طبقات المعتزلة

أحمد بن يحيى بن مرتضى

طبقات المعتزلة

المؤلف:

أحمد بن يحيى بن مرتضى


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩١

صورهم (١) على الحال الذي يقال من الرقّة ، وله في ذلك كتاب قد تكلّم عليه مشايخنا

ومنهم ابو علي البلخي ، وله رئاسة ضخمة ومحلّ كبير وهو من المصنّفين

ومنهم ابو القاسم العامري من سرّ من رأى (٢) ، وكان مقدّما في علم الكلام وله كتب (٣) في مناظرات ، وروي ان الحبّال الرازي سأله فقال : لم قلت ان القدرة لا تتعلّق الا بأن تخرج الشيء من العدم الى الوجود؟ قال : لأنها لو تعلّقت بغير ذلك لتعلّقت بالقديم (٤) كالعلم فانقطع ، وروي ان هذه المناظرة كانت لغيره مع الحبّال من اصحاب ابي القاسم

ومنهم ابو بكر الفارسي ، فانه بعد درسه على ابي العبّاس بن سريج (٥) جاء الى بلخ وكان من اهل فارس فأخذ عنه ، وله في (٦) اصول الفقه كتاب كبير يدلّ على فضل كثير ، وقد كان ببغداذ حلقة ينسبون إليه أيضا ممن يحقّق الاعتزال مثل ابن المنجّم وقد مضى خبره

ومنهم ابو بكر محمد بن ابراهيم المقانعي الرازي ، فانه من العلماء وان لم يبلغ درجة من ذكرنا ، قال القاضي : وقد كان باصفهان أيضا جماعة اخذوا عن ابي بكر الزبيري (٧)

ومنهم ابن حمدان وهو ابو محمد (٨) بن حمدان ، وكان من الصلاح والزهد بمحلّ كبير ، وبلغ من امره انه اذا حضر مجلس النظر وسمع كلام المشبّهة والمجبرة يكاد يلحقه الرعشة اعظاما لله تعالى

ومنهم ابو عثمان العسّال ، فانه من اهل الدين والتقدّم في (٩) العلم ، وهو

__________________

(١) صورهم ب س ل م : تصوره ج

(٢) سر من راى ب ل : سر مرا ج ، سر مر راى س ، سرمرا ر م

(٣) كتب في ب ل م : ـ ج س

(٤) بالقديم ب ج ل م : بالتقديم س

(٥) سريج : شريح ـ الاصول كلها

(٦) في ب ج ل م : ـ س

(٧) وقد كان ... الزبيري : كذا في الاصول

(٨) محمد ب ج م : + القاضي س ل

(٩) في ج س ل م : + الفضل وب

١٠١

الذي اراده (١) القاضي حيث قال : وقد كان باصفهان رئيس يقال (٢) له ابو عبد الله بن الحكم وكان داره كالمجمع لاهل الفضل ، ويقال انه حضر في داره في بعض الاوقات ابو القاسم البلخي وابو بكر الزبيري وانهم لم يأنفوا (٣) من الحضور عنده ، ولحقته من اهل اصفهان فتن وكان يخلو بنفسه وينظر (٤) في (٥) العلم ، فيقال (٦) : كان لا يخرج في السنة الا مرّة واحدة ، وكان يقال في ضيعة له انها تغلّ عشرين الف درهم فيصرفها في نفقته ، فلما مات عاد دخلها ما يقارب الف درهم

ومنهم ابو (٧) مسلم النقّاش من اصحاب الزبيري ، وبلغ في (٨) الدين والفضل النهاية ، وبلغ من دينه انه حضر خادم من دار بدر لينقش فصّا له او للامير فامتنع ، فقال له (٩) : ان امتنعت لقلّة الاجرة فاني (١٠) ازيدك ، وبلغ (١١) الزيادة مائة دينار فابى حتى سمع صيحة من دار نسائه يشكونه على ترك ذلك لسوء حالهم (١٢) ، فلما كان بعد ذلك دخل إليه تاجر وأعطاه على نقش بعض الفصوص عشرة دراهم فلما فرغ من ذلك حمل تلك الدراهم الى نسائه ورمى بها إليهم (١٣) وقال : منذ اربعين سنة أجتهد في ان (١٤) لا أطعمكم الحرام

وقيل : بلغ من حسن قراءته ان المخالفين كانوا يجتمعون على باب المسجد يسمعون (١٥) قراءته في التراويح ولا يصلّي معه الا رجل او اثنان فقيل له في ذلك ، فقال : ما يسرّني منهم ان يصلّوا خلفي كما لا يسرّني ان (١٦) يصلّي (١٧) خلفي (١٨) اليهود

__________________

(١) اراده ب ج ل م : اراد س

(٢) يقال ب ج ل م : فقالوا س

(٣) يانفوا ب س ل م : يتقوا ج

(٤) وينظر ج س ل م : ويناظر ب

(٥) في ب ج س م : + اهل ل

(٦) فيقال ب س ل م : + انه ج

(٧) ابو ب ج س م : + بكر ل

(٨) في ب ج س ل : من م

(٩) له ب ج س م : ـ ل

(١٠) فاني ب س ل م : فانا ج

(١١) وبلغ ج ل م : وبلغت ب س

(١٢) حالهم ب ج س ل : حالتهم م

(١٣) إليهم ج س ل م : لهم ب

(١٤) ان ب ج س م : اني ل

(١٥) يسمعون ب س ل م : ليستمعون ج

(١٦) يسرني ان ب س ل م : ـ ج

(١٧) يصلى ب ج س م : يصلوا ل

(١٨) خلفي ب س ل م : خلف ج

١٠٢

ومنهم إماميّة كالحسن بن موسى النوبختي ، فان محلّه في العلم والاطّلاع على المذاهب بخلاف (١) محلّ (٢) غيره ، وهو منسوب الى نوبخت رجل ، وللزبيري باصفهان اصحاب كثير (٣)

__________________

(١) بخلاف ب س ل م : يخالف ج

(٢) محل ج س ل م : ـ ب

(٣) وللزبيري ... كثير : كذا في الاصول

١٠٣

الطبقة العاشرة

اعلم ان هذه الطبقة تشتمل على ذكر من اخذ عن ابي هاشم وعمن هو في طبقته مع اختلاف درجاتهم وتفاوت احوالهم (١) ، وقدّمنا اصحاب ابي هاشم لكثرتهم وبراعتهم

فمنهم ابو علي بن خلّاد صاحب كتاب الاصول والشرح (٢) (١١) ، درس على ابي هاشم بالعسكر (٣) ثم ببغداذ ، وكان في الابتداء بعيد الفهم فربما (٤) بكى لما يجد نفسه عليه فلم يزل مجاهدا لنفسه حتى تقدّم على غيره ، قال القاضي : وكان على إتمام كتاب الشرح فاتّفق (٥) له المقام في البصرة (٦) ، وكان هناك الخالدي وهو اصل في الإرجاء فقدّم الكلام في الوعيد ، وكان ينسب (٧) الى ادب ومعرفة ولم يبلغ حدّ الشيخوخة

ومنهم الشيخ المرشد ابو عبد الله الحسين بن علي البصري ، اخذ عن ابي علي بن خلّاد (٨) أولا ثم اخذ عن ابي هاشم لكنه بلغ بجدّه واجتهاده ما لم يبلغه غيره من اصحاب ابي هاشم ، وكما صبر على ذلك في علم الكلام صبر على مثله (٩) في الفقه ، فانه لازم مجلس ابي الحسن الكرخي الزمان الطويل حالا بعد حال ، ولم يحظ في (١٠) الدنيا بما جرت به العادة للعلماء بل كان في بغداذ يصبر على الشدائد وهو مكب على طلب العلم

__________________

(١) احوالهم ب س ل م : حالاتهم ج ، وفي الهامش احوالهم

(٢) والشرح م : والشروح ب ج س ل

(٣) بالعسكر ب ج س ل : في العسكر م

(٤) فربما ج س ل م : وربما ب

(٥) فاتفق ج س ل م : واتفق ب

(٦) في البصرة ج س ل : بالبصرة ب م

(٧) ينسب ب ج ل م : منتسب س

(٨) خلاد ب س ل م : خالد ج ، وفي الهامش خلاد

(٩) مثله ب ج س م : غيره ل

(١٠) في ب س ل م : من ج

(١١) والشرح : يعني شرح الاصول ، راجع هوتسما في ZA ٦٢ ص ١٩٨

١٠٤

ولقد دخل عليه ابو الحسن الازرق يوما وهو يصنّف كتابا فطلب في حجرته ماء فلم يجده ونظر هل عنده طعام فلم يجده فقال : أتصنّف ولا طعام ولا شراب عندك وانت جائع؟ فوضع قلمه والجزء وقال : اذا تركت التعليق هل يحصل الطعام والشراب؟ قال : لا ، فقال : فلأن أعلّق ولا اضيع وقتي أولى ، وكان هذا ابو الحسن الازرق يمدّه بالنفقة كثيرا وكان يحبّ الاكل معه فاذا دخل عليه اشترى طعاما ليأكلا جميعا ولو كان عنده شيء موجود ، وبلغ من امره في علم الكلام ان أبا الحسن كان يرجع إليه وربما حضر عنده (١) يسمع (٢) ما يجري

وورد عليه مسئلة في الاجتهاد من ناحية عضد (٣) الدولة ، فرأى الصواب ان يجيبها الشيخ ابو عبد الله وهو الكلام في ان كل مجتهد مصيب وفي الاشبه ، وكان يغلو في تعظيم ابي الحسن حتى قال : ما رأيت أبا الحسن منقطعا قط ان كان الكلام له فانه (٤) يتجلّى وان كان عليه يورد ما لا يعرف معه ذلك ، قال : ومن ظريف امره انه يطوّل (٥) في أماليه (٦) ويختصر في تدريسه والغالب من حال العلماء خلاف ذلك ، وكان في بعض الاوقات ربما يظهر الندم على تطويل أماليه ويقول : ان الاختصار اقرب الى ان ينتفع به لكنّي اذا وجدت لنفسي خاطرا أؤمّل (٧) ان ينتفع به احببت ان امليه ، فكان (٨) يطوّل المسألة بالأسئلة لزيادة الايضاح

وكان شديد التقرّر في الطهارة حتى كان يتّخذ لبيت الخلوة نعلا ولنفس الطهارة نعلا آخر ولسائر الاعمال نعلا مع ضيق المعيشة ، وبلغ من ورعه ان الملك عضد الدولة قد رسم ان يحمل إليه سلّة من طعام لخاصته (٩) فكان لا يتناول

__________________

(١) عنده ب ج م : معه س ل

(٢) يسمع ب ل م : فسمع ج س

(٣) عضد س م : ـ ب ج ل

(٤) فانه ب ج ل م : فان س

(٥) يطول ب س م : يطيل ج ل

(٦) في أماليه ب ج س ل : ما املاه م

(٧) اؤمل ج ل : اوامل ب س م

(٨) فكان ب ج س م : ـ ل

(٩) لخاصته ب ج س م : لخاصيته ل

١٠٥

منها شيئا ويجري في الاكل على عادته ويجمع (١) على ذلك من يأنس به

وكان (٢) من تلامذته من اهل البيت عليهم‌السلام ابو عبد الله الداعي ، وكان يقول لغيره من تلامذته : لا تكلّموا في حضرة الشريف في مسألتين فان قلبه لا يحتمل مسئلة النص ومسئلة سهم (٣) ذوي القربى ، وكان يميل الى علي عليه‌السلام ميلا (٤) عظيما ، وصنّف كتاب التفضيل وأحسن فيه غاية الاحسان ، وكانت كتبه تتّصل بقاضي القضاة حين صار الى الريّ حتى ولي القضاء فانقطعت كتبه ، وتوفّي (٥) سنة سبع وستين وثلاث مائة

ومنهم ابو اسحاق بن عيّاش ، وهو ابراهيم بن عيّاش البصري ، قال القاضي : وهو الذي درسنا عليه أولا وهو من الورع والزهد والعلم على حدّ عظيم ، وكان رحل إليه من بغداذ قوم فيجمعون مجلسه الى مجلس ابي عبد الله ، وكان مع مواصلته لابي هاشم كثر (٦) اخذه عن ابي علي (٧) بن خلّاد ثم عن الشيخ ابي عبد الله ثم انفرد ، وله كتاب في إمامة الحسن والحسين عليهما‌السلام وفضلهما وكتب (٨) أخر (٩) حسان

ومنهم السيرافيان ، وهما اثنان (١٠) احدهما ابو القاسم السيرافي ، قال القاضي : شهدت له مجلسا يدرّس فيه (١١) الاصول والنحو ، قال : ولقد عقد ابو القاسم بن سعد (١٢) الاصفهاني (١٣) وزير السلطان في البصرة مجلسا عظيما للجمع بين اصحاب ابي هاشم وبين الاخشيذية فقد كانت الفتنة عظمت بينهم ، فحضرنا ذلك المجلس فاتّفق من زعيمهم الحبشي انه قال في بعض ما جرى من كلام يجري مجرى

__________________

(١) ويجمع ج س ل م : ويجتمع ب

(٢) وكان من ب ج ل م : وكان س

(٣) سهم ب ج س : بينهم ل ، ـ م

(٤) ميلا ب س ل م : ـ ج

(٥) وتوفي ب ج ل م : توفي س

(٦) كثر ب ج س : كثير ل ، اكثر م

(٧) ابي علي ب س ل م : عبد الله ج

(٨) وكتب ب ج س م : وكتاب ل

(٩) اخر ب س ل م : اخرى ج

(١٠) اثنان ج س ل م : امامان ب

(١١) فيه ب ج س م : به ل

(١٢) سعد ب ج ل : سعيد س م

(١٣) الاصفهاني ب س م : الاصبهاني ج ل

١٠٦

التوبيخ له (١) بإحضار العامّة معه ، فقال (٢) : انهم من اهل القرآن والسنن ، فقال : وما (٣) الذي يفعل بالحركة والسكون؟ فأقبل ابو القاسم عليه بالتعنيف العظيم (٤) وقال : كانّك (٥) ذممت ما جعله الله طريق معرفته ، واخذ يورد في ذلك ما يقوّي به كلامه وعظم الانتفاع به لنيّته الصالحة (٦)

قيل (٧) : ودخل عليه ابو القاسم الواسطي فاخذ يظهر الغمّ (٨) لشدّة علّته فقال له : ابشر فقد نطقت احوالي بحسب طاقتي ، ومضى ولم يخلّف من الدنيا الا اليسير ، قيل : ومات عن اثنتين وستين سنة

والثاني هو (٩) ابو عمران السيرافي ، درس على ابي هاشم أولا ثم فارقه واختلف الى ابي بكر الاخشيذ ، وكان يدعو الناس الى التوحيد والعدل ولحقه بسبب ذلك المحن العظام (١٠)

ومنهم ابو بكر بن (١١) الاخشيذ ، وقد مرّ شرح احواله (١٥)

ومنهم ابو الحسن (١٢) الازرق وهو احمد بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن بهلول الانباري التنوخي ، وقد كان من بيت الرئاسة وبيت الحديث ، اخذ الكلام عن ابي هاشم والفقه عن الكرخي والقرآن عن ابن مجاهد (١٣) والنحو عن ابن السرّاج ، وجمع الى ذلك من حسن الاخلاق والتواضع ما يزين به علمه ، فانه مع عظم شأنه كان يأتي المتفقّهة ويطلب التعاليق ، قال القاضي : وكان يأتينا ويطلب التعاليق (١٤) ويظهر الاستفادة في ذلك ، وكان له من الافضال على

__________________

(١) له ب ج س ل : للسيرافي م

(٢) فقال ب ج س : وقال ل ، قال م

(٣) وما ب ج ل : ما س ، واما م

(٤) بالتعنيف العظيم ب س ل : بالعنف العظيم م ، ـ ج

(٥) كأنك ب س ل م : كانت ج ، وفي الهامش كأنك

(٦) الصالحة ج س ل : الخالصة ب م

(٧) قيل ب ج س ل : ـ م

(٨) فاخذ يظهر الغم ب س ل م : فاخذه الغم ج

(٩) هو ب ج س ل : وهو م

(١٠) العظام ب ج ل م : الطعام س

(١١) بن ب ج ل م : ـ س

(١٢) الحسين ب س ل : الحسن ج م

(١٣) ابن مجاهد ب : مجاهد ج س ل م

(١٤) قال القاضي ... التعاليق ب س ل م : ـ ج

(١٥) انظر ص ١٢٠

١٠٧

ابي هاشم واصحابه شيء كثير

ومن هذه الطبقة غيرهم اي غير هؤلاء المذكورين وهم جماعة

منهم ابو الحسين الطوائفي البغداذي ، اخذ عن ابي هاشم العلم الكثير وهو من فقهاء اصحاب الشافعي ، وله كتاب في اصول الفقه

ومنهم احمد بن ابي هاشم وهو النجيب من اولاد ابي هاشم بن ابي علي ، وله درجة في العلم ، وأمّه جارية اشتراها ابو الحسن بن فرزويه لابي هاشم وذلك انه دخل عليه يوما فقال : انا راغب في شيء من البياض ففهم مراده واشتراها له بثمن كثير (١)

ومنهم اخت ابي (٢) هاشم بنت لأبي علي ، بلغت في العلم مبلغا وسألت اباها عن مسائل فأجاب عنها وكانت داعية النساء انتفع بها في تلك الديار

ومنهم ابو الحسن بن النجيح من اهل بغداذ ، اخذ عن ابي اسحاق بن عيّاش ثم اختلف الى ابي هاشم ببغداذ واستفاد منه علما كثيرا وصار بمنزلة عظيمة

ومنهم ابو بكر البخاري ، وكان يلقّب بجمل عائشة لتعصّبه لها ، اخذ عن ابي هاشم الكلام وعن ابي الحسن الفقه ، وبلغ في العلم مبلغا (٣)

ومنهم ابو احمد العبدكي ، اخذ عن ابي هاشم وادّعى في الجامع الكبير انه من تصانيفه وكان قد حفظه وخرج الى خراسان فحضر (٤) مجلس ابي القاسم ، فحكي من إنصافه ورجوعه الى كثير مما يورد عليه ما يليق بفضله (٥) ودينه ، ثم ان العبدكي (٦) خلّط القول في الامامة وتنقّل من قول الى قول ، ولقد عظّمه ابو القاسم حيث كتب الى ابي سهل محمد بن عبد الله فقال في كتابه : وقد ورد

__________________

(١) كثير ب س ل م : كبير ج

(٢) ابي ب ج : لابي س ل

(٣) مبلغا ب ج س ل : + عظيما م

(٤) فحضر ب ج ل م : حضر س

(٥) بفضله ب ج س م :

بفضيلته ل

(٦) العبدكي ب ج م : العندكي ل ، بلا نقط س

١٠٨

علينا فتى يعرف بابن عبدك ما رأيت رجلا (١) اعرف بدقيق الكلام وجليله منه

ومنهم ابو حفص المصري (٢) ، اخذ عن الاخشيذ وكثر الانتفاع به في البصرة

ومنهم ابو عبد الله الحبشي (٣) اخذ عن ابي حفص المصري (٤)

ومنهم ابو الحسن علي بن عيسى صاحب التفسير والعلم الكثير ، وكان يقال له عليّ الجامع لانه جمع بين علوم الكلام والفقه والقرآن والنحو واللغة ، وقيل للصاحب : هلا صنّفت تفسيرا؟ فقال : وهل ترك لنا علي بن عيسى شيئا؟ وكان مع قلّة ذات يده وشدّة فقره يسلك طريق المروّة ، وكان يقول : تفسيري بستان يجتنى منه ما يشتهى ، وله تصانيف كثيرة في كل فنّ وشرح كتاب سيبويه ، واخذ عن ابي بكر الاخشيذ وذهب مذهبه وكان يتعصّب على ابي هاشم ، قال البلخي : وحضرته لأعرف طريقته فتجاوز كل حدّ (٥) في التعصب فلم اعد إليه ، وله كتاب على ابي هاشم فيما خالف فيه أبا علي

ومنهم الخالدي في البصرة وكان يميل الى الإرجاء ويتشدّد (٦) فيه وهو ابو الطيب محمد بن ابراهيم بن شهاب ، وكان فقيها متكلّما اخذ الكلام عن البرذعي وهو بغدادي المذهب يتعصّب لهم على البصرية

ومنهم محمد بن زيد الواسطي متكلّم جدل وله مناظرات

ومنهم ابو (٧) الحسين بن علي من اهل نيسابور

__________________

(١) رجلا ب ج م : ـ س ل

(٢) المصري ب س ل م : المضري ج

(٣) عبد الله الحبشي ب ج س م : الحسن الحسني ل

(٤) المصري ب س ل م : المضري ج

(٥) حد ب ج س م : واحد ل

(٦) يتشدد ب س ل : يشدد ج ، شديد م

(٧) ابو ب ج س ل : ـ م

١٠٩

ومنهم ابو (١) القاسم بن سهلويه من اهل العراق ، وكان يشار إليه في جودة البيان وقوّة النظر وكان حسن القراءة للقرآن

فصل

ولما فرغنا من الطبقات التي ذكرها القاضي ذكرنا طبقتين آخرتين حادية عشرة وثانية عشرة ذكرهما الحاكم

__________________

(١) ابو ب ج س ل : ـ م

١١٠

الطبقة الحادية عشرة

هم ابو الحسن قاضي القضاة عبد الجبّار بن احمد بن عبد الجبّار الهمداني ، كان في ابتداء حاله يذهب في الاصول مذهب الاشعرية وفي الفروع مذهب الشافعي فلما حضر مجلس العلماء ونظر وناظر عرف (١) الحق فانقاد (٢) له وانتقل الى ابي اسحاق بن عيّاش فقرأ عليه مدّة ثم رحل الى بغداذ وقام عند الشيخ ابي عبد الله مدّة مديدة حتى فاق الاقران وخرج فريد دهره ، قال الحاكم : وليس (٣) تحضرني عبارة تحيط بقدر محلّه في العلم والفضل فانه الذي فتق علم الكلام ونشر بروده (٤) ووضع فيه الكتب الجليلة التي بلغت المشرق والمغرب (٥) وضمّنها من دقيق الكلام وجليله ما لم يتّفق لاحد مثله ، وطال عمره مواظبا على التدريس والاملاء حتى طبق الارض بكتبه واصحابه وبعد صوته (٦) وعظم قدره ، وإليه انتهت الرئاسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع وصار الاعتماد على كتبه ومسائله نسخت كتب من تقدّمه من المشايخ وشهرة حاله تغني عن عن الاطناب في الوصف ، واستدعاه الصاحب الى الريّ بعد سنة ستين وثلاث مائة فبقي فيها مواظبا على التدريس الى ان توفّي رحمه‌الله تعالى سنة خمس عشرة او ست عشرة واربع مائة

وكان الصاحب يقول فيه : افضل اهل الارض ، ومرّة يقول : هو اعلم اهل الارض ، وأراد ان يقرأ فقه ابي حنيفة على ابي عبد الله فقال له : هذا علم كل مجتهد فيه مصيب وانا في الحنفية فكن انت في اصحاب الشافعي!

__________________

(١) عرف ب ج ل م : وعرف س

(٢) فانقاد ب ج ل م : وانقاد س

(٣) وليس ب ج س م : ولم ل

(٤) بر وده ب ج س ل : برده م

(٥) المشرق والمغرب ب م : الشرق والغرب ج س ل

(٦) صوته ب ج س : + صيته ل ، الى سمع م

١١١

فبلغ من الفقه مبلغا عظيما ، وله اختيارات لكن وفّر ايامه على (١) الكلام ويقول : للفقه اقوام يقومون به طلبا لاسباب الدنيا وعلم الكلام لا غرض فيه سوى الله تعالى

قال الحاكم : ويقال ان له اربع مائة الف ورقة مما صنّف في كل فنّ ومصنّفاته انواع منها في الكلام كتاب الدواعي (٢) والصوارف ، وكتاب الخلاف والوفاق ، وكتاب الخاطر ، وكتاب الاعتماد ، وكتاب المنع والتمانع ، وكتاب ما يجوز فيه التزايد وما لا يجوز ، الى غير ذلك مما يكثر تعداده وأماليه الكثيرة كالمغنى ، والفعل والفاعل ، وكتاب المبسوط (٣) ، وكتاب المحيط ، وكتاب الحكمة والحكيم (٤) ، وشرح الاصول الخمسة ، ومنها نوع في الشروح كشرح الجامعين ، وشرح الاصول ، وشرح المقالات ، وشرح الاعراض ، ومنها في اصول الفقه النهاية والعمد (٥) ، وشرحه (٦) ، وله كتب في النقض على المخالفين كنقض اللمع ، ونقض الامامة ، ومنها جوابات مسائل وردت عليه من الآفاق كالرازيات ، والعسكريات ، والقاشانيات ، والخوارزميات ، والنيسابوريات ، ومنها في الخلاف نحو كتابه في الخلاف بين الشيخين ، ومنها في المواعظ كنصيحة المتفقّهة ، ثم له كتب في كل من (٧) بلغني اسمه ومن (٨) لم يبلغني (٩) ، أحسن فيها وأبدع (١٠) ، وعلى الجملة فحصر مصنّفاته كالمتعذّر

ومنهم الامام ابو عبد الله الداعي محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن (١١) ابن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد (١٢) بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام ، اخذ الكلام عن ابي عبد الله البصري والفقه عن الكرخي وبلغ فيهما (١٣)

__________________

(١) على ب س ل : في علم ج ، في م

(٢) الدواعي ب ج م : الدعاوي س ل

(٣) المبسوط ب ج ل م : المتوسط س

(٤) والحكيم ب ج س ل : والحكم م

(٥) والعمد ب ج س ل : والعمدة م

(٦) وشرحه ب ج ل م : ـ س

(٧) من ب ج س ل : فن م

(٨) ومن لم ب س ل : ولم م ، من لم ج

(٩) يبلغني ب س ل م : يبلغ ج

(١٠) وابدع ب ج س ل : وابداع م

(١١) بن الحسن ب س ل م : ـ ج

(١٢) الحسن بن زيد ج س ل م : الحسين بن زيد ب

(١٣) فيهما ب ج م : فيها س ل

١١٢

مبلغا لا وراءه ، وقد كان قبل ذلك اخذ في فقه الزيدية عن (١) ابي العبّاس الحسني ، وابو عبد الله ممن قام ودعا كما سيأتي في سيرة الائمّة ان شاء الله تعالى ، توفي بهوسم سنة ستين وثلاث مائة وقبره مشهور هناك مزور

ومنهم ابو العبّاس الحسني ، اسمه (٢) احمد بن ابراهيم ، وكان فاضلا عالما جامعا بين الكلام والفقه ، وله كتب كشرح الاحكام ، والمنتخب وغيرهما

ومنهم الامام المؤيّد بالله ، جمع بين الكلام والفقه واخذ عن قاضي القضاة ، واخوه (٣) الامام ابو طالب ، اخذ الكلام عن ابي عبد الله البصري ، وسيأتي طرف من سيرتهما (٤) في السير

ومنهم يحيى بن محمد العلوي ، له مرتبة في العلم وكان يميل الى الإرجاء وكان إماميّا ، وتوفي بعد انصرافه من الحجّ في حضرة الصاحب بجرجان سنة خمس وسبعين (٥) وثلاث مائة ، وللصاحب تعزية الى اولاده في غاية الحسن تدلّ على عظم فضله وعلو منزلته

ومن هذه الطبقة ابو احمد بن ابي علّان (٦) ، اخذ عن ابي عبد الله درّس بالاهواز وكثر الانتفاع به ، وله تصانيف وتفسير ، وكان يتعصّب لابي هاشم على الاخشيذية

ومنهم ابو اسحاق النصيبيني ، اخذ عن ابي عبد الله

ومنهم ابو يعقوب البصري البستاني

ومنهم الاحدب ابو الحسن من اصحاب ابي القاسم متكلّم جدل حاذق يتعصّب لابي القاسم وكثيرا ما يسلك (٧) مذاهب ضعيفة ويضيفها الى ابي القاسم

__________________

(١) عن ب ج س م : على ل

(٢) اسمه ب س ل م : واسمه ج

(٣) واخوه ج س ل م : اخوه ب

(٤) سيرتهما ب ج م : سيرهما س ، + وشهرتهما ل

(٥) وسبعين ج س ل م : وتسعين ب

(٦) علان ج س م : غيلان ب ل

(٧) يسلك ج س ل : سلك ب م

١١٣

ومنهم ابو عبد الله محمد بن احمد بن حنيف ، قرأ على ابي عبد الله البصري وبلغ مبلغا عظيما ، وله تصانيف في اصول الفقه والجدل

ومنهم ابو الحسين بن حاني من الاخشيذية (١)

ومنهم ابو الحسن (٢) القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ، جمع بين الكلام وفقه الشافعي وله محلّ عظيم وهو القائل (من الطويل) :

يقولون لي فيك انقباض وانّما

رأوا رجلا عن موقف الذلّ احجما

ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي

لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أأسقي (٣) به غرسا وأجنيه ذلّة

إذن (٤) فاتّباع الجهل قد كان اسلما

ولو انّ اهل العلم صانوه صانهم

ولو عظّموه في النفوس تعظّما (٥)

ولكن أذلّوه (٦) فهان ودنّسوا

محيّاه بالاطماع حتى تجهّما (٧)

ومن هذه الطبقة (٨) الصاحب الكافي وابو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري إمام اللغة مصنّف الصحاح ، ومن شعره في ذمّ رجل من النواصب (من المتقارب) :

رأيت فتى اشقرا ازرقا

قليل الدماغ كثير الفضول

يفضّل من حمقه (٩) دانيا (١٠)

يزيد بن هند على ابن البتول (١١)

__________________

(١) ومنهم ... الاخشيذية ب س ل م : ـ ج

(٢) الحسن : الحسين الاصول

(٣) ااسقى ، س ل بلا نقط : ااشقى ب ج م

(٤) اذن ب ج م : اذا س ل

(٥) تعظما ج ل م : لعظما ب س

(٦) اذلوه ب ج س م : اهانوه ل

(٧) تجهما ج م : تهجما ب ل وفي هامش ج ، تهدما س

(٨) ومن هذه الطبقة ب س ل م : ومنهم ج

(٩) حمقه ب س ل م : جهله ج

(١٠) دانيا ج ل م : بلا نقط س ، دائبا ب ومعجم الادباء

(١١) : راجع معجم الادباء ٢ ص ٢٦٩

١١٤

الطبقة الثانية عشرة

هم (١) اصحاب قاضي القضاة ، منهم ابو رشيد سعيد بن محمد النيسابوري ، وكان بغداذي المذهب (٢) فاختلف الى القاضي (٣) فدرس عليه (٤) وقبل عنه احسن قبول وصار (٥) من اصحابه ، وإليه انتهت الرئاسة بعد قاضي القضاة ، انتقل الى الريّ وتوفي فيها

وله تصانيف جيّدة فمنها ديوان الاصول وابتدأ فيه بالجواهر والاعراض ثم بالتوحيد (٦) والعدل (٧) فاعترض (٨) في ذلك فجعل نسخة اخرى قدّم فيها الجليّ ، وكان القاضي يخاطبه بالشيخ ولا يخاطب به غيره ، وله إليه مسائل كثيرة اجاب عنها ، قال الحاكم : وسمعت الشيخ الامام (٩) أبا محمد عبد الله بن الحسين قال (١٠) : كان له حلقة في نيسابور قبل خروجه الى الري يجتمع بها (١١) المتكلّمون ، قال : وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول إن قاضي القضاة سئل ان يصنّف كتابا في فتاوى الكلام (١٢) يقرأ (١٣) ويعلّق كما هو في الفقه وكان مشغولا بغيره من التصانيف فأحال على ابي رشيد فصنّف كتاب ديوان الاصول

ومنهم ابو محمد عبد الله بن سعيد اللبّاد ، اخذ عن القاضي وكان خليفته في الدرس وبقي بعده ، وله كتب كثيرة حسنة منها كتاب النكت احسن كتاب (١٤)

__________________

(١) هم ج س ل م : وهم ب

(٢) المذهب ب س ل : + وله تصنيف ج م

(٣) القاضي ج م : + وله تصنيف ب س ل

(٤) عليه ب ج س م : ـ ل

(٥) وصار ب ج س م : فصار ل

(٦) بالتوحيد ب ج س ل : التوحيد م

(٧) والعدل ب ج س م : + فاعرض ل

(٨) فاعترض ج س ل م : واعترض ب

(٩) الامام ب س ل م : ـ ج

(١٠) قال ج س م : + له ب ل

(١١) بها ج س ل م : فيها ب

(١٢) الكلام ج س ل م : + كما ب

(١٣) يقرا ج س م : يقرى ب ل

(١٤) وبقى ... احسن كتاب ب ج م : ـ س ، ـ احسن كتاب ل

١١٥

ومنهم الشريف المرتضى ابو القاسم علي بن الحسين الموسوي ، اخذ عن قاضي القضاة عند (١) انصرافه من الحجّ وعن النصيبيني (٢) والمرزباني ، وهو إماميّ ويميل (٣) الى الإرجاء ، وشهرة علمه تغني عن التكثير في اخباره

ومنهم الامام ابو الحسن (٤) الحقيني ، جمع بين الكلام والفقه والورع شيئا عظيما ، وبويع له كما سيأتي في (٥) شرحه ان شاء الله تعالى

ومنهم الناصر والداعي النازلان بآمل (٦) وابو جعفر الناصر الصغير

ومنهم ابو القاسم البستي اسماعيل بن احمد ، اخذ عن القاضي ، وله كتب جيّدة وكان جدلا حاذقا ويميل (٧) الى مذهب الزيدية ، وناظر الباقلاني فقطعه لانّ قاضي القضاة ترفّع عن مكالمته

ومنهم ابو الفضل العبّاس (٨) بن شروين عالم متكلّم اديب فصيح زاهد ، قيل كان يحفظ مائة الف بيت ، وله كتب في الكلام حسان ومواعظه (٩) تشبه كلام الحسن ، اخذ عن القاضي ، ومن احسن مواعظه ما تمثّل (١٠) به لاحمد بن علي ابن مخلد وقد نهاه ان يضيع عمره فأنشده (١١) (من الخفيف) :

ضاع عمر الشباب عنّي (١٢) فأخشى

أنّ عمر المشيب أيضا يضيع

ومنهم ابو القاسم الميزوكي (١٣) احمد بن علي ، جمع بين العلم والقرآن والادب والزهد ، نزل نيسابور (١٤) فاستدعاه الصاحب الى حضرته فأنشأ يقول (من السريع) :

__________________

(١) عند ب ج س م : بعد ل

(٢) النصيبيني ب ج س ل : النصيبي م

(٣) ويميل ب ج س ل : يميل م

(٤) الحسن ب ج س : الحسين ل م

(٥) في ب س : ـ ج ل م

(٦) بآمل ج س ل م : بآمد ب

(٧) ويميل ب ج ل م : يميل س

(٨) العباس ب ج س م : ـ ل

(٩) ومواعظه ب ج س ل : ومواعظ م

(١٠) تمثل ب ج س ل : تكلم م

(١١) فانشده ب ج س ل : فانشد م

(١٢) عنى ب ج س ل : منى م

(١٣) الميزوكي : بلا نقط س م ، المتروكى ب ، المبروكى ج ل

(١٤) نيسابور ج س ل م : بنيسابور ب

١١٦

قل للذي لقّب بالصاحب

ولست فيما قلت باللاعب

تعتمد (١) العدل ولا ترعوي

أفّ لهذا القول من كاذب

وتدّعي انّك مستبصر

يا شاهدا في صورة الغائب

عاديت من واليت إن لم أكن

منك ومن فعلك في جانب

 منهم ابو محمد الخوارزمي ، اخذ عن القاضي وظهر فضله في العلم

ومنهم ابو الفتح الاصفهاني ، جمع في آخر عمره بين فضل وعلم ، وكان في عنفوان شبابه دنّس نفسه وتابع الرؤساء ثم تاب ، وورد الكتاب من محمود سلطان زمانه (٢) بحمل المعتزلة الى حضرته بغزنة فحمل من نيسابور ثلاثة نفر هو وابو صادق (٣) امام مسجد الجامع وابو الحسن الصابري المعروف بسيبويه لعلمه بالنحو فبعث بهم الى غزدار فماتوا هنالك وقبورهم بها وكانوا يدعون بها الناس

ومنهم ابو الحسن الرفّاء والقاضي ابو بشر الجرجاني وزيد بن صالح وابو حامد احمد (٤) بن محمد بن اسحاق النجّار قرأ على القاضي ابي نصر بن سهل وابي محمد الخوارزمي وابي الحسن (٥) الاهوازي ثم خرج الى (٦) الريّ وقرأ على قاضي القضاة

ومنهم ابو بكر الرازي وابو حاتم الرازي وابو بكر الدينوري وابو الفتح الصفّار وابو الفتح الدماوندي وابو الحسن الكرماني وابو الفضل الجلودي وابو القاسم بن ميكا (٧) وابو عاصم (٨) المروزي وابو نصر من مرو وابو الحسن الخطّاب (٩) وابو طالب بن ابي شجاع من آمل (١٠)

ومنهم ابو الحسين (١١) البصري محمد بن علي صاحب المعتمد في اصول الفقه ،

__________________

(١) تعتمد ب ج س ل : تعتقد م

(٢) من محمود سلطان زمانه : ـ ب ، ـ محمود ج س ل

(٣) وابو صادق ب ج ل م : ابو صادق س

(٤) احمد ب س ل م : واحمد ج

(٥) الحسن ب ج س م : محمد ل

(٦) الى ج م : ـ ب س ل

(٧) ميكا ب ج س ل : متكاف م

(٨) وابو عاصم ب ج س ل : ابو عاصم م

(٩) الخطاب ب ج س م : الحطار ل

(١٠) آمل ج س ل م : امد ب

(١١) الحسين ب ج س م : الحسن ل

١١٧

اخذ عن القاضي ودرّس ببغداذ وكان جدلا حاذقا ، وله كتب كثيرة منها تصفّح الادلّة ونقض (١) الشافي في الامامة ونقض المقنّع في الغيبة ، وكان للبهاشمة عنه نفرة لأمرين : احدهما انه دنّس نفسه بشيء من الفلسفة وكلام الاوائل وثانيهما ما ردّ (٢) على المشايخ في نقض ادلّتهم في كتبه (٣) وذكر ان ذلك الاستدلال لا يصحّ ، قال الحاكم : وبهذين الامرين (٤) لم يبارك في علمه ، قلت (٥) : وهذا نوع تعصّب بل قد نفع الله بعلمه ابلغ من غيره ألا ترى الى كتاب المعتمد في اصول الفقه فانه اصل لأكثر الكتب التي صنّفها المتأخّرون في هذا الفنّ واعتمدوه وكذلك غيره من كتب اصول الدين كالفائق

ومن تلامذته الشيخ النحرير محمود بن (٦) الملاحمي (٧) مصنّف المعتمد الاكبر ، وقد تابعهما خلق كثير من العلماء المتأخّرين كالإمام يحيى بن حمزة واكثر الاماميّة والفخر الرازي من المجبرة اعتمد على رأيه في اللطيف وغيره

ومنهم البخاري ابو طاهر عبد الحميد بن محمد ، اخذ عن القاضي وكان حسن القصص والوعظ والدعاء الى الخير

ومنهم السمّان ابو سعيد ، وحيد عصره في علوم الكلام والفقه والحديث وله من الزهد والورع ما ليس لغيره كان يصوم الدهر ، وربما درّس في الريّ وربما درّس في الديلم

ومنهم ابو محمد الحسن بن احمد بن متّويه ، اخذ عن القاضي وله كتب مشهورة كالمحيط في اصول الدين والتذكرة في لطيف الكلام

ومنهم ابو عمرو (٨) القاشاني وعلي الطالقاني وابو محمد الزعفراني ، وهو من بيت الرئاسة

هؤلاء المشهورون شهرة باقية وقد تركنا (٩) كثيرا ممن شهرته دون ذلك وان كان فاضلا عالما لتعذّر حصر رجالهم واتّساع الكلام في ذلك

__________________

(١) ونقض ب ج م : وبعض س ل

(٢) رد ب ج س ل : ورد م

(٣) كتبه ب ج ل م : كتبهم س

(٤) الامرين س ل م : الوجهين ب ، الامر ج

(٥) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٦) بن ب ج س ل م : ـ س

(٧) الملاحمي : في هامش م+ الخوارزمي

(٨) عمرو ب ج س ل : عمر م

(٩) تركنا ب ج س ل : تركت م

١١٨

مسئلة

ولما فرغنا من ذكر طبقات المعتزلة على وجه الاختصار ذكرنا من وافقهم فى المذهب من العترة الطاهرة ، قال الحاكم : وكل العترة عدليون الّا القليل ، قال الحاكم :

ومنهم الناصر الصغير (١) في الديلم وابو العبّاس والمرتضى والرضى الاماميان (٢) ، وقد قدّمنا في (٣) ايّ الطبقات هم وسيأتي تعداد ائمّتهم وطرف من سيرتهم

وممن قال بالعدل من الخلفاء

الناقص وهو ابو خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ، ولقّب بالناقص لأنّه نقص عطايا بني اميّة التي اسرف فيها بنو مروان ، بويع له في رجب سنة ست وعشرين ومائة وبقي له الامر خمسة اشهر وتوفي وكان معتزليّا متكلّما خطيبا ، وروي عن عمرو بن عبيد انه قيل له : ما تقول في يزيد الناقص؟ فقال : او الكامل ، امر بالحق وقام (٤) بالعدل وشرى نفسه وقتل ابن (٥) عمّه في طاعة ربّه وكان نكالا على اهله ، الى آخر كلامه ، ولم تختلف المعتزلة في صحّة إمامته

ومنهم الأشبح عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن اميّة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمّه ليلى بنت عاصم بن عمر بن

__________________

(١) الصغير ب ج ل م : العقفير س

(٢) الاماميان ب س ل م : ـ ج

(٣) في ب ج س م : ـ ل

(٤) وقام ب ج م : واقام س ل

(٥) قال الشهرستاني في الملل ص ١٧ : وكان عمرو من دعاة يزيد الناقص ايام بني امية

١١٩

الخطّاب رضي الله عنه ، بويع له في صفر سنة سبع وتسعين ، فهو متقدّم على يزيد وبقي له الامر سنتين وخمسة اشهر واياما ، ومات في رجب سنة احدى ومائة

وروي ان غيلان الدمشقي دخل عليه وقال (١) : ان العامّة من الشام زعموا ان الظلم بقضاء الله (٢) وقدره وانك تقول بذلك ، فقال : يا سبحان الله انما (٣) اتتبّع مظالم بني اميّة واردّها واسمّيها مظالم بني اميّة أفترى أني اظلّم الله؟ اخذ عن غيلان وقد قدّمنا اخباره في اخبار غيلان ، قال ابن يزداذ : وكان عمر من (١٢) مستجيبي غيلان

وروي ان عمر كتب الى الحسن : ان الناس قد أكثروا في القدر فاكتب إلينا (٤) برأيك فيه ، فكتب إليه : من لم يؤمن بالقدر فقد كفر ، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر ، وعن سليمان بن ارقم قال : شهدت الحسن اذ جاء كتاب عمر : اما بعد فإنه بلغني انك تقول في القدر قولا (٦) فاكتب إليّ (٧) برأيك (٥) فيه (٨) ، فقال لعبد الله ابنه : اكتب : من الحسن بن ابي الحسن الى عمر بن عبد العزيز اما بعد فإن (٩) من كذب بالقدر فقد كفر ، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر ، فقال ابنه : نبدأ (١٠) باسمك قبل اسمه؟ فقال : إنه من السنّة كذلك كانت السنّة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١١) وابي بكر وعمر ومكارم عمر كثيرة ، وقالت المعتزلة بامامته لاجل رضي اهل الحلّ والعقد لا لاجل العقد المتقدّم من سليمان

__________________

(١) وقال س م : فقال ب ج ل

(٢) الله ب ج س ل : + العظيم م

(٣) انما ج س ل م : انا ب

(٤) إلينا ب س ل م : الى ج

(٥) فكتب إليه ... الى برأيك ب ج ل م : ـ س

(٦) في القدر قولا ب ل م : قولا في القدر ج

(٧) الى ب ج ل : لى م

(٨) فيه ب س ل م : فيك ج

(٩) فان ب ج س ل : فانه م

(١٠) فبدأ ب ج س ل : انبدأ م

(١١) وسلم ب ج س م : + وانا ل

(١٢) راجع ص ٢٥ ـ ٢٧

١٢٠