قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

تحمیل

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

173/457
*

المبحث الرابع والعشرون : الآثار الوضعية للأعمال

قال عليه السلام : وَاَنَّ الرَاحِلَ اِلَيْكَ قَريبُ الْمَسافَةِ ، وَاَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إلّا اَنْ تَحْجُبَهُمُ الْاَعمالُ دُونَكَ.

هذه القطعة الرائعة الفيّاضة بالإشراق الروحيّ والشفّافيّة ، تشير إلى أنّ القرب الإلهي متحقّق لمن أراد أن يهاجر إلى ربّه ، فالله سبحانه أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وأقرب إليه من نفسه. إنّ الإنسان أثر جميل من آثار الله وبديع صنعه ، فالله يحبّ آثار صنعه لأنّ فيها عين الحبّ لنفسه ، ولكن الابتعاد والإعراض هو المتحقّق من قِبل الإنسان ذاته ، فقربُ من الإنسان من الله هو القرب من رحمته ومن موجبات غفرانه وثوابه عن طريق الإخلاص والعبادة والإتيان بصالح الأعمال.

أمّا قرب الله من العبد ففي شموله بألطافه وبرّه وإحسانه ، وقد يُراد به القرب المعنويّ والروحانيّ ، وهو ما يحصل عليه العبد من أفعال الربوبيّة بالامتداد ، كالولاية التكوينيّة بما يناسب مقامه ودرجة قربه من الله عزّ وجلّ.

وقد ورد في الحديث القدسيّ : عبدي إطِعْني أجعلْك مثلي ، أنا مهما أشأْ يكن ، أجعلك مهما تشأْ يكن (١).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ مشارق أنوار اليقين : ١٠٠ ، إرشاد القلوب : ٧٥ ـ الباب ١٨ ، عدّة الداعي : ٣١٠.