال علي عليه‌السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما (٧) هبطنا (٨) واديا ولا علونا (٩) تلعة الا بقضاء وقدر (٥) (١٠) ، فقال (٦) الشيخ (١١) : عند الله احتسب (١٢) عنائي (١٣) ما لي من الاجر شيء (١٤)؟ فقال (١٥) : بل ايها الشيخ عظّم الله (١٦) لكم الاجر في مسيركم (١٧) وأنتم سائرون وفي منقلبكم (١٨) وأنتم منقلبون (١٩) ولم تكونوا في شيء

__________________

(١) كعبد الله بن عمر وابي الدرداء ب س ل م : ـ ج

(٢) عند ب ج س ل : عن م

(٣) فقال ب ج ل م : قال س

(٤) اخبرنا ب ج س ل م : + يا امير المؤمنين ـ الغرر والدرر

(٥) بقضاء وقدر ب س ل م : بقضاء الله وقدره ج ، بقضاء من الله تعالى وقدر ـ الغرر والدرر

(٦) فقال ب ج س ل م : قال ـ الغرر والدرر ـ ـ على ب س ل : ـ ج م ، له نعم يا اخا اهل الشام ـ الغرر والدرر ـ ـ فلق ب ج ل م : خلق س ـ ـ النسمة ب ج س ل م : + ما وطئنا موطئا ـ الغرر والدرر

(٧) ما ب ج س ل م : ولا ـ الغرر والدرر

(٨) هبطنا ب ج ل م : هبطا س

(٩) علونا ب س ل م : ـ ج

(١٠) بقضاء وقدر ب ج س ل م : بقضاء من الله وقدر ـ الغرر والدرر

(١١) الشيخ ب ج س ل م : الشامي ـ الغرر

(١٢) احتسب ب ج ل م : احتسب س

(١٣) عنائي ب ج س ل م : + يا امير المؤمنين ـ الغرر

(١٤) ما لي من الاجر شيء ب ج س ل م : وما اظن ان لي اجرا في سعي اذ كان الله قضاه علي وقدره ـ الغرر

(١٥) فقال ج س ل م : قال ب ، فقال له عليه‌السلام ـ الغرر

(١٦) بل ايها الشيخ عظم الله ب ج س ل م : ان الله قد اعظم ـ الغرر

(١٧) في مسيركم ب ج س ل م : على مسيركم ـ الغرر

(١٨) وفي منقلبكم ب ج س ل م : وعلى مقامكم ـ الغرر

(١٩) منقلبون ب ج س ل م : مقيمون ـ الغرر

(٢٠) راجع غرر الفوائد والدرر القلائد للشريف المرتضى ١ ص ١٥٠

٨

من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرّين (١) ، فقال الشيخ (٢) : وكيف ذلك والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا (٣)؟ فقال عليّ (٤) عليه‌السلام (٥) : لعلّك تظنّ (٦) قضاء واجبا (٧) وقدرا حتما ولو كان (٨) ذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد (٩) ولما كانت تأتي من الله لائمة لمذنب ولا محمدة لمحسن (١٠) ولا (١١) كان المحسن بثواب الاحسان أولى من المسيء ولا المسيء (١٢) بعقوبة الذنب اولى من المحسن ، تلك مقالة اخوان الشياطين (١٣) وعبدة (١٤) الاوثان (١٥) وخصماء الرحمن وشهود (١٦) الزور (١٧) واهل العمى عن الصواب في الامور هم قدرية هذه الامّة (١٨) ومجوسها ، ان الله تعالى امر تخييرا ، ونهى تحذيرا ، ولم يكلّف مجبرا ، ولا بعث الأنبياء عبثا (١٩) ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار (٣٨ ص : ٢٧) ، فقال الشيخ (٢٠) : وما ذلك (٢١) القضاء والقدر اللذان (٢٢) ساقانا (٢٣)؟ قال : امر الله (٢٤) بذلك وارادته (٢٥) ثم تلا : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (٢٦) (١٧ الاسراء : ٢٣) ،

__________________

(١) مضطرين ب ج س ل م : + ولا عليها مجبرين ـ الغرر

(٢) الشيخ ب ج س ل م : الشامي ـ الغرر

(٣) مسيرنا ب ج س ل م : + وانصرافنا ـ الغرر

(٤) على ب ج ل م : ـ س ، له ـ الغرر

(٥) السلام ب ج س ل م : + يا اخا اهل الشام ـ الغرر

(٦) تظن ب ج س ل م : ظننت ـ الغرر

(٧) واجبا ب ج س ل م : لازما ـ الغرر

(٨) كان ب ج س ل م : + ذلك ـ الغرر

(٩) والوعيد ب ج س ل م : + والامر من الله والنهي ـ الغرر

(١٠) ولما ... لمحسن ب ج س ل م : ـ الغرر

(١١) ولا ب ج س ل م : وما ـ الغرر

(١٢) ولا المسيء ب ج س ل م : والمسيء ـ الغرر

(١٣) اخوان الشياطين ب ج س ل م : ـ الغرر

(١٤) وعبدة ب ج س ل م : عبدة ـ الغرر

(١٥) الاوثان ب ج س ل م : + وحزب الشيطان ـ الغرر

(١٦) وشهود ب ج س ل م : وشهداء ـ الغرر

(١٧) الزور ب س ل م : + والبهتان ج

(١٨) واهل العمى ... الامة ب ج س ل م : وقدرية هذه الامة ـ الغرر

(١٩) ان الله تعالى امر ... عبثا ب ج س ل م : ان الله امر عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا ، وكلف يسيرا ، واعطى على القليل كثيرا ، ولم يطع مكرها ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يكلف عسيرا ، ولم يرسل الأنبياء لعبا ، ولم ينزل الكتب الى عباده عبثا ، ولا خلق السموات والارض وما بينهما باطلا ـ الغرر

(٢٠) الشيخ ب ج س ل م : الشامي ـ الغرر

(٢١) ذلك ب ج س ل م : ـ الغرر

(٢٢) اللذان ب ج ل م : الذي س والغرر

(٢٣) ساقانا ب ج س ل م : كان مسيرنا بهما وعنهما ـ الغرر

(٢٤) امر الله ب ج س ل م : الامر من الله ـ الغرر

(٢٥) وارادته ب ج س ل م : والحكم ـ الغرر

(٢٦) (وَقَضى رَبُّكَ ... إِحْساناً) ب ج س ل م : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) [٣٣ الاحزاب : ٣٨] ـ الغرر

٩

فنهض الشيخ (١) مسرورا بما (٢) سمع (٣) وأنشأ يقول (من البسيط) :

أنت الامام الذي نرجو بطاعته

يوم النّشور (٤) من الرّحمن رضوانا (٥)

اوضحت من ديننا (٦) ما كان ملتبسا

جزاك ربّك (٧) بالاحسان (٨) إحسانا

وقول ابي بكر وعبد الله بن مسعود في اجتهاداتهما (٩) حيث سئل ابو بكر (١٠) عن الكلالة وابن مسعود عن المرأة المفوّضة في مهرها فقال كل واحد منهما حين سئل : اقول فيها برأيي (١١) فان كان صوابا فمن الله وان كان خطأ فمنّي ومن الشيطان (١٢) (٢٤) ، فهذا (١٣) القول يقضي بذلك اي بالتصريح بالعدل وانكار (١٤) الجبر

وتعزير عمر لمن ادّعى انّ سرقته كانت (١٥) بقضاء الله (١٦) مصرّح بنفي الجبر لأنّه أتي بسارق (١٧) فقال : لم سرقت؟ فقال : قضى الله عليّ فأمر به ، فقطعت (١٨) يده وضرب اسواطا ، فقيل له في ذلك فقال : القطع للسرقة والجلد لما كذب على الله

ولمّا قال محاصر و (١٩) عثمان حين رموه (٢٠) : الله يرميك (٢١) ، قال (٢٢) : كذبتم لو رماني ما اخطأني ، وهذا أيضا (٢٣) يقتضي انكاره الجبر

__________________

(١) فنهض الشيخ ب ج س ل م : فقام الشامي فرحا ـ الغرر

(٢) بما ب ج س ل م : لما ـ الغرر

(٣) سمع ب ج س ل م : + هذا المقال وقال فرجت عني فرج الله عنك يا امير المؤمنين ـ الغرر

(٤) النشور ب ج س ل م : الحساب ـ الغرر

(٥) رضوانا ب ج س ل م : غفرانا ـ الغرر ، وفي حاشية ف من الغرر : في رواية : «يوم النشور من الرحمن رضوانا»

(٦) ديننا ب ج س ل م : امرنا ـ الغرر ، ف (من الغرر) : ... ديننا

(٧) ربك ب س ل م : ربي ج

(٨) بالاحسان ب : عنا فيه ج س ل م ، وفي حاشية ف من الغرر : في رواية «جزاك ربك عنا فيه احسانا»

(٩) اجتهاداتهما ج ل : اجتهادهما ب س م ن

(١٠) ابو بكر ب ج س ل : ابي بكر م

(١١) برأيي ب ج س م : ـ ل

(١٢) ومن الشيطان ب ج س ل م : ـ مختلف الحديث

(١٣) فهذا ب ج ل م : وهذا س

(١٤) وانكار ب ج س ل : والانكار م

(١٥) ان سرقته كانت ب ج س ل : كانت سرقته م

(١٦) الله ج س ل م : + وقدره ب

(١٧) بسارق ب ج س ل : سارق م

(١٨) فقطعت ب ج س م : فقطعتا ل

(١٩) محاصرو : في المخطوطات محاصروا

(٢٠) رموه ب ج س ل : رهوه م

(٢١) يرميك ب ج س ل : رس م

(٢٢) قال ج س ل م : فقال ب

(٢٣) أيضا س ل : ـ ب م ، القول ج

(٢٤) راجع مختلف الحديث لابن قتيبة ٢٤ س ١١ ـ ١٢

١٠

وقول عبد الله (١) بن عمر حين قال له بعض الناس : يا أبا عبد الرحمن ان اقواما يزنون ويشربون الخمر ويسرقون ويقتلون النفس ويقولون : كان في علم الله فلم نجد (٢) بدّا منه ، فغضب ثم قال : سبحان الله العظيم قد كان ذلك في علمه انهم يفعلونها ولم يحملهم علم الله على فعلها ، حدّثني ابي عمر بن الخطّاب انه (٣) سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : مثل علم الله فيكم كمثل السماء التي (٤) اظلّتكم والارض التي (٥) اقلّتكم (٦) فكما لا تستطيعون الخروج من السماء والارض (٧) كذلك لا تستطيعون الخروج من علم الله وكما لا تحملكم السماء والارض (٨) على الذنوب كذلك لا يحملكم علم الله عليها ، ثم قال (٩) ابن عمر : لعبد يعمل المعصية ثم يقرّ بذنبه على نفسه احبّ إليّ من عبد يصوم النهار ويقوم الليل ويقول إن الله تعالى يفعل الخطيئة فيه ، فهذا الخبر مصرّح (١٠) أيضا بانكار القول بالجبر (١١)

واما ابن عباس ففي مناظراته لمجبرة الشام ما يقطع كل عذر وذلك انه (١٢) روى عنه مجاهد انه كتب الى قرّاء المجبرة بالشام : اما بعد أتأمرون الناس بالتقوى وبكم (١٣) ضلّ المتّقون ، وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون ، يا ابناء (١٤) سلف المقاتلين ، واعوان الظالمين ، وخزان (١٥) مساجد الفاسقين ، وعمّار (١٦) سلف الشياطين ، هل منكم الّا مفتر على الله يحمل اجرامه عليه وينسبها علانية إليه ، وهل منكم (١٧) الّا من السيف (١٨) قلادته ، والزور على الله شهادته ، أعلى هذا

__________________

(١) عبد الله ج س ل م : ـ ب

(٢) نجد ب ج س م : يجد ل

(٣) انه ج س ل م : ـ ب

(٤) التي ب ج س ل : الذي م

(٥) التي ب ج س ل : الذي م

(٦) اقلتكم ب م : تقلكم ج س ل

(٧) والارض ب س ل م : ـ ج

(٨) كذلك ... والارض ب ج س ل : ـ م

(٩) قال ب س ل م : ـ ج

(١٠) مصرح ب ج س م : يصرح ل

(١١) بالجبر ب ج س ل : + أيضا م

(١٢) انه ب ج ل م : ـ س

(١٣) وبكم ب ج ل م : ولكم س

(١٤) ابناء ب ج س ل : ا عا م

(١٥) وخزان ب ج س ل : وحوان م

(١٦) وعمار ج س ل م : عماد ب

(١٧) منكم ب م : فيكم ج س ل

(١٨) السيف ب ج س ل : ـ م

١١

تواليتم ، أم عليه تماليتم (١) ، حظّكم منه الاوفر ، ونصيبكم منه الاكثر (٢) ، عمدتم الى موالاة (٣) من لم يدع لله (٤) مالا الا اخذه ، ولا منارا (٥) الا هدمه ، ولا مالا ليتيم الا سرقه او خانه ، فأوجبتم (٦) لأخبث (٧) خلق الله (٨) اعظم حقّ الله وخاذلتم (٩) اهل الحقّ حتى ذلّوا وقلّوا (١٠) ، وأعنتم اهل الباطل حتى عزّوا وكثروا ، فأنيبوا الى الله وتوبوا فان الله يتوب (١١) على من تاب ، ويقبل (١٢) من أناب

وعن علي بن عبد الله (١٣) بن عبّاس (١٤) قال : كنت جالسا (١٥) عند ابي اذ جاء رجل فقال : يا ابن العبّاس (١٦) ان هاهنا قوما (١٧) يزعمون انهم أتوا من قبل الله وان الله اجبرهم على المعاصي ، فقال : لو اعلم ان منهم هاهنا احدا (١٨) لقبضت على حلقه فعصرته حتى تذهب روحه عنه (١٩) لا تقولوا أجبر (٢٠) الله على المعاصي ولا تقولوا لم يعلم الله ما العباد عاملوه (٢١) فتجهّلوه ، وعن انس : ما هلكت أمّة قطّ حتى يكون الجبر قولهم

وعن أبيّ بن كعب : السعيد من سعد بعمله والشقيّ من شقي بعمله

وعن الحسن : ان رجلا من فارس جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : رأيتهم ينكحون أمّهاتهم واخواتهم وبناتهم فاذا قيل : لم (٢٢) تفعلون

__________________

(١) تماليتم (يعني تمالأتم) ب ج س م : تعاليتم ل

(٢) الاكثر ج ل فقط س م ، الاكبر ب

(٣) موالاة ب ج ل م : مولاة س

(٤) لله ب ج س م : لاحد ل

(٥) منارا ب ج ل م : منار س

(٦) فاوجبتم ب ج ل م : واجوحبتم س

(٧) لا خبث ب ج س ل : الاخبث م

(٨) الله ب ج س م : ـ ل

(٩) وخاذلتم ل : وتخاذلتم ب ج م ، وتخاذلتهم س

(١٠) وقلوا ب ج ل : وقتلوا س م

(١١) فان الله يتوب س ل : تاب الله ب ج م

(١٢) ويقبل س ل : وقبل ب ج م

(١٣) عبد الله ج س ل م : عباس ب ، وفي هامش ب : اظنه علي بن عبد الله

(١٤) بن عباس ج س ل : ـ ب ، بن العباس م

(١٥) جالسا ب ج س ل : جالس م

(١٦) العباس ب ج س ل : عباس م

(١٧) هاهنا قوما ب ج س م : هؤلاء قوم ل

(١٨) هاهنا احدا ب ج س ل : احدا هنا م

(١٩) عنه ج ل : وعنه ب س م

(٢٠) اجبر ب ج س ل : جبر م

(٢١) عاملوه ب ج م : عاملون س ل

(٢٢) لم ب س ل م : ـ ج

١٢

ذلك؟ قالوا : قضاء الله وقدره ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما انه سيكون في أمّتي قوم (١) يقولون مثل ذلك قال : أولئك مجوس أمّتي

وسئل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تفسير : سبحان الله ، فقال : هو (٢) تنزيهه من كل شرّ (٣) ، وكان يقول في بعض توجّهاته في الصلاة : والشرّ ليس أليك

__________________

(١) قوم ب ج س : ـ ل م

(٢) هو ب ج ل م : ـ س

(٣) شر ب س ل م : شيء ج

١٣

الطبقة الثانية

الحسنان عليهما‌السلام ، فقد اشتهر منهما القول بالتوحيد والعدل (١) ، قلت (٢) : ومن ذلك كتاب الحسن بن علي عليهما (٣) السلام الى اهل (٤) البصرة حيث قال فيه : من لم يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كفر ، ومن حمل ذنبه على ربّه فقد فجر ، ان الله لا يطاع استكراها ولا يعصى لغلبة (٥) لانه المليك لما ملّكهم والقادر على ما أقدرهم عليه فان عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما فعلوا وان عملوا بالمعصية فلو شاء حال بينهم وبين ما فعلوا فاذا لم يفعلوا فليس هو الذي اجبرهم على ذلك فلو اجبر (٦) الله الخلق على الطاعات لاسقط عنهم الثواب ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ولو اهملهم لكان عجزا (٧) في القدرة ولكنّ له فيهم المشيئة التي غيّبها عنهم فان (٨) عملوا بالطاعة (٩) كانت له المنّة عليهم وان عملوا بالمعصية كانت له الحجّة عليهم تمّ كلامه عليه‌السلام (١٠) وهو على ذهني عن بعض (١١) التواريخ المصحّح سندها ولم اظفر به حال التأليف ولا ذكرته بعينه فيبحث عنه.

ومن كلام الحسين بن عليّ عليهما‌السلام (١٢) ... وعلي بن الحسين ومحمد بن علي فكلماتهم (١٤) في العدل مشهورة (١٣) ، اما الحسنان فقد مرّ طرف من كلامهما فيه.

واما محمد ابن الحنفية (١٥) فقد مرّ ان واصلا اخذ علم الكلام عنه وصار كالاصل (١٦) لسنده ، وله منزلة عظيمة في الفضل والعلم (١٧) ، قال الحاكم : وكان رسول

__________________

(١) والعدل ب ج ل م : ـ س

(٢) قلت ب ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام م

(٣) عليهما ج م : عليه ب س ل

(٤) اهل ج س ل م : ـ ب

(٥) لغلبة ب ج ل م :بغلبة س

(٦) اجبر ب ل م : جبر ج س

(٧) عجزا ج س ل : + منه ب م

(٨) فان ب ج س ل : وان م

(٩) بالطاعة ب س ل م : بالطاعات ج

(١٠) تم كلامه عليه‌السلام ب ج س م : ـ ل

(١١) بعض ج س ل : + كتب ب م

(١٢) السلام : بعده بياض في الاصل

(١٣) وعلي بن الحسين ... مشهورة ج س ل م : ـ ب

(١٤) فكلماتهم ج م ، وكلماتهم س ل

(١٥) الحنفية ب س ل م : علي ج

(١٦) كالاصل ب ج س ل : الاصل م

(١٧) وله ... والعلم ب ل م : ـ س ، ـ والعلم ج

١٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اذن لعلي عليه‌السلام اذا حدث له ولد ان يسمّيه باسمه ويكنّيه بكنيته فلما ولد سمّاه محمدا وكنّاه أبا القاسم ، وكلامه في علم الكلام اوسع من كلام الحسنين وان كانا (١) افضل منه لمكانهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإمامتهما ، وسئل ابو هاشم عن (٢) محمد بن علي عن مبلغ علمه فقال : اذا اردتم معرفة ذلك فانظروا الى اثره في واصل بن عطاء ، وقال شبيب بن شبّة : ما رأيت في غلمان ابن الحنفيّة اكمل من عمرو بن عبيد ، فقيل له : متى اختلف عمرو بن عبيد الى ابن الحنفية؟ فقال : ان عمرا (٣) غلام واصل وواصل غلام محمد

ومقامات بقيّة (٤) اهل البيت (٥) في العدل (٦) كثيرة كمقام علي بن الحسين مع زياد (٧) وغيره فانه لما وصل الى زياد (٨) بن ...

ومن هذه الطبقة من التابعين سعيد بن المسيّب ، فانه ذكره جماعة من اهل التواريخ (٩) في اهل العدل وفضله وعلمه مشهور

ومنها طاوس اليماني ، وهو من اصحاب علي عليه‌السلام اخذ عنه ، اختصم إليه رجلان فقال احدهما عند المخاصمة : لهذا خلقنا ، فقال طاوس : كذبت ، فقال الرجل : أليس الله تعالى يقول : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (١٠) (١١ هود : ١١٨ ـ ١١٩)؟ فقال طاوس : انما خلقهم للرحمة والجماعة

ومن هذه الطبقة اصحاب علي عليه‌السلام كأبي الاسود الدؤلي وغيره واصحاب عبد الله (١١) بن مسعود وهم علقمة والاسود وشريح (١٢) وغيرهم وفيهم (١٣) كثرة وقد ذكرت اكاليمهم المتعلّقة بالعدل في كتب التأريخ (١٤)

__________________

(١) كانا ب ج س ل : كان م

(٢) عن ج س ل م : ـ ب

(٣) عمرا ب ج س م : عمروا ل

(٤) بقية ب ج س م : ـ ل

(٥) اهل البيت ب ج س ل : + عليهم‌السلام م

(٦) في العدل ج س ل م : ـ ب

(٧) مع زياد ج س ل م : ـ ب

(٨) زياد : بعده بياض في الاصل ، + بن س

(٩) من اهل التواريخ ب ج ل م : ـ س

(١٠) ولذلك خلقهم ب س ل م : ـ ج

(١١) عبد الله م : ـ ب ج س ل

(١٢) وشريح ب ج ل م : ـ س

(١٣) وفيهم ب ج س م : ومنهم ل

(١٤) التاريخ ب ج م : التواريخ س ل

١٥

الطبقة الثالثة

الطبقة الثالثة منقسمة فمن العترة الطاهرة الحسن بن الحسن وابنه عبد الله بن الحسن (١) واولاده النفس الزكية وغيره (٢) ، ومن اولاد علي عليه‌السلام ابو هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية وهو الذي اخذ عنه واصل وكان معه في المكتب فاخذ عنه وعن ابيه وكذلك اخوه الحسن (٣) بن محمد استاذ غيلان ويميل (١١) الى الارجاء ولهذا قالت به الغيلانية من المعتزلة

ومن هذه الطبقة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ابو الخلفاء ، بعثه ابوه الى ابي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية

ومنها زيد بن علي حيث (٤) قال حين سأله ابو الخطّاب عما يذهب إليه : أبرئ (٥) من القدرية الذين حملوا ذنوبهم على الله ومن المرجئة الذين اطمعوا (٦) الفسّاق (٧) في عفو الله ، فهذا آخر الخبر

ومن هذه الطبقة محمد بن سيرين بن محمد (٨) ، وفضله في فنون العلم مشهور (٩) ، وقد روي عنه انه واصحابه مرّوا برجل مجلود فقال قائل : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به ، فقال ابن سيرين : لا تقولوا هكذا ولكن قولوا : الحمد لله الذي عافانا مما سوّلت له نفسه ثم ذكر حديث عمر مع السارق وقد مرّ ، (١٢) وروي ان رجلا قال عنده : ان فلانا كما شاء (١٠) الله ، فقال. مه فان الله لا يشاء الا خيرا

__________________

(١) بن الحسن ج س ل م : ـ ب

(٢) وغيره ب ج س ل : وغيرهم م

(٣) الحسن ج س م : الحسين ب ل

(٤) حيث ب ج س ل : حين م

(٥) ابرا ب ج س ل : الرافضة م

(٦) اطمعوا ج س ل م : طمعوا ب

(٧) الفساق ب ج س م : الناس ل

(٨) بن محمد ب ج س ل : ـ م

(٩) مشهور ب ج س ل : مشهوره م

(١٠) شاء ب س ل م : يشاء ج

(١١) راجع ص ٧ ملاحظة ٢ ـ ٣

(١٢) مر الحديث ص ١١

١٦

ومنهم الحسن بن ابي الحسن البصري وهو ابو سعيد ، وكان ابوه من ميسان (١) ، ولد في المدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر ومات وهو ابن سبع (٢) وثمانين سنة ، وكانت أمّه (٣) مولاة لأمّ (٤) سلمة وكانت ربما غابت في حاجة لأمّ سلمة وأمّ سلمة تأخذ الحسن فتسكته بثديها (٥) وقيل ان الحكمة التي رزق كانت من ذلك ، (١٠) وروي ان أمّ سلمة رضي الله عنها اخرجته الى اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال عمر : فقّهه في الدين (١١) (١٢)

قال الحسن : كنت في المدينة يوم قتل (٦) عثمان وكنت ابن اربع عشرة سنة وروى الحسن ان امير المؤمنين لما بلغه قتل عثمان وهو في ناحية المسجد رفع (٧) يده وقال (٨) : اللهمّ لم ارض ولم أمالئ (٩)

وهو سيّد التابعين ومحلّه في الفضل والعلم ودعاء الناس الى الدين مشهور

__________________

(١) ميسان م : نيسان ب س ل ، نيسابور ج

(٢) سبع ب ج م : تسع س ل

(٣) أمه ب س ج ل : لامه م

(٤) لام ب س ل م : أم ج

(٥) بثديها ب ج س ل : بسيدها م

(٦) قتل ب ج ل م : + في س

(٧) رفع يده ج س ل م : ـ ب

(٨) وقال ج س ل م : فقال ب

(٩) أمالئ : في الاصل امال

(١٠) راجع مثلا المعارف ٦٦٥ ، وابن سعد ٧ / ١ ص ١١٤ ، والغرر والدرر ١ ص ١٥٢ ـ ١٥٣

(١١) في المعارف ٢٢٥ : اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل

(١٢) قال ابن المرتضى ج ص ٢٨ آ س ٣ ـ ١٢ : ابو سعيد الحسن بن ابي الحسن البصري واسم ابي الحسن يسار مولى للانصار ، قيل كانت أمه تخدم أمّ سلمة زوج النبي صلعم ورضي عنها فربما غابت فترضعه أمّ سلمة فكانت الحكمة التي اوتيها من بركات ذلك ، واخرجته أمّ سلمة رضي الله عنها الى عمر رضي الله عنه يدعو له فقال : اللهم فقهه في الدين وحببه الى الناس ، وكان انس بن مالك اذا سئل عن مسئلة قال : سلوا مولانا الحسن فانه سمع وسمعنا وحفظ ونسينا ، قلت : وانما قال مولانا لانه مولى للانصار وانس منهم ، قال ابن ابي بردة : ما رأيت اشبه باصحاب محمد من هذا الشيخ ـ يعني الحسن ، وقال عروة بن الزبير : لو ان الحسن ادرك اصحاب رسول الله صلعم وهو رجل لاحتاجوا الى رأيه ، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه ومات في سنة عشر ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة

١٧

وروى داود بن ابي هند قال : سمعت الحسن يقول : كل شيء بقضاء الله وقدره الا المعاصي (١٧)

ورسالته (١) الى عبد الملك (٢) مشهورة وذلك ان الحجّاج كتب الى الحسن : بلغنا عنك في القدر شيء فاكتب إلينا بقولك (٣)! فكتب إليه رسالة (١٨) طويلة (٤) نحن نذكر منها اطرافا منها قوله :

سلام عليك (٥) اما (٦) بعد فان الامير اصبح في قليل من كثير مضوا والقليل من اهل الخير مغفول عنهم وقد ادركنا السلف الذين قاموا لامر الله واستنّوا بسنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يبطلوا حقّا ولا ألحقوا بالربّ تعالى الّا ما ألحق بنفسه ولا يحتجّون الا بما يحتجّ (٧) الله تعالى به (٨) على خلقه (٩) وقوله الحقّ : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٥١ الذاريات : ٥٦) ولم يخلقهم لأمر (١٠) ثم (١١) حال بينهم وبينه لأنه تعالى ليس بظالم للعبيد ولم يكن احد في السلف (١٢) يذكر ذلك ولا يجادل (١٣) فيه لانهم كانوا على امر واحد وانما احدثنا الكلام فيه لمّا احدث الناس (١٤) النكرة له فلما احدث المحدثون في دينهم ما احدثوه احدث الله للمتمسّكين بكتابه ما يبطلون به (١٥) المحدثات ويحذّرون به من المهلكات

ومنها قوله : فافهم ايها الامير ما اقوله فان ما (١٦) ينهى الله عنه فليس منه

__________________

(١) ورسالته ج س ل م : ورسالاته ب

(٢) عبد الملك ب ج س ل : عبد العزيز م

(٣) فاكتب إلينا بقولك ب س ل م : ـ ج

(٤) طويلة ب س ل م : ـ ج

(٥) عليك ب ج س ل : عليكم م

(٦) اما ج س ل م : فاما ب

(٧) يحتج ج س ل : احتج ب م

(٨) به ب ج ل م : ـ س

(٩) على خلقه ب ج س م : ـ ل

(١٠) لامر ب ج ل م : كامر س

(١١) ثم ب س ل م : ـ ج

(١٢) احد في السلف ب ، في السلف احد ج س م ، احد من السلف ل

(١٣) ولا يجادل ب ج س ل : ولم يدل م

(١٤) الناس ب س ل م : + من ج

(١٥) به ب ج س ل : ـ م

(١٦) فان ما : في الاصل فانما

(١٧) راجع الغرر والدرر ١ ص ١٥٣

(١٨) رسالة : نشرها ه. ريتر في مجلة الاسلام ٢١ ص ٦٧ ـ ٨٣

١٨

لانه (١) لا يرضى ما يسخطه من العباد لانه تعالى يقول : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) (٣٩ الزمر : ٧) فلو كان الكفر من قضائه وقدره لرضي عمّن عمله

ومنها قوله : ولو كان الامر كما قال المخطئون لما كان لمتقدّم (٢) حمد فيما عمل ولا (٣) على متأخّر لوم (٤) ولقال تعالى : جزاء بما عملت بهم ، ولم يقل : (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٣٢ السجدة : ١٧ ، ٥٦ الواقعة ٢٤ ، ٤٦ الاحقاق : ١٤)

ومنها قوله : ان اهل الجهل قالوا : (فَإِنَّ اللهَ) (٥) يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ (٣٥ فاطر : ٨) ولو نظروا الى ما قبل الآية وبعدها لتبيّن لهم ان الله تعالى لا يضلّ الّا بتقدّم الفسق والكفر (٦) لقوله تعالى : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) (١٤ ابراهيم : ٢٧) اي يحكم بضلالهم (٧) ، وقال : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٦١ الصف : ٥) ، (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) (٢ البقرة : ٢٦) ، قلت (٨) : وسيأتي الخلاف بين اصحابنا في جواز سلب اللطف عقوبة وهذا الكلام يوهم جوازه كقول الزمخشري والحاكم والامام المنصور بالله

ومنها قوله (٩) : واعلم ايها الامير ان المخالفين لكتاب الله وعدله يقولون (١٠) في امر دينهم بزعمهم على القضاء والقدر ثم لا يرضون في امر دنياهم الا بالاجتهاد والبحث والطلب والاخذ بالحزم فيه ولا يعملون (١١) في اكثر دنياهم على القضاء والقدر

ومنها قوله محتجّا بقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (٩١ الشمس : ٩ ـ ١٠) فلو كان هو الذي دسّاها لما خيّب نفسه تعالى عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا (١٢)

__________________

(١) لانه ب ج س م : وانه ل

(٢) لمتقدم ب ج ل م : المتقدم س

(٣) ولا ب ج س ل : ولو م

(٤) لو م ب ج س ل : لوهم م

(٥) ان الله ج س ل : الله ب م

(٦) والكفر ب ج س م : ـ ل

(٧) بضلالهم ب ج س : بضلالتهم ل م

(٨) قلت ب ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام قلت م

(٩) قوله ب ج س ل : + عليه‌السلام م

(١٠) يقولون ب ل : يعولون ج س م

(١١) يعملون ب ج س ل م : يعولون في هامش ج

(١٢) علوا كبيرا ج س ل : ـ ب م

١٩

نعم وله مع الحجّاج (١) مناظرات وكان لا يردّ عليه احد (٢) كما يردّ عليه الحسن ولمّا (٣) توفي الحجاج وبلغه قال : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦ الانعام : ٤٥) اللهمّ كما أمّته فامت عنّا (٤) سنّته! (١٠) (١١)

ومرّ الحسن بلصّ يصلب فقال : ما حملك على هذا؟ فقال : قضاء (٥) الله وقدره ، فقال : كذبت أيقضي عليك أن تسرق ويقضي (٦) عليك أن تصلب؟

وسئل انس عن مسئلة فقال : سلوا مولانا الحسن! فقيل له (٧) : أتقول ذلك له؟ فقال : سلوا مولانا (١٢) الحسن فانه سمع وسمعنا وحفظ ونسينا (١٣)

وسمعت عائشة رضي الله عنها كلام الحسن فقالت : من هذا الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء؟ وروي نحوه عن محمد بن علي

وروى ابو عبيدة قال : لمّا فرغ الحجّاج من خضراء واسط نادى في الناس ان يخرجوا فيدعوا له بالبركة فخرجوا (٨) وخرج الحسن فاجتمع عليه الناس (٩) وخاف (١٤)

__________________

(١) الحجاج ب ج س ل : + لعنه الله م

(٢) عليه احد ب س ل م : على الناس ج

(٣) ولما ب ج س ل : ولو م

(٤) عنا ب ج س م : ـ ل

(٥) قضاء ب ج من م : قضى ل

(٦) ويقضي ج : وقضى ب س ل م

(٧) له ب ج س م : ـ ل

(٨) فخرجوا ب ج س ل م : فخرج الناس ـ الغرر والدرر

(٩) الناس ب س ل م : ـ ج

(١٠) راجع مجلة الاسلام ٢١ ص ٥٣ ـ ٥٥ و ١٤ ص ٥٢

(١١) قال ابن النديم في الفهرست (فوك لاهور) ص ٥٤ : فمن كلامه يذم الحجاج وقد بلغه موته اللهم انت قتلته فاقطع سنته ، والذي في الطبري ٣ ص ٢٤٩١ / ١٢ : ... اللهم امته كما أمات سنتك

(١٢) مولانا : قال ابن المرتضى ج ص ٢٨ آ : قلت وانما قال مولانا لانه مولى للانصار وانس منهم

(١٣) قال الذهبي في طبقات الحفاظ ١ ص ١٥ : وقال خالد بن رياح الهذلي سئل انس ابن مالك عن مسئلة فقال اسألوا مولانا الحسن ، فقيل له في ذلك فقال انه قد سمع وسمعنا فحفظ ونسينا ، انظر أيضا تهذيب التهذيب لابن حجر ٢ ص ٢٦٤ وابن سعد ٧ / ١ ص ١٢٨

(١٤) راجع مجلة الاسلام ٢١ ص ٥٣ ـ ٥٥ و ١٤ ص ٥٩ والغرر والدرر ١ ص ١٦٠ ـ ١٦١

٢٠