خزانة التّواريخ النجديّة - ج ١

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

خزانة التّواريخ النجديّة - ج ١

المؤلف:

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٤

قال الدارقطني : تفرد به عبيد عن أبي مضر.

وقال الإمام أحمد بالإسناد عن عدي قال : قلت يا رسول الله : إن أبي كان يصل الرحم ، ويفعل ويفعل.

قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ـ يعني الحاكم ـ : حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني : حدثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي : حدثنا ضرار بن صرد : حدثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن كميل بن زياد النخعي قال : قال علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : يا سبحان الله ، ما أزهد كثيرا من الناس في خير ، وعجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا ، فلو كان لا يرجو ثوابا ، ولا يخشى عذابا ، لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق ، فإنها تدل على سبيل النجاح.

وقام إليه رجل فقال : فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين ، أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، وما هو خير منه : لما أوتي بسبايا طيىء ووقعت جارية حمراء لعساء ذلفاء هيطاء شماء الأنف معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلجة الساقين ، لفاء الفخذين ، خمصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين.

فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها. فقالت : يا محمد إن رأيت أن تخلّي عنا ، ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ،

٤١

ويكسي العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم طيىء. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا جارية ، هذه صفة المؤمنين حقا ، لو كان أبوك مؤمنا لترحمنا عليه ، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق». فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله والله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلّا بحسن الخلق». انتهى ما ذكر ابن كثير.

ومن إخوان ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيىء ثعلبة ، وهو جرم رهط عامر بن جون ونبهان رهط زيد الخيل.

ومن طيىء بنو لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك ابن جدعي ، منهم : أوس بن حارثة بن لام ، وراس أخوه سعد أيضا.

ومن طيىء بحتر بن عتود.

ومن طيىء شمر. قال ابن الكلبي : شمر وزريق بطن من ثعل ، وهما ابنا عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل ، ولقيس بن شمر هذا يقول امرؤ القيس :

* وهل أنا لاق حيّ قيس بن شمّرا*

منهم عبدة بن امرىء القيس بن زيد بن عبد رضى بن خذيمة بن شمر أبو الحرنفش الشاعر ، وهو الذي أسرته الديلم وله حديث ، انتهى.

وقال امرؤ القيس :

وجاد قسيّا فالطّها فمسطّحا

وجوّا وروّي نخل قيس بن شمّرا

قلت : وقد غلبت هذه النسبة إلى شمر على أهل جبل طيىء من

٤٢

البادية وبعض الحاضرة ، والظاهر أنهم كلهم ليسوا من نسله ، ولا يبعد أن ينسب إليه غير من يجتمع معه ، في عمود نسبه من سائر طيىء ، وكذلك من خالطهم ، أو نازلهم من جار ، أو حليف قد ينسب إليهم مع تطاول الأزمان.

قال في «العبر» : كانت منازلهم في اليمن فخرجوا على إثر خروج الأزد منه ، فنزلوا : سميراء وفيدا في جوار بني أسد ، ثم غلبوا بني أسد على أجا وسلمي ، وهما جبلان يعرفان بجبلي طيىء ، فاستمروا فيها ثم تفرقوا في أول الإسلام في الفتوحات.

قال ابن سعيد : وفي بلادهم الآن أمم كثيرة : حجازا ، وشاما ، وعراقا ، وهم أصحاب الرياسة في العرب إلى الآن.

ومن عمائر كهلان : مذحج بن أدد أخو طيىء ، ومن مذحج سعد العشيرة ولد مذحج المذكور ، وإنما سمي سعد العشيرة لأنه بلغ ولده وولد ولده ثلاث مئة رجل يركبون معه ، وكان إذا سئل عنهم يقول هؤلاء عشيرتي وقاية لهم من العين ، ومن سعد العشيرة زبيد ـ بضم الزاي ـ.

ومنهم بنو منبّه وهو زبيد بن صعب بن سعد العشيرة ويعرف بزبيد الأكبر ، وهو زبيد الحجاز.

قال في «المسالك» : وعليهم درك الحاج المصري من الصفراء إلى الجحفة.

ومنهم زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن زبيد الأكبر ، ومن هؤلاء عمرو بن معد يكرب فارس العرب.

وذكر في «مسالك الأبصار» في عرب الحجاز حربا ولم يعزهم إلى

٤٣

قبيلة ، قال : وهم ثلاثة بطون : بنو مسروح ، وبنو سالم ، وبنو عبد الله.

وأقول : قد رأيت من عزا حربا هؤلاء إلى عدنان.

قال أبو العباس أحمد بن عبد الله في كتابه «نهاية الأرب» : بنو حرب بطن من هلال بن عامر ذكرهم الحمداني وقال : منازلهم الحجاز.

ومن مذحج بنو مراد بن مذحج وله من الولد ناجية وزاهرة ، منهم بنو قرن الذين منهم أويس الزاهد قتل مع علي يوم صفين ، ومن مراد ابن ملجم قاتل عليّ.

ومن مذحج أيضا النخع ، ومنهم أيضا جنب وصدي ورهي ، فمن جنب : معاوية بن الحارث بن منبّه بن جنب ، كان إليه البيت والملك وهو الذي تزوج عبيدة بنت مهلهل بن ربيعة الوائلي ، وفيها يقول مهلهل :

أنكحها فقدها الأراقم في

جنب وكان الحباء من أدم

لو بأبانين جاء يخطبها

خضب ما أنف خاطب بدم

واسم بنت مهلهل عبيدة وإليها نسب قبائل من جنب ، وتزوجها بعد معاوية روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك جد آل ضيغم بن منيف.

وقيل : إنهم من نزار بن عنز بن وائل دخلوا في نسب جنب لأن أمهم عبيدة.

ومن مذحج عنس منهم الأسود الذي تنبأ ، ومن إخوة مذحج الأشعر وهو نبت بن أدد جدّ الأشعرين.

ومن أعظم عمائر كهلان : الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، وهم من أعظم الأحياء ، فقد قسمهم الجوهري إلى

٤٤

ثلاثة أقسام : أزد شنوءة ، وهم بنو نصر بن الأزد ، وشنوءة لقبه ، وأزد السراة وهو موضع باليمن ، نزل فيه فرق منهم ، وأزد عمان نزلها طائفة منهم ، ومن ملوكهم عبد وجيفر اللذان كتب إليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومن أعظم ملوكهم : بنو جفنة بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن الزاد بن الأزد ، وهم ملوك الشام ، وأخو جفنة محرق أول من عاقب بالنار وثعلبة العنقاء ، وحارثة وإخوتهم ويدعون غسان وجماع غسان إلى مازن الزاد ، وإنما غسان ماء شربوا منه بين زبيد ، ورمع قال حسان :

إما سألت فإنا معشر نجب

الأزد نسبتنا والماء غسان

وأول من ملك منهم جفنة قال صاحب حماة : وذلك قبل الإسلام بما يزيد على أربع مئة سنة ، وبقي بأيديهم إلى أن كان آخرهم جبلة بن الأيهم في زمن نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الذي أسلم ثم تنصر في أيام عمر وكان طوله اثني عشر شبرا ، وفيهم يقول حسان :

لله درّ عصابة نادمتهم

يوما بجلّق في الزّمان الأوّل

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

قبر ابن مارية الكريم المفضل

يسقون من ورد البريض عليهم

بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم

شمّ الأنوف من الطّراز الأول

ومن قبائل الأزد الأنصار : وهم من غسان ، وهما الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمر ، ومزيقيا بن عامر ماء السماء المتقدم ، وأمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة وولد للخزرج عدة أولاد تفرعت قبائلهم منهم.

٤٥

وأما الأوس فلم يكن له إلّا ابن واحد وهو مالك ، ومن مالك تفرعت قبائل الأوس.

قال الحافظ ابن كثير في تاريخه «البداية والنهاية» : قال الحافظ أبو بكر الخرائطي : حدثنا عبد الله بن أبي سعيد : حدثنا حازم بن عقال بن حبيب بن المنذر بن أبي الحصين بن السموءل بن عاديا الغساني قال : لما حضرت الأوس بن حارثة الوفاة اجتمع إليه قومه من غسان فقالوا : إنه قد حضر من أمر الله ما ترى ، وقد كنا نأمرك بالتزوج في شبابك ، وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين وليس لك ولد غير مالك.

فقال : ليس يهلك هالك ترك مثل مالك ، إن الذي يخرج النار من الوشمة قادر على أن يجعل لمالك نسلا ورجالا بسلا ، وكل إلى الموت ، ثم أقبل على مالك فقال : أي بنيّ المنية ولا الدنية ، العقاب ولا العتاب ، التجلّد ولا التبلّد ، القبر خير من الفقر إنه من قل ذل.

ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم ، والدهر يومان : فيوم لك ، ويوم عليك. فإن كان لك فلا تبطر ، وإن كان عليك فاصطبر ، وكلاهما سيخسر ليس يغلب منهما المليك المتوّج ولا اللئيم المعلج سلم ليوميك حياك ربك ثم أنشأ يقول :

شهدت السّبايا يوم آل محرّق

وأدرك عمري صيحة الله في الحجر

فلم أر ذا ملك في الناس واحدا

ولا سوقة إلّا إلى الموت والقبر

فعلّ الذي أردى ثمودا وجرهما

سيعقب لي نسلا إلى آخر الدهر

تقرم بهم في آل عمرو بن عامر

عيون لدى الداعي إلى طلب الوتر

فإن تكن الأيام أبلين جدّتي

وشيّبن رأسي والمشيب مع العمر

٤٦

فإنّ لنا ربّا علا فوق عرشه

عليما بما يأتي من الخير والشر

ألم يأت قومي أنّ لله دعوة

يفوز بها أهل العبادة والبر

إذا بعث المبعوث من آل غالب

بمكّة فيما بين مكة والحجر

هنالك تبغوا نصره ببلادكم

بني عامر إنّ السعادة في النّصر

قال ثم قضى في ساعته. انتهى نقل ابن كثير.

ومن بطون كهلان الكبار : خزاعة وهو عمرو بن لحي ، وهو ربيعة ابن حارثة بن عمر ، ومزيقيا بن عامر ، وهو الذي غير دين إبراهيم ، ود العرب إلى عبادة الأوثان ، ومنه تفرقت خزاعة.

وإنما صارت الحجابة إليه من قبل أمه فهيرة بنت عامر بن حارث مضاض الجرهمي فحجب عمرو ، وبنوه ، إلى أن صارت إلى أبي غبشان فسكر يوما ، وقد شرب هو وقصي بن كعب بن لؤي ، فابتاع قصي ، مفاتيح البيت بزق خمر ، ودفعها قصيّ إلى ابنه عبد الدار فقام عند البيت ونادى : يا بني إسماعيل قد رد الله عليكم مفاتيح بيت أبيكم ، وأف؟؟؟ أبو غبشان فندم ، وضربت العرب المثل بذلك ، فقيل : أخسر من؟؟؟ أبي غبشان.

ومن بطون كهلان : همدان بن مالك بن زيد بن ربيعة بن الخيار زيد بن كهلان ، منهم : حاشذ وبكيل ابنا جشم بن خيوان بن نوف همدان ، ومن هذين البطنين تفرقت همدان ، منهم : بنو يام بن أصفى رافع بن مالك بن جشم فولد يام جشم ومذكر وولد مذكر بن يام ه؟؟؟ ومواجدا ، وهم الأحلاف والعنز فتحالفا عليه.

ومنهم : وادعة البطن بن عمرو بن عامر بن شامخ بن رافع ، ومنهم

٤٧

آل ذي رعين ، ومنهم : أرحب بن مالك بن بكيل ، ومنهم : بنو السبيع من حاشد الذين منهم أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله الفقيه ، وبنو خيوان الذين دفع إليهم ابن لحي يعوق ، ومنهم : بنو وادعة.

ومن كهلان بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث ، وقد ذكر في «العبر» : أنه لما تكاثر بنو إسماعيل فصارت رياسة الحرم لمضر مضي أنمار بن نزار إلى اليمن فتناسل بنوه بها فعدّ في اليمانية ، وعليه ينطبق ما حكاه الجوهري فولد أنمار عبقر والغوث ، وصهيب ، وخزيمة ، وإخوة لهم وأمهم بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة وبها يعرفون ، وكان بلادهم مع إخوتهم خثعم ؛ ومن بجيلة بنو قسر واسمه مالك بن عبقر ، ومن بطونهم عرينة بن نذير بن قسر.

وأما خثعم أخو بجيلة فاسمه أفيل بن أنمار وبلادهم مع إخوتهم بجيلة بسروات اليمن ، والحجاز إلى تبالة.

ومنهم : بنو أكلب بن عفرس بن حلف بن خثعم.

ومنهم ناهس وشهران ابنا عفرس إليهما العدد والشرف ، وكود بن عفرس ، والفزع بن شهران بطن وبنو حرب ، وهو أوس بن وهب الله بن شهران.

ومنهم : بنو عرفجة ابن كعب بن مالك بن قحافة البطن بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران وعرفجة أم كعب.

ومن قحافة : عبد الله بن مالك ولي الصوائف أربعين سنة لمعاوية

٤٨

وغيره إلى زمن سليمان بن عبد الملك ، وفيه مات وكسر على قبره أربعون لواء.

ومنهم جليحة والريث ومبشر ، أبناء أكلب بن ربيعة بن عفرس.

ومنهم : جشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله البطن ، وولد جليحة بن أكلب واهب وشهران.

ومن خثعم أيضا : بنو منبّه ، ومعاوية ، وآل مهدي ، ونصر ، وبنو حاتم ، وآل مدركة ، وآل زياد.

ومنازل الجميع بيشة وما حولها ، وبلادهم بلاد خير وزرع وفواكه كثيرة ، وأكثر ميرة مكة من الحنطة والشعير ، وغيرهما من بلادهم.

ومن كهلان قبائل كثيرة لم نذكرهم من الأزد وغيرهم ، مثل غامد وزهران ودوس بن عدنان وعك بن عدنان وقبائل كندة ، وبنو الحارث بن كعب ، ملوك نجران الذين من أشرافهم بنو عبد المدان ، وهو عمرو بن الدبان بن قطن بن زياد البطن والنخع ، وبنو جعفى ، وأود وزبيد ابنا صعب. انتهى ما اختصرناه من أنساب قحطان.

وأما بنو إسماعيل :

فإن الذي بين إسماعيل وعدنان من الآباء مختلف فيه خلافا كثيرا ، إذا تقرر ذلك فعدنان هو شعب نسب العرب المستعربة الذي تفرع منه قبائلها وعمائرها وبطونها وأفخاذها وفصائلها.

وقد ذكر في «العبر» : أن جميع الموجودين من ولد إسماعيل من نسله ، قال ومواطن بني عدنان مختصة بنجد ، وكلها بادية رحالة إلّا قريشا

٤٩

بمكة ونجد. قال السهيلي : ولا يشارك بني عدنان في أرض نجد أحد من قحطان إلّا طيىء من كهلان.

ثم افترق بنو عدنان في تهامة الحجاز ، ثم العراق والجزيرة الفراتية ، وولد لعدنان معد ، وولد لمعد نزار ، وولد لنزار أربعة : مضر ، وربيعة ، وإياد ، وأنمار ، ومن مضر تفرعت أكثر القبائل العدنانية وهم : بنو إلياس ابن مضر ، وبنو قيس عيلان بن مضر ، وخندق اسم امرأة إلياس ، عرف بنوه بها.

.. وكان لإلياس من الولد : مدركة على عمود النسب ، وطابخة ، وقمعة ، وولد مدركة : خزيمة وهذيلا ، وولد خزيمة : كنانة أبا القبائل المشهورة ، وأسدا أبا بني أسد فولد كنانة النضر على عمود النسب وعبد مناة.

ومن كنانة : بنو ليث ، وضمرة ابنا بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وبنو الهون ، وسائر الأحابيش ، وبنو مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة المعروفون بالقيافة ، وبنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة.

وفيهم يقول علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه لبعض من كان معه : لوددت أن لي بألف منكم سبعة من بني فراس ، ومنهم : بنو الديل بن بكر ، ومنهم : بنو غفار بن مليل بن ضمرة ، رهط أبي ذر ، وأبي بصرة ، وأبي سريحة ، وأبي اللحم خلف ابن مالك صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومن بني ليث : يعمر الشداخ بطن ، وهو الذي شدخ الدماء بين قريش وأسد وخزاعة.

٥٠

ومن كنانة : بنو جذيمة الذين قتلهم خالد بن الوليد.

ومن كنانة : قريش وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، وقريش لقّب عليه لشدته تشبيها بدابّة في البحر يقال لها : قريش ، أو لغير ذلك ، وقيل : قريش النضر بن كنانة والذين عليه الجمهور الأول.

فمن بطونهم : بنو عدي بن كعب بن لؤي رهط عمر بن الخطاب ، وبنو سهم رهط عمرو بن العاص ، وبنو تميم بن مرة رهط أبي بكر وصلحة ، وبنو زهرة بن كلاب رهط عبد الرحمن بن عوف ، وسعد ابن أبي وقّاص ، وبنو أسد بن عبد العزي رهط الزبير ، وبنو عبد الدار الحجبة ، وبنو أمية بن عبد شمس بن مناة وبنو مخزوم بن يقظة ، وبنو هشام ابن عبد مناة ؛ والمسطفون من قريش بنو هاشم بن عبد مناة.

وبالجملة فقريش قد ملأت الأقطار وانتشرت في الآفاق ، وأنسابهم مشهورة في السير والتواريخ يجدها من طلبها هؤلاء المنسوبون إلى مدركة بن إلياس بن مصر.

وأما أخوه طابخة بن إلياس فهو جد بني تميم ، والرباب ، وضبة ، فإن تميما هو ابن مر بن أد بن طابخة ، وهو أبو القبائل الكثيرة.

قال في «شرح ذات الفروع» : كان تميم في الفترة التي بين سليمان وعيسى عليهما‌السلام.

وقد ذكر أنه في زمن الإسكندر ، وأنه يلي شرطته ، وكان يطلب الحنيفية ، وينكر عبادة الأصنام ، وكان في زمن عمرو بن لحي ، وذكر أنه أدرك عيسى بعد أن مضى من عمره دهر طويل ، وأن عيسى سأله عن نفسه ودينه ، فأخبره فقال : هل تستطيع أن تصحبني؟ قال : نعم يا رسول الله ،

٥١

قال : أنت وزيري وأخي ، ومضيا معا فلم يزل معه حتى رفع ، ثم مضى إلى اليمين يسيح ومعه ابن أخيه المعافر بن يعفر بن مر فلم يزل بها حتى مات ، وكان عمره ستمائة سنة ، وهو وكعب بن لؤي في زمن واحد ، ومات في بلد يقال لها : ريمام.

وأبناء تميم زيد مناة وعمرو والحارث فولد زيد مناة مالكا ، وولد مالك حنظلة أبا القبائل الكثيرة ، وأشرفهم بنو ابنه دارم بن مالك بن حنظلة.

ومنهم أبو سود وعوف ابنا مالك بن حنظلة ، يقال لهم : بنو طهية ، ويتفرع من حنظلة أفخاذ كثيرة ومن أعظمهم بنو يربوع بن حنظلة ، وكانت الردافة في الجاهلية لهم لأنه لم يكن في العرب أكثر غارة على ملوك الحيرة منهم ، وصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق. قال في «الصحاح» : الردافة أن يجلس الملك ويجلس الردف عن يمينه فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس ، وإذا غزا الملك قعد في موضعه ، وكان خليفته وإذا عادت كتيبة أخذ الردف المرباع.

ومنهم عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع ردف النعمان.

ومنهم معقل بن قيس من رجال أهل الكوفة وكان مع عليّ فوجهه إلى بني سامة فقتل منهم وسبي. وذكر المبرد أن المستورد الخارجي خرج على المغيرة بن شعبة ، وهو والي الكوفة ، فوجه إليهم معقلا فدعاه المستورد إلى المبارزة وقال : علام يقتل الناس بيني وبينك؟ فقال معقل : النصف سألت. فخرج إليه فاختلفا بينهما ضربتين فخر كل منهم ميتا.

ومنهم مالك ومتمم ابنا نويرة قتل مالك يوم البطاح ، ومنهم بنو كليب بن يربوع الذين منهم جرير الشاعر.

٥٢

وأما بنو سعد بن زيد مناة بن تميم فلهم بطون كثيرة أيضا ، منهم بنو منقر بن عبيد بن مقاعس الذين منهم قيس بن عاصم الذي قد رأس وفدا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : هذا سيد أهل الوبر ، وعمرو بن الأهتم وفد أيضا ، ومن ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم.

ومن بني مرة بن عبيد الأحنف بن قيس وهو الضحاك بن قيس أدرك عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يصحبه.

قال ابن قتيبة لما دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بني تميم إلى الإسلام كان الأحنف فيهم ولم يجيبوا ، فقال الأحنف : إنه ليدعوكم إلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملومها ، وأسلم ولم يفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان رمان عمر وفد إليه وكان من أجل التابعين وأكابرهم ، وكان موصوفا بالعقل والدهاء والعلم والحلم وشهد صفين مع علي وشهد بعض فتوحات خراسان ولما استقر الأمر لمعاوية دخل عليه يوما فقال : والله يا أحنف ما أذكر يوم صفين إلّا كان حزازة في قلبي إلى يوم القيامة ، فقال الأحنف : والله يا معاوية إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها ، وإن تدن من الحرب فترا ندن منها شبرا ، وإن تمش إليها نهرول. ثم خرج وكانت أخت معاوية من وراء الحجاب تسمع ، فقالت يا أمير المؤمنين : من هذا الذي يتهدد ويتوعد؟ فقال : هذا الذي إذا غض غضب لغضبه مائة ألف من بني تميم لا يدرون فبم غضب.

وروي أن معاوية لما نصب ولده يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء ، فجعل الناس يسلمون على معاوية ثم يميلون إلى يزيد حتى جاء

٥٣

رجل ففعل ذلك ، ثم رجع إلى معاوية وقال : يا أمير المؤمنين اعلم أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها والأحنف جالس. فقال معاوية : فما لك لا تقول يا أبا بحر؟ فقال : أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت ، فقال معاوية : جزاك الله عن الطاعة خيرا ، وأمر له بألوف. فلما خرج لقيه ذلك الرجل بالباب فقال : يا أبا بحر ، إني لأعلم أن شر ما خلق الله هذا وابنه ، ولكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال ، فليس نطمع في استخراجها إلّا بما سمعت. فقال له الأحنف : أمسك عليك ، فإن ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها.

ومن كلامه في ثلاث خصال ما أقولهن إلّا ليعتبر معتبر : ما دخلت بين اثنين قط حتى يدخلاني بينهما ، ولا أتيت باب أحد من هؤلاء ما لم أدع إليه ـ يعني الملوك ـ ، ولا حللت حبوتي إلى ما يقوم الناس إليه.

ومن كلامه : ألا أدلكم على المحمدة بلا مزرية؟ الخلق السجيح ، والكف عن القبيح ، ألا أخبركم بأدوى الداء؟ الخلق الدنيّ واللسان البذيّ؟ ومن كلامه : ما خان شريف ، ولا كذب عاقل ، ولا اغتاب مؤمن ، وقال : ما ادخرت الآباء للأبناء ، ولا أبقت الموتى للأحياء ، أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب والآداب. وقال : جنبوا مجلسنا ذكر الطعام والنساء ، فإني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه ، وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه. وقال الأحنف أيضا : وجدت الحلم أنصر لي من الرجال.

قال الساوردي : وصدق ، لأن من حلم كان الناس أنصاره ، وقال له رجل : إن قلت لي كلمة لتسمعن عشرا. فقال : لكنك لو قلت عشرا لم

٥٤

تسمع مني واحدة ؛ وسبّه رجل وهو يماشيه الطريق فلما قرب من المنزل وقف فقال : يا هذا ، إن كان بقي معك شيء فقله ها هنا ، فإني أخاف أن يسمعك فتيان الحي فيؤذوك.

وقال الأحنف : تعلمت الحلم من قيس بن عاصم ، إني لجالس معه وهو يحدثنا إذ جاءه جماعة يحملون قتيلا ومعهم رجل مأسور ، فإذا القتيل ولده ، والمأسور أخوه ، فقيل : هذا قتل هذا ، فو الله ما قطع حديثه ولا حل حبوته حتى فرغ من منطقة ثم أنشد :

أقول للنفس تأساء وتعزية

إحدى يديّ أضابتني ولم ترد

كلاهما خلف من فقد صاحبه

هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

ثم التفت إلى بعض ولده فقال : قم فأطلق عمك ، ووار أخاك ، وس؟؟؟ إلى أمه مئة من الإبل فإنها غريبة.

ومن بني سعد : عطارد وبهدلة وقريع أبو جعفر الملقب بأنف الناقة.

وأما عمرو بن تميم فولده العنبر والحارث الحبط وولده الحبطات ، منهم : عباد بن الحصين بن يزيد بن عمرو بن أوس بن سيف بن عزم بن حلزة بن نيار بن سعد بن الحارث الحبط ، كان أحد فرسان تميم في الإسلام ، وهو صاحب عبادان المرابط ، وابنه المسور الذي قام بأمر تميم أيام الفتنة حيث قتل الوليد بن يزيد ، وابن ابنه عباد بن المسور.

ومنهم : بنو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، رهط قطرة بن الفجأة الخارجي ، ومن بني العنبر خالد بن ربيعة بن رقيع بن سلمة بن صلاءة بن عبدة بن عدي بن جندب بن العنبر الذي نسب إليه الرقيعي الماء بطريق

٥٥

مكة إلى البصرة ، وكان ربيعة بن رقيع أحد المنادين من وراء الحجرات ، وينسب إلى عمرو بطون كثيرة ، وإلى تميم منهم قبائل في جبل طيىء ، وقبائل في نواحي العراق والبصرة واختلطوا بأهل السواد والجزائر وخلطهم غيرهم ، فالله أعلم هل هم من تميم هؤلاء أو من تميم يذكر في نسب طيء ، أو من غيرهم ودخل فيهم من ليس منهم إلّا تميم نجد واليمامة ، فإنهم محفوظ نسبهم في أوطانهم. والصريح منهم المجتمعون على أحسابهم وأنسابهم في نجد أهل قفار الذين انخزل منهم المزاريع أهل روضة سدير ، الذين منهم راجح جد آل ماضي ، وسعيد جد رميزان ، وهلال جد آل أبي هلال.

ومنهم آل مفيد : قدموا مع مزروع إلى سدير ؛ والقبيلة الثانية : أهل القارة وبلدانها في سدير ، والثالثة : آل عرينة أهل الغاط وأهل رغبة ، والرابعة : آل منعات الذين منهم آل عشيرة أهل عشيرة ؛ والخامسة : العناقر الذين منهم آل ناصر أهل ثرمداء والجار الله أهل مراة وآل فريح المعروفون بالفرحة ، وآل عليان من آل بريدي وحجيلان أهل بريدة ، والمناقير فى سدير والفقهاء في ضرما ، والسادسة : الوهبة أهل أشيقر وقد تفرقوا في بلدان نجد ، والسابعة : النواصر ؛ والثامنة : أهل الحوطة الذين في برك ونعام ، قيل : إنهم درجوا من قفار إلى قارة سدير واستوطنوا فيها ، ثم درجوا بعد ذلك إلى هذا الذي هم فيه ، وهو الملقا والحلوة وبريك ، هؤلاء المضبوطون من حاضرة تميم ، ومن تميم أيضا بطون كثيرة اختصرنا هذا منها.

ومن تميم أيضا : بنو امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم ، منهم : عدي بن زيد الشاعر : ومنهم ، هشام الذي كان يهجوه ذو الرمة ولذي

٥٦

الرمة فيهم هجو كثير ، قال الحرماز : مر جرير بذي الرمة فقال : يا غيلان ، أنشدني ما قلت في المرائي ، فأنشده :

نبت عيناك عن طلل بحزوى

عفته الريح وامتنح القطارا

فقال : ألا أعينك يا غيلان؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي ، فقال : قل فقال :

يعدّ النّاسبون إلى تميم

بيوت المجد أربعة كبارا

يعدّون الرّباب وآل سعد

وعمرا ثم حنضلة الخيارا

وهلّك بينها المرئيّ لغوا

كما ألغيت في الدية الحوارا

إذا ما المرء شبّ له بنات

عصبن برأسه أبة وعارا

وقال أيضا :

فلمّا دخلنا جوف مرأة غلّقت

دساكر لم يرفع لخير ظلالها

وقد سمّيت باسم امرىء القيس قرية

كرام صواديها لئام رجالها

ومرأة قرية في الوشم لبني امرىء القيس كان يسكنها هشام.

وأما ثرمداء فقال في «معجم البلدان» : قال الأزهري : ماء لبني سعد وقيل : قرية بالوشم من أرض اليمامة ، وهو خير موضع بالوشم ؛ وقال أبو القاسم محمود بن عمر ، يعني : الزمخشري : هي قرية ذات نخل لبني سحيم : وقال السكوني : هي لبني امرىء القيس بن تميم ، وقال في «القاموس» : ثرمداء قرية ، وماء في ديار بني سعد. وشقراء : قرية بناحية اليمامة من الوشم وأشيقر ، كأحيمر بلد عنها شمالا. قال زياد بن منقذ بن حمل التميمي صاحب أشى القرية التي في وادي المجمعة وحرمة لما تغرب عنه إلى اليمن فتشوق إليه في قصيدته التي مطلعها :

٥٧

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

ولا شعوب هوى منّي ولا نقم

إذا سقى الله أرضا صوب غادية

فلا سقاهنّ إلا النار تضطّرم

وحبّذا حين تمسي الريح باردة

وادي أشى وفتيان به هظم

المطعون إذا هبت شآمية

وباكر الحيّ من صرادها صرم

إلى أن قال :

متى أمرّ على الشقراء معتسفا

خلّ النّقا بمروح لحمها زيم

والوشم قد خرجت منه وقابلها

من الثّنايا التي لم أقلها ثرم

ثرم حبل ، قال شارح الحماسة : الوشم بلد ذو نخيل دون اليمامة.

وقال في «معجم البلدان» : الوشم موضع بنجد وهو لبني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ؛ قال : وقد تقدم في رسم ثرمداء ، زعم أبو عثمان عن الحرمازي أنه ثمانون قرية انتهى ، وهو لتميم ، والرباب ، وعكل ، وتتصل مياههم وأماكنهم إلى السر والتسرير ، ثم إلى البطاح إلى الزليفات وجزرة وسمنان والغاط إلى الدهناء وما يليها من المياه ، وهم أكثر العرب حاضرة هم وبنو ربيعة بن نزار ، وتتصل إلى مبايض ، ورماح ، والمجزل ، وما بين ذلك كما ذكر صاحب المعجم المذكور.

وأما عبد مناة بن أد بن طابخة فهو أبو الرباب ، وهم : تيم ، وعدي ، وعوف ، والأشيب ، وإنما سمو الرباب لأنهم هم وضبة بن أد غمسوا أيديهم في الرب فتحالفوا على تميم ويذكرون في عداد بني تميم. ويقال لبني عوف بن عبد مناة عكل ، وهم : الحارث وجشم وسعد وعلي بن عوف بن وائل بن قيس بن عبد مناة حضنتهم أمة لأمهم يقال لها : عكل ، فنسبوا إليها.

٥٨

ومن بني عدي أقيش وهو بيت عكل منهم النمر بن تولب بن أقيش الشاعر ، وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومدحه بشعر أوله :

إنّا أتيناك وقد طال السّفر

نقود خيلا ضمرا فيها ضرر

والشمس والشّعرى وآيات أخر

نطعمها اللحم إذا عز الشجر

وفيها يقول :

يا قوم إني رجل عندي خبر

الله من آياته هذا القمر

* والشمس والشّعرى وآيات أخر*

وأدرك الإسلام وهو كبير ولا مدح أحدا ولا هجا ، وكان جوادا ، وهو الذي يقول :

لا تعضبنّ على امرىء في ماله

وعلى كرائم صلب مالك فاغضب

وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى

وإلى الذي يهب الرغائب فارغب

ومن عدي ذو الرمة غيلان بن عقبة بن بهيس بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي ، وأخواه أوفى ومسعود جدّ الوهبة ، يقال : وهيب بن قاسم ابن مسعود ، ومن ثور سفيان الثوري المشهور.

وأما عمرو بن أد فولده عثمان ، وأوس ، وأمهما : مزينة بنت كلب ابن وبرة نسبوا إليها ؛ منهم زهير بن أبي سلمى.

وأما ضبة بن أد فولده سعد وسعيد وباسل ، ومن بطونهم بنو السيد وعائذة وهاجر وكنوز وموهب وصباح ، وهم بطن فيهم شرف وعدد منهم عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح الذي قتل بسطام بن قيس ، فارس بني بكر بن وائل هذا ما لخصنا من قبائل إلياس بن مضر.

٥٩

وأما أخوه قيس عيلان ـ بالعين المهملة ـ بن مضر بن نزار واسمه الناس بالنون ، فهو أبو القبائل الكثيرة.

قال صاحب حماة : وقد جعل الله في قيس من الكثرة أمرا عظيما ، ولكثرة بطونهم جعلوا في مقابلة اليمانية مدرجا فيهم سائر العدنانية ، فيقال : قيس ويمن ، فمنهم : بنو فهم بن عمرو بن قيس عيلان ، ومنهم عدوان بن عمرو بن قيس عيلان ، عدا على أخيه فهم فقتله فقيل له عدوان ، وإلا فاسمه الحارث.

قال في «العبر» : كانوا بطنا متسعا ، ومنازلهم الطائف نزلوها بعد إياد والعمالقة ، ثم غلبهم ، عليها ثقيف ، قال : وبها الآن منهم خلق كثير ، ومنهم باهلة وهم بنو مالك بن أعصر وبنوه سعد مناة ، وأمه : باهلة ، ومعن ، فولد معن أودا وجعادة ، وأمهما : باهلة خلف عليها معن بعد أبيه ، وقتيبة وقضا ، ووائلا وحربا فحضنتهم باهلة كلهم ، فغلبت عليهم ومنهم بنو غني ابن أعصر.

ومن قبائل : قيس بنو غطفان بن سعد بن قيس عيلان ، وهو أخو أعصر ، من أشرافهم بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ، منهم : هرم بن سنان ممدوح زهير بن أبي سلمى.

ومنهم : بنو عبسى بن بغيض وبنو ذبيان بن بغيض : الذين وقع بينهم الحرب العظيم المعروف بحرب داحس ، ومن ذبيان بنو فزارة بن ذبيان ، منهم بنو بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة وولد بدر عشرة منهم : حذيفة أبو حصن ، وحصن أبو عيينة المشهور ، ومنهم : أسماء بن خارجة بن حصن كان سيد أهل زمانه وابنه مالك ، ومن قيس

٦٠