طبقات المعتزلة

أحمد بن يحيى بن مرتضى

طبقات المعتزلة

المؤلف:

أحمد بن يحيى بن مرتضى


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩١

اهل الشام (١) فرجع وهو يقول : قد نظرنا يا افسق الفاسقين ، ويا اخبث الاخبثين ، فاما اهل السماء فمقتوك ، واما اهل الارض فلعنوك (٢) ، ثم قال : ان (٣) الله تعالى اخذ الميثاق على العلماء (٤) ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه (٥) ، فبلغ ذلك الحجاج فقال : يا اهل الشام (٦) يقوم (٧) عبيد (٨) من عبيد اهل البصرة فيتكلّم (٩) بما تكلّم (١٠) ولا يكون عند احدكم (١١) نكير (١٢)؟ ثم (١٣) قال : عليّ به ، وأمر بالنطع والسيف (١٤) فاستعجل والحاجب (١٦) على الباب (١٥) فلما دنا الحسن (١٧) حرك شفتيه والحاجب ينظر (١٨) فلما دخل قال له الحجاج : هاهنا ، فأجلسه (١٩) قريبا منه وقال (٢٠) : ما تقول في عليّ وعثمان؟ قال (٢١) : اقول قول من هو خير منّي عند من هو شرّ منك قال فرعون لموسى (٢٢) : (فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي) (٢٣) (٢٠ طه : ٥١ ـ ٥٢) قال (٢٤) : انت سيّد العلماء يا أبا سعيد ، ودعا (٢٥) بغالية وغلف (٢٦) بها لحيته ، فلما خرج تبعه (٢٧) الحاجب (٢٨) فقال (٢٩) له (٣٠) : ما الذي كنت (٣٢) قلت حين دخلت عليه (٣١)؟ قال (٣٣) : قلت يا عدّتي عند كربتي (٣٤) ، ويا

__________________

(١) الشام ب ج س ل م : + على نفسه ان يقتلوه ـ الغرر

(٢) فلعنوك ب ج س ل م : فغروك ـ الغرر

(٣) ان ب ج س ل م : ابى ـ الغرر

(٤) اخذ ... العلماء ب ج س ل م : للميثاق الذي اخذه على اهل العلم ـ الغرر

(٥) يكتمونه ب ج س ل م : + ثم انصرف ـ الغرر

(٦) الشام ب ج س ل م : + وهم حوله : آلله ـ الغرر

(٧) يقوم ب ج س ل م : ليقومن ـ الغرر

(٨) عبيد من ج س م : عبد من ب ل

(٩) فيتكلم ب ج س ل م : ويتكلم في ـ الغرر

(١٠) تكلم ب ج س ل م : بتكلم ـ الغرر

(١١) احدكم ب ج س ل م : احد منكم ـ الغرر

(١٢) نكير ب ج س ل م : + قالوا : ومن ذاك اصلحك الله اسقنا دمه ـ الغرر

(١٣) ثم قال ب ج س ل م : فقال ـ الغرر

(١٤) والسيف ب ج س ل م : + فاحضروا ووجّه إليه ـ الغرر

(١٥) فاستعجل والحاجب على الباب ب ج س ل م : ـ الغرر

(١٦) والحاجب ج س ل م : الحاجب ب

(١٧) الحسن ب ج س ل م : + من الباب ـ الغرر

(١٨) ينظر ب ج س ل م : + إليه ـ الغرر

(١٩) فاجلسه ب ج س ل م : واجلسه ـ الغرر

(٢٠) منه وقال ب ج س ل م : من فرشه وقال له ـ الغرر

(٢١) قال ب ج س ل : فقال م

(٢٢) فرعون لموسى ب ج س ل م : موسى لفرعون اذ قال له ـ الغرر

(٢٣) ربي ج س م : + في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ب ل ، + علم علي وعثمان عند الله تعالى ـ الغرر

(٢٤) قال ب ج س ل م : فقال له الحجاج ـ الغرر

(٢٥) ودعا ب ج س ل م : ثم دعا ـ الغرر

(٢٦) وغلف ب س م : وغلب ج ل ، فغلل ـ الغرر

(٢٧) تبعه ب ج س ل م : اتبعه ـ الغرر

(٢٨) الحاجب ج س ل م : ـ ب

(٢٩) فقال ب ج ل م : وقال س

(٣٠) له ب ج س ل م : ـ الغرر

(٣١) ما الذي ... عليه ب ج س ل م : يا أبا سعيد لقد دعاك لغير ما فعل بك ولقد احضر السيف والنطع فلما اقبلت رأيتك قد حركت شفتيك بشيء فما قلت؟ ـ الغرر

(٣٢) كنت ب س ل م : ـ ج

(٣٣) قال ب ج س م : فقال م

(٣٤) كربتي ب ج س ل : كل كربة م

٢١

صاحبي عند شدّتي ، ويا وليّ نعمتي ، ويا إلهي (١) وآله (٢) آبائي ابراهيم (٣) واسحاق ويعقوب ارزقني مودّته ، واصرف عنّي اذاه (٤) ، ففعل ربّي عزوجل

وقيل له وهو متوار (١٩) : قتل الحجاج سعيد بن جبير ، فقال : لعن (٥) الله الفاسق ابن يوسف والله لو انّ اهل المشرق والمغرب اجتمعوا على قتل سعيد لأدخلهم الله النار (٢٠)

وعنه (٦) : اربع خصال (٧) في معاوية لو لم تكن (٨) فيه (٩) الّا واحدة لكانت موبقة : (٢١) خروجه (١٠) على هذه الامّة بالسفهاء (١١) حتى ابترها امرها (١٢) بغير (١٣) مشورة منهم (١٤) ، واستخلافه يزيد وهو (١٥) سكير خمير (١٦) يلبس الحرير (١٧) ويضرب بالطنابير ، وادّعاؤه زيادا وقد قال النبي (١٨)

__________________

(١) إلهي ب ج ل م : اهلي س

(٢) وآله ب ج ل م : واهل س

(٣) ابراهيم ب ج س ل م : + واسماعيل الغرر

(٤) اذاه ب ج س ل م : + ومعرته الغرر

(٥) لعن ب ج ل م : لعنه س

(٦) وعنه ب ج س ل م : قال الحسن البصري ـ ابن الاثير ، قال ابو مخنف عن الصقعب بن زهير عن الحسن قال ـ الطبري

(٧) خصال ب ج س ل م : + كن ـ ابن الاثير والطبري

(٨) تكن : ب س م بلا فقط ، يكن ج ل والطبري ، تكن ـ ابن الاثير

(٩) فيه ب ج س ل م وابن الاثير : + منهن ـ الطبري

(١٠) خروجه ب ج س ل م : انتزاؤه ـ ابن الاثير والطبري

(١١) بالسفهاء ب ج س ل م والطبري : بالسيف ـ ابن الاثير

(١٢) ابتزها امرها ب ج س ل م والطبري : اخذ الامر ـ ابن الاثير

(١٣) بغير ب ج س ل م والطبري : من غير ـ ابن الاثير

(١٤) منهم ب ج س ل م الطبري : ـ ابن الاثير ، + وفيهم بقايا الصحابة وذو والفضيلة ـ ابن الاثير والطبري

(١٥) يزيد وهو ب ج س ل م : ابنه بعده ـ الطبري ، بعده ابنه ـ ابن الاثير

(١٦) سكير خمير ب ج س ل م : سكيرا خميرا ـ ابن الاثير والطبري

(١٧) الحرير ب ج س ل : الحبر م

(١٨) النبي ب ج ل م : ـ س ، رسول الله ـ ابن الاثير والطبري

(١٩) وهو متوار : قال ابن النديم في الفهرست (فوك لاهور) ص ٥٤ : ولما هزم ابن الاشعث وطلب اصحابه دخل الحسن على الحجاج فعاتبه وآمنه ثم لم يثق الحسن بناحية الحجاج فتوارى الى ان مات

(٢٠) راجع مجلة الاسلام ١٤ ص ٦٣ ، وقال ابن خلكان في وفيات الاعيان ١ ص ٢٩٠ س ٢٧ ـ ٢٨ : وقيل للحسن البصري ان الحجاج قد قتل سعيد بن جبير فقال اللهم ايت على فاسق ثقيف والله لو ان من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبّهم الله عزوجل في النار

(٢١). (٦ ـ ٢٤ / ٧) راجع الطبري ٢ ص ١٤٦ وابن الاثير ٣ / ٤٠٧ ، واعيان الشيعة للحسيني العاملي ٢٠ ص ٢١٨ ـ ٢١٩.

٢٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وقتله حجر بن عديّ (١) فيا له من حجر واصحاب حجر (٢)

فان قلت : فقد روى أيوب اتيت الحسن فكلّمته في القدر فكفّ عن ذلك قلت : قد روي انه خوّفه بالسلطان فكفّ عن الخوض فيه وذلك لا يقتضي مخالفة ما قدّمنا وقد (٣) روي عن حميد قال : وددت (٤) انه قسم علينا غرم (٥) (٩) وان الحسن لم يتكلّم بما تكلّم به يعني في القدر ، وكان الحسن في زمان عظم (٦) (١٠) الخطر من بني امية وربما يتّقي فيظنّ به ما ظنّوا ، وكان الحسن اخذ المذهب عن اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لقيت ثلاث مائة من الصحابة (٧) منهم سبعون (٨) بدريا

__________________

(١) حجر بن عدي ب ج س ل م : حجرا ـ الطبري ، حجرا واصحاب حجر ـ ابن الاثير

(٢) فيا له من حجر واصحاب حجر ب ج س ل م : فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر واصحاب حجر ـ ابن الاثير ، ويلا له من حجر واصحاب حجر مرتين ـ الطبري

(٣) وقد ب س ل م : ـ قد ج

(٤) وددت ب ج س ل : وردت م

(٥) غرم ب ج : عزم ل م ، بلا نقط س

(٦) عظم ب ج س ل : عظيم م

(٧) الصحابة ب ج ل م : اصحابه س

(٨) سبعون ب ج س ل : ـ م

(٩) ابن سعد ٧ / ١ : ١٢٢ س ٢ ـ ٣ : انا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته السلطان فقال لا اعود فيه بعد اليوم ، وراجع المعارف ٢٢٥ س ١٢ ـ ١٣ : وكان تكلم في شيء من القدر ثم رجع عنه

(١٠) ابن سعد ١ ص ١٢٢ س ٧ : سمعت حميدا وأيوب يتكلمان فسمعت حميدا يقول لأيوب لوددت انه قسم علينا غرم وان الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به قال أيوب يعني في القدر

٢٣

الطبقة الرابعة

غيلان بن مسلم الدمشقي ، قال ابو القاسم : هو غيلان بن مروان ، قال الحاكم : وهو مولى لعثمان (١) بن عفّان ، اخذ المذهب عن الحسن (٢) بن محمد ابن الحنفية ولم تكن (٣) مخالفته (٤) لأبيه واخيه الا في شيء (٥) من الإرجاء

وروي ان الحسن (٦) كان يقول اذا رأى (٧) غيلان في الموسم : أترون هذا؟ هو حجّة الله على اهل الشام ولكن الفتى مقتول

وكان واحد دهره في العلم والزهد والدعاء الى الله وتوحيده وعدله

وقتله هشام بن عبد الملك وقتل (٨) صاحبه صالحا وسبب قتله ان غيلان لمّا كتب الى (٩) عمر بن عبد العزيز كتابا قال فيه : ابصرت يا عمر وما كدت ، ونظرت (١٠) وما كدت ، اعلم يا عمر انك ادركت من الاسلام خلقا باليا ، ورسما عافيا ، فيا ميت (١١) بين الاموات لا ترى اثرا فتتبع ، ولا تسمع صوتا فتنتفع ، طفئ امر السنّة وظهرت البدعة ، أخيف العالم فلا (١٢) يتكلّم ، ولا يعطى الجاهل فيسأل (١٣) ، وربما نجت الامّة بالامام وربما هلكت بالامام فانظر ايّ الامامين انت فانه تعالى يقول : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) (٢١ الأنبياء : ٧٣) فهذا امام هدى (١٤) ومن اتّبعه شريكان ، واما الآخر فقال تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ) (١٥)

__________________

(١) لعثمان ب ج ل م : عثمان س

(٢) الحسن ب س ل : الحسين ج م

(٣) تكن ج : يكن ل ، بلا فقط ب س م

(٤) مخالفته ب ج س ل : مخالف م

(٥) شيء ب ج س ل : الشيء م

(٦) الحسن ب ج س ل : الحسين م

(٧) رأى ب ج س ل : رداى م

(٨) وقتل ب س ل م : وقتله ج

(٩) الى ب ج س ل : ـ م

(١٠) ونظرت ب ج ل م : وبصرت س

(١١) ميت : لعله ميتا

(١٢) فلا ب ج س م : ولا ل

(١٣) فيسال ب ج م : فسل س ، فسل ل

(١٤) هدى ب ج س ل : + هو م

(١٥) يدعون ب س ل م : يهدون ج

٢٤

(إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (٢٨ القصص : ٤١) ، ولن تجد داعيا يقول : تعالوا الى النار ـ اذا لا يتبعه (١) احد ـ ولكن الدعاة الى النار هم الدعاة الى معاصي الله ، فهل وجدت يا عمر حكيما يعيب ما يصنع (٢) او يصنع ما يعيب او يعذّب على ما قضى (٣) او يقضي ما (٤) يعذّب عليه ، أم هل وجدت رشيدا يدعو (٥) الى الهدى ثم يضلّ عنه ، أم هل وجدت رحيما يكلّف العباد فوق الطاقة او يعذّبهم على الطاعة ، أم هل وجدت عدلا يحمل الناس على الظلم والتظالم ، وهل وجدت صادقا يحمل الناس على الكذب والتكاذب بينهم؟ كفى ببيان هذا بيانا وبالعمى عنه عمى ـ في كلام كثير

فدعا عمر غيلان وقال : أعنّي على ما انا فيه! فقال غيلان : ولّني بيع (٦) الخزائن وردّ المظالم! فولّاه فكان يبيعها وينادي عليها ويقول (٧) : تعالوا الى متاع الخونة ، تعالوا الى متاع الظلمة ، تعالوا الى متاع من خلف الرسول في أمّته بغير سنّته وسيرته ، وكان (٨) فيما نادى عليه جوارب خزّ فبلغ ثمنها (٩) ثلاثين الف درهم وقد ائتكل بعضها فقال (١٠) غيلان : من يعذرني ممّن (١١) يزعم ان هؤلاء كانوا ائمّة هدى (١٢) وهذا يأتكل (١٣) والناس يموتون من الجوع

فمرّ به هشام بن عبد الملك قال : ارى هذا يعيبني ويعيب آبائي والله ان (١٤) ظفرت به (١٥) لأقطعنّ يديه ورجليه ، فلمّا ولي هشام خرج غيلان وصاحبه صالح الى ارمينية فأرسل هشام (١٦) في طلبهما فجيء بهما فحبسهما اياما ثم اخرجهما وقطع

__________________

(١) يتبعه ب ج س م : تبعه ل

(٢) يصنع ج س ل م : صنع ب

(٣) قضى ب ج س ل : + الله م

(٤) ما ب ج س ل : بما م

(٥) يدعو ج ل م : يدعوا ب س

(٦) بيع ب ج م : ببيع س ل

(٧) ويقول ب ج س م : ـ ل

(٨) وكان ج س م : فكان ب ل

(٩) فبلغ ثمنها ل : ـ ب ج س ، فيها ما يبلغ م

(١٠) فقال ب ج س ل : قال م

(١١) ممن ب ج س م : من ل

(١٢) هدى ب س ل م : ـ ج

(١٣) يأتكل ب س ل م : يتأكل ج

(١٤) ان ب ج س ل : لان م

(١٥) ظفرت به ب ج س ل : ظفرته م

(١٦) في خرج غيلان ... هشام ب ج س ل : ـ م

٢٥

ايديهما وارجلهما وقال لغيلان : كيف ترى ما (١) صنع بك ربّك؟ فالتفت غيلان فقال : لعن الله من فعل بي هذا! واستسقى صاحبه فقال بعض من حضر (٢) : لا نسقيكم (٣) حتى تشربوا من الزقّوم ، فقال غيلان لصالح : يزعم (٤) هؤلاء انهم لا يسقوننا حتى نشرب من الزقّوم ولعمري لئن (٥) كانوا صدقوا إنّ الذي نحن فيه ليسير في جنب ما نصير إليه بعد ساعة من عذاب الله ولئن كانوا كذبوا ان الذي نحن فيه ليسير في جنب ما نصير إليه بعد ساعة من روح الله فاصبر يا صالح! ثم مات صالح وصلّى عليه غيلان ثم اقبل على الناس وقال (٦) : قاتلهم الله كم من حقّ أماتوه ، وكم من باطل قد احيوه ، وكم من ذليل في دين الله اعزّوه ، وكم من عزيز في دين الله اذلّوه ، فقيل لهشام : قطعت يدي غيلان ورجليه واطلقت لسانه انه قد بكّى الناس ونبّههم على ما (٧) كانوا عنه غافلين ، فارسل إليه من قطع لسانه فمات رحمه‌الله تعالى

فذكر ابو الهذيل في اسناد له ان امرأة في تلك القرية قتل ابنها بنحو من اربعين سنة وكانت (٨) على مسكة من دينها اتّخذت المسجد بيتا لا تنصرف الا الى الافطار او تقوم لصلاة او وضوء ، فانتبهت في ذلك اليوم متبسّمة فظنّ (٩) اهلها ان الجنون قد تكامل بها فقالت : لقد رأيت عجبا كان ابني اتاني وقال ان الله احضر ارواح الشهداء لقتل رجل في (١٠) مكان كذا (١١) ، فانظروا هل ترون قتيلا! فسارع (١٢) اهلها فاذا غيلان يشحط (١٣) في دمه

__________________

(١) ترى ما ج س ل م : ـ ب

(٢) خصر ج س ل م : حضره ب

(٣) نسقيكم ج : يسقيكم ل ، بلا فقط ب س م

(٤) يزعم ب س ل م : تزاعم ج

(٥) لئن ج س ل : ان ب ، لا م

(٦) وقال ج س ل م : فقال ب

(٧) على ما ب ج ل م : عما س

(٨) وكانت ب ج س ل : وكانوا م

(٩) فظن ج س ل م : وظن ب

(١٠) في ب ج ل م : من س

(١١) كذا ب ج س م : لك ل

(١٢) فسارع ج ل م : فساع ب س

(١٣) يشحط ب ج س ل : يتشحط م

٢٦

ومن (١) هذه الطبقة واصل بن عطاء ، قال المبرّد : ويكنّى بابي حذيفة (٢١) ويلقّب بالغزّال ولم يكن غزّالا (٢) لكنّه يلزم الغزّالين ، وكان (٣) طويل العنق وكان احدى (٤) الاعاجيب وذلك انه كان الثغ في الراء قبيح اللثغة فيها (٥) فكان يخلّص كلامه من الراء ولا (٦) يفطن لذلك (٧) لاقتداره وسهولة الفاظه ، وفيه (٨) يقول بعض الشعراء (٩) يمدحه (١٠) باطالته الخطب وتجنّبه (١١) الراء (١٢) ، شعر (من البسيط) :

ويجعل البرّ (٢٤) قمحا في تصرّفه (١٣)

وخالف (١٤) الرّاء حتّى احتال للشّعر (١٥) (٢٣)

ولم يطق (١٦) مطرا والقول (١٧) يعجله (١٨)

فعاذ (١٩) بالغيث اشفاقا (٢٠) من المطر (٢٢)

__________________

(١) ومن ب ج ل م : من س

(٢) غزالا ب ج س ل : + حقيقة م

(٣) وكان ب ج س ل م : + واصل بن عطاء ـ الكامل

(٤) احدى ب ج س ل م : احد ـ الكامل

(٥) في الراء قبيح اللثغة فيها ب ج ل : ـ في س ، ـ فيها م ، قبيح اللثغة في الراء ـ الكامل

(٦) ولا ب ج س ل : فلا م

(٧) لذلك ب ج س ل م : بذلك ـ الكامل

(٨) وفيه ب ج س ل م : ففي ذلك ـ الكامل

(٩) بعض الشعراء ب ج س ل م : شاعر من المعتزلة ـ الكامل

(١٠) يمدحه ، كذا في المبرد : ـ المخطوطات

(١١) وتجنبه ب ج س ل م : واجتنابه ـ الكامل

(١٢) الراء ب ج س ل م : + على كثرة ترددها في الكلام حتى كانها ليست فيه ، عليم بابدال الحروف وقامع لكل خطيب يغلب الحق باطله ـ الكامل

(١٣) تصرفه ب ج س ل م : تكلمه ـ الغرر والدرر

(١٤) وخالف ب ج س ل م : وجانب ـ البيان والغرر والدرر ، وهامش الكامل

(١٥) للشعر ب ج س ل : في الشعر م

(١٦) يطلق ب س ل م : يظق ج ، يقل في هامش ج والغرر والدرر وله وجه

(١٧) والقول ب ج س ل : والقوم م

(١٨) يعجله ب ج م : يعجبه س ل

(١٩) فعاذ ، ـ البيان والكامل والغرر : فعاد المخطوطات

(٢٠) اشفاقا ب ج س ل : اطبافا م

(٢١) الذي في الكامل للمبرد ص ٥٤٦ س ١٢ ـ ١٤ : وكان يكنى أبا حذيفة وكان معتزليا ولم يكن غزالا ولكنه كان يلقب بذلك لانه كان يلزم الغزالين ليعرف المتعففات من النساء فيجعل صدقته لهن وكان طويل العنق ، وذكر الجاحظ في البيان ١ ص ٢٩ / ٩ الكنية ابو الجعد

(٢٢) راجع الكامل ص ٥٤٧ س ٩ ـ ١٥ وابن خلكان ٢ ص ٢٥٢

(٢٣) راجع البيان ١ ص ٢١ ـ ٢٢ ، والغرر والدرر ١ ص ١٣٩ س ١١ ـ ١٢ ، وابن خلكان ٢ ص ٢٥٢ ، والارشاد ٧ ص ٢٢٤ ، ومرآت الجنان ١ ص ٢٧٤ ، وشذرات الذهب ١ ص ٨٣

(٢٤) البر : قال الجاحظ في البيان ١ ص ١٧ س ٥ ـ ٦ : وكان اذا اراد ان يذكر البر قال : القمح او الحنطة والحنطة لغة كوفية والقمح لغة شامية هذا وهو يعلم ان لغة من قال بر افصح من لغة من قال قمح او حنطة

٢٧

وقيل : انه مولى لضبّة (١) ، وقيل : لبني مخزوم ، وقيل : لبني هاشم ، (١٢) وقال (٢) الجاحظ : وقيل له الغزّال كما قيل لخالد (٣) الحذّاء ولم يكن حذّاء وابو سعيد المقبري لانه كان ينزل المقابر ، وكان واصل يلزم أبا عبد الله الغزّال صديقا له ليعرف المتعفّفات من النساء فيجعل صدقته لهنّ وكان يعجبه (٤) ذلك (١٣) (١٤)

قيل (٥) : ولد سنة ثمانين ذكره ابو الحسين الخيّاط وولد في المدينة ، قال الجاحظ : لم يشكّ اصحابنا ان واصلا لم يقبض دينارا ولا درهما ، ومن ذلك قال بعضهم في مرثيته (٦) شعرا (من الطويل) : (١٥)

ولا مسّ دينارا (٧) ولا مسّ درهما (٨)

ولا عرف الثوب الّذي هو قاطعه

وقد روي فيه حديث (٩) ذكره ابن يزداذ باسناده عن عليّ عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يكون في أمّتي رجل يقال له واصل بن عطاء يفصل بين الحق والباطل

وكان واصل يلازم (١٠) مجلس الحسن ويظنّون به الخرس من طول صمته فمرّ (١٦) ذات يوم بعمرو بن عبيد فاقبل عليه بعض مستحبّي (١١) واصل فقال : هذا الذي

__________________

(١) لضبة ب س ل م : لظبة ج

(٢) وقال ل م : ـ ج ، قال ب س

(٣) لخالد ج ل م : خالد ب س

(٤) يعجبه ذلك ب ج س م : لذلك ل

(٥) قيل ب ج ل م : ـ س

(٦) مرثيته : ترثيته ـ المخطوطات

(٧) ولا مس دينارا ب ج س ل م : فما مس دينارا ـ البيان

(٨) مس درهما ب ج س ل م : صر درهما ـ البيان

(٩) حديث ب ج س م : حديثا ل

(١٠) يلازم ب ج س ل : يلزم م

(١١) مستحبى ج م : مستجيبى ب ، مستحسنى س ل

(١٢) راجع الغرر والدرر ١ ص ١٦٣ س ١ ، وراجع أيضا الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ص ٥٤ ، وابن خلكان ٢ ص ٢٥١ ، وارشاد ياقوت ٧ ص ٢٢٢ س ٣

(١٣) وجاء في البيان للجاحظ (١ ص ٣٣) ان أبا عبد الله مولى لوطن الهلالي (انظر أيضا الارشاد ٧ ص ٢٢٣) ، وفي الغرر والدرر للشريف المرتضى ١ ص ١٦٣ انه رضيع لواصل

(١٤) راجع الكامل للمبرد ص ٥٤٦ س ١٣ وغيره

(١٥) الشعر لصفوان بن صفوان الانصاري ، راجع البيان ١ ص ٢٧

(١٦) راجع الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ص ٥٥

٢٨

تعدّونه في الخرس ليس احد اعلم بكلام غالية (١) الشيعة ومارقة الخوارج وكلام الزنادقة والدهرية (٢) والمرجئة وسائر المخالفين والردّ عليهم منه ، قال عمرو : أنّى هذا وله (٣) عنق (٤) لا يأتي معها بخير ، وكان واصل طويل العنق ، ثم قال عمرو بعد (١٢) ذلك : واشهد ان الفراسة باطلة الا ان ينظر رجل بنور الله

قال الجاحظ : ولمّا قال بشّار بن برد بالرجعة وتكفير جميع الامّة تبرّأ (١٣) منه واصل وكان صديقا له ومدحه بشار وذكر خطبته التي الغى (٥) منها الراء وكانت على البديهة وهي مع ذلك اوسع (٦) من خطبة خالد بن صفوان وشبيب بن شبّة (٧) فقال بشار شعرا (من البسيط) :

تكلّف (٨) القول (٩) والاقوام قد حفلوا

وحبّروا خطبا ناهيك من خطب (١٤)

وقال (١٠) مرتجلا تغلي بداهته (١١)

كمرجل القين لمّا حفّ باللهبر

__________________

(١) غالية ب س ل م : ـ ج

(٢) الزنادقة والدهرية ج س ل م : الدهرية والزنادقة ب

(٣) وله ب ج س ل : او له م

(٤) عنق ب ج س م : + طويل ل

(٥) الغى ج : القى ب س ل م

(٦) اوسع ب ج س ل : وسع م

(٧) شبة ب س ل م : شيبة ج

(٨) تكلف ب ج س ل م : تكلفوا البيان

(٩) القول ب ج س ل م : القوم الغرر والدرر

(١٠) وقال ب ج س ل م : فقام البيان والغرر

(١١) بداهته س ل م : بداهة ب ، بديهته ج

(١٢) جاء في الكامل للمبرد ص ٥٤٦ س ١٤ : ويروى عن عمرو بن عبيد انه نظر إليه من قبل ان يكلمه فقال لا يفلح هذا ما دامت عليه هذا العنق ، وراجع أيضا الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٥٥ ، والغرر والدرر ١ ص ١٦٥

(١٣) قال في البيان ١ ص ٢٤ / ١ ـ ٧ : وكان بشار كثير المديح لواصل بن عطاء قبل ان يدين بشار بالرجعة ويكثر جميع الامة. وكان قد قال في تفضيله على خالد بن صفوان وشبيب ابن شيبة والفضل بن عيسى يوم خطبوا عند عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي العراق

أبا حذيفة قد اوتيت معجبة

في خطبة بدهت من غير تقدير

وان قولا يروق الخالدين معا

لمسكت مخرس عن كل تحبير

لأنه كان مع ارتجاله الخطبة التي نزع منها الراء كانت مع ذلك اطول من خطبهم. نشر خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها الراء الاستاذ عبد السلام هارون في نوادر المخطوطات ١٣٤ ـ ١٣٦

(١٤). (٩ ـ ٣١ / ١) راجع البيان ١ ص ٢٤ س ٨ ، والغرر والدرر ١ ص ١٣٩ س ٧ ـ ٩ ، والاغاني ٣ ص ٢٢٤ ، وارشاد الاديب ٧ ص ٢٢٣.

٢٩

وجانب الراء لم يشعر به (١) احد

قبل التصفّح (٢) والإغراق في الطلب

فلما تبرّأ (١١) منه هجاه فقال (من البسيط) :

ما لي أشايع غزّالا (٣) له عنق

كنقنق الدوّ إن ولى وإن مثلا (١٢)

عنق الزرافة ما بالى وبالكم

تكفّرون (٤) رجالا (٥) كفّروا (٦) رجلا (١٣)

فعابه بطول (٨) عنقه (٧) النقنق بنونين وقافين ، ذكر النعام شبّهه به لطول عنقه

فرع

وسئلت اخت عمرو بن عبيد وكانت زوجة واصل : ايّهما افضل؟ فقالت : بينهما كما بين السماء والارض ، فقيل : كيف (٩) كان عملهما (١٠)؟ قالت : كان واصل

__________________

(١) به ب ج س ل م : بها ـ البيان

(٢) التصفح ب ج ل م : التفصح س

(٣) ما لي اشايع غزالا ب ج س ل م : ما ذا منيت بغزال ـ الكامل

(٤) تكفرون ب ج س ل م : أتكفرون ـ البيان

(٥) رجالا ب ج ل م : راجلا س

(٦) كفروا ب ج س ل م : اكفروا ـ البيان والكامل والغرر

(٧) فعابه ... عنقه ب ج س ل : ـ م

(٨) بطول ب س ل م : بطولة ج

(٩) كيف ب س ل : فكيف ج م

(١٠) كان عملهما ، كذا في هامش ج : كان عملهما ب ج س م ، علمتهما ل

(١١) فلما تبرأ : راجع البيان للجاحظ ١ ص ٢٤ ، والغرر والدرر ١ ص ١٣٩ ، ولسان الميزان ٢١٥ ، والكامل للمبرد ٥٤٦ ، وارشاد الاديب ٧ ص ٦٦٣

(١٢) راجع البيان ١ ص ١٦ س ٢ ـ ٣ وص ٢٣ س ٩ ، والكامل للمبرد ص ٥٤٦ س ١٦ ـ ١٧ ، والغرر والدرر ١ ص ١٣٩ س ١٥ ـ ١٦ ، والاغاني ٣ ص ١٤٥ ، وارشاد الاديب ٧ ص ٢٢٤ ، وابن خلكان ٢ ص ٢٥٤

(١٣) بعده في البيان ١ ص ١٦ : فلما هجا واصلا وصوب رأى ابليس في تقديم النار على الطين وقال

الارض مظلمة والنار مشرقة

والنار معبودة مذ كانت النار

وجعل واصلا غزالا وزعم ان جميع المسلمين كفروا بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... قال واصل بن عطاء عند ذلك : أما لهذا الاعمى الملحد المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله. أما والله لو لا ان الغيلة سجية من سجايا الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه ويقتله في جوف منزله وفي يوم حفله ثم كان لا يتولى ذلك منه الا عقيلي او سدوسي ، وراجع أيضا الكامل ٥٤٧ ، وارشاد الاديب ٧ ص ٢٢٤ ، والفهرست (فوك لاهور) ٥٤ ، والغرر والدرر ١ ص ١٤٠ ، وابن خلكان في وفيات الاعيان ٢ ص ٢٥٢

٣٠

اذا جنّه الليل صفّ قدميه يصلّي ولوح ودواة موضوعان (١) فاذا مرّت به فيها حجّة على مخالف جلس فكتبها ثم عاد في صلاته

فرع

وبلغ من بأسه وعلمه (٢) انه (٣) انفذ اصحابه الى الآفاق وبثّ دعاته في البلاد ، قال (١١) ابو الهذيل : بعث عبد الله بن الحارث الى المغرب (٤) فاجابه خلق كثير ، وبعث الى خراسان حفص بن سالم فدخل ترمذ ولزم المسجد حتى اشتهر ثم ناظر جهما فقطعه فرجع (٥) الى قول اهل (٦) الحق فلمّا عاد حفص الى البصرة رجع جهم الى قوله الباطل ، وبعث القاسم الى اليمن وبعث أيوب الى الجزيرة وبعث الحسن بن ذكوان الى الكوفة وعثمان الطويل الى ارمينيّة فقال : يا أبا حذيفة ان رأيت ان ترسل غيري فاشاطره (٧) جميع ما املك (٨) حتى اعطيه (٩) فرد نعلي (١٠) ، فقال : يا طويل

__________________

(١) موضوعان ج س ل : موضوعات ب م

(٢) وعلمه ب ج س ل : علمه م

(٣) انه ب ج س ل : + قدم

(٤) المغرب ب ج س ل : الغرب م

(٥) فرجع : ورجع في الاصل

(٦) اهل ب س ل م : ـ ج

(٧) فاشاطره ج س ل م : واشاطره ب

(٨) املك ب ج س ل : املكه م

(٩) حتى اعطيه ب ج ل م : ـ س

(١٠) نعلى ب ج س م : نعالى ل

(١١) قال صفوان الانصاري (البيان ١ ص ٢٥ ـ ٢٦) :

متى كان غزال له يا ابن حوشب

غلام كعمرو او كعيسى بن حاضر

أما كان عثمان الطويل ابن خالد

او القرم حفص نهية للمخاطر

له خلف شعب الصين في كل ثغرة

الى سوسها الاقصى وخلف البرابر

رجال دعاة لا يفل عزيمهم

تهكم جبار ولا كيد ماكر

اذا قال مروا في الشتاء تطوعوا

وان كان صيف لم يخف شهر ناجر

بهجرة اوطان وبذل وكلفة

وشدة اخطار وكد المسافر

فانجح مسعاهم واثقب زندهم

واورى بفلج للمخاصم قاهر

واوتاد ارض الله في كل بلدة

وموضع فتياها وعلم التشاجر

وما كان سحبان يشق غبارهم

ولا الشدق من حيى هلال بن عامر

ولا الناطق النخار والشيخ دغفل

اذا وصلوا ايمانهم بالمخاصر

ولا القالة الاعلون رهط مكحل

اذا نطقوا في الصلح بين العشائر

بجمع من الجفين راض وساخط

وقد زحفت بداؤهم للمحاضر

٣١

اخرج فلعلّ الله ان ينفعك ، فخرج للتجارة فاصاب مائة الف (١) واجابه (٢) الخلق (٣)

فرع

وروي ان واصلا دخل المدينة ونزل (٤) على ابراهيم بن يحيى فتسارع (٥) إليه زيد ابن علي (٦) وابنه يحيى بن زيد وعبد الله بن الحسن (٧) واخوته ومحمد بن عجلان وابو عباد الليثي فقال جعفر بن محمد الصادق (٩) لاصحابه : قوموا بنا إليه! فجاءه والقوم عنده اعني زيد بن علي واصحابه (٨) فقال (١٠) جعفر : اما بعد فان الله تعالى بعث محمدا بالحقّ والبيّنات والنذر والآيات وانزل عليه : (وَأُولُوا) (١١) الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ (٨ الانفال : ٧٥ ، ٣٣ الاحزاب : ٦) فنحن عترة رسول الله واقرب الناس إليه وإنك يا واصل اتيت بامر يفرق الكلمة وتطعن (١٢) به على الائمّة وانا ادعوكم الى التوبة فقال واصل : الحمد لله العدل في قضائه ، الجواد بعطائه ، المتعالي عن كلّ مذموم ، والعالم بكلّ خفيّ مكتوم ، نهى عن القبيح ولم يقضه ، وحثّ على الجميل ولم يحل بينه وبين خلقه ، وانك يا جعفر وابن الائمّة شغلك حبّ الدنيا فاصبحت بها كلفا وما اتيناك الا بدين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصاحبيه (١٣) وضجيعيه (١٤) ابن ابي قحافة وابن الخطّاب ، وعثمان بن عفّان (١٥) وعليّ بن ابي طالب وجميع (١٦) ائمّة الهدى فان تقبل الحق تسعد به وان تصدف (١٧) عنه تبوء باثمك (١٨) ، فتكلّم زيد بن علي (١٩) فاغلظ لجعفر اي انكر عليه ما قال وقال : ما منعك من اتّباعه الا الحسد لنا ، فتفرّقوا

__________________

(١) الف ب ج س م : ـ ل

(٢) واجابه ج ل م : فاجابه ب س

(٣) الخلق ب ج س ل : الحق م

(٤) ونزل ب ج س ل : فنزل م

(٥) فتسارع ب س ل : فسارع ج م

(٦) على ب ج س ل : + عليه‌السلام م

(٧) الحسن ب س م : الحسين ج ل

(٨) فقال جعفر ... واصحابه ب س ل م : ـ ج

(٩) الصادق س ل م : ـ ب

(١٠) فقال ب س ل م : وقال ج

(١١) وأولو ب ج س ل : أولو م

(١٢) وتطعن ب س ل م : ويطعه ج وفي الهامش تطعن

(١٣) وصاحبيه ج س ل م : وصاحبه ب

(١٤) وضجيعيه ج س ل : وضجيعه ب م

(١٥) بن عفان ج : ـ ب س ل م

(١٦) وجميع ب ج س ل : ـ م

(١٧) تصدف ب ج م : تصرف س ل

(١٨) تبؤ باثمك ب ج ل م : وابك س

(١٩) على ب ج س ل : + عليه‌السلام م

٣٢

قلت (١) : روى ذلك الحاكم وغيره والله اعلم بصحّتها

قال ابن يزداذ : كان (٢) زيد بن علي (٣) لا يخالف (٤) المعتزلة الا في المنزلة بين المنزلتين

ومن كلام جعفر بن محمد الصادق وقد (٥) سئل عن القدر : ما استطعت ان تلوم (٦) العبد عليه فهو فعله وما لم تستطع فهو فعل الله ، يقول الله للعبد : لم كفرت ولا يقول : لم مرضت ، فلا يقال إن جعفرا انكر على واصل القول بالعدل بل المنزلة بين المنزلتين ان صحّت (٧) الرواية

فرع

وروي ان بعض السنيّة (٨) (١٧) قالوا (٩) لجهم بن صفوان : هل يخرج المعروف عن المشاعر الخمسة؟ قال : لا ، قالوا (١٠) : فحدّثنا عن معبودك هل عرفته بايّها (١١)؟ قال : لا ، قالوا : فهو إذا مجهول ، فسكت وكتب بذلك الى واصل فاجاب وقال : كان (١٢) تشترط (١٣) وجها سادسا وهو الدليل فتقول : لا يخرج عن المشاعر او الدليل ، فاسألهم (١٤) هل يفرّقون (١٥) بين الحيّ والميت والعاقل والمجنون فلا بدّ من نعم وهذا عرف بالدليل (١٦) ، فلما اجابهم جهم بذلك قالوا : ليس هذا من كلامك ، فاخبرهم فخرجوا الى واصل وكلّموه واجابوه الى الاسلام (١٨)

__________________

(١) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٢) كان ب ج س ل : وكان م

(٣) على ب ج س ل : + عليه‌السلام م

(٤) يخالف ب ج س م : يفارق ل

(٥) وقد ب ج س ل : قد م

(٦) تلوم ب ج س م : ـ ل

(٧) صحت ب ج ل م : صحه س

(٨) السمنية ب ج س ل : ـ م

(٩) قالوا ب س ل م : قال ج

(١٠) قالوا ب س ل م : قال ج

(١١) بايها ب ج س ل : بانها م

(١٢) كان ـ الاصول ، لأن ـ دي غويه ، وكأن المعنى : كان لك ان

(١٣) تشترط ب ج س م : يشترط ل

(١٤) فاسالهم ب س ل م : فسألهم ج

(١٥) يفرقون ج : تفرقون ل ، بلا نقط ب س م

(١٦) بالدليل ج س ل م : الدليل ب

(١٧) السمنية : انظر ابن المرتضى ج ورقة ٥٤ ب ـ ٥٥ آ ، Gauthiot ـ Benveniste ,EssaiIp.١٤٩ ;P.KrausIbnar ـ Rawandip.٣٥٦

(١٨) راجع احمد بن حنبل كتاب الرد على الزنادقة ص ٣١٤

٣٣

وعن عمرو الباهلي (١٥) : قرأت (١) لواصل الجزء الاول (٢) من كتاب الألف مسئلة في الردّ على المانوية قال : فاحصيت (٣) في ذلك الجزء على مخالفيه (٤) نيفا وثمانين مسئلة ، ويقال انه فرغ من الردّ على مخالفيه وهو ابن ثلاثين سنة ، ويقال ان أبا الهذيل اتى الى زوجته اخت عمرو وهي أمّ يوسف فدفعت إليه قمطرين فعسى ان يكون جلّ (٥) كلامه من ذلك

ومات وهو (٦) ابن احدى وخمسين سنة

فرع

ومن ملح كلامه حين قال له خالد بن عبد الله القسري (٧) : بلغني انك قلت قولا فما هو؟ فقال (٨) : اقول يقضي الله الحقّ ويحبّ العدل ، قال : فما بال الناس يكذّبونك؟ قال : يحبّون ان يحمدوا انفسهم ويلوموا (٩) خالقهم ، فقال : لا ولا كرامة الزم شأنك

قلت (١٠) : وملحه كثيرة اختصرنا منها ما ذكرنا

ومن هذه الطبقة عمرو بن عبيد بن باب وباب (١١) من سبيّ كابل (١٢) من ثغور بلخ وهو مولى لآل عرّادة (١٣) من يربوع بن مالك ، وكنية (١٤) عمرو ابو عثمان (١٦)

__________________

(١) قرات ب س ل م : فرأيت ج

(٢) الاول ب ج س ل : ـ م

(٣) فاحصيت ب ج س ل : فما حصت م

(٤) على مخالفيه ج : ـ ب س ل م

(٥) جل ب ج س ل : حلا م

(٦) وهو ب ج ل م : ـ س

(٧) القسري ب س م : القشيري ج ل

(٨) فقال ب ج م : قال س ل

(٩) ويلوموا ب س ل : ويلزموا ج م

(١٠) قلت ج س ل م : قال مولانا ب

(١١) باب وباب ب س ل : دياب ج ، بلا فقط س ، ثاب وثاب ل ، باب ومات م

(١٢) كابل ب ج س م : بابل ل

(١٣) لآل عرادة ب ج س ل : لابي عواده م

(١٤) وكنية ب ل م : وكنيته ج س

(١٥) عمرو الباهلى : كذا في الاصول ، ولعله ابو عمر (عمرو). (محمد بن عمر) سعيد بن محمد الباهلي كما سيأتي

(١٦) : راجع التهذيب لابن حجر ٨ ص ٧٠ ، وابن خلكان ١ ص ٥٤٨ ، والمعارف لابن قتيبة ٦٤٣ ، والكامل للمبرد ٥٤٨ ، والفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٥٥ ، ومروج الذهب ٦ ص ٢١٢

٣٤

روى ابن يزداذ باسناده عن صالح بن عمرو بن زيد قال : كان عمرو بن عبيد من اعلم الناس بأمر الدين والدنيا ، وقال (١) صالح : وسئل ابن السمّاك فقيل : صف لنا عمرو بن عبيد! فقال (٢) : كان عمرو اذا رأيته مقبلا توهّمته جاء من دفن والديه واذا رأيته جالسا توهّمته أجلس للقود واذا رأيته متكلّما توهّمت (٣) ان الجنّة والنار لم تخلقا (٤) الا له (١٣)

وعن يحيى بن معين قال : حدّثنا (٥) سفيان بن عيينة قال : قال ابن ابي نجيح (٦) : ما رأيت احدا اعلم من عمرو بن عبيد ـ وكان رأى مجاهدا وغيره ، قال الجاحظ : صلّى عمرو اربعين عاما صلاة الفجر بوضوء المغرب وحجّ اربعين حجّة (٧) ماشيا وبعيره موقوف (٨) على من أحصر وكان يحيي الليل بركعة واحدة ويرجع آية واحدة

وقد رويت مناظرته لواصل في الفاسق على صور مختلفة فقيل : قال واصل لعمرو : ألست تزعم ان الفاسق (٩) يعرف الله تعالى وانما خرجت المعرفة من قلبه عند قذفه فان قلت : لم يزل (١٠) يعرف الله فما حجّتك وانت لم تسمّه منافقا قبل القذف (١١) وان زعمت ان المعرفة خرجت من قلبه عند قذفه قلنا لك : فلم لا ادخلها في (١٢) القلب بتركه القذف كما اخرجها بالقذف ، وقال له : أليس الناس

__________________

(١) وقال ب س ل م : قال ج

(٢) فقال ب ج س ل : قال م

(٣) توهمت ب س ل م : توهمته ج

(٤) تخلقا : يخلقا ج ل ، بلا فقط ب س ، يخلق م

(٥) حدثنا ج س ل م : وحدثنا ب

(٦) ابن ابي نجيح ج : ابن نجيح ب س ل م

(٧) حجة ب ج س ل : سنة م

(٨) موقوف ب ج م : موقوفا س ل

(٩) على صور ... ان الفاسق ب ج س ل : ـ م

(١٠) يزل ب ج م : + لا س ل

(١١) قبل القذف ب ج س م : بالقذف ل ، + كما اخرجها بالقذف ل م

(١٢) في ج س ل م : ـ ب

(١٣) وروى نحوه في الحسن البصري ، في المعارف ص ٢٢٥ س ٢١ ـ ٢٢ : كان اذا اقبل فكانه اقبل من دفن حميمه واذا جلس فكانه امر بضرب عنقه واذا ذكرت النار فكانها لم تخلق الا له ، راجع أيضا ه. ريتر في مجلة الاسلام ٢١ ص ١٤ وص ١٨ ـ ١٩

٣٥

يعرفون الله بالأدلّة ويجهلونه بدخول الشبهة فأيّ شبهة دخلت على القاذف؟ فرأى عمرو لزوم هذا الكلام فقال : ليس بيني وبين الحقّ عداوة فقبّله وانصرف ويده في يد واصل

وكان يقول : اللهمّ أغنني (١) بالافتقار أليك (٢)!

وقيل قال : يا أبا عثمان لم (٣) استحقّ (٢٥) مرتكب الكبائر (٤) اسم النفاق؟ قال (٥) : لقوله (٦) تعالى : (وَالَّذِينَ) (٧) يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٢٤ النور : ٤) ثم قال (٨) : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٩) (٩ التوبة : ٦٧) فكان كل فاسق منافقا (١٠) اذ كان (١١) الألف واللام (١٢) موجودين (١٣) في باب (١٤) الفسق ، فقال (١٥) واصل : أليس الله تعالى قال (١٦) : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٥ المائدة : ٤٥) فعرّف بالالف واللام (١٧) ، وقد قال تعالى في آية اخرى (١٨) : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (١٩) (٢ البقرة : ٢٥٤) فعرّف (٢٠) بالالف واللام (٢١) كما (٢٢) في القاذف (٢٣) ، فسكت (٢٤)

__________________

(١) اغني ب ج س م : اعثنى ل

(٢) أليك ب ج س ل م : بعده في البيان ٣ ص ٢٧١ س ٥ ـ ٦ : ولا تفقرني بالاستغناء عنك ، وفي العيون لابن قتيبة ٦ ص ٢٩٠ س ١٠ : ولا تغننى بالاستغناء عنك

(٣) لم س ل م : بم ب ، بما ج ، + قلت إن من اتى كبيرة من اهل الصلاة ـ الغرر والدرر

(٤) مرتكب الكبائر ب ج س م ، من يرتكب الكبائر ل ، ـ الغرر

(٥) قال ب ج س ل م : فقال عمرو ـ الغرر

(٦) لقوله ب ج س ل م : لقول الله ـ الغرر

(٧) والذين ج س ل م : ان الدين ب

(٨) قال ب ج س ل م : + في موضع آخر ـ الغرر

(٩) الفاسقون ب ج ل م : + فقال واصل أليس الله تعالى قال (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ) س

(١٠) منافقا ب ج س ل : منافق م

(١١) اذ كان ب ج س ل : وكان م ، اذ كانت ـ الغرر

(١٢) الألف واللام ب ج س ل م : الف ولام المعرفة ـ الغرر

(١٣) موجودين ج م : موجودا ب ل ، موجود س ، موجودتين ـ الغرر

(١٤) باب ب ج س ل م : ـ الغرر

(١٥) فقال ب ج س ل م : + له ـ الغرر

(١٦) الله تعالى قال ج س ل م : الله تعالى يقول ب ، قد وجدت الله تعالى يقول ـ الغرر

(١٧) فعرّف بالالف واللام ب س ل : ـ ج م

(١٨) فعرف بالالف ... اخرى : واجمع اهل العلم على ان صاحب الكبيرة يستحق اسم ظالم كما يستحق اسم فاسق ، فالا كفرت صاحب الكبيرة من اهل الصلاة بقول الله تعالى ـ الغرر

(١٩) وقد قال ... الظالمون ب ج س ل : ـ م

(٢٠) فعرّف ج س ل م : وعرف ب

(٢١) بالالف واللام ب ج س ل م : بالف ولام التعريف اللتين في قوله : ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون الغرر

(٢٢) كما ب ج س ل م : + قال ـ الغرر

(٢٣) القادف ب ج س ل م : + وأولئك هم الفاسقون فسميته منافقا لقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) ـ الغرر

(٢٤) فسكت ب ج س ل م : فامسك ـ الغرر

(٢٥). (٥ ـ ص ٣٩ س ٢) لم استحق ... ذلك من عمرو : راجع الغرر والدرر ١ ص ١٦٥ س ١٤ ـ ١٦٧ س ٢

٣٦

عمرو ثم قال واصل : الست تزعم ان الفاسق يعرف الله؟ وذكر ما قدّمنا (٢) الى آخره على ما (١) رويناه (٣)

ثم قال (٤) : يا أبا عثمان ايّما (٥) اولى ان يستعمل من (٦) اسماء المحدثين (٧) ما (٨) اتّفقت (٩) عليه (١٠) الفرق من اهل القبلة او (١٢) ما اختلفت (١٣) فيه؟ فقال عمرو : بل ما اتّفقت (١١) (١٤) عليه (١٥) ، فقال (١٦) : أوليس (١٧) تجد اهل (١٨) الفرق على اختلافهم يسمّون صاحب الكبيرة فاسقا ويختلفون فيما عداه (٢٠) من اسمائه؟ فالخوارج (٢١) تسمّيه كافرا وفاسقا (٢٢) والمرجئة تسمّيه مؤمنا فاسقا (١٩) والشيعة تسمّيه كافر نعمة فاسقا (٢٣) والحسن (٢٤) يسمّيه منافقا (٣٤) فاسقا (٢٥) ، فأجمعوا (٢٦) على تسميته بالفسق (٢٧) فنأخذ (٢٨) بالمتّفق (٢٩) عليه ولا نسمّيه بالمختلف فيه فهو (٣٠) اشبه باهل الدين ، فقال (٣١) عمرو (٣٢) : ما بيني وبين الحقّ (٣٣) عداوة والقول قولك

__________________

(١) ثم قال ... رويناه ب ج س ل م : ـ الغرر

(٢) قدمنا ج س ل م : ـ ب

(٣) رويناه ب س ل م : وروينا ج

(٤) قال ب ج س ل م : + له واصل ـ الغرر

(٥) ايما ج : انما ل ، بلا نقط ب س م

(٦) من ب ج س ل م : في ـ الغرر

(٧) المحدثين ب ج س ل م : + من امتنا ـ الغرر

(٨) ما ب ج س م : من ل

(٩) اتفقت ب ج س ل م : اتفق ـ الغرر

(١٠) عليه ب ج س ل : ـ م ، + اهل ـ الغرر

(١١) الفرق ... ما اتفقت ب ج س ل : ـ م

(١٢) او ما ب ج س م : وما ل

(١٣) اختلفت ب ج س ل م : اختلف ـ الغرر

(١٤) اتفقت ب ج س ل م : اتفقوا ـ الغرر

(١٥) عليه ب ج ل م : فيه س ، + اولى ـ الغرر

(١٦) فقال ب ج س ل م : + له واصل ـ الغرر

(١٧) أوليس ب ج س ل م : الست ـ الغرر

(١٨) اهل ب س ل م : ـ ج

(١٩) ويختلفون ... مؤمنا فاسقا ج س ل م : ـ ب

(٢٠) عداه ب ج س ل م : عدا ذلك ـ الغرر

(٢١) فالخوارج ب ج س ل م : لأن الخوارج ـ الغرر

(٢٢) كافرا وفاسقا ب ج س ل م : مشركا فاسقا ـ الغرر

(٢٣) والمرجئة ... فاسقا ب ج س ل م : بعد قوله والحسن ... فاسقا (س ٧ ـ ٨) ـ الغرر

(٢٤) فاسقا والحسن : بعد فاسقا : قال سيدنا الشريف المرتضى ادام الله علوه : يعنى بالشيعة الزيدية ـ الغرر

(٢٥) منافقا فاسقا س ل م : ـ ب ج

(٢٦) فاجمعوا ب ج س ل م : فاجتمعوا ـ الغرر

(٢٧) بالفسق ب ج س ل : فاسقا م ، + واختلفوا فيما عدا ذلك من اسمائه فالواجب ان يسمى بالاسم الذي اتفق عليه وهو الفسق لاتفاق المختلفين عليه ولا يسمى بما عدا ذلك من الاسماء التي اختلف فيها فيكون صاحب الكبيرة فاسقا ولا يقال فيه انه مؤمن ولا منافق ولا مشرك ولا كافر نعمة ـ الغرر

(٢٨) فنأخذ ب ج س ل : فنسميه م ، فنأخذ ... بالمختلف فيه : ـ الغرر

(٢٩) بالمتفق ب ج س ل : بالمجمع م

(٣٠) فهو ب ج س ل م : فهذا ـ الغرر

(٣١) فقال ب ج س ل م : + له ـ الغرر

(٣٢) عمرو ب ج س ل م : + بن عبيد ـ الغرر

(٣٣) الحق ب ج م : + من س ل

(٣٤) والحسن يسميه منافقا : راجع الفصل لابن حزم ٣ ص ٢٢٩ ومجلة الاسلام ٢١ ص ٤٢

٣٧

وأشهد (١) من حضر انّي تارك (٢) ما كنت عليه من المذهب قائل بقول ابي حذيفة (٣) ، فاستحسن (٤) الناس ذلك (٥) من عمرو اذ رجع من قول كان عليه الى قول آخر من غير شغب (٧) واستدلّوا بذلك على ديانته (٦) (١٢)

وقال الشريف المرتضى (١٣) : ما اورده (٨) واصل لعمرو غير لازم له لانّ عمرا (٩) كان يسمّيه فاسقا وانما كان عليه ان يبيّن هل يسمّى بغير ذلك أم لا ، قال الحاكم : وهذا (١٠) اعتراض فاسد لأنّ واصلا الزمه (١١) في مسئلة القذف كما ذكرنا ثم جعل هذا تأكيدا بأن هذا القول مجمع عليه وما عداه مختلف فيه ولم يقم عليه حجّة ولو جعل ذلك ابتداء دليل لم يصحّ

__________________

(١) واشهد ب ج س ل م : فليشهد عليّ ـ الغرر

(٢) تارك ب ج س ل : بابك م ، تارك ... المذهب : تارك المذهب الذي كنت اذهب إليه من نفاق صاحب الكبيرة من اهل الصلاة ـ الغرر

(٣) حذيفة ب ج س ل م : + في ذلك واني قد اعتزلت مذهب الحسن في هذا الباب ـ الغرر

(٤) فاستحسن ب ج ل م : واستحسن س

(٥) ذلك ب ج س ل م : هذا ـ الغرر

(٦) اذ رجع ... على ديانته ب ج س ل م : ـ الغرر

(٧) شغب : شعب ج ل ، بلا نقط ب س م

(٨) او رده ب ج ل م : اورد س

(٩) عمرا ب ج س م : عمرو ل

(١٠) وهذا ب ج ل م : هذا س

(١١) الزمه ب س ل م : ـ ج

(١٢) قال الشهرستاني ص ٣٣ : ... وتابعه على ذلك (يعني قوله في الفاسق) عمرو بن عبيد بعد ان كان موافقا له في القدر وانكار الصفات

(١٣). (٤ ـ ٤٠ س ٤) في الغرر والدرر ١ ص ١٦٧ ـ ١٦٨ : قال سيدنا الشريف المرتضى ذو المجدين ادام الله علوه : اما ما الزمه واصل بن عطاء لعمرو بن عبيد أولا فسديد لازم ، واما ما كلمه ثانيا فغير واجب ولا لازم لان الاجماع وان لم يوجد في تسمية صاحب الكبيرة بالنفاق او غيره من الاسماء كما وجد في تسميته بالفسق فغير ممتنع ان يسمى بذلك لدليل غير الاجماع ، ووجود الاجماع في الشيء وان كان دليلا على صحته فليس فقده دليلا على فساده ، وواصل انما الزم عمرا ان يعدل عن التسمية بالنفاق للاختلاف فيه ويقتصر على التسمية بالفسق للاتفاق عليه وهذا باطل ، ولو لزم ما ذكره للزمه ان يقال : قد اتفق اهل الصلاة على استحقاق صاحب الكبيرة من اهل القبلة الذم والعقاب ولم يتفقوا على استحقاقه التخليد في العقاب ، او نقول انهم اجمعوا على استحقاقه العقاب ولم يجمعوا على فعل المستحق به فيجب القول بما اتفقوا عليه ونفى ما اختلفوا فيه ، فاذا قيل استحقاقه للخلود او فعل المستحق به من العقاب وان لم يجمعوا عليه فقد علم بدليل غير الاجماع قيل له مثل ذلك فيما عول عليه ، وبطل على كل حال ان يكون الاختلاف في القول دليلا على وجوب الامتناع منه ، وهذا ينتفض بمسائل كثيرة ذكرها يطول

٣٨

قلت (١) : بل يصحّ عندنا (٢) مع قولنا (٣) بصحّة الاستدلال بالاجماع المركّب كدليل قصر (٤) الامامة في البطنين وصورته هنا انهم اجمعوا على تسميته فاسقا واختلفوا فيما عداه وهو حكم شرعي فلا يثبت الا بدليل ولا دليل (٥) على ما عدا المجمع عليه هاهنا (٦)

فرع

وكان المنصور العباسيّ يبالغ في تعظيمه حتى قيل له : ان عمرا خارج عليك ، فقال : هو بريء (٧) أن يخرج (٨) عليّ اذا وجد ثلاث مائة وبضع عشرة (٩) مثله (١٠) وذلك لا يكون ، ومرّ بقبره في مرّان (١١) فصلّى عليه ودعا له وقال (من الكامل) : (١٦)

صلّى الإله عليك من متوسّد

قبرا مررت به على مرّان (١٢)

(١٧)

قبرا تضمّن مؤمنا متخشّعا (١٣)

عبد (١٤) الإله ودان بالقرآن (١٥)

__________________

(١) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٢) عندنا ج س ل م : ـ ب

(٣) قولنا ب ج س م : قوله ل

(٤) قصر ب س ل : نص ج ، فص م

(٥) ولا دليل ب ج س م : ـ ل

(٦) هاهنا ج س ل م : هنا ب

(٧) بريء : تراب ، يرى ج ل م ، ترى س

(٨) يخرج ب ج س ل : الخرج م

(٩) وبضع عشرة س ل م : بضعة عشر ب ج

(١٠) مثله ب ج ل م : ـ س

(١١) مران ب ج س م : مروان ل

(١٢) مران ب ج س م : مروان ل

(١٣) متخشعا ب ج م : متشجعا س ل ، متحققا المعارف ، متحنفا ـ عيون الاخبار وابن خلكان

(١٤) عبد ب ج س ل م : صدق ـ المعارف وعيون الاخبار وابن خلكان

(١٥) بالقرآن ب ج س ل م : بالفرقان ـ المعارف والغرر ، بالعرفان ـ ابن خلكان

(١٦) في الغرر والدرر ١ ص ١٧٨ س ٤ ـ ٩ : ومر ابو جعفر المنصور على قبره بمران ـ وهو موضع على ليال من مكة على طريق البصرة ـ فأنشأ يقول ، والذي في المعارف ص ٢٤٣ س ٢٢ ـ ٢٤٤ س ١ ـ ٥ : ومات عمرو في طريق مكة ودفن بمران على ليلتين من مكة على طريق البصرة وصلى عليه سليمان بن علي ورثاه ابو جعفر المنصور بابيات فقال ، وفي الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ص ٥٥ ـ ٥٦ : ومات عمرو في طريق مكة من البصرة بموضع يعرف بمران وهو راجع سنة اربع واربعين ومائة وسنه اربع وستون وسنة فقال المنصور يرثيه ولم يسمع بخليفة رثى من هو دونه

(١٧). (٩ ـ ص ٤١ س ٢) راجع الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) س ٥٥ ـ ٥٦ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٢٤٣ س ٢٢ ـ ص ٢٤٤ ، وعيون الاخبار ١ ص ٢٠٩ ، ووفيات الاعيان لابن خلكان ١ ص ٥٤٨ ، وتاريخ بغداد ١٢ ص ١٨٧ ، وغرر الفوائد ودرر القلائد للشريف المرتضى ١ ص ١٧٨ س ٣ ـ ٩

٣٩

واذا (١) الرّجال تنازعوا في شبهة (٢)

فصل الحديث (٣) بحجّة (٤) وبيان

ولو انّ هذا الدّهر أبقى صالحا

ابقى لنا عمرا (٥) أبا عثمان

ومن هذه الطبقة مكحول (٦) بن عبد الله ، قال بعض المجبرة : لا نعلم احدا ممّن (٧) ينسب (٨) الى القدر (٩) اجلّ من الحسن ومكحول

ومن هذه الطبقة قتادة بن دعامة السدوسي ، لم يختلف فيه انه من اهل العدل ، اخذ عن الحسن البصري وله مناظرات بالكوفة والبصرة

ومنهم صالح الدمشقى صاحب غيلان وقد مرّ (١٠) ذكره

ومن هذه الطبقة بشير الرحّال ، وسمّي رحّالا لأنه كان له في كل سنة رحلة في حجّ (١١) او غزاة (١٢) وكان (١٣) ممّن خرج من المعتزلة مع ابراهيم بن عبد الله بن الحسن وبايعوه (١٤) وقاتلوا معه وقتل معه ، وقيل له : ما يسرع بك الى الخروج (١٧) على المنصور؟ فقال : ارسل إليّ (١٥) بعد اخذه عبد الله بن الحسن فأتيته فأمرني بدخول بيت فدخلته فاذا بعبد الله بن الحسن مقتول فسقطت مغشيّا عليّ فلما افقت اعطيت الله عهدا (١٦) ان لا يختلف عليه سيفان الا كنت مع الذي عليه منهما

__________________

(١) واذا ب ج س ل : واذ م ، واذا ... وبيان : ـ المعارف والفهرست وابن خلكان

(٢) شبهة ب ج س ل م : سنة ـ عيون الاخبار

(٣) الحديث ب ج س ل م : الخطاب ـ الغرر

(٤) بحجة ب ج س م : بحكمة ل والغرر وعيون الاخبار

(٥) عمرا ب ج س ل م : حقا ـ المعارف ، حيّا ـ عيون الاخبار

(٦) مكحول ب : هو مكحول ج ل س وهو مكحول م

(٧) ممن ب ج م : مما س ل

(٨) ينسب ج ل م : ينتسب س ل

(٩) القدر ب ج س ل : القدرت م

(١٠) مر ب ج س ل : ـ م

(١١) حج ب ج س ل : حجة م

(١٢) غزاة ب ج س ل : عمرة م

(١٣) وكان ج س ل م : فكان ب

(١٤) وبايعوه ب س ل م : وتابعوه ج

(١٥) الى ب ج س ل : ـ م

(١٦) عهدا ب ج س ل : عهد م

(١٧) انظر مقالات الاشعري ٧٩ والمروج ٦ ص ١٩٤

٤٠