طبقات المعتزلة

أحمد بن يحيى بن مرتضى

طبقات المعتزلة

المؤلف:

أحمد بن يحيى بن مرتضى


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: منشورات دار مكتبة الحياة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩١

الطبقة الخامسة

عثمان بن خالد الطويل وكنيته ابو عمرو (١) ، وهو استاذ ابي الهذيل وهو الذي بعثه واصل الى ارمينيّة كما قدّمنا ، وله في الفضل والعلم منزلة لا تخفى

ومن هذه الطبقة حفص بن سالم ، وهو الذي بعثه واصل الى خراسان وناظر جهما فقطعه واجابه خلق كثير ، وغيره من اصحاب واصل كالقاسم بن السعدي (٢) الذي بعثه الى اليمن داعيا وعمرو بن حوشب وقيس بن عاصم وعبد الرحمن بن مرة (٣) وابنه الربيع والحسن بن ذكوان اجابه في الكوفة خلق كثير وسائر الدعاة الذين بعثهم

ومن هذه الطبقة من اصحاب عمرو بن عبيد : خالد بن صفوان وحفص ابن القوام (٤) وصالح بن عمرو والحسن بن حفص بن سالم وبكر بن عبد الاعلى (٥) وابن السمّاك وعبد الوارث بن سعيد وابو غسان وبشر بن خالد وعثمان بن الحكم وسفيان (٦) بن حبيب وطلحة بن زيد وابراهيم بن يحيى المدنى اخذ مذهبه عن عمرو بن عبيد وحضر هو وابو يوسف عند الرشيد فسأله ابو يوسف عن مائة مسئلة فاجاب ثم حلّ ازاره (٧) وقال : اسألك ، فاستعفاه ابو يوسف ، وكان مالك بن انس يعاديه لأن ابراهيم كان يزعم ان مالكا من موالي اصبح ومالك يزعم انه رجل منهم

__________________

(١) عمرو ب ج س م : عمر ل

(٢) ابن السعدي ب س ل م : بن ... ة السعدي ج

(٣) مرة س ل م : مره ب ، قرة ج

(٤) القوام ب س ل م : العوام ج

(٥) عبد الاعلى ب ج ، عبد الله الاعلى س ل ، عسد الاعلى م

(٦) وسفيان ب س ل م : وشيبان ج

(٧) ثم حل ازاره ب ج س ل : ثم اراده م

٤١

قال قاضي القضاة : وهذا ابراهيم هو الذي اخذ عنه الشافعي (١) حمد بن ادريس واخذ أيضا عن مسلم بن خالد الزنجي قبل ابراهيم ومسلم هو من (٣) اصحاب غيلان أيضا فاجتمع للشافعي رجلان (٢) من اهل الحق من القائلين بالعدل والتوحيد : ابراهيم ومسلم ، ونقم ابراهيم على الشافعي لما تولّى القضاء

__________________

(١) الشافعي ب ج س ل : ـ م

(٢) رجلان من ج ل : رجلا ب س م

(٣) قال ابن المرتضى ج ورقة ١١٩ ب س ١٩ ـ ٢٣ : (قال بالعدل من الفقهاء جماعة ...) منهم الشافعي محمد بن ادريس وكنيته ابو عبد الله وعلمه اشهر من ان يذكر وانما عدّ في اهل العدل لانه اخذ عن ابراهيم ابن يحيى المدني وهو من اصحاب عمرو بن عبيد واخذ أيضا عن مسلم بن خالد الزنجي ومسلم صاحب غيلان فاجتمع للشافعي رجلا اهل الحق من القائلين بالعدل والتوحيد

٤٢

الطبقة السادسة

ابو الهذيل محمد بن الهذيل (١) العبدي ، قال صاحب المصابيح : كان نسيج وحده وعالم دهره ولم يتقدّمه احد من الموافقين له ولا من المخالفين ، وكان يلقّب بالعلّاف لأن داره بالبصرة كانت (٢) في العلّافين وهذا كما قيل ابو سلمة الحذّاء وابو سعيد المقبري كما مرّ (٣) ، وحكي عن يحيى بن بشر ان لأبي الهذيل ستين كتابا في الردّ على المخالفين في دقيق الكلام وجليله ، واخذ العلم عن (٨) عثمان الطويل وكان ابراهيم النظّام من اصحابه ، ثم خرج الى الحجّ وانصرف على طريق الكوفة فلقي بها هشام بن الحكم وجماعة من المخالفين فناظرهم في ابواب دقيق الكلام فقطعهم ، ونظر في شيء من كتب الفلاسفة فلمّا ورد (٩) البصرة كان يرى انه قد اورد من لطيف الكلام ما لم يسبق (٤) علمه الى ابي الهذيل ، قال ابراهيم : فناظرت أبا (٥) الهذيل في ذلك فخيّل إليّ انه لم يكن متشاغلا قطّ الا به لتصرّفه فيه وحذقه في المناظرة فيه

قال القاضي : ومناظراته مع المجوس والثنويّة وغيرهم طويلة ممدودة وكان يقطع (٦) الخصم باقلّ (٧) كلام ، يقال انه اسلم على يده زيادة على ثلاثة آلاف رجل

__________________

(١) محمد بن الهذيل : في هامش ب : قال الشهرستاني هو حمدان بن الهذيل ، (راجع الملل والنحل ص ٣٤ ولكن اسمه هناك حمدان بن ابي الهذيل) ، وفي هامش م : وفي شرح المواقف للسيد الشريف ان اسم ابي الهذيل حمدان والله اعلم

(٢) كانت ب ج س ل : كان م

(٣) كما مر ب ج س ل : ـ م

(٤) لم يسبق ب س ل م : ما سبق ج

(٥) فناظرت أبا ب ج س ل : ناظره ابي م

(٦) وكان يقطع ب ج س م : وكانت تقطع ل

(٧) باقل ب س ل م : باول ج

(٨) قال في الفهرست ص ٥٦ س ١٥ : واخذ الكلام عن عثمان بن خالد الطويل لم يلق واصلا ولا عمرا

(٩) قال الشهرستاني في الملل ٣٧ س ٥ ـ ٢ : وقد طالع كثيرا من كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة ، وس ٢٠ : ... وانما اخذ هذه المقالة من قدماء الفلاسفة ، وقال الاشعري في المقالات ص ٤٨٥ س ٧ : وهذا (يعني قوله في علم الله) اخذه ابو الهذيل عن ارسطاطاليس

٤٣

ومن (١) محاسنها انه اتاه رجل فقال له : اشكل عليّ اشياء من القرآن فقصدت (٢) هذا البلد (٣) فلم اجد عند احد ممّن سألته شفاء لما اردته فلمّا خرجت في هذا الوقت قال لي قائل : انّ بغيتك عند هذا الرجل ، فاتّق الله وأفدني! فقال ابو الهذيل : فما ذا اشكل عليك؟ قال : آيات من القرآن توهمني انها متناقضة وآيات توهمني انها ملحونة ، قال : فما ذا احبّ أليك اجيبك (٤) بالجملة او تسألني عن (٥) آية آية؟ قال : بل تجيبني بالجملة ، فقال ابو الهذيل : هل تعلم ان محمدا (٦) كان من اوسط العرب وغير (٧) مطعون عليه في لغته وانه كان عند قومه من اعقل العرب فلم يكن مطعونا عليه ، فقال : اللهم نعم ، قال ابو الهذيل : فهل تعلم ان العرب كانوا اهل جدل؟ قال : اللهم نعم ، قال : فهل اجتهدوا في تكذيبه؟ قال : اللهم (٨) نعم ، قال : فهل تعلم انهم عابوا عليه بالمناقضة او باللحن؟ قال : اللهم (٩) لا ، قال ابو الهذيل (١٠) : فتدع قولهم مع علمهم باللغة وتأخذ بقول رجل من الاوساط؟ قال : فأشهد ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله ، قال : كفاني (١١) هذا وانصرف (١٢) وتفقّه في الدين

قال المبرّد : ما (١٣) رأيت افصح من ابي الهذيل والجاحظ وكان ابو الهذيل احسن (١٤) مناظرة شهدته في مجلس وقد استشهد في جملة كلامه (١٥) بثلاث مائة بيت (١٦)

__________________

(١) ومن ب ج ل م : من س

(٢) فقصدت ب ج س ل : فقعدت م

(٣) البلد ب ج س م : البلدة ل

(٤) اجيبك ب ج س م : اجبك ل

(٥) عن ب ج ل : ـ س م

(٦) محمدا ب ج س ل : محمد م

(٧) وغير ج س ل م : غير ب

(٨) قال اللهم ج س م : فقال اللهم ب ل

(٩) قال اللهم ب ج س م : فقال اللهم ل

(١٠) قال ابو الهذيل ب ج س ل : فقال ابو الهذيل م

(١١) كفاني ب ج س ل : قد كفاني م

(١٢) وانصرف ب ج س م : فانصرف ل

(١٣) ما ب ج س ل : وما م

(١٤) احسن ب ج س ل م : + الناس ـ هامش س

(١٥) في جملة كلامه ب ج س ل : في كلامه جملة م

(١٦) انظر ابن خلكان ١ ص ٦٨٤ ـ ٦٨٥ ، وتاريخ بغداد ٣ ص ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، والاذكياء لابن الجوزي ١٩٧ ـ ١٩٨ ، والغرر والدرر ١ ص ١٧٨ ـ ١٧٩ ، والفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٥٦

٤٤

قال ثمامة : وصفت (١) أبا الهذيل للمأمون فلما دخل عليه جعل المأمون يقول لي : يا أبا معن ، وابو (٢) الهذيل يقول لي (٣) : يا ثمامة فكدت اتّقد غيظا ، فلما احتفل المجلس استشهد في عرض كلامه بسبع مائة بيت فقلت : ان شئت فكنّني وان شئت فسمّني.

وحكى يحيى بن بشر (٤) الارجاني عن النظّام قال : ما اشفقت على ابي الهذيل قطّ في استشهاد (٥) شعر الا يوم قال له الملقّب ببرغوث : اسألك عن مسئلة؟ فرفع ابو الهذيل نفسه عن مكالمته فقال برغوث (من الوافر) :

وما بقيا عليّ تركتماني

ولكن خفتما صرد (٦) النبال

(١٣) ولم اعرف في نقيضه بيتا يتمثّل به ، فبرز ابو الهذيل وقال : لا بل كما قال الشاعر (من الطويل) :

وأرفع (٧) نفسي عن بجيلة أنّني

أذلّ بها عند الكلام وتشرف (٨)

وناظر صالح بن عبد القدوس لما قال في العالم انه من اصلين قديمين نور (١٤) وظلمة كانا متباينين (٩) فامتزجا ، فقال ابو الهذيل : فامتزاجهما هو هما أم (١٠) غيرهما؟ قال : بل اقول هو هما ، فألزمه (١١) ان يكونا ممتزجين متباينين اذا لم يكن هناك معنى غيرهما ولم يرجع ذلك الا إليهما (١٢) ، فانقطع وانشأ يقول (من البسيط) :

__________________

(١) وصفت ب ج س م : وصف ل

(٢) وابو ب ج س م : وأبا ل

(٣) لي ج م : ـ ب س ل

(٤) يحيى بن بشر ب س ل م : بشر بن يحيى ج

(٥) استشهاد ب ج س ل : استهاد م

(٦) صرد ب ج ل م : صدر س

(٧) وارفع ب ج س ل م : او رفع م

(٨) وتشرف ب س ل م : واشرف ج

(٩) كانا متباينين ب س ل م : ـ ج

(١٠) أم ب س ل م : او ج

(١١) فالزمه ب س ل م : فالتزمه ج

(١٢) الا إليهما ب ج م : الى ايهما س ل

(١٣) البيت للعين المنقري ، راجع تاج العروس ١٠ ص ٤١

(١٤). (١٢ ـ ص ٤٧ س ٤) قال الشريف المرتضى في الغرر والدرر ١ ص ١٤٤ : وروى ان أبا الهذيل ناظره في مسألة مشهورة في الامتزاج الذي ادّعوه بين النور والظلمة فأقام عليه الحجة فانقطع وانشأ يقول : أبا الهذيل ...

٤٥

أبا الهذيل جزاك (١) الله من رجل (٢)

فانت حقّا لعمري مفضل (٣) جدل

وصالح هذا كان ثنويّا معروفا ، وروي انه ناظره مرّة وقطعه (٤) فقال : على ايّ شيء تعزم يا صالح؟ قال (٥) : استخير الله واقول بالاثنين ، فقال ابو الهذيل : فأيّهما (٦) استخرت لا أمّ لك؟ الى غير ذلك من مناظراته (٧) كما روى محمد بن عيسى (٨) النظّام قال : (٢٧)

مات لصالح بن عبد القدوس ابن فمضى إليه ابو الهذيل ومعه النظام وهو غلام حدث فرآه حزينا فقال (٩) : لا اعرف لجزعك (١٠) وجها الا اذا (١١) كان الانسان عندك (١٢) كالزرع ، فقال (١٣) : انما اجزع (١٤) لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك ، قال (١٥) : وما كتاب الشكوك (١٦)؟ قال (١٧) : كتاب وضعته ، من قرأ فيه (١٨) شكّ فيما كان حتى يتوهّم انه لم يكن وفيما (١٩) لم يكن حتى يظنّ (٢٠) انه قد كان ، قال (٢١) ابو الهذيل : فشكّ انت (٢٢) في موت ابنك واعمل على انه لم يمت وإن كان قد مات! فشكّ (٢٣) انه قد قرأ ذلك الكتاب (٢٤) وإن كان (٢٥) لم (٢٦) يقرأه! (٢٨)

__________________

(١) جزاك ب ج س ل م : هداك ـ الغرر

(٢) من رجل ب ج س ل م : يا رجل ـ الغرر

(٣) مفضل ب ج س ل م : معضل ـ الغرر

(٤) وقطعه ج س ل م : فقطعه ب

(٥) قال ب ج س ل : فقال م

(٦) فايهما ب س ل م : فبايهما ج

(٧) مناظراته ب ج م : مناظرته س ل

(٨) عيسى ب ج س ل : على م

(٩) فمضى إليه ... فقال ب ج س ل م : فجزع عليه ووافاه ابو الهذيل كالمتوجع له فرآه خرفا فقال له ابو الهذيل ـ الفهرست

(١٠) لجزعك ب ج س ل م : + عليه ـ الفهرست

(١١) الا اذا ب ج س ل م : اذ ـ الغرر

(١٢) عندك ب ج س ل م : في هامش ج+ ليس

(١٣) فقال ب ج س ل م : قال صالح يا أبا الهذيل ـ الفهرست

(١٤) اجزع ب ج س ل م : + عليه ـ الفهرست

(١٥) قال ب ج س ل م : فقال له ـ الفهرست

(١٦) وما كتاب الشكوك ب ج س ل م : كتاب الشكوك ما هو يا صالح ـ الفهرست

(١٧) قال ب ج س ل م : + هو ـ الفهرست

(١٨) من قرأ فيه ب ج س م : ـ ل ، من قرأه ـ الفهرست

(١٩) وفيما ب ج س ل م : وما ـ الفهرست

(٢٠) يظن ب ج س ل م : يتوهم ـ الفهرست

(٢١) قال ب ج س ل : + له ـ الفهرست ، فقال م

(٢٢) فشك انت ب ج س ل م : تشك انت ـ الفهرست

(٢٣) فشك ب ل م : وشك ج س ، + أيضا في ـ الفهرست

(٢٤) ذلك الكتاب ب ج س ل م : كتاب الشكوك ـ الفهرست

(٢٥) كان ب ج س ل : ـ م

(٢٦) لم ب ج م : لا س ل

(٢٧) راجع غرر الفوائد ص ١٤٤ س ٨ ـ ١٠

(٢٨) راجع الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ص ٥٦ س ٢١ ـ ص ٥٧ س ٦ ، ووفيات الاعيان ١ ص ٦٨٥ ، وروضات الجنات ١٥٨

٤٦

ومات ابو الهذيل وهو ابن (١) مائة وخمسين سنة ذكره القاضي عن محمد بن زكريا الغيلاني ، وذكر الغيلاني في كتاب المشايخ ان عمره مائة سنة (٢) وقيل مائة وخمس ، وذكر المرتضى انه مات اوّل (٣) ايام المتوكّل سنة خمس وثلاثين ومائتين ، (١٤) قال ابن يزداذ في كتاب المصابيح قال : حدّثني ابو بكر الزبيري قال : كنت بسر من رأى (٤) لما مات ابو الهذيل فجلس الواثق في مجلس التعزية وهذا يدلّ على (٥) انه مات (٦) ايام الواثق ، وذكروا (٧) انه صلّى عليه احمد بن ابي دواد (٨) القاضي فكبّر عليه خمسا ثم لما مات هشام بن عمرو (٩) فكبّر عليه اربعا ، فقيل له في ذلك فقال : ان أبا الهذيل كان يتشيّع لبني هاشم فصلّيت عليه صلاتهم ، وابو الهذيل كان يفضّل عليّا على عثمان وكان الشيعي في ذلك الزمان من يفضّل عليّا على عثمان (١٠) ، ومات الواثق سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (١١) ومات احمد بن ابي دواد (١٢) (١٥) في (١٣) سنة ثلاث وستين ومائتين وهذا يدلّ على ان أبا الهذيل مات سنة خمس

__________________

(١) ابن ب ج س ل : ـ م

(٢) سنة ب س ل م : ـ ج

(٣) اوّل ب ج س م : ـ ل

(٤) بسر من رأى ب س ل : بسرمر ج ، بسرمراري م

(٥) على ج : ـ ب س ل م

(٦) مات ب ج س ل : + اوّل م

(٧) وذكروا ب ج س ل : وذكر م

(٨) داود ب : داود ج س ل ، داد م

(٩) عمرو ب ج س ل : عمر م

(١٠) وكان الشيعى ... علي عثمان ب ج س ل : ـ م

(١١) ومائتين ب ج ل م : ـ س

(١٢) دواد : داود ب ج س ل ، داد م

(١٣) في ج س ل م : ـ ب

(١٤) قال الشريف المرتضى في غرر الفوائد ودرر القلائد ١ ص ١٧٨ س ١٢ ـ ١٣ : توفي في اوّل ايام المتوكل سنة خمس وثلاثين ومائتين وسنه مائة سنة ، وقال ابن النديم في الفهرست (فوك لاهور) ص ٥٦ س ١٦ ـ ١٩ : توفي لهو الهذيل بسرمري سنة ست وعشرين ومائتين وكانت سنه مائة سنة واربع سنين وسئل ابو الهذيل عن مولده فقال : ولدت سنة خمس وثلاثين ومائة ، وتوفي ابو الهذيل في اوّل خلافة المتوكل في سنة خمس وثلاثين ومائتين وكانت سنه مائة سنة ، وراجع ابن خلكان وفيات ١ ص ٦٨٥ ، والشهرستاني ص ٣٧ ، وتاريخ بغداد ٣ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، ومروج الذهب ٧ ص ٢٣١ ـ ٢٣٢

(١٥) قال ابن المرتضى ج ورقة ٦٥ ب : وحكى الجاحظ انه كان في الصدر الاول لا يسمي شيعيا الا من قدم عليا على عثمان ولذلك قيل : شيعي وعثماني فالشيعي من قدم عليا على عثمان والعثماني بالعكس ، قال : وكان واصل بن عطاء ينسب الى التشيع. في ذلك الزمان لأنه كان يقدم عليا على عثمان

٤٧

وثلاثين ومائتين (١) على ما ذكره المرتضى ، قال ابو القاسم : ولد ابو (٢) الهذيل سنة (١١) اربع وثلاثين ومائة وكان مولّى لعبد القيس ، وذكر ابو الحسين (٤) الخيّاط انه ولد سنة (٥) احدى وثلاثين ومائة (٣) (١٢)

وكان ابو الهذيل يأخذ من السلطان في كل سنة ستّين الف درهم ويفرّقه على (٦) اصحابه ، وانشد ابن يزداذ لبعضهم في مدح ابي الهذيل (من الخفيف) :

آل أمر الإجبار شرّ (٧) مآل

وانثنى مذعنا (٨) بخزي (٩) مذال

بين نابي (١٠) ابي الهذيل حسام

بيد الدين مرهف في صقال

قد رأيناه والخليفة يسطو

بيمين من رأيه وشمال

قل لأهل الإجبار شاهت وجوه

وقلوب ولدن تحت الضلال

من يقم في دجى من الشكّ فالنو

م ر مناط بغرّة الاعتزال

وفيه يقول المأمون (من الوافر) :

أظلّ ابو الهذيل على الكلام

كإظلال الغمام على الأنام

ومن طبقته ابو اسحاق ابراهيم بن سيّار النظّام ، قال ابو القاسم : هو من اهل البصرة ، قال المرتضى : وهو مولى (١٣)

__________________

(١) وهذا يدل ... ومائتين ب ج س ل : ـ م

(٢) ابو ب ج س ل : ابي م

(٣) وكان مولى ... ومائة ب ج ل م : ـ س

(٤) الحسين ب ج ل : الحسن م

(٥) سنة ب ج م : ـ ل

(٦) على ب ج ل م : في س

(٧) شر ب س ل م : ـ ج

(٨) مذعنا ب ج س : راجعا ل م

(٩) بخزي ب س م : بحزج ، يجري ل

(١٠) نابي ب ج س ل م : لحى س في الهامش

(١١) انظر الغرر والدرر ١ ص ١٧٨ س ١٢ ـ ١٣ ، وانظر الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٥٦ ، وابن خلكان ١ ص ٦٨٥ ، والشهرستاني ٣٧ ، وتاريخ بغداد ٣ ص ٣٧٠

(١٢) انظر أيضا المروج للمسعودي ٧ ص ٢٣١ ـ ٣٢

(١٣) قال في الغرر والدرر ١ ص ١٨٧ س ١٢ : وقيل إنه مولى الزياديين من ولد العبيد ، وانظر أيضا الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٦٠ ، وجاء في الفصل لابن حزم ٤ ص ١٩٣ ، مولى بني بحير بن الحارث بن عباد الضبي

٤٨

قال ابو عبيدة : ما ينبغي ان يكون في الدنيا مثله فاني امتحنته فقلت له (١) : ما عيب الزجاج؟ فقال على البديهة : يسرع (٢) إليه الكسر ولا يقبل الجبر (٩)

وروى انه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وتفسيرها مع (٣) كثرة حفظه الاشعار والاخبار واختلاف الناس في الفتيا

وناظر أبا الهذيل في الجزء فألزمه ابو الهذيل مسئلة الذرّة والنمل (٤) وهو اوّل (١١) من استنبطها (٥) ، فتحيّر النظام فلما جنّ عليه الليل نظر إليه ابو الهذيل واذا النظام قائم ورجله في الماء يتفكّر فقال : يا ابراهيم هكذا حال من ناطح الكباش ، فقال : يا أبا الهذيل جئتك بالقاطع : انه يطفر بعضا ويقطع بعضا ، فقال ابو الهذيل : ما يقطع (٦) كيف يقطع (٧)؟ (١٠)

وذكر جعفر بن يحيى البرمكي ارسطاطاليس فقال النظام : قد نقضت عليه كتابه ، فقال جعفر : كيف وأنت لا تحسن ان تقرأه؟ فقال : ايّما أحبّ أليك ان اقرأه من اوّله الى آخره أم من آخره الى أوّله؟ ثم اندفع (٨) يذكر شيئا فشيئا وينقض عليه فتعجّب منه جعفر

ويكفيك ان الجاحظ كان من تلامذته ، قال الجاحظ : الاوائل يقولون :

__________________

(١) له ج س ل م : ـ ب

(٢) يسرع ب ج س ل : شرع م

(٣) مع ب ج س ل : معا م

(٤) النمل : في الاصول النعل

(٥) استنبطها : استنبطه ـ الاصول

(٦) ما يقطع ج م : ـ ب س ل

(٧) يقطع ج : تقطع ل ، بلا نقط ب س م

(٨) اندفع ب ج س م : + جعفر ل

(٩) انظر الحيوان للجاحظ ٣ ص ٤٧١ و ٧ ص ١٦٥ ، وروضات الجنات ٤٢

(١٠) انظر مقالات الاشعري ٣٢١ ـ ٣٢٥ ، والفصل لابن حزم ٥ ص ٦٤ ، والمواقف للايجي (مصر ١٣٦٥) ٧ ص ١٠ ، والفرق للبغدادي ١٢٤ ، والشهرستاني ٣٨ ، والتبصير للاسفرائني ٤٣

(١١) انظر الشهرستاني ٣٨ / ٣٩

٤٩

في كل الف سنة رجل لا نظير له فان كان (١) ذلك صحيحا فهو ابو اسحاق النظام

قيل وله اشعار تأخذ بالقلب والسمع ملاحة (٢٣)

وروي ان الخليل قال له وهو شابّ ممتحنا (٢) له وفي يد الخليل قدح زجاج : يا بنيّ صف لي هذا (٣)! فقال : امدح (٤) أم (٥) اذمّ (٦)؟ قال (٧) : بل امدح (٨)! فقال (٩) : نعم يريك (١٠) القذى ، ولا يقبل (١١) الأذا ، ولا يستر (١٢) ما ورا (١٣) ، قال : فذمّها! قال : سريع كسرها ، بطيء جبرها ، قال : فصف لي (١٤) هذه النخلة (١٥)! فقال (١٦) مادحا (١٧) : حلو مجتناها (١٨) ، باسق منتهاها ، ناضر (١٩) اعلاها ، وقال في ذمّها (٢٠) : صعبة المرتتى ، بعيدة المجتنى ، محفوفة بالأذى ، فقال الخليل : يا بنيّ نحن الى التعلّم (٢١) منك احوج ، الى غير ذلك (٢٢) من المحاسن (٢٤)

__________________

(١) كان ب ج س ل : ـ م

(٢) ممتحنا ب ج س ل : ممتحلا م

(٣) هذا ب ج س ل م : هذه الزجاجة ـ الغرر

(٤) امدح ب ج س : ١ بمدح ل والغرر

(٥) أم ج س ل م : او ب

(٦) اذم ب ج س م : ذم ل ، بذم ـ الغرر

(٧) قال ب ج س ل : فقال م

(٨) بل امدح ب ج س ل م : بمدح ـ الغرر

(٩) فقال ب ج س ل م : قال ـ الغرر

(١٠) يريك ب س ل م : تريك ج والغرر

(١١) يقبل ب ج س ل م : تقبل ج والغرر

(١٢) يستر ب ج س ل م : تستر ـ الغرر

(١٣) ورا : كذا في الاصول

(١٤) لي ب ج س ل م : ـ الغرر

(١٥) النخلة ب ج س ل م : + واومأ الى نخلة في داره ـ الغرر

(١٦) فقال ب ج س ل : قال م

(١٧) مادحا ب ج س ل م : أبمدح أم بذم؟ قال بمدح قال هي ـ الغرر

(١٨) مجتناها ل م : مجناها ب ج س

(١٩) ناضر ب : ناظر ج س ل م

(٢٠) وقال في ذمها ب ج س ل م : قال فذمها قال هي ـ الغرر

(٢١) التعلم ب ج م : التعليم س ل

(٢٢) غير ذلك ب ج س م : غيرك ل

(٢٣) انظر الفهرست لابن النديم (فوك لاهور) ٦٠ ، والغرر للشريف المرتضى ١ ص ١٨٨ ، والمحاسن للبيهقي ٤٣٨

(٢٤) في الغرر والدرر ١ ص ١٨٩ س ١ ـ ٧ : وحكي ان أبا النظام جاء به وهو حدث الى الخليل بن احمد ليعلّمه فقال له الخليل يوما يمتحنه وفي يده قدح زجاج الخ

٥٠

روي (١) انه كان يقول وهو يجود بنفسه : اللهم ان كنت تعلم انّي لم اقصّر في نصرة توحيدك اللهم ولم (٢) اعتقد مذهبا الا سنده التوحيد اللهم ان كنت تعلم ذلك منّي فاغفر لي ذنوبي وسهّل عليّ سكرة (٣) الموت! قالوا (٤) : فمات من ساعته (٦)

قال الجاحظ : ما رأيت احدا (٥) اعلم بالكلام والفقه من النظام

ومن هذه الطبقة ابو سهل بشر بن المعتمر الهلالي ، قال ابو القاسم : وهو من اهل بغداذ ، وقيل : بل من اهل الكوفة ، ولعله كان كوفيّا ثم انتقل الى بغداذ ، وهو رئيس معتزلة بغداذ (٧)

وله قصيدة اربعون الف بيت ردّ فيها على جميع المخالفين

وقيل للرشيد إنه رافضي فحبسه ، فقال في الحبس شعرا (من الرجز) :

لسنا من الرافضة الغلاة

ولا من المرجئة الحفاة

لا مفرطين بل نرى الصّديقا

مقدّما والمرتضى الفاروقا

__________________

(١) روى ب ج س ل : وروى م

(٢) ولم ب ج ل م : ولا س

(٣) سكرة ب ج س ل : سكرات م

(٤) قالوا ب ج : قال ل م ، ـ س

(٥) احدا ب ج ل م : ـ س

(٦) في الانتصار للخياط ص ٤١ س ١٤ ـ ص ٤٢ س ١ : ولقد اخبرني عدة من اصحابنا ان ابراهيم رحمه‌الله قال وهو يجود بنفسه : اللهم ان كنت تعلم اني لم اقصّر في نصرة توحيدك ولم اعتقد مذهبا من المذاهب اللطيفة الا لأشد به التوحيد ، فما كان منها يخالف التوحيد فانا منه بريء. اللهم فان كنت تعلم أني كما وصفت فاغفر لي ذنوبي وسهل علي سكرة الموت ، قالوا : فمات من ساعته

وفي التبصير للاسفرائني ص ٤٤ س ١١ ـ ١٧ : وكان سيرته الفسق والفجور فلا جرم كان عاقبته انه مات سكران وكان قد قال صفة حاله :

ما زلت آخذ روح الزق في لطف

واستبيح دما من غير مذبوح

حتى انثنيت ولي روحان في بدن

والزق مطرح جسم بلا روح

وكان آخر كلامه وما ختم به عمره انه كان يده في القدح وهو على علية فأنشأ يقول :

اشرب على طرب وقل لمهدد

هون عليك يكون ما هو كائن

فلما تكلم بهذا الكلام سقط من تلك العلية ومات باذن الله تعالى

(٧) راجع غرر الفوائد ١ ص ١٨٦ س ٣ ـ ٤ ، والفهرست (فوك لاهور) ٥٩ ، ولسان الميزان ٢ ص ٣٣

٥١

نبرأ من عمرو ومن معاوية (٢٣)

الى آخر ما ذكره (١) ، فلما بلغت الرشيد افرج عنه

قال القاضي : وكان زاهدا عابدا داعيا الى الله تعالى

وقال بعض المجبرة لاصحاب بشر (٢) : انتم تحمدون الله على ايمانكم؟ فقالوا (٣) : نعم ، فقال (٤) المجبر (٥) : فكأنه يحبّ (٦) ان يحمد على ما لم يفعل وقد ذمّ (٧) ذلك في كتابه (٨) ، فاقبل ثمامة (٩) فقال (١٠) : هؤلاء اجابوك (١١) وهذا ابو مضر (١٢) فاسأله (١٣)! فسأله فقال (١٤) : لا بل هو يحمدني على الايمان (١٥) لأنه امرني به ففعلته وانا احمده على الامر به والتقوية عليه (١٦) ، فانقطع المجبر ، فقال بشر : شنعت (١٧) المسألة (١٨) فسهلت (٢٤)

قال الجاحظ : لم أر احدا قوى (١٩) (٢٠) على المخمّس (٢١) والمزدوج ما قوى عليه بشر ، (٢٥) (٢٦) وهو القائل (٢٢) (من الكامل) :

__________________

(١) ذكره ج م : ذكر ب س ل

(٢) وقال ... بشر ب ج س ل م : وحكي انه كان يوما في مجلسه وعنده اصحابه ومعه مجبر يسألهم ويقول ـ الغرر

(٣) فقالوا ب ج س ل م : وهم يقولون ـ الغرر

(٤) فقال ج س م : قال ل ، فقالت ب ، فيقول ـ الغرر

(٥) المجبر ج س ل م : المجبرة ب ، لهم ـ الغرر

(٦) يحب ج والغرر : يحب ل ، بلا نقط ب س م

(٧) ذم ب ج س ل : + على م

(٨) كتابه ب ج س ل م : + فيقولون له : انما ذم من احب ان يحمد على ما لم يفعل ممن لم يعن عليه ولم يدع إليه وهو يشغب اذ ـ الغرر

(٩) ثمامة ب ج س ل م : + بن اشرس ـ الغرر

(١٠) فقال ب ج س ل م : + بشر للمجبر ـ الغرر

(١١) هؤلاء اجابوك ب ج س ل م : قد سألت القوم واجابوك ـ الغرر

(١٢) مضر ب ج س ل م : معن ـ الغرر ، واظنه صحيحا لان كنية ثمامة ابو معن

(١٣) فاسأله ب ج س ل م : + عن المسألة ـ الغرر

(١٤) فسأله فقال ب ج س ل م : فقال له : هل يجب عليك ان تحمد الله على الايمان؟ قال ـ الغرر

(١٥) على الايمان ب ج س ل م : عليه ـ الغرر

(١٦) عليه ب ج س ل م : + والدعاء إليه ـ الغرر

(١٧) شنعت ج والغرر : شيعت ل ، سفعت م ، بلا نقط سعت ب س

(١٨) المسألة ب ج س ل : المسلمة م ، ـ الغرر

(١٩) احدا قوى ب ل : احدا اقوى ج س ل

(٢٠) قوى : اقوى ـ الاصول كلها

(٢١) الخمس ب س ل م : الحمس ج

(٢٢) القائل ب ج س ل : + شعرا م

(٢٣) راجع فرق الشيعة ١٢ ـ ١٤

(٢٤) راجع غرر الفوائد ١ ص ١٨٦ س ٥ ـ ١١

(٢٥) راجع الفهرست لابن النديم ١٦٢ (وفوك لاهور ٥٩)

(٢٦). (٩ ـ ص ٥٤ س ٦) راجع غرر الفوائد ١ ص ١٨٧ س ١ ـ ٩

٥٢

إن كنت تعلم ما أقو

ل (١) وما تقول (٢) فأنت عالم

او كنت تجهل ذا وذا

ك فكن لأهل العلم (٣) لازم

أهل الرئاسة من ينا

زعهم رياستهم فظالم

سهرت عيونهم وان

ت عن الّذي قاسوه نائم (٤)

لا تطلبنّ رئاسة

بالجهل انت لها مخاصم

لو لا مقامهم رأيت

الدّين مضطرب الدعائم

(١١) وثمامة من تلامذة بشر بن المعتمر ، ومن شعر بشر قوله لهشام بن الحكم (من الطويل) :

تلعّنت بالتوحيد حتّى كأنّما

تحدّث عن غول ببيداء سملق

لان الغول عند العرب تقلّب نفسها من صورة الى صورة ، كذلك هشام بن الحكم قال (٥) فيه مقالات كثيرة ، فمرّة قال (٦) : نور يتلألأ ، ومرّة قال : من حيث جئته (٧) رأيته ، ومرّة قال : هو مثل الانسان

ومن هذه الطبقة معمّر بن عبّاد السلمى يكنّى أبا عمرو ، وكان عالما عدلا (١٢) وتفرّد بمذاهب سنذكرها ان شاء الله تعالى ، وكان بشر بن المعتمر وهشام بن عمرو وابو الحسن (٨) المدائني من تلامذته

قال القاضي : ولما منع الرشيد من (٩) الجدال وحبس (١٠) اهل علم الكلام كتب (١٣)

__________________

(١) اقول ب ج س ل م : تقول ـ الصفدي

(٢) تقول ب ج س ل م : اقول ـ الصفدي

(٣) لاهل العلم ب ج س ل م : للعلم ـ الصفدي

(٤) نائم ب ج س ل م : حالم ـ الغرر والدرر

(٥) قال ج س ل م : يقال ب

(٦) فمرة قال ب ج س ل : + هو م

(٧) جئته ب ج س ل : جئت م

(٨) الحسن ب س : الحسين ج ل م

(٩) من ج س ل : عن ب م

(١٠) وحبس ب ج س م : وحبسوا ل

(١١) راجع الصفدي في مقالات الاشعري الفهرست ص ٧ ، والغرر والدرر ١ ص ١٨٧

(١٢) جاء في الفهرست (فوك لاهور) ان كنيته ابو معتمر وابو عمرو ، وفي الفصل (٤ ص ١٩٤ و ٥ ص ٥٥) لابن حزم أيضا ان كنيته ابو معتمر (معمر بن عمرو العطار البصري)

(١٣). (١٦ ـ ص ٥٦ / ٥) : قابل ص ٥٨ س ١١ ـ ص ٥٩ س ١٨

٥٣

إليه ملك السند : انك رئيس قوم لا ينصفون ويقلّدون الرجال ويغلبون بالسيف فان كنت على ثقة من دينك فوجّه إليّ من اناظره فان كان الحقّ معك اتّبعناك وان كان معي تبعتني (١) (٢) ، فوجّه إليه قاضيا ، وكان عند الملك رجل من السمنيّة وهو الذي حمله على هذه المكاتبة فلما وصل القاضي إليه اكرمه ورفع مجلسه فسأله السمني (٣) فقال : اخبرني عن معبودك هل هو القادر ، قال : نعم ، قال : أفهو (٤) قادر ان يخلق مثله؟ فقال القاضي : هذه المسألة من علم الكلام وهو بدعة واصحابنا ينكرونه ، فقال السمنيّ : من اصحابك؟ فقال : فلان وفلان وعدّ جماعة من الفقهاء ، فقال السمني للملك : قد كنت اعلمتك دينهم واخبرتك بجهلهم وتقليدهم وغلبتهم بالسيف ، قال : فأمر ذلك الملك (٥) القاضي بالانصراف وكتب معه (٦) الى الرشيد : اني كنت بدأتك بالكتاب وانا على غير يقين مما حكي لي عنكم فالآن قد تيقّنت (٧) ذلك بحضور القاضي ـ وحكى له في (٨) الكتاب ما جرى

فلمّا ورد الكتاب على الرشيد قامت قيامته وضاق صدره وقال : أليس لهذا الدين من يناضل عنه (٩)؟ قالوا : بلى يا امير المؤمنين هم الذين نهيتهم عن الجدال في الدين وجماعة منهم في الحبس ، فقال : أحضروهم! فلما حضروا قال : ما تقولون في هذه المسألة؟ فقال صبي من بينهم (١٠) : هذا (١١) السؤال محال لأن المخلوق لا يكون الا محدّثا (١٢) والمحدث لا يكون مثل القديم فقد استحال ان يقال : يقدر على ان يخلق مثله او لا يقدر كما استحال ان يقال (١٣)

__________________

(١) فوجه الى ... تبعتني ب ج س ل : ـ م

(٢) تبعتني ب س ل : اتبعتني ج

(٣) السمني ب ج س م : + من الفقهاء ل

(٤) قال أفهو ب ج س ل : فقال أهو م

(٥) ذلك الملك ب ج س ل : الملك ذلك م

(٦) معه ب ج ل م : + الملك س

(٧) قد تيقنت ب ج س ل : قد نعنت م

(٨) في ب ج س ل : + آخر م

(٩) عنه ب ج م : عليه س ل

(١٠) من بينهم ب ج س ل : منهم م

(١١) هذا ب ج ل م : ـ س

(١٢) لا يكون الا محدثا ب ج ل : يكون محدثا س ، لان الا محدثا م

(١٣) يقدر على ... ان يقال ب ج س ل : ـ م

٥٤

يقدر ان يكون (١) عاجزا او جاهلا ، فقال الرشيد : وجّهوا بهذا الصبي الى السند حتى يناظرهم! فقالوا : انه لا يؤمن ان يسألوه عن غير هذا فيجب ان توجّه (٢) من يفي بالمناظرة في كل (٣) العلم ، قال الرشيد : فمن لهم؟ فوقع اختيارهم على معمر ، فلما قرب من السند بلغ خبره ملك (٤) السند فخاف السمني ان يفتضح على يديه وقد كان عرفه من قبل فدسّ من سمّه في الطريق فقتله

قلت (٥) : وجواب الصبي الذي قدّمنا حكايته غير سديد (٦) من احد طرفيه لأنه قال : يحال السؤال والصحيح انه (٧) لا يحال هنا بل يجاب بانه مستحيل لما ذكره والمستحيل غير مقدور ولا يستلزم (٨) تعذّره العجز كما سيأتي

وكان الرشيد نهى عن الكلام وامر بحبس المتكلّمين ، حمله على ذلك قوم لم يعرفوه (٩) والمرء عدوّ ما (١٠) جهله

وحكي انه اجتمع عند الرشيد رجلان من المتكلّمين فتكلّما في مسئلة فقال لبعض الفقهاء : احكم بينهما ، فقال : هذا امر (١١) لا يعنيني وانا لا احكم في امر لا يعنيني ، فأمر له بصلة وقال : هذا جزاء من لا يشتغل (١٢) بما لا يعنيه

وحكي انه اجتمع أيضا عنده رجلان يتكلّمان في مسئلة من الكلام فبعث بهما الى الكسائي لينظر ما (١٣) بينهما فلما دخلا عليه وتكلّما وبلغا الى موضع لا يعرفه قال : هما زنديقان يقتلان

ومن (١٤) هذه الطبقة ابو بكر عبد الرحمن بن كيسان الاصمّ ، وكان من افصح الناس وافقههم وأورعهم خلا (١٥) انه كان يخطّئ عليّا عليه‌السلام في كثير

__________________

(١) يكون ج : تكون ل ، بلا نقط ب س م

(٢) توجه ب س ل م : يوجه إليهم ج

(٣) كل ب ج ل م : ـ س

(٤) ملك ب ج س ل : لملك م

(٥) قلت ج س ل : قال مولانا عليه‌السلام ب م

(٦) سديد ج ل : شديد م ، بلا نقط ب س

(٧) انه ب ج ل م : ان س

(٨) يستلزم ج س ل م : يلزم ب

(٩) لم يعرفوه ج س ل م : لا يعرفونه ب

(١٠) ما ج س ل م : ـ ب

(١١) امر ج س ل م : الامر ب

(١٢) لا يشتغل ب ج س ل : يشتغل م

(١٣) ما ب س ل م : فيما ج

(١٤) من ب ج س م : ـ ل

(١٥) خلا ب ج س ل م : حكى م

٥٥

من افعاله ويصوب معاوية في بعض افعاله ، قال القاضي : ويجري (١) منه حيف عظيم على امير المؤمنين وكان بعض اصحابه يعتذر له (٢) فيقول : بلي بمناظرة هشام ابن الحكم ، فنقلوا هذا ونقلوا هذا والله اعلم

وله تفسير عجيب ، وكان جليل المقدار يكاتبه (٣) السلطان ، قيل : كان (١٤) يصلّي ومعه (٤) في مسجده (٥) في البصرة ثمانون شيخا ، وهو احد من له الرئاسة في حياته فقط ، ولأبي (٦) الهذيل معه مناظرات ، وكان ابو علي لا يذكر احدا (٧) في تفسيره الا الاصمّ واذا ذكره قال : لو اخذ في فقهه ولغته لكان خيرا (٨) له ، واخذ عنه ابن عليّة

ومن هذه الطبقة ابو شمر الحنفى ، وكان (٩) يخالف في شيء من الارجاء ، (١٥) وكان يناظر وهو لا (١٠) يتحرّك منه شيء ويرى (١١) كثرة الحركات عيبا ، فكلّمه (١٢) النظّام (١٦) في مجلس الحسن بن أيوب الهاشمي امير البصرة فضغطه (١٣) الكلام فحلّ حبوته

__________________

(١) ويجري ب س ل م : ويروى ج

(٢) له ب س ل م : ـ ج

(٣) يكاتبه ب ج ل م : يكاتب س

(٤) ومعه ب ل م : معه ج س

(٥) مسجده ب ج س ل : مسجد م

(٦) ولأبي ب ج س ل : قال ولأبي م

(٧) احدا ج س ل م : ـ ب

(٨) خيرا ب ج س ل : خير م

(٩) وكان ب ج س ل : كان م

(١٠) وهو لا ب ج س ل : ولا م

(١١) ويرى ب س ل م : وترى ج

(١٢) فكلمه ب ج س ل : وكلمه م

(١٣) فضغطه ب ج س : ففغطه م ، فقطعه ل

(١٤) وله تفسير عجيب : قابل الفهرست ص ٣٢ (فوك لاهور ٦٨)

(١٥) كان ابو شمر من المرجئة القدرية ، راجع الشهرستاني ١٠٥ ، ١٠٧ ، والبغدادي في الفرق ١٩ ، ١٩٠ ، والانتصار ١٢٧ ، ومقالات الاشعري ١٣٤ ـ ١٣٥ ، ١٤٣ ، ٤٧٧

(١٦). (١٠ ـ ص ٥٨ س ٣) قال الجاحظ في البيان ١ ص ٩١ ـ ٩٢ : وكان ابو شمر اذا نازع لم يحرك يديه ولا منكبيه ولم يقلب عينيه ولم يحرك رأسه حتى كأن كلامه انما يخرج من صدع صخرة وكان يقضي على صاحب الاشارة بالافتقار الى ذلك وبالعجز عن بلوغ ارادته وكان يقول : ليس من حق المنطق ان تستعين عليه بغيره حتى كلمه ابراهيم بن سيار النظام عند أيوب بن جعفر ، فاضطره بالحجة وبالزيادة في المسألة حتى حرك يديه وحل حبوته وحبا إليه حتى اخذ بيديه ، وفي ذلك اليوم انتقل أيوب من قول ابي شمر الى قول ابراهيم ، وكان الذي غر أبا شمر وموه له هذا الرأي ان اصحابه كانوا يستمعون منه ويسلمون له ويميلون إليه ويقبلون كل ما يورده عليهم ويثبته عندهم ، فلما طال عليه توقيرهم له وترك مجاذبتهم اياه وخفت مئونة الكلام عليه نسي حال منازعة الاكفاء ومجاذبة الخصوم ، وكان شيخا وقورا وزميتا ركينا وكان ذا تصرف في العلم ومذكورا بالحلم

٥٦

وتحرّك في مجلسه وما زال يزحف حتى قبض على يد النظام فتبيّن الامير ومن حضر انقطاعه فترك الامير القول بالارجاء ، قال الجاحظ : وكان ابو شمر (١) يكلّم (٢) متّبعيه (٣) فلمّا كلّمه النظام اخرجه عن طبعه

ومن هذه الطبقة جماعة غيرهم اي غير هؤلاء الذين ذكرناهم كإسماعيل بن ابراهيم ابى عثمان الآدمي (٤) ، وكان (٥) عالما فاضلا زاهدا (٦) جدلا حاذقا في مسائل الكلام

ومنهم ابو مسعود (٧) عبد الرحمن العسكري وكان مقدّما في الكلام والحديث

ومنهم ابو خلدة وكان شيخا مقدّما (٩) في الكلام (٨) ، وكان مذهبه مذهب معمّر في افعال الطبائع لا في المعاني ، قيل : وكان يقول بشيء من الارجاء (١٥)

وقيل إنه هو الذي وجّهه هارون الى الهند للمناظرة فدسّ إليه (١٠) خصمه من (١٦) سمّه في الطريق ، حكى ابو الحسين الخيّاط ان بعض ملوك الهند كتب الى الرشيد فقال (١١) : لتوجّه (١٢) إليّ (١٣) رجلا من علماء المسلمين ليعرّفنا (١٤) الاسلام ، وذكر ان

__________________

(١) وكان ابو شمر ب ج ل م : ـ س

(٢) يكلم ب س ل م : يتكلم ج

(٣) متبعيه ب س ل م : بطبعه ج ، وفي الهامش : كذا في الام متبعيه

(٤) الادمي ب ج س ل : الاديبي م

(٥) وكان ج س ل م : كان ب

(٦) فاضلا زاهدا ب ج ل م : زاهدا فاضلا س

(٧) مسعود ب س ل م : سعيد ج

(٨) والحديث ... شيخا مقدما في الكلام ب ج س ل : ـ م

(٩) مقدما ب س ل : متقدما ج

(١٠) إليه ب س ل م هامش ج : عليه ج

(١١) فقال ج س ل م : ـ ب

(١٢) لتوجه ج ل : ليوجه م ، بلا نقط ب س

(١٣) الي ج س ل م : ـ ب

(١٤) ليعرفنا ل : ليعرفه ب ج س ، لتعرفه م.

(١٥) قابل مثلا الانتصار ٥٤ / ٥٥

(١٦). (١١ ـ ص ٥٩ س ١٨) : قابل ص ٥٤ س ١٦ ـ ص ٥٦ س ٥

٥٧

عنده رجلا من اهل علم الكلام حتى يحاجّه ، فوجّه رجلا من المحدّثين شيخا بهيّا (١) وكتب إليه : اني قد وجّهت أليك شيخا عالما ، فخاف الرجل الهندي الذي كان عند الملك (٢) ان يكون من اهل (٣) الكلام فيفضحه فوجّه إليه (٤) برجل (٥) في السرّ ليتعرّف خبره فلقيه في الطريق فوجده صاحب حديث فرجع الى صاحبه فاخبره (٦) به فسر بذلك ، فلما ورد على الملك جمع بينه وبين صاحبه وجمع علماء اهل مملكته فقال له الهندي : ما الدليل على ان دينك حقّ؟ فقال المحدّث : حدّثنا سفيان الثوري بكذا وحدّثنا شعبة (٧) بكذا وحدّثنا ابن عون بكذا والهندي ساكت فلما اتى على ما اراد قال له الهندي : من اين علمت انّ هذا (٨) الذي روي لك هذه الروايات عنه (٩) صادق فيما ادّعاه من النبوة؟ فتلا آيات من القرآن نحو قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) (٤٨ الفتح : ٢٩) فقال له الهندي : ومن اين علمت ان هذا الكلام من عند الله؟ ولعلّ صاحبك وضعه ، فلم (١٠) يدر ما يقول وسكت ، فاجازه الملك وكتب الى هارون بخبره (١١) وذكر ان الذي وجّهته (١٢) لا يصلح لما اردناه وانما نريد رجلا متكلّما ليحتجّ لاصل (١٣) دينه ولاصل الاسلام

فلما ورد (١٤) الكتاب والمحدّث على هارون قال : اطلبوا متكلّما ، فوجدوا أبا خلدة فقيل له : أتثق بنفسك في مناظرته؟ فقال : انا له ان شاء الله تعالى ، فوجّه به الرشيد في مركب وكتب الى ملك الهند (١٥) : اني قد وجّهت أليك رجلا متكلّما من اهل ديني ، فلما كان في بعض الطريق وجّه الهندي إليه من يختبره فوجده متكلّما فدسّ إليه سمّا فقتله قبل ان يصل الى الملك

__________________

(١) بهيا ب ج س م : رهنا ل

(٢) الملك ب ج س م : + الهندي ل

(٣) اهل ب س ل م : + علم ج

(٤) إليه ج س ل م : ـ ب

(٥) برجل ب ج س م : رجلا ل

(٦) فاخبره به س ل : فاخبره ب ج ، وحبره م

(٧) شعبة ب ج س م : الشعبي ل

(٨) هذا ب ج م : ـ س ل

(٩) هذه الروايات عنه ج : عنه هذه الروايات ب م ، هذه الروايات س ل

(١٠) فلم ب ج ل م : ولم س

(١١) بخبره ب س ل م : يخبره ج

(١٢) وجهته م : وجهه ب ج س ل

(١٣) لاصل ب ج س ل : لاهل م

(١٤) ورد ب ج س ل : وصل م

(١٥) فقال انا له ... الى ملك الهند ب ج س ل : ـ م

٥٨

ومنهم ابو عامر الانصاري ، وكان عظيم القدر في الفقه والكلام

ومنهم عمرو بن فائد (١) ، وكان متكلّما جدلا ، بعث إليه سليمان بن علي لما بلغه عنه انه لا يقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ودعاه فلما دخل (٢) فكان (٣) يرتقي إليه (٤) درجة درجة (٥) وهو شيخ وكلّما وضع قدمه على درجة قال : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسليمان يسمع ، فلما صعد (٦) اذا بين يديه سيف مسلول ومصحف منشور فقال سليمان : اخرج من هذه الآية : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ) (٧) إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ (١٠ يونس : ١٠٠) فقال عمرو : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (٨) ... (فَآمِنُوا بِاللهِ) (٧ الاعراف : ١٥٨) فأيّ اذن اكبر من هذا؟ فقال له سليمان : أكانت (٩) في كمّك؟ فقال : لا ولكن بتأييد الله

وله تفسير كبير ، وهو القائل (من البسيط) :

سيعلمون اذا الميزان شال بهم

أهم جنوها أم الرحمن جانيها

ومنهم موسى الاسواري ، فسّر القرآن ثلاثين سنة ولم يتمّ تفسيره ، ويقال : كان في مجلسه العرب والموالي فيجعل العرب في ناحية والموالي في ناحية ويفسّر لكل بلغته ، ويخالف في شيء من الارجاء (١٠)

__________________

(١) فائد : قائد ج ، بلا نقط ب س ل م

(٢) دخل ج س ل م : + عليه ب

(٣) فكان ب ج س ل : كان م

(٤) إليه ج س ل م : ـ ب

(٥) درجة درجة ب ج س ل : درجة م

(٦) صعد ب ج س ل : يصعد م

(٧) تومن ب ج م : تموت س ل وهي سورة ٣ آل عمران : ١٤٥

(٨) جميعا ب ج س ل م : + الذي له ملك السموات والارض يحيى ويميت ـ هامش س

(٩) أكانت ب ج س ل : كانت م

(١٠) في البيان والتبيين للجاحظ ١ ص ٣٦٨ س ٥ ـ ١٠ : وكان من أعاجيب الدنيا ، كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية ، وكان يجلس في مجلسه المشهور به فتقعد العرب عن يمينه والفرس عن يساره فيقرأ الآية من كتاب الله ويفسرها للعرب بالعربية ثم يحول وجهه الى الفرس فيفسرها لهم بالفارسية فلا يدرى بأي لسان هو ابين ، واللغتان اذا التقتا في اللسان الواحد ادخل كل واحدة منهما الضيم على صاحبتها الا ما ذكرنا من لسان موسى بن سيار الاسواري قال ابن النديم في الفهرست (فوك لاهور) ٢٨ : وهو هشام بن عمرو الفوطي مسكن الواو كذا يجب في العربية ، وقال السمعاني في الانساب : الفوطي بضم القاء وفتح الواو وفي آخرها الطاء المهملة هذه النسبة الى الفوطة وهي جمع فوطة وهي نوع من الثياب ، وانطرFuck ,NeueMat.٣١٨

٥٩

ومنهم هشام بن عمرو (١) الفوطى ، قال ابو القاسم : هو شيباني من اهل البصرة ، قال القاضي : وكان عظيم القدر عند الخاصّة والعامّة ، حكي عن يحيى بن اكثم (٢) : كان اذا دخل على المأمون يتحرّك حتى يكاد (٣) يقوم ، وفيه يقول بعضهم (من الخفيف) :

أحمد الواحد الذي (٤) قد حبانا

بهشام في علمه وكفانا

قد اقام المنار بالسنن النهج

منيرا وأحكم البنيانا (٥)

ليس يخفى عليك انّ هشاما

يتحرّى بقوله الرحمانا

تابع واصلا وعمرا (٦) فما

يفتر في دينه ولا يتوانا

وقد (٧) تفرّد هشام بمسائل سنذكرها في موضعها (٨) ان شاء الله تعالى

__________________

(١) عمرو ب ج س م : عامر ل

(٢) اكثم ب ج : بلا نقط س ، اكتم ل م ، + قال ج ، + انه م

(٣) يكاد ب ج س ل : كاد م

(٤) الذي ج س ل م : ـ ب

(٥) البنيانا ب ج س ل : التبيانا م

(٦) وعمرا ب ج س ل : وعمروا م

(٧) وقد ب ج س ل : وفيه م

(٨) في موضعها ب ج س ل : ـ م

٦٠