قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

تحمیل

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

256/400
*

(٤)

قيادة الناكثين بين التردد واقتحام البصرة

سار جيش المتمردين والناكثين نحو البصرة ، وكانت قيادته مترددة حائرة ، تتنازع بينها الإمارة تارة ، وتتناوب بينها الصلاة تارة ، فعبد الله بن الزبير يدعو للسلام على أبيه بالإمارة ، ومحمد بن طلحة يدعو للسلام على أبيه بالإمارة أيضاً ، وعائشة قلقة بين هذا وذاك ، فتولى ابن أختها عبد الله بن الزبير أمر الصلاة ، وهو قرار فيه كثير من الإستبداد والتحدي لمكان أبيه ووجود طلحة. وعائشة نفسها تستولي عليها الذكريات المريرة فترجع ـ كالحالمة حيناً والمتيقظة حيناً آخر ـ إلى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى قوله لنسائه :

أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، تنبحها كلاب الحوأب؟ ».

وإذا بكلاب الحؤاب تنبحها بشراسة ، وتفجأها بعواء كالزئير ، وتجزع لذلك جزعاً متواصلاً ثقيلاً ، وتلهث لهاثاً متسارعاً ، وتصرخ بمن حولها : ردّوني ردّوني ، أنا والله صاحبة كلاب الحوأب ، فيجيئها عبد الله بن الزبير ملفقاً لها شهادة زور عريضة من خمسين أعرابياً من بني عامر يحلفون لها بالله أن هذا الماء ليس بماء الحوأب ، وأن الكلاب ليست بكلاب الحوأب ، فكانت أول شهادة زور في الإسلام كما يقول المؤرخون.

ويستمع طلحة والزبير وسواهما من المتمردين إلى هذه الشهادة ،