تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وحدّثنا ابن عدي (١) ، حدّثنا أحمد بن علي المدائني ، حدّثنا الليث بن عبدة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الليث أرفع عندي من محمّد بن إسحاق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطي ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد ابن سعد بن أبي مريم ، قال : قال يحيى بن معين : الليث عندي أرفع من محمّد بن إسحاق ، قلت له : فالليث أو مالك؟ قال لي : مالك.

قال (٣) : وأنبأنا بشرى بن عبد الله الرومي ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الراشدي. ح قال : وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري قالا : حدّثنا أبو بكر الأثرم ، قال : سمعت أبا (٤) عبد الله يقول : ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد ، لا عمرو بن الحارث ، ولا أحد ، وقد كان عمرو بن الحارث عندي ، ثم رأيت له أشياء مناكير ، ثم قال لي أبو عبد الله : ليث بن سعد ما أصح حديثه ، وجعل يثني عليه ، فقال إنسان لأبي عبد الله : إنّ إنسانا ضعّفه ، فقال : لا يدري.

أخبرنا أبو الحسن أيضا ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل ـ وهو ابن زياد ـ قال أحمد : ليث بن سعد كثير العلم ، صحيح الحديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد.

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم ، [قال :](٦)

حدّثنا محمّد بن حموية بن الحسن قال : سمعت أبا طالب قال : قال أحمد بن حنبل (٧) : الليث بن سعد كثير العلم ، صحيح الحديث.

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٠٥.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.

(٤) بالأصل : «أبو» والتصويب عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.

(٧) قوله : «بن حنبل» ليس في الجرح والتعديل.

٣٦١

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي (١) ، أنبأنا البرقاني ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ، حدّثنا أبو داود ، قال : سمعت أحمد يقول. ح وقرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنبأنا سليمان ابن الأشعث ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ليس فيهم ـ يعني أهل مصر ـ أصحّ حديثا من الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث يقاربه.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الحسن بن علي التميمي ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن قرين ، حدّثنا أحمد بن سعد الزهري قال : سمعت أحمد بن حنبل يسأل (٣) عن الليث بن سعد؟ فقال : ثقة ، ثبت.

قال الخطيب (٤) : وأخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدقّاق ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر (٥) بن محمّد بن شعيب (٦) الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سئل أبو عبد الله : ابن أبي ذئب أحبّ إليك عن المقبري أو ابن عجلان عن المقبري؟ قال ابن عجلان اختلط عليه سماعه من سماع أبيه ، وليث بن سعد أحبّ إليّ منهم ، فيما يروي عن المقبري.

قال الخطيب (٧) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أصحّ الناس حديثا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ليث بن سعد ، يفصل ما روي عن أبي هريرة ، وما روي عن أبيه عن أبي هريرة ، هو ثبت في حديثه جدا.

أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم [قال :](٨).

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.

(٢) المصدر السابق.

(٣) في تاريخ بغداد : وسئل.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ١٢ ـ ١٣.

(٥) بالأصل ود : «عمرو» والمثبت عن م وت وتاريخ بغداد.

(٦) أقحم بعدها بالأصل : «الأنصاري» ثم شطبت.

(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.

٣٦٢

حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : الليث بن سعد ثبت ، قال : وذكره أبي عن إسحاق عن يحيى بن معين أنه قال : ليث بن سعد ثقة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ : أنبأنا محمّد بن الحسين حدّثنا ابن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين عن الليث بن سعد ، فقال : ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد ، سألت يحيى بن معين قلت : أيهما أثبت ليث بن سعد ، أو ابن أبي ذئب في سعيد المقبري؟ فقال : كلاهما ثبت (١).

قال : وأنبأنا ابن السّقا ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا عبّاس قال : سمعت يحيى يقول : ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمّد بن إسحاق ، قال يحيى : وقد روى عنه ابن لهيعة فأكثر (٢).

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا البرقاني قال : قرئ على أبي الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه وأنا أسمع ، أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد ، وحيوة ، وسعيد بن أبي أيوب ثقات.

قال (٤) : وأنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وفي كتاب جدي عن ابن رشدين قال : سمعت أحمد بن صالح ـ وذكر الليث بن سعد ـ فقال : إمام ، قد أوجب الله علينا حقه ، فقلت لأحمد : الليث إمام؟ فقال لي : نعم ، إمام ، لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثل الليث.

أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر. ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار قالا : أنبأنا أبو عبد الله ، وأبو نصر. قالوا : أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.

(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

٣٦٣

حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : ليث بن سعد يكنى أبا الحارث ، مصري ، فهمي ، ثقة.

أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبا زرعة عن الليث بن سعد فقال : صدوق ، قلت : يحتج بحديثه؟ قال : أي لعمري.

قال : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. قال : وأنبأنا ابن أبي حاتم قال (٢) : وسمعت أبي يقول : الليث بن سعد أحبّ إليّ من المفضل بن فضالة المصري.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني الصوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو الحارث ، الليث بن سعد مصري ثقة.

قال (٤) : وأنبأنا علي بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : ليث بن سعد المصري ، صدوق ، صحيح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : قال جدي : الليث بن سعد هو ثقة ، وهو دونهم ـ يعني ـ مالكا ، ومعمرا ، وسفيان بن عيينة في الزهري ، وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب (٥).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكّاك ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنبأنا سليمان بن الأشعث (٦) ، حدّثني محمّد بن الحسين قال : سمعت [أحمد](٧) يقول :

__________________

(١) الجرح والتعديل ٧ / ١٨٠.

(٢) المصدر السابق ٧ / ١٨٠.

(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣ ـ ١٤.

(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.

(٥) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.

(٦) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.

(٧) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، ود ، وت ، وتهذيب الكمال.

٣٦٤

الليث بن سعد ثقة ، ولكن في أخذه سهولة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأنا محمّد بن عمرو قال : قرئ على عثمان بن أحمد وأنا أسمع أنبأنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا رجل عن العكلي ـ يعني ـ زيد بن الحباب (١) ، قال : رأيت الليث بن سعد عند معاوية بن صالح نائما في ناحية المسجد ، ومعاوية يحدّث ، فلما فرغ معاوية من الحديث قال الليث لغلامه : انظر ما حدّث معاوية فاكتب لي ، فكتبه له وذهب به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، حدّثنا بشر بن موسى المقرئ ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا يحيى بن بكير ، أنبأنا ابن وهب قال : دخلت على مالك بن أنس فسألني عن الليث بن سعد ، فقال لي : كيف هو؟ قلت : بخير ، فقال لي : كيف صدقه؟ قال : قلت : يا أبا عبد الله إنه لصدوق ، قال : أما إنه إن فعل متّع بسمعه وبصره (٢).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحارث أبو الحسن بن القباب ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث قال (٣) : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، قال : قال أبي الليث.

قال لي المنصور حين أردت أن أودّعه : قد سرّني ما رأيت من سداد عقلك ، فأبقى الله في الرعية أمثالك.

أخبرنا أبو الحسن (٤) المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنبأنا ابن الفضل القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٦)

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٩٣.

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.

(٤) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، وت. والسند معروف.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.

(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٤٤١ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧.

٣٦٥

قال : قال ابن بكير : سمعت الليث بن سعد كثيرا ما يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة ، فالحمد لله الذي متّعنا بعقلنا.

قال ابن بكير : وحدّث شعيب بن الليث عن أبيه قال : لما ودّعت أبا جعفر ببيت المقدس قال : أعجبني ما رأيت من شدة عقلك ، والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك ، وكان أبي يقول : لا تخبروا بهذا ما دمت حيا (١).

وأخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر (٢) ، أنبأنا البرقاني ، قال : قرأت على أبي إسحاق المزكي أخبركم السراج قال : سمعت قتيبة يقول : سمعت الليث بن سعد يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين ، وأظنه عاش بعده ثلاث سنين ـ أو أقل ـ قال أبو رجاء : ومات ابن لهيعة في سنة أربع وتسعين (٣) ومائة ، قال أبو رجاء : وكان الليث أكبر من ابن لهيعة ولكن إذا نظرت إليهما تقول : ذا ابن وذا أب ـ يعني ـ ابن لهيعة الأب.

قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد السّمناني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان ، حدّثنا جعفر بن محمّد الرسعني ، حدّثنا عثمان بن صالح قال : كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدّثهم بفضائل عثمان ، فكفّوا عن ذلك ، وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدّثهم بفضائله فكفّوا عن ذلك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري. قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٦) قال : سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير قال : قال الليث :

قال لي أبو جعفر : تلي لي مصر؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين ، إنّي أضعف عن ذلك ،

__________________

(١) المصادر السابقة.

(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : «وسبعين» وهو أوجه.

(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.

(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤١ ـ ٤٤٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٦.

٣٦٦

وإني رجل من الموالي ، فقال : ما بك من ضعف معي ، ولكن ضعفت نيتك في العمل لي على ذلك.

انتهى رواية ابن قبيس ، وزادا : تريد قوة أقوى مني ومن عملي ، فأما إذا أبيت فدلّني على رجل أقلّده أمر مصر ، قلت : عثمان بن الحكم الجذامي ، رجل له صلاح وعشيرة ، قال : فبلغه ذلك ، فعاهد الله أن لا يكلّم الليث بن سعد.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا ابن الطبري ، أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب [قال :](١) قال ابن بكير : قال الليث :

وقال لي أبو جعفر : ألا تنظر لي رجلا أستعمله على مصر؟ فقلت له : فلان واليك ، كان عليها ، قال : لا ، ذاك ضعيف ، قلت : يا أمير المؤمنين هو قوي ، قال : لا ، ذاك ضعيف ، قلت : أمير المؤمنين أبصر برعيته ، فقال لي : انظر رجلا أستعمله عليها ، فقلت : أفعل ، قال : فما يمنعك أنت؟ قال : قلت : أنا لا أقوى ، أنا ضعيف ، قال : فقال لي : أنت قويّ إلّا أن تضعف نيّتك فينا.

قال : وحدّثنا يعقوب (٢) ، قال : سمعت ابن بكير قال : ولي الليث بن سعد لهم ثلاث ولايات : لصالح بن علي قال : قال صالح لعمرو (٣) : لا أدعه حتى يتولى لي ، فقال عمرو : لا تفعل ، قال : لأضربن عنقه ، قال : فجاءه عمرو فحذره ، فولي ديوان العطاء وولي الجزيرة أيام أبي جعفر ، وولي أيام المهدي الديوان.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٤) ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : قفلنا مع الليث بن سعد من الاسكندرية وكان معه ثلاث سفائن : سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه.

أخبرنا أبو الحسن (٥) بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا البرقاني قال : قرأت على أبي إسحاق المزكي أخبركم السّرّاج قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : قفلنا مع

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤١.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨٦.

(٣) يعني عمرو بن الحارث الأنصاري المصري.

(٤) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٧ / ٣١٩.

(٥) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، وت. والسند معروف.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٩ ـ ١٠.

٣٦٧

الليث بن سعد من الاسكندرية ، وكان معه ثلاث سفائن (١) : سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه ، وكانت إذا حضرت الصلاة يخرج إلى الشطّ ، فيصلي ، وكان ابنه شعيب إمامه ، فخرجنا لصلاة المغرب ، فقال : أين شعيب؟ فقالوا : حمّ ، فقام الليث ، فأذّن ، وأقام ، ثم تقدم فقرأ : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٢) فقرأ (وَلا يَخافُ عُقْباها)(٣) وكذلك في مصاحف أهل المدينة يقولون هو غلط من الكاتب عند أهل العراق ، ويجهر ببسم الله الرّحمن الرحيم ، ويسلّم تسليمة تلقاء وجهه.

قال (٤) : وأخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن الحسن النجاد ، حدّثنا علي بن محمّد المصري ، حدّثنا أبو علاثة المفرّض ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي قال : سمعت أشهب ابن عبد العزيز يقول :

كان الليث له كل يوم أربع (٥) مجالس يجلس (٦) فيها ، أما أولها فيجلس ليأتيه (٧) السلطان في نوائبه وحوائجه ، وكان الليث يغشاه السلطان ، فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه القرار (٨) ويجلس لأصحاب الحديث ، وكان يقول : نجحوا (٩) أصحاب الحوانيت فإنّ قلوبهم معلقة بأسواقهم ، ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ، ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد من الناس فيردّه كبرت حاجته أو صغرت ، قال : وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر ، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا محمّد بن القاسم العتكي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد الخفاف. ح وأخبرنا أبو

__________________

(١) بالأصل : «سفنا» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.

(٢) الآية الأولى من سورة الشمس.

(٣) الآية الأخيرة من سورة الشمس ، وفي التنزيل العزيز : «ولا» قال الطبري في تفسيره ٣٠ / ٢١٦ «فلا يخاف عقباها» بالفاء في «فلا» وهي قراءة عامة قراء الحجاز والشام ، وكذلك هو في مصاحفهم ، وقرأته عامة أهل العراق «ولا» بالواو (وَلا يَخافُ عُقْباها) وكذلك هو في مصاحفهم.

(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٩.

(٥) في تاريخ بغداد : أربعة.

(٦) بالأصل : نجلس ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد : لنائبة.

(٨) تاريخ بغداد : فيأتيه العزل.

(٩) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : «نحّوا» وهو أشبه.

٣٦٨

القاسم أيضا ، أنبأنا البيهقي. ح وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب. قالا (١) : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد السراج ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن القاسم الضّبعي ، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبي قال : سمعت محمّد بن معاوية وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول : خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألف درهم ، فقال سليمان بن حرب : خرج شعبة يوما فقوّموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا عبد الله بن صالح قال : صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلّا مع الناس ، وكان لا يأكل إلّا بلحم إلّا أن يمرض.

أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا الوليد بن أبان ، حدّثنا أبو حاتم ، حدّثنا سليم (٤) بن منصور بن عمّار قال : سمعت أبي يقول : كنا عند الليث بن سعد يوما جالسا فأتته امرأة ومعها قدح فقالت له : يا أبا الحارث ، إنّ روحي يشتكي (٥) ، وقد نعت له العسل ، قال : اذهبي إلى أبي قسيمة فقولي له يعطيك مطرا من عسل ، فذهبت فلم ألبث أن جاء أبو قسيمة فسارّه بشيء لا أدري ما هو (٦) ، قال : فرفع رأسه إليه ، فقال : اذهب فأعطها ، إنّها سألت بقدرها وأعطيناها بقدرنا ، والمطر فرق ، والفرق : عشرون ومائة رطل (٧).

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي (٨).

__________________

(١) الخبر في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٩.

(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.

(٤) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي الحلية : سليمان.

(٥) الأصل : «تشتكي» والمثبت عن م ، والحلية. والحرف الأول في د ، وت ، لم يعجم.

(٦) في الحلية : لا أدري ما قال له.

(٧) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والحلية ، جاء في القاموس : الفرق مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع. أو يسع ستة عشر رطلا.

(٨) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٨.

٣٦٩

قالا : أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل (١) ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفّار ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو بكر بن عسكر قال : سمعت أبا صالح قال :

سألت امرأة الليث بن سعد منّا من عسل فأمر لها بزقّ ، فقال له كاتبه : إنّما سألتك منّا فأمرت لها بزق ، فقال : إنها سألت على قدرها ونعطيها على قدر النعمة علينا ، وفي حديث ابن قبيس : أن أبا بكر بن أبي الدنيا أخبرهم ، وقال : على قدر السعة علينا.

أخبرنا أبو الحسن أيضا ، حدّثنا أحمد بن علي (٢) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثني جدّي ، حدّثني عبد الله ابن إسحاق قال : سمعت يحيى بن إسحاق السّيلحيني (٣) قال :

جاءت امرأة بسكرّجة (٤) إلى الليث بن سعد ، فطلبت منه فيها عسلا ـ أحسبه قال : لمريض ـ قال : فأمر من يحمل معها زقا من عسل ، فجعلت المرأة تأبى ، قال : وجعل الليث يأبى إلّا أن يحمل معها زقا من عسل ، قال : نعطيك على قدرنا ، أو على ما عندنا.

أخبرنا (٥) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد المقرئ ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي ، حدّثني شيخ قد سمع من ليث بن سعد قال : جاءت امرأة إلى الليث بن سعد تسأله عسلا ومعها قدح ، وقالت : زوجي مريض ، قال : أعطوها راوية عسل ، قالوا : يا أبا الحارث سألت قدحا ، قال : سألت على قدرها ، ونعطيها على قدرنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر أن أبا جحوش أخبره : أن أبا عمرو أحمد بن محمّد النيسابوري أخبره : حدّثنا أحمد بن عثمان قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يعني ابن سعد يقول :

قدمت مع أبي المدينة حاجّا ، فأهدى مالك بن أنس إلى أبي طبق رطب ، فأهدى إليه أبي ألف دينار ، وسألته امرأة سكرّجة عسل ، فأمر بزقّ عسل فحمل معها.

__________________

(١) في تاريخ بغداد : أبو سعيد ميزان الاعتدال بن موسى الصيرفي.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٨.

(٣) بالأصل ، وت ، وم : السيلحاني ، وفي د : «السيحاني» والمثبت عن تاريخ بغداد.

وهذه النسبة إلى سيلحين ، قرية معروفة من سواد بغداد (الأنساب).

(٤) السكرجة : إناء صغير.

(٥) الخبر التالي سقط من د.

٣٧٠

وسمعت شعيب بن الليث يقول : كان أبي يستغلّ في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألف دينار ، فما يحول الحول إلّا وعليه خمسة آلاف دينار دين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا علي بن طلحة المقرئ ، أنبأنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني (٢) الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السّحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي ، قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يقول : خرجت مع أبي حاجّا فقدم المدينة ، فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب ، قال : فجعل على الطبق ألف دينار وردّه إليه.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن موسى أبو بكر الحضرمي أخو أبي عجينة بمصر ، حدّثنا علّان بن المغيرة عن أبي صالح قال (٣) :

كنا على باب مالك فامتنع عن الحديث ، فقلنا : ما يشبه هذا صاحبنا؟ قال : فسمع مالك كلامنا ، فأدخلنا عليه ، فقال : من صاحبكم؟ قلنا : الليث ، فقال مالك : تشبّهونا برجل كتبنا إليه في قليل عصفر ، نصبغ به ثياب صبياننا ، فأنفذ إلينا فأصبغنا به ثياب صبياننا وصبيان جيراننا وبعنا الفضلة بألف دينار؟!

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ـ لفظا ـ أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري (٤) ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عياض أبو علاثة قال : سمعت حرملة بن يحيى قال : سمعت ابن وهب يقول :

كان الليث بن سعد يصل مالك بن أنس بمائة دينار في كل سنة ، فكتب إليه : إنّ علي دينا ، فبعث إليه بخمس (٥) مائة دينار.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب ، وأبو بكر بن المزرفي ، قالا : حدّثنا ابن

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١.

(٢) بالأصل ، وم ، ود ، وت : الهمداني بالدال المهملة ، والمثبت عن تاريخ بغداد. راجع ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥١٨.

(٣) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧ وحلية الأولياء ٧ / ٣١٩.

(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٨.

(٥) في تهذيب الكمال : مائة دينار.

٣٧١

المهتدي ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر ، أنبأنا علي بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن أحمد قال : سمعت حرملة قال (١) : وسمعت ابن وهب يقول : كتب مالك إلى الليث بن سعد إنّي أريد أن أدخل ابنتي على زوجها ، فأحبّ أن تبعث إليّ بشيء من عصفر ، قال ابن وهب : فبعث إليه الليث بثلاثين حملا عصفرا ، فصبغ لابنته ، وباع بخمسمائة دينار وبقي عنده فضلة.

رواهما الخطيب (٢) في تاريخه عن الأزهري عن عبيد الله بن عثمان عن المصري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : سمعت أبا جارية (٣) قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يقول :

وجّه أبي إلى مالك بن أنس بألف دينار ، وإلى عبد الله بن لهيعة بألف دينار حين احترق منزله ، وإلى أبي السّري منصور بن عمّار بألف دينار.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا فيه ، وقد أسقط منه رجلا ، وكنى قتيبة بغير كنيته ، فإنه أبو رجاء.

قرأت أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي. ح وأخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي أنّ أبا روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن قال : سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القاني قالا : أنبأنا.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا محمّد بن يوسف النيسابوري ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول : سمعت أبا عبد الله البوشنجي (٦) يقول : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الحافظ (٧) ، حدّثنا علي بن طلحة المقرئ ، حدّثنا صالح بن أحمد الهمذاني (٨) ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسين

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير الأعلام ٨ / ١٤٨ ووفيات الأعيان ٤ / ١٣٠.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٧ و ٨.

(٣) كذا بالأصول ، وسينبه المصنف إلى صواب كنيته.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.

(٦) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ١٠ ـ ١١.

(٨) بالأصل ، وم ، وت ، ود : الهمداني ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، تقدم التعريف به قريبا.

٣٧٢

الصّيدلاني قال : سمعت محمّد بن صالح الأشج يقول : سئل قتيبة بن سعيد : من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند الليث؟ فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب. وقدم منصور بن عمّار على الليث بن سعد فوصله بألف دينار ، واحترق بيت عبد الله بن لهيعة فوصله بألف دينار ، ووصل مالك بن أنس بألف دينار ، قال : وكساني قميص سندس فهو عندي.

قال (١) : وأنبأنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، قالا : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الرّفّاء قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : حدّثنا أبي. ح قال : وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : قال قتيبة بن سعيد :

كان الليث بن سعد يستغلّ عشرين ألف دينار في كلّ سنة ، وقال : ما وجبت (٢) عليّ زكاة قط ، وأعطى ابن لهيعة ألف دينار ، وأعطى مالك بن أنس ألف دينار ، وأعطى منصور بن عمّار ألف دينار ، وجارية تسوى ثلاثمائة دينار ، قال : وجاءت امرأة إلى الليث فقال : يا أبا الحارث إنّ ابنا لي عليل واشتهى عسلا ، فقال : يا غلام أعطها مرط عسل ، والمرط عشرون ومائة رطل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا علي بن محمّد بن السّقّا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس قال : سمعت يحيى يقول : كان ليث بن سعد يجيء إلى المسجد يصلّي فيه كل صلاة على فرس ، وكان له مجلس يجلس فيه ، وكان يحيى بن أيوب يجلس في ناحية المسجد قال : فمرّ به ليث بن سعد يوما فغمزه فقام معه يحيى بن أيوب إلى مجلسه ، فكان ليث بن سعد يقول له : ما عندك في كذا؟ فيجيبه يحيى بن أيوب ، فبعث إليه ليث بن سعد بمائة دينار ، فكان بعد يلزمه.

أنبأنا أبو علي بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال : سمعت أسد بن موسى يقول : كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم ، فلما دخلت مصر دخلتها

__________________

(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٨.

(٢) الأصل : «جبت» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.

(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧ ـ ١٥٨.

٣٧٣

في هيئة رثّة ، فدخلت على الليث بن سعد ، فلمّا فرغت من مجلسه خرجت ، فتبعني خادم له في دهليزه فقال : اجلس حتى أخرج إليك ، فجلست ، فلمّا خرج إليّ وأنا وحدي دفع إليّ صرة فيها مائة دينار ، فقال : يقول لك مولاي أصلح بهذه النفقة أمرك ، ولم من شعثك.

وكان في حوزتي (١) هميان (٢) فيه ألف دينار ، فأخرجت (٣) الهميان فقلت : أنا عنها في غنى ، استأذن لي على الشيخ ، فاستأذن لي ، فدخلت فأخبرته بنسبي فاعتذرت إليه من ردّها وأخبرته بما معي (٤) ، فقال : هذه صلة وليست بصدقة ، فقلت : أكره أن أعوّد نفسي عادة وأنا في غنى ، فقال : ادفعها إلى بعض أصحاب الحديث ممن تراه مستحقا لها ، فلم يزل بي حتى أخذتها ، ففرّقتها على جماعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت إسماعيل بن محمّد الشّعراني يقول : سمعت جدي يقول : سمعت علي بن خشرم يقول : سمعت منصور بن عمّار يقول : لما مرض ابن لهيعة مرضه الذي مات فيه دخل عليه الليث بن سعد فقال له : ما تشتكي؟ قال : الدّين ، قال : كم دينك؟ قال : ألف دينار ، فأتى فأعطاه إياه ، قال : ولي القضاء ثلاثين سنة لم يستحل أن يغرس ريحانة يشمها.

قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد المقرئ ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، قال : سمعت قتيبة يقول :

كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى مسجد الجامع ، ويتصدّق كلّ يوم على ثلاثمائة مسكين (٥).

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الأشرف المروزي بدمشق ، أنبأنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السّجزي ـ بسجستان ـ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي الخازن المقرئ ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري ـ بمصر ـ أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي

__________________

(١) إعجامها بالأصل ، وم ، ود ، وت مضطرب ، والمثبت عن حلية الأولياء. وفي سير أعلام النبلاء : «حزتي» وهو يصح أيضا : والحزة : الحجزة ، وهو موضع شد السراويل والإزار.

(٢) الهميان : بكسر الهاء وسكون الميم هميان الدراهم الذي تجعل فيه النفقة.

(٣) الأصل : فأخبرت ، والمثبت عن م ، ود ، وت ، والحلية.

(٤) في حلية الأولياء : مضى.

(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٨.

٣٧٤

الإمام ، حدّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات ، حدّثني ابن رمح قال :

أتى الليث سائل يسأله ، فأمر له بدينار ، فأبطأ الغلام به إلى أن جاء سائل آخر ، فجعل يلحّ فقال له السائل الأول : اسكت ، فسمعه الليث فقال : ما لك وله ، ولم يمسك دعه يرزقه الله فأمر له بدينارين.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد العسكري ، حدّثني أحمد بن محمّد بن نجدة التنوخي قال : سمعت محمّد بن رمح يقول : حدّثني سعيد الأدم قال : مررت بالليث بن سعد فتنحنح لي ، فرجعت إليه ، فقال لي : يا أبا سعيد ، خذ هذا القنداق (٢) فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلّة قال : فقلت : جزاك الله خيرا يا أبا الحارث ، وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل ، فلمّا صليت أوقدت السراج ، وكتبت : بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم قلت : فلان بن فلان ، ثم بدرتني نفسي ، فقلت : فلان بن فلان ، قال : فبينا أنا على ذلك إذ أتاني آت ، فقال : ها الله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي؟ مات الليث ، ومات شعيب بن الليث ، أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه ، قال : فقمت ولم أكتب شيئا ، فلمّا أصبحت أتيت الليث بن سعد ، فلما رآني تهلل وجهه ، فناولته القنداق فنشره فأصاب فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم ذهب ينشره فقلت : ما فيه غير ما كتبت ، فقال لي : يا سعيد ، وما الخبر؟ فأخبرته بصدق عما كان ، فصاح صيحة [فاجتمع](٣) عليه الناس من الخلق ، فقالوا : يا أبا الحارث إلّا خيرا؟ فقال : ليس إلّا خيرا (٤) ، ثم أقبل عليّ فقال : يا سعيد تبيّنتها وحرمتها ، صدقت ، مات الليث ، أليس مرجعهم إلى الله؟!

قال علي بن محمّد : سمعت مقدام بن داود يقول : سعيد الأدم هذا يقال إنه من الأبدال ، وقد كان رآه مقدام.

قال (٥) : وأنبأنا أبو نعيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا إسحاق بن

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١١.

(٢) بالأصل وم ود : الفنداق ، والمثبت عن تاريخ بغداد والقنداق : صحيفة الحساب.

وقد صوبناها في كل مواضع الخبر.

(٣) سقطت من الأصل ، وم ، ود ، وت ، واستدركت عن تاريخ بغداد.

(٤) في تاريخ بغداد : خير.

(٥) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير الأعلام ٨ / ١٥٢.

٣٧٥

إسماعيل الرملي قال : سمعت محمّد بن رمح يقول : كان دخل الليث بن سعد في كلّ سنة ثمانين ألف دينار ، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.

أنبأنا بها عاليا أبو علي الحداد ، وحدّثني بها أبو مسعود المعدل عنه ، أنبأنا أبو نعيم (١) فذكرها.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد المروزي ، أنبأنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبّار ، أنبأنا الحسين بن علي الخازن ، أنبأنا محمّد بن الحسين النيسابوري ، أنبأنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الله بن الحسين الضبعي ، حدّثنا عمارة بن وثيمة قال : قال لي أبو يحيى زكريا بن يحيى :

كان الليث يفتل في كلّ سنة عشرين ألف دينار ، لا يأتي عليه الحول إلّا وعليه دين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثني الأزهري ، حدّثني أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال : سمعت أبي يقول : قال أبي : ما وجبت عليّ زكاة قطّ منذ بلغت ، قال أبو بكر : وكان يستغل عشرين ألف دينار.

قال (٣) : وأنبأنا علي بن طلحة ، أنبأنا صالح بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السّحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب ابن الليث بن سعد يقول :

يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألف ، تأتي عليه السنة وعليه دين.

قال (٤) : وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا محمّد بن العباس الخزّاز ، حدّثنا عمر بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني الحسن بن عبد العزيز قال : قال لي الحارث بن مسكين :

اشترى قوم من الليث بن سعد ثمرة ، فاستغلوها ، فاستقالوه فأقالهم (٥) ، ثم دعا بخريطة

__________________

(١) رواها أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣٢٢.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٨.

(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١.

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٨ ـ ٩ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٧.

(٥) تقرأ بالأصل : «فما قالهم» ، والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.

٣٧٦

فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا ، فقال له الحارث ابنه في ذلك ، فقال : اللهمّ غفرا ، إنهم قد كانوا أملوا فيه أملا ، فأحببت أن أعوّضهم من أملهم بهذا.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، حدّثنا أبو سعيد ابن يونس ، حدّثني قتادة بن عقبة بن يزيد الصّدفي ، حدّثني جعفر بن أحمد بن داود الصّدفي ، حدّثني خالد بن عبد السّلام الصّدفي ، قال (١) :

جالست الليث بن سعد وشهدت جنازته وأنا مع أبي ، فما رأيت جنازة قط بعدها أعظم منها ، ولا أكثر أهلها ، ورأيت الناس كلّهم في جنازته عليهم الحزن ، والناس يعزّي بعضهم بعضا ويبكون ، فقلت لأبي : يا أبة كأنّ كلّ واحد من الناس صاحب الجنازة ، فقال لي : يا بني كان عالما كريما حسن العقل ، كثير الإفضال ، يا بني ، لا يرى مثله أبدا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (٢) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، عن يحيى بن بكير قال :

مات مالك بن أنس ، والليث بن سعد ، هذا ابن خمس وثمانين ، وهذا ابن ثلاث وثمانين.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنبأنا أبو إسماعيل الترمذي ، قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : كان الليث بن سعد أسنّ من ابن لهيعة بسنة ، ومات قبل ابن لهيعة بسنة.

قال الخطيب : وهذا القول الأخير خطأ ، إنّما مات الليث بعد موت ابن لهيعة بسنة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو الأحمسي ـ بالكوفة ـ حدّثني الحسين بن حميد بن الربيع ، حدّثني أبي قال :

مات الليث بن سعد سنة خمس وستين ومائة.

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٨ / ١٦٢.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٦.

(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.

٣٧٧

[قال ابن عساكر :](١) وكذا سلف القول عن محمّد بن سعد ، وهو وهم ، والصواب سنة خمس وسبعين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة (٢) ـ قراءة ـ عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي المؤدب ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم ، حدّثنا ابن بكير قال : مات الليث بن سعد سنة أربع وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة.

قال : وأنبأنا ابن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا خالد ، حدّثنا ابن بكير قال : مات الليث سنة خمس وسبعين للنصف من شعبان ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.

قال : وقال أبو موسى : وفي سنة خمس وسبعين مات حزم القطعي (٣) ، والليث بن سعد أبو الحارث المصري ، وذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى (٤) بذلك.

[قال ابن عساكر :](٥) والقول الأول وهم أيضا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي (٦). ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله. قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (٧) : قال ابن بكير : ولد الليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلّى عليه موسى بن عيسى الهاشمي ، ودفن بعد الجمعة ، يكنّى أبا الحارث.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى بن موسى البزار (٨) ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حمان الرّقّي قال : سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول : مات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : خيرة ، تصحيف ، والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٣) هو حزم بن أبي حزم القطعي ، أبو عبد الله البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٣.

(٤) خبر وفاة حزم ذكره أبو موسى محمد بن المثنّى في ترجمة حزم ٤ / ٢٤٤.

(٥) الزيادة منا للإيضاح.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.

(٧) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٤٤٤.

(٨) بدون إعجام بالأصل وت ، ود ، والمثبت عن م.

٣٧٨

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور ، أنبأنا أبو محمّد القاسم بن غانم بن حموية الصيدلاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (٢) قال : سمعت ابن بكير يقول : مات الليث النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلّى عليه موسى بن عيسى.

ولفظ الإسناد لأبي القاسم.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الحافظ (٣) ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : وتوفي الليث ليلة الجمعة في نصف شعبان سنة خمس وسبعين ، وولد الليث سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٤) :

سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات ليث بن سعد بمصر.

أخبرنا أبو محمّد المزكي ، حدّثنا أبو محمّد الصوفي ، حدّثنا أبو محمّد المعدل ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال (٥) :

فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم أن الليث مات سنة خمس وسبعين ومائة ، ومالك بن أنس سنة تسع وسبعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب. ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري. قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال محمّد بن رمح : مات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة.

__________________

(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤ باختلاف.

(٢) الأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٤٩ (ت. العمري).

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

٣٧٩

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغساني ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ـ وقال العلوي : أنبأنا ابن الفضل ـ أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار قال :

سألت عيسى بن حمّاد زغبة : سنة كم مات الليث بن سعد؟ فقال : سنة خمس وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، حدّثنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، قال : قرئ على محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ـ وأنا أسمع ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عبيد.

أن الليث بن سعد مات في سنة خمس وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال :

سنة خمس وسبعين فيها مات الليث بن سعد مولى بني فهم من قيس عيلان.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، حدّثنا أحمد بن علي ، أخبرني الحسن بن أبي بكر ، قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوزي أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدّثني أبو حسان الزّيادي قال :

سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات الليث بن سعد الفهمي ، ويكنى أبا الحارث ، ليلة النصف من شعبان وهو ابن ثنتين وثمانين سنة (٢).

قال : وأنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، قال : قال موسى بن هارون ، ومات الليث سنة خمس وسبعين.

٥٨٦٤ ـ ليث بن سليمان بن سعد الخشني مولاهم

كان كاتبا ليزيد بن الوليد.

__________________

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٩.

٣٨٠