خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٢

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٢

المؤلف:

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٦

وفي سنة ١٣٣٣ ه‍ : وفي سابع ربيع الأول منها الوقعة المشهورة بين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ، وبين ابن رشيد في جراب وصارت الهزيمة على الإمام ، وتوجه الإمام بعدها إلى بريدة ، وأقام بها ، وقتل في هذه الوقعة عدة قتلى منهم صالح الزامل السليم ، ومحمد بن شريدة.

وفي هذه السنة وقعت المصالحة بين الإمام عبد العزيز ، وبين ابن رشيد ، فتوجه الإمام إلى الحساء وكان في نفسه شيء على العجمان لأمور بدرت منهم ، فحصل بينه وبينهم وقعة قتل فيها أخوه سعد بن عبد الرحمن بن فيصل. ثم إن الإمام جد وشمر في حربهم إلى أن مزقهم الله شذر مذر ، وأجلاهم عن الحساء ، فتوجهوا إلى جهة الشمال مخذولين. ولما كان في آخر رمضان من هذه السنة نقض ابن رشيد العهد ، وأغار على شوادي أهل القصيم على الدويحرة ، وأخذ منهم إبلا ، وأغناما ، ثم نزل الطرفية والإمام إذ ذاك في الحساء ، وأخذ يكاتب أهل القصيم ، فلم يلتفتوا له ، وحصل بينه وبينهم قتال فهزموه ، وقتلوا من قومه عدة رجال ، وغنموا منه خيلا وركابا ، فلما أعياه أمرهم ارتحل من الطرفية ، وقفل راجعا إلى حائل. وفي آخر السنة توفي مبارك بن صباح رئيس بلد الكويت.

في ثالث المحرم استولى الإنجليز على البصرة من غير قتال ، وارتحلت منها عساكر الترك إلى بغداد.

وفي سنة ١٣٣٤ ه‍ : في شوال منها شرعوا في هدم مسجد الشمال في أشيقر ، وكان قد قارب السقوط من طول السنين وفرغوا من بناءه في ذي الحجة من السنة المذكورة.

٣٠١

وفي سنة ١٣٣٥ ه‍ : استولى الإنجليز على بغداد ونواحيه ، وفيها مات جابر بن مبارك بن صباح وتولى بعده أخوه سالم.

وفي سنة ١٣٣٦ ه‍ : وفيها توفي الشيخ العالم العلّامة إبراهيم بن عبد الملك بن حسين قاضي بلد حوطة بني تميم رحمه‌الله تعالى ، وتولى القضاء بعده ابنه عبد الملك. وفيها توفي الشيخ صالح بن قرناس في بلد الرس رحمه‌الله تعالى. وفي ذي الحجة من السنة المذكورة توجه الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل حفظه الله تعالى بجنود المسلمين من البادية والحاضرة إلى الجبل ، وأخذ بني يهرف بالقرب من حائل ما بقي لهم من أموالهم شيء ، أخذ عليهم من الإبل أكثر من ألف ناقة ، ومن الغنم ، والبيوت ، والفرش ، والأثاث ما لا يعد ولا يحصى ، ثم رجع قافلا إلى وطنه مؤيدا منصورا. ولما وصل في رجوعه إلى بريدة قدم عليه فيها رسول لابن رشيد يطلب منه المصالحة ، فأجابه إلى ذلك ووقعت بينهم المصالحة.

وفيها صار منافرة بين سعود الصالح بن سهبان وسعود بن عبد العزيز متعب بن رشيد ، فخرج سعود الصالح من حائل وتوجه إلى الزبير ، ودخل البصرة وأجرت الدولة الإنكليزية نفقاته ، وسكن الزبير فخرج في بعض الأيام لابن علي من شمر ، وكان نازلا قرب الزبير ، فأقام عندهم أياما ، فلما رجع إلى الزبير قابله آل فروان فقتلوه برجل منهم كان قد قتله سعود في شيخته على حائل. ثم عاد أخوه محمد الصالح بعد مقتله إلى حائل.

وفيها توفي عبد العزيز المحمد العبد العزيز البسام في الزبير. وفيها وقعت المنافرة بين الحسين شريف مكة ، وبين الشريف خالد بن منصور بن

٣٠٢

لؤي صاحب الخرمة فجهز الحسين سرية مع حمود بن زيد بن فواز لقتال أهل الخرمة ، فهزموه وأخذوا خيامه ، وأثاثه ، وأمتعته ، وقتل من أصحابه عدة رجال.

وفي رمضان منها جمع الشريف الحسين جنودا كثيرة شلاوي ، وبقوم ، وعتبان ، وسيرهم مع حمود المذكور لقتال الشريف خالد ومن معه من الإخوان من أهل الخرمة فهزموه هزيمة شنيعة ، وترك خيامه ، ومدافعه ، وأمتعته ، وقتل من أصحابه عدد كبير.

وفيها ابتداء عمارة عرجا ، وسنام ، والمربع ، وعسيلة ، والروضة ، والضبيعة.

ثم دخلت سنة ١٣٣٧ ه‍ : وفيها حصل وباء عظيم ، وعمّ جميع البلدان ، وهلك فيه أمم لا يحصيهم إلّا الله تعالى. وقع عندنا في بلدان الوشم ، وسدير ، وجميع بلدان نجد في خامس عشر صفر من السنة المذكورة إلى سابع من ربيع الأول. ثم رفعه الله تعالى. مات في هذا الوباء من أهل أشيقر نحو مائة نفس ما بين ذكر وأنثى ، وصغيرا وكبيرا ، وأكثر من مات في هذا الوباء من جميع البلدان والبوادي ، النساء والأطفال ، وممن مات من أعيان أهل أشيقر محمد بن عبد الله بن راشد الخراشي ، وسليمان بن عبد اللطيف ، ومات من أهل شقرا نحو ثلاثمائة وعشرين نفسا ما بين ذكر وأنثى ، وصغير وكبير ، منهم عبد الله بن محمد السبيعي وكيل بيت المال من جهة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل وعبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى ، وأخوه عبد العزيز ، وعبد الله محمد بن عيسى ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى المعروف بالأعرج

٣٠٣

رحمهم‌الله تعالى. ومات من أهل الرياض نحو ألف نفس منهم تركي بن الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ، وأخوه فهد ، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله النمر ، وصالح بن الشيخ عبد اللطيف رحمهم‌الله تعالى.

وفيها ابتداء عمارة الشبيكية ، ومشاش المراطيب ، ونفي والأرطاوي.

وفيها ابتداء بناء الدليمية ، والقربة ، والأثلة ، وفيها قتل سعود بن عبد العزيز بن متعب خارج حائل قتله عبد الله بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن رشيد. فقام العبيد الذين مع سعود ، وقتلوا عبد الله بن طلال المذكور ، ورجاله ابن مهوس ، وتولى الإمارة بعده سعود عبد الله بن متعب بن عبد العزيز بن متعب.

وفيها صبح سعود بن الإمام عبد العزيز ومن معه من الإخوان ابن رمال ، ومن معه من شمر ، وابن سعدى ، ومن معه من حرب ، وأخذهم ثم قفل إلى الرياض.

وفي سنة ١٣٣٨ ه‍ : توفي شيخنا عيسى بن عبد الله بن عكاس رحمه‌الله تعالى.

وفي سنة ١٣٣٩ ه‍ : وفي يوم الجمعة عشرين من ربيع الثاني توفي الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف في بلد الرياض رحمه‌الله تعالى.

وفي رجب من هذه السنة حاصر الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الجبل ، وكان أمير الجبل عبد الله بن متعب ، وهرب خوفا من ابن عمه محمد بن طلال إلى الإمام ابن سعود. وتأمر بعده محمد بن طلال على

٣٠٤

الجبل في ذي الحجة من السنة المذكورة ، وامتد الحصار إلى آخر صفر حتى دخول الأربعين.

في ٢٣ محرم الوقعة المشهورة بن سالم بن صباح ، وبين الدوش ومن معه من الإخوان ، وصارت الهزيمة على ابن صباح.

وفيها مات سالم بن مبارك بن صباح شيخ الكويت يوم النصف من جمادى الثانية ، وتولى بعده أحمد بن جابر بن صباح ، وكان أحمد المذكور قد أركبه عمه سالم المذكور إلى الإمام عبد العزيز في طلب الصلح ، ومعه كاسب بن حزعل بن مردا ، فقدموا على الإمام في حفر العك ، وكان قد تجهز غازيا فقدم على الإمام الخبر بوفاة سالم.

وفي سنة ١٣٤٠ ه‍ : وفي يوم الخميس الثاني من ربيع الأول استولى الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل على بلد حائل ، ونقل آل رشيد منها إلى الرياض ، وجعل فيها أميرا إبراهيم بن سالم السبهان ، وابن حلوان معه سرية في القصر.

وفيها توفي يحيى بن عبد الرحمن الذكير في بلد عنيزة رحمه‌الله تعالى. وفيها في يوم الاثنين ثالث ربيع الأول سافر الولد صالح بن عبد العزيز للأحساء.

وفي ثالث عشر ربيع الأول انحدر الولد صالح بن عبد العزيز للحساء يوم الاثنين.

وفي اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة من هذا العام توفي الأمير محمد بن سعود بن عيسى رحمه‌الله تعالى ، وبلده البحرين.

فقد سافر من شقراء في خامس من رمضان ومعه بعض الأثر ، وقد

٣٠٥

تسرب العشبة وقدم الرياض على الإمام أطال الله عمره ، وطلب منه الإعفاء من إمارة شقراء ، فامتنع الإمام فألح عليه محمد بن سعود ، واعتذر له بالمرض. وأن مقصودة أن يتوجه إلى البحرين للطيب ، فأعفاه الإمام وأذن له في التوجه إلى البحرين ، قدم البحرين وهو مريض ، فتوفي في التاريخ المذكور ، وصار بعده في إمارة شقراء عبد الرحمن بن محمد البواردي.

وفي سنة ١٣٤١ ه‍ : وفيها توفي حمد بن يحيى بن عبد الرحمن الذكير في عنيزة رحمه‌الله في شهر شعبان.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر من شهر رمضان توفي مقبل بن عبد الرحمن الذكير في بلد عنيزة رحمه‌الله تعالى.

هذا آخر ما وجدناه من تاريخ الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى الذي توفي في مدينة عنيزة في اليوم الثامن من شهر شوال من عام ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف ، رحمه‌الله تعالى.

***

٣٠٦