أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
قال : وحدّثنا ابن عدي (١) ، حدّثنا أحمد بن علي المدائني ، حدّثنا الليث بن عبدة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الليث أرفع عندي من محمّد بن إسحاق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أحمد بن عبد الله الأنماطي ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد ابن سعد بن أبي مريم ، قال : قال يحيى بن معين : الليث عندي أرفع من محمّد بن إسحاق ، قلت له : فالليث أو مالك؟ قال لي : مالك.
قال (٣) : وأنبأنا بشرى بن عبد الله الرومي ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الراشدي. ح قال : وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهري قالا : حدّثنا أبو بكر الأثرم ، قال : سمعت أبا (٤) عبد الله يقول : ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد ، لا عمرو بن الحارث ، ولا أحد ، وقد كان عمرو بن الحارث عندي ، ثم رأيت له أشياء مناكير ، ثم قال لي أبو عبد الله : ليث بن سعد ما أصح حديثه ، وجعل يثني عليه ، فقال إنسان لأبي عبد الله : إنّ إنسانا ضعّفه ، فقال : لا يدري.
أخبرنا أبو الحسن أيضا ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.
قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل ـ وهو ابن زياد ـ قال أحمد : ليث بن سعد كثير العلم ، صحيح الحديث.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد.
قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم ، [قال :](٦)
حدّثنا محمّد بن حموية بن الحسن قال : سمعت أبا طالب قال : قال أحمد بن حنبل (٧) : الليث بن سعد كثير العلم ، صحيح الحديث.
__________________
(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٠٥.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.
(٤) بالأصل : «أبو» والتصويب عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.
(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.
(٧) قوله : «بن حنبل» ليس في الجرح والتعديل.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي (١) ، أنبأنا البرقاني ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ، حدّثنا أبو داود ، قال : سمعت أحمد يقول. ح وقرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنبأنا سليمان ابن الأشعث ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ليس فيهم ـ يعني أهل مصر ـ أصحّ حديثا من الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث يقاربه.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الحسن بن علي التميمي ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن قرين ، حدّثنا أحمد بن سعد الزهري قال : سمعت أحمد بن حنبل يسأل (٣) عن الليث بن سعد؟ فقال : ثقة ، ثبت.
قال الخطيب (٤) : وأخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدقّاق ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر (٥) بن محمّد بن شعيب (٦) الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سئل أبو عبد الله : ابن أبي ذئب أحبّ إليك عن المقبري أو ابن عجلان عن المقبري؟ قال ابن عجلان اختلط عليه سماعه من سماع أبيه ، وليث بن سعد أحبّ إليّ منهم ، فيما يروي عن المقبري.
قال الخطيب (٧) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أصحّ الناس حديثا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ليث بن سعد ، يفصل ما روي عن أبي هريرة ، وما روي عن أبيه عن أبي هريرة ، هو ثبت في حديثه جدا.
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم [قال :](٨).
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.
(٢) المصدر السابق.
(٣) في تاريخ بغداد : وسئل.
(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ١٢ ـ ١٣.
(٥) بالأصل ود : «عمرو» والمثبت عن م وت وتاريخ بغداد.
(٦) أقحم بعدها بالأصل : «الأنصاري» ثم شطبت.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ١٢.
(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : الليث بن سعد ثبت ، قال : وذكره أبي عن إسحاق عن يحيى بن معين أنه قال : ليث بن سعد ثقة.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ : أنبأنا محمّد بن الحسين حدّثنا ابن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين عن الليث بن سعد ، فقال : ثقة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن ابن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد ، سألت يحيى بن معين قلت : أيهما أثبت ليث بن سعد ، أو ابن أبي ذئب في سعيد المقبري؟ فقال : كلاهما ثبت (١).
قال : وأنبأنا ابن السّقا ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا عبّاس قال : سمعت يحيى يقول : ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمّد بن إسحاق ، قال يحيى : وقد روى عنه ابن لهيعة فأكثر (٢).
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا البرقاني قال : قرئ على أبي الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه وأنا أسمع ، أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد ، وحيوة ، وسعيد بن أبي أيوب ثقات.
قال (٤) : وأنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وفي كتاب جدي عن ابن رشدين قال : سمعت أحمد بن صالح ـ وذكر الليث بن سعد ـ فقال : إمام ، قد أوجب الله علينا حقه ، فقلت لأحمد : الليث إمام؟ فقال لي : نعم ، إمام ، لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثل الليث.
أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر. ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار قالا : أنبأنا أبو عبد الله ، وأبو نصر. قالوا : أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي ،
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.
(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : ليث بن سعد يكنى أبا الحارث ، مصري ، فهمي ، ثقة.
أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) : سألت أبا زرعة عن الليث بن سعد فقال : صدوق ، قلت : يحتج بحديثه؟ قال : أي لعمري.
قال : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. قال : وأنبأنا ابن أبي حاتم قال (٢) : وسمعت أبي يقول : الليث بن سعد أحبّ إليّ من المفضل بن فضالة المصري.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني الصوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو الحارث ، الليث بن سعد مصري ثقة.
قال (٤) : وأنبأنا علي بن طلحة المقرئ ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : ليث بن سعد المصري ، صدوق ، صحيح الحديث.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : قال جدي : الليث بن سعد هو ثقة ، وهو دونهم ـ يعني ـ مالكا ، ومعمرا ، وسفيان بن عيينة في الزهري ، وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب (٥).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكّاك ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنبأنا سليمان بن الأشعث (٦) ، حدّثني محمّد بن الحسين قال : سمعت [أحمد](٧) يقول :
__________________
(١) الجرح والتعديل ٧ / ١٨٠.
(٢) المصدر السابق ٧ / ١٨٠.
(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣ ـ ١٤.
(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.
(٥) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.
(٦) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٠.
(٧) سقطت من الأصل واستدركت عن م ، ود ، وت ، وتهذيب الكمال.
الليث بن سعد ثقة ، ولكن في أخذه سهولة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأنا محمّد بن عمرو قال : قرئ على عثمان بن أحمد وأنا أسمع أنبأنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا رجل عن العكلي ـ يعني ـ زيد بن الحباب (١) ، قال : رأيت الليث بن سعد عند معاوية بن صالح نائما في ناحية المسجد ، ومعاوية يحدّث ، فلما فرغ معاوية من الحديث قال الليث لغلامه : انظر ما حدّث معاوية فاكتب لي ، فكتبه له وذهب به.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، حدّثنا بشر بن موسى المقرئ ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا يحيى بن بكير ، أنبأنا ابن وهب قال : دخلت على مالك بن أنس فسألني عن الليث بن سعد ، فقال لي : كيف هو؟ قلت : بخير ، فقال لي : كيف صدقه؟ قال : قلت : يا أبا عبد الله إنه لصدوق ، قال : أما إنه إن فعل متّع بسمعه وبصره (٢).
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحارث أبو الحسن بن القباب ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث قال (٣) : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، قال : قال أبي الليث.
قال لي المنصور حين أردت أن أودّعه : قد سرّني ما رأيت من سداد عقلك ، فأبقى الله في الرعية أمثالك.
أخبرنا أبو الحسن (٤) المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.
قالا : أنبأنا ابن الفضل القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٦)
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٩٣.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١.
(٤) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، وت. والسند معروف.
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.
(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٤٤١ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤١ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧.
قال : قال ابن بكير : سمعت الليث بن سعد كثيرا ما يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة ، فالحمد لله الذي متّعنا بعقلنا.
قال ابن بكير : وحدّث شعيب بن الليث عن أبيه قال : لما ودّعت أبا جعفر ببيت المقدس قال : أعجبني ما رأيت من شدة عقلك ، والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك ، وكان أبي يقول : لا تخبروا بهذا ما دمت حيا (١).
وأخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر (٢) ، أنبأنا البرقاني ، قال : قرأت على أبي إسحاق المزكي أخبركم السراج قال : سمعت قتيبة يقول : سمعت الليث بن سعد يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين ، وأظنه عاش بعده ثلاث سنين ـ أو أقل ـ قال أبو رجاء : ومات ابن لهيعة في سنة أربع وتسعين (٣) ومائة ، قال أبو رجاء : وكان الليث أكبر من ابن لهيعة ولكن إذا نظرت إليهما تقول : ذا ابن وذا أب ـ يعني ـ ابن لهيعة الأب.
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد السّمناني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان ، حدّثنا جعفر بن محمّد الرسعني ، حدّثنا عثمان بن صالح قال : كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدّثهم بفضائل عثمان ، فكفّوا عن ذلك ، وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدّثهم بفضائله فكفّوا عن ذلك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري. قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٦) قال : سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير قال : قال الليث :
قال لي أبو جعفر : تلي لي مصر؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين ، إنّي أضعف عن ذلك ،
__________________
(١) المصادر السابقة.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.
(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : «وسبعين» وهو أوجه.
(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤١ ـ ٤٤٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٦.
وإني رجل من الموالي ، فقال : ما بك من ضعف معي ، ولكن ضعفت نيتك في العمل لي على ذلك.
انتهى رواية ابن قبيس ، وزادا : تريد قوة أقوى مني ومن عملي ، فأما إذا أبيت فدلّني على رجل أقلّده أمر مصر ، قلت : عثمان بن الحكم الجذامي ، رجل له صلاح وعشيرة ، قال : فبلغه ذلك ، فعاهد الله أن لا يكلّم الليث بن سعد.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا ابن الطبري ، أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب [قال :](١) قال ابن بكير : قال الليث :
وقال لي أبو جعفر : ألا تنظر لي رجلا أستعمله على مصر؟ فقلت له : فلان واليك ، كان عليها ، قال : لا ، ذاك ضعيف ، قلت : يا أمير المؤمنين هو قوي ، قال : لا ، ذاك ضعيف ، قلت : أمير المؤمنين أبصر برعيته ، فقال لي : انظر رجلا أستعمله عليها ، فقلت : أفعل ، قال : فما يمنعك أنت؟ قال : قلت : أنا لا أقوى ، أنا ضعيف ، قال : فقال لي : أنت قويّ إلّا أن تضعف نيّتك فينا.
قال : وحدّثنا يعقوب (٢) ، قال : سمعت ابن بكير قال : ولي الليث بن سعد لهم ثلاث ولايات : لصالح بن علي قال : قال صالح لعمرو (٣) : لا أدعه حتى يتولى لي ، فقال عمرو : لا تفعل ، قال : لأضربن عنقه ، قال : فجاءه عمرو فحذره ، فولي ديوان العطاء وولي الجزيرة أيام أبي جعفر ، وولي أيام المهدي الديوان.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٤) ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : قفلنا مع الليث بن سعد من الاسكندرية وكان معه ثلاث سفائن : سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه.
أخبرنا أبو الحسن (٥) بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا البرقاني قال : قرأت على أبي إسحاق المزكي أخبركم السّرّاج قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : قفلنا مع
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤١.
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨٦.
(٣) يعني عمرو بن الحارث الأنصاري المصري.
(٤) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٧ / ٣١٩.
(٥) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، وت. والسند معروف.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٩ ـ ١٠.
الليث بن سعد من الاسكندرية ، وكان معه ثلاث سفائن (١) : سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه ، وكانت إذا حضرت الصلاة يخرج إلى الشطّ ، فيصلي ، وكان ابنه شعيب إمامه ، فخرجنا لصلاة المغرب ، فقال : أين شعيب؟ فقالوا : حمّ ، فقام الليث ، فأذّن ، وأقام ، ثم تقدم فقرأ : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٢) فقرأ (وَلا يَخافُ عُقْباها)(٣) وكذلك في مصاحف أهل المدينة يقولون هو غلط من الكاتب عند أهل العراق ، ويجهر ببسم الله الرّحمن الرحيم ، ويسلّم تسليمة تلقاء وجهه.
قال (٤) : وأخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن الحسن النجاد ، حدّثنا علي بن محمّد المصري ، حدّثنا أبو علاثة المفرّض ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي قال : سمعت أشهب ابن عبد العزيز يقول :
كان الليث له كل يوم أربع (٥) مجالس يجلس (٦) فيها ، أما أولها فيجلس ليأتيه (٧) السلطان في نوائبه وحوائجه ، وكان الليث يغشاه السلطان ، فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه القرار (٨) ويجلس لأصحاب الحديث ، وكان يقول : نجحوا (٩) أصحاب الحوانيت فإنّ قلوبهم معلقة بأسواقهم ، ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ، ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد من الناس فيردّه كبرت حاجته أو صغرت ، قال : وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر ، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا محمّد بن القاسم العتكي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد الخفاف. ح وأخبرنا أبو
__________________
(١) بالأصل : «سفنا» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.
(٢) الآية الأولى من سورة الشمس.
(٣) الآية الأخيرة من سورة الشمس ، وفي التنزيل العزيز : «ولا» قال الطبري في تفسيره ٣٠ / ٢١٦ «فلا يخاف عقباها» بالفاء في «فلا» وهي قراءة عامة قراء الحجاز والشام ، وكذلك هو في مصاحفهم ، وقرأته عامة أهل العراق «ولا» بالواو (وَلا يَخافُ عُقْباها) وكذلك هو في مصاحفهم.
(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٩.
(٥) في تاريخ بغداد : أربعة.
(٦) بالأصل : نجلس ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٧) تاريخ بغداد : لنائبة.
(٨) تاريخ بغداد : فيأتيه العزل.
(٩) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : «نحّوا» وهو أشبه.
القاسم أيضا ، أنبأنا البيهقي. ح وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب. قالا (١) : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد السراج ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن القاسم الضّبعي ، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبي قال : سمعت محمّد بن معاوية وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول : خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألف درهم ، فقال سليمان بن حرب : خرج شعبة يوما فقوّموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا عبد الله بن صالح قال : صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلّا مع الناس ، وكان لا يأكل إلّا بلحم إلّا أن يمرض.
أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا الوليد بن أبان ، حدّثنا أبو حاتم ، حدّثنا سليم (٤) بن منصور بن عمّار قال : سمعت أبي يقول : كنا عند الليث بن سعد يوما جالسا فأتته امرأة ومعها قدح فقالت له : يا أبا الحارث ، إنّ روحي يشتكي (٥) ، وقد نعت له العسل ، قال : اذهبي إلى أبي قسيمة فقولي له يعطيك مطرا من عسل ، فذهبت فلم ألبث أن جاء أبو قسيمة فسارّه بشيء لا أدري ما هو (٦) ، قال : فرفع رأسه إليه ، فقال : اذهب فأعطها ، إنّها سألت بقدرها وأعطيناها بقدرنا ، والمطر فرق ، والفرق : عشرون ومائة رطل (٧).
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي (٨).
__________________
(١) الخبر في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٩.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.
(٤) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي الحلية : سليمان.
(٥) الأصل : «تشتكي» والمثبت عن م ، والحلية. والحرف الأول في د ، وت ، لم يعجم.
(٦) في الحلية : لا أدري ما قال له.
(٧) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والحلية ، جاء في القاموس : الفرق مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع. أو يسع ستة عشر رطلا.
(٨) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٨.
قالا : أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل (١) ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفّار ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو بكر بن عسكر قال : سمعت أبا صالح قال :
سألت امرأة الليث بن سعد منّا من عسل فأمر لها بزقّ ، فقال له كاتبه : إنّما سألتك منّا فأمرت لها بزق ، فقال : إنها سألت على قدرها ونعطيها على قدر النعمة علينا ، وفي حديث ابن قبيس : أن أبا بكر بن أبي الدنيا أخبرهم ، وقال : على قدر السعة علينا.
أخبرنا أبو الحسن أيضا ، حدّثنا أحمد بن علي (٢) ، أخبرني الأزهري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثني جدّي ، حدّثني عبد الله ابن إسحاق قال : سمعت يحيى بن إسحاق السّيلحيني (٣) قال :
جاءت امرأة بسكرّجة (٤) إلى الليث بن سعد ، فطلبت منه فيها عسلا ـ أحسبه قال : لمريض ـ قال : فأمر من يحمل معها زقا من عسل ، فجعلت المرأة تأبى ، قال : وجعل الليث يأبى إلّا أن يحمل معها زقا من عسل ، قال : نعطيك على قدرنا ، أو على ما عندنا.
أخبرنا (٥) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد المقرئ ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي ، حدّثني شيخ قد سمع من ليث بن سعد قال : جاءت امرأة إلى الليث بن سعد تسأله عسلا ومعها قدح ، وقالت : زوجي مريض ، قال : أعطوها راوية عسل ، قالوا : يا أبا الحارث سألت قدحا ، قال : سألت على قدرها ، ونعطيها على قدرنا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر أن أبا جحوش أخبره : أن أبا عمرو أحمد بن محمّد النيسابوري أخبره : حدّثنا أحمد بن عثمان قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يعني ابن سعد يقول :
قدمت مع أبي المدينة حاجّا ، فأهدى مالك بن أنس إلى أبي طبق رطب ، فأهدى إليه أبي ألف دينار ، وسألته امرأة سكرّجة عسل ، فأمر بزقّ عسل فحمل معها.
__________________
(١) في تاريخ بغداد : أبو سعيد ميزان الاعتدال بن موسى الصيرفي.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٨.
(٣) بالأصل ، وت ، وم : السيلحاني ، وفي د : «السيحاني» والمثبت عن تاريخ بغداد.
وهذه النسبة إلى سيلحين ، قرية معروفة من سواد بغداد (الأنساب).
(٤) السكرجة : إناء صغير.
(٥) الخبر التالي سقط من د.
وسمعت شعيب بن الليث يقول : كان أبي يستغلّ في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألف دينار ، فما يحول الحول إلّا وعليه خمسة آلاف دينار دين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا علي بن طلحة المقرئ ، أنبأنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني (٢) الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السّحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي ، قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يقول : خرجت مع أبي حاجّا فقدم المدينة ، فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب ، قال : فجعل على الطبق ألف دينار وردّه إليه.
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن موسى أبو بكر الحضرمي أخو أبي عجينة بمصر ، حدّثنا علّان بن المغيرة عن أبي صالح قال (٣) :
كنا على باب مالك فامتنع عن الحديث ، فقلنا : ما يشبه هذا صاحبنا؟ قال : فسمع مالك كلامنا ، فأدخلنا عليه ، فقال : من صاحبكم؟ قلنا : الليث ، فقال مالك : تشبّهونا برجل كتبنا إليه في قليل عصفر ، نصبغ به ثياب صبياننا ، فأنفذ إلينا فأصبغنا به ثياب صبياننا وصبيان جيراننا وبعنا الفضلة بألف دينار؟!
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ـ لفظا ـ أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري (٤) ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عياض أبو علاثة قال : سمعت حرملة بن يحيى قال : سمعت ابن وهب يقول :
كان الليث بن سعد يصل مالك بن أنس بمائة دينار في كل سنة ، فكتب إليه : إنّ علي دينا ، فبعث إليه بخمس (٥) مائة دينار.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب ، وأبو بكر بن المزرفي ، قالا : حدّثنا ابن
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١.
(٢) بالأصل ، وم ، ود ، وت : الهمداني بالدال المهملة ، والمثبت عن تاريخ بغداد. راجع ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥١٨.
(٣) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧ وحلية الأولياء ٧ / ٣١٩.
(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٨.
(٥) في تهذيب الكمال : مائة دينار.
المهتدي ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر ، أنبأنا علي بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن أحمد قال : سمعت حرملة قال (١) : وسمعت ابن وهب يقول : كتب مالك إلى الليث بن سعد إنّي أريد أن أدخل ابنتي على زوجها ، فأحبّ أن تبعث إليّ بشيء من عصفر ، قال ابن وهب : فبعث إليه الليث بثلاثين حملا عصفرا ، فصبغ لابنته ، وباع بخمسمائة دينار وبقي عنده فضلة.
رواهما الخطيب (٢) في تاريخه عن الأزهري عن عبيد الله بن عثمان عن المصري.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : سمعت أبا جارية (٣) قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يقول :
وجّه أبي إلى مالك بن أنس بألف دينار ، وإلى عبد الله بن لهيعة بألف دينار حين احترق منزله ، وإلى أبي السّري منصور بن عمّار بألف دينار.
[قال ابن عساكر :](٤) كذا فيه ، وقد أسقط منه رجلا ، وكنى قتيبة بغير كنيته ، فإنه أبو رجاء.
قرأت أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي. ح وأخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي أنّ أبا روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن قال : سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القاني قالا : أنبأنا.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا محمّد بن يوسف النيسابوري ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبري يقول : سمعت أبا عبد الله البوشنجي (٦) يقول : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الحافظ (٧) ، حدّثنا علي بن طلحة المقرئ ، حدّثنا صالح بن أحمد الهمذاني (٨) ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسين
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير الأعلام ٨ / ١٤٨ ووفيات الأعيان ٤ / ١٣٠.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٧ و ٨.
(٣) كذا بالأصول ، وسينبه المصنف إلى صواب كنيته.
(٤) زيادة منا للإيضاح.
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠.
(٦) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ١٠ ـ ١١.
(٨) بالأصل ، وم ، وت ، ود : الهمداني ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، تقدم التعريف به قريبا.
الصّيدلاني قال : سمعت محمّد بن صالح الأشج يقول : سئل قتيبة بن سعيد : من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند الليث؟ فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب. وقدم منصور بن عمّار على الليث بن سعد فوصله بألف دينار ، واحترق بيت عبد الله بن لهيعة فوصله بألف دينار ، ووصل مالك بن أنس بألف دينار ، قال : وكساني قميص سندس فهو عندي.
قال (١) : وأنبأنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، قالا : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الرّفّاء قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : حدّثنا أبي. ح قال : وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : قال قتيبة بن سعيد :
كان الليث بن سعد يستغلّ عشرين ألف دينار في كلّ سنة ، وقال : ما وجبت (٢) عليّ زكاة قط ، وأعطى ابن لهيعة ألف دينار ، وأعطى مالك بن أنس ألف دينار ، وأعطى منصور بن عمّار ألف دينار ، وجارية تسوى ثلاثمائة دينار ، قال : وجاءت امرأة إلى الليث فقال : يا أبا الحارث إنّ ابنا لي عليل واشتهى عسلا ، فقال : يا غلام أعطها مرط عسل ، والمرط عشرون ومائة رطل.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا علي بن محمّد بن السّقّا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس قال : سمعت يحيى يقول : كان ليث بن سعد يجيء إلى المسجد يصلّي فيه كل صلاة على فرس ، وكان له مجلس يجلس فيه ، وكان يحيى بن أيوب يجلس في ناحية المسجد قال : فمرّ به ليث بن سعد يوما فغمزه فقام معه يحيى بن أيوب إلى مجلسه ، فكان ليث بن سعد يقول له : ما عندك في كذا؟ فيجيبه يحيى بن أيوب ، فبعث إليه ليث بن سعد بمائة دينار ، فكان بعد يلزمه.
أنبأنا أبو علي بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال : سمعت أسد بن موسى يقول : كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم ، فلما دخلت مصر دخلتها
__________________
(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٨.
(٢) الأصل : «جبت» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧ ـ ١٥٨.
في هيئة رثّة ، فدخلت على الليث بن سعد ، فلمّا فرغت من مجلسه خرجت ، فتبعني خادم له في دهليزه فقال : اجلس حتى أخرج إليك ، فجلست ، فلمّا خرج إليّ وأنا وحدي دفع إليّ صرة فيها مائة دينار ، فقال : يقول لك مولاي أصلح بهذه النفقة أمرك ، ولم من شعثك.
وكان في حوزتي (١) هميان (٢) فيه ألف دينار ، فأخرجت (٣) الهميان فقلت : أنا عنها في غنى ، استأذن لي على الشيخ ، فاستأذن لي ، فدخلت فأخبرته بنسبي فاعتذرت إليه من ردّها وأخبرته بما معي (٤) ، فقال : هذه صلة وليست بصدقة ، فقلت : أكره أن أعوّد نفسي عادة وأنا في غنى ، فقال : ادفعها إلى بعض أصحاب الحديث ممن تراه مستحقا لها ، فلم يزل بي حتى أخذتها ، ففرّقتها على جماعة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت إسماعيل بن محمّد الشّعراني يقول : سمعت جدي يقول : سمعت علي بن خشرم يقول : سمعت منصور بن عمّار يقول : لما مرض ابن لهيعة مرضه الذي مات فيه دخل عليه الليث بن سعد فقال له : ما تشتكي؟ قال : الدّين ، قال : كم دينك؟ قال : ألف دينار ، فأتى فأعطاه إياه ، قال : ولي القضاء ثلاثين سنة لم يستحل أن يغرس ريحانة يشمها.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد المقرئ ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، قال : سمعت قتيبة يقول :
كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى مسجد الجامع ، ويتصدّق كلّ يوم على ثلاثمائة مسكين (٥).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الأشرف المروزي بدمشق ، أنبأنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السّجزي ـ بسجستان ـ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي الخازن المقرئ ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري ـ بمصر ـ أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي
__________________
(١) إعجامها بالأصل ، وم ، ود ، وت مضطرب ، والمثبت عن حلية الأولياء. وفي سير أعلام النبلاء : «حزتي» وهو يصح أيضا : والحزة : الحجزة ، وهو موضع شد السراويل والإزار.
(٢) الهميان : بكسر الهاء وسكون الميم هميان الدراهم الذي تجعل فيه النفقة.
(٣) الأصل : فأخبرت ، والمثبت عن م ، ود ، وت ، والحلية.
(٤) في حلية الأولياء : مضى.
(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٨.
الإمام ، حدّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات ، حدّثني ابن رمح قال :
أتى الليث سائل يسأله ، فأمر له بدينار ، فأبطأ الغلام به إلى أن جاء سائل آخر ، فجعل يلحّ فقال له السائل الأول : اسكت ، فسمعه الليث فقال : ما لك وله ، ولم يمسك دعه يرزقه الله فأمر له بدينارين.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد العسكري ، حدّثني أحمد بن محمّد بن نجدة التنوخي قال : سمعت محمّد بن رمح يقول : حدّثني سعيد الأدم قال : مررت بالليث بن سعد فتنحنح لي ، فرجعت إليه ، فقال لي : يا أبا سعيد ، خذ هذا القنداق (٢) فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلّة قال : فقلت : جزاك الله خيرا يا أبا الحارث ، وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل ، فلمّا صليت أوقدت السراج ، وكتبت : بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم قلت : فلان بن فلان ، ثم بدرتني نفسي ، فقلت : فلان بن فلان ، قال : فبينا أنا على ذلك إذ أتاني آت ، فقال : ها الله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي؟ مات الليث ، ومات شعيب بن الليث ، أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه ، قال : فقمت ولم أكتب شيئا ، فلمّا أصبحت أتيت الليث بن سعد ، فلما رآني تهلل وجهه ، فناولته القنداق فنشره فأصاب فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم ذهب ينشره فقلت : ما فيه غير ما كتبت ، فقال لي : يا سعيد ، وما الخبر؟ فأخبرته بصدق عما كان ، فصاح صيحة [فاجتمع](٣) عليه الناس من الخلق ، فقالوا : يا أبا الحارث إلّا خيرا؟ فقال : ليس إلّا خيرا (٤) ، ثم أقبل عليّ فقال : يا سعيد تبيّنتها وحرمتها ، صدقت ، مات الليث ، أليس مرجعهم إلى الله؟!
قال علي بن محمّد : سمعت مقدام بن داود يقول : سعيد الأدم هذا يقال إنه من الأبدال ، وقد كان رآه مقدام.
قال (٥) : وأنبأنا أبو نعيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا إسحاق بن
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١١.
(٢) بالأصل وم ود : الفنداق ، والمثبت عن تاريخ بغداد والقنداق : صحيفة الحساب.
وقد صوبناها في كل مواضع الخبر.
(٣) سقطت من الأصل ، وم ، ود ، وت ، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(٤) في تاريخ بغداد : خير.
(٥) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٦ وسير الأعلام ٨ / ١٥٢.
إسماعيل الرملي قال : سمعت محمّد بن رمح يقول : كان دخل الليث بن سعد في كلّ سنة ثمانين ألف دينار ، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.
أنبأنا بها عاليا أبو علي الحداد ، وحدّثني بها أبو مسعود المعدل عنه ، أنبأنا أبو نعيم (١) فذكرها.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد المروزي ، أنبأنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبّار ، أنبأنا الحسين بن علي الخازن ، أنبأنا محمّد بن الحسين النيسابوري ، أنبأنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الله بن الحسين الضبعي ، حدّثنا عمارة بن وثيمة قال : قال لي أبو يحيى زكريا بن يحيى :
كان الليث يفتل في كلّ سنة عشرين ألف دينار ، لا يأتي عليه الحول إلّا وعليه دين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثني الأزهري ، حدّثني أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال : سمعت أبي يقول : قال أبي : ما وجبت عليّ زكاة قطّ منذ بلغت ، قال أبو بكر : وكان يستغل عشرين ألف دينار.
قال (٣) : وأنبأنا علي بن طلحة ، أنبأنا صالح بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السّحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب ابن الليث بن سعد يقول :
يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألف ، تأتي عليه السنة وعليه دين.
قال (٤) : وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا محمّد بن العباس الخزّاز ، حدّثنا عمر بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني الحسن بن عبد العزيز قال : قال لي الحارث بن مسكين :
اشترى قوم من الليث بن سعد ثمرة ، فاستغلوها ، فاستقالوه فأقالهم (٥) ، ثم دعا بخريطة
__________________
(١) رواها أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣٢٢.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٨.
(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١١.
(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٨ ـ ٩ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٧.
(٥) تقرأ بالأصل : «فما قالهم» ، والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.
فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا ، فقال له الحارث ابنه في ذلك ، فقال : اللهمّ غفرا ، إنهم قد كانوا أملوا فيه أملا ، فأحببت أن أعوّضهم من أملهم بهذا.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، حدّثنا أبو سعيد ابن يونس ، حدّثني قتادة بن عقبة بن يزيد الصّدفي ، حدّثني جعفر بن أحمد بن داود الصّدفي ، حدّثني خالد بن عبد السّلام الصّدفي ، قال (١) :
جالست الليث بن سعد وشهدت جنازته وأنا مع أبي ، فما رأيت جنازة قط بعدها أعظم منها ، ولا أكثر أهلها ، ورأيت الناس كلّهم في جنازته عليهم الحزن ، والناس يعزّي بعضهم بعضا ويبكون ، فقلت لأبي : يا أبة كأنّ كلّ واحد من الناس صاحب الجنازة ، فقال لي : يا بني كان عالما كريما حسن العقل ، كثير الإفضال ، يا بني ، لا يرى مثله أبدا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (٢) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، عن يحيى بن بكير قال :
مات مالك بن أنس ، والليث بن سعد ، هذا ابن خمس وثمانين ، وهذا ابن ثلاث وثمانين.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنبأنا أبو إسماعيل الترمذي ، قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : كان الليث بن سعد أسنّ من ابن لهيعة بسنة ، ومات قبل ابن لهيعة بسنة.
قال الخطيب : وهذا القول الأخير خطأ ، إنّما مات الليث بعد موت ابن لهيعة بسنة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو الأحمسي ـ بالكوفة ـ حدّثني الحسين بن حميد بن الربيع ، حدّثني أبي قال :
مات الليث بن سعد سنة خمس وستين ومائة.
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٨ / ١٦٢.
(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٦.
(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.
[قال ابن عساكر :](١) وكذا سلف القول عن محمّد بن سعد ، وهو وهم ، والصواب سنة خمس وسبعين.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة (٢) ـ قراءة ـ عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي المؤدب ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم ، حدّثنا ابن بكير قال : مات الليث بن سعد سنة أربع وسبعين ، وهو ابن ثمانين سنة.
قال : وأنبأنا ابن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا خالد ، حدّثنا ابن بكير قال : مات الليث سنة خمس وسبعين للنصف من شعبان ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
قال : وقال أبو موسى : وفي سنة خمس وسبعين مات حزم القطعي (٣) ، والليث بن سعد أبو الحارث المصري ، وذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى (٤) بذلك.
[قال ابن عساكر :](٥) والقول الأول وهم أيضا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي (٦). ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله. قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (٧) : قال ابن بكير : ولد الليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلّى عليه موسى بن عيسى الهاشمي ، ودفن بعد الجمعة ، يكنّى أبا الحارث.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى بن موسى البزار (٨) ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حمان الرّقّي قال : سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول : مات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين.
__________________
(١) زيادة منا للإيضاح.
(٢) بالأصل : خيرة ، تصحيف ، والمثبت عن م ، ود ، وت.
(٣) هو حزم بن أبي حزم القطعي ، أبو عبد الله البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٣.
(٤) خبر وفاة حزم ذكره أبو موسى محمد بن المثنّى في ترجمة حزم ٤ / ٢٤٤.
(٥) الزيادة منا للإيضاح.
(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.
(٧) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ٢ / ٤٤٤.
(٨) بدون إعجام بالأصل وت ، ود ، والمثبت عن م.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور ، أنبأنا أبو محمّد القاسم بن غانم بن حموية الصيدلاني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (٢) قال : سمعت ابن بكير يقول : مات الليث النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلّى عليه موسى بن عيسى.
ولفظ الإسناد لأبي القاسم.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا أبو بكر الحافظ (٣) ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : وتوفي الليث ليلة الجمعة في نصف شعبان سنة خمس وسبعين ، وولد الليث سنة ثلاث وتسعين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٤) :
سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات ليث بن سعد بمصر.
أخبرنا أبو محمّد المزكي ، حدّثنا أبو محمّد الصوفي ، حدّثنا أبو محمّد المعدل ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال (٥) :
فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم أن الليث مات سنة خمس وسبعين ومائة ، ومالك بن أنس سنة تسع وسبعين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب. ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري. قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال محمّد بن رمح : مات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة.
__________________
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤ باختلاف.
(٢) الأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٤٩ (ت. العمري).
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغساني ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ـ وقال العلوي : أنبأنا ابن الفضل ـ أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار قال :
سألت عيسى بن حمّاد زغبة : سنة كم مات الليث بن سعد؟ فقال : سنة خمس وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، حدّثنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، قال : قرئ على محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ـ وأنا أسمع ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عبيد.
أن الليث بن سعد مات في سنة خمس وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال :
سنة خمس وسبعين فيها مات الليث بن سعد مولى بني فهم من قيس عيلان.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، حدّثنا أحمد بن علي ، أخبرني الحسن بن أبي بكر ، قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوزي أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدّثني أبو حسان الزّيادي قال :
سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات الليث بن سعد الفهمي ، ويكنى أبا الحارث ، ليلة النصف من شعبان وهو ابن ثنتين وثمانين سنة (٢).
قال : وأنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، قال : قال موسى بن هارون ، ومات الليث سنة خمس وسبعين.
٥٨٦٤ ـ ليث بن سليمان بن سعد الخشني مولاهم
كان كاتبا ليزيد بن الوليد.
__________________
(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٩.