خزانة التّواريخ النجديّة - ج ١

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام

خزانة التّواريخ النجديّة - ج ١

المؤلف:

عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٥٤

وفي سنة ١١٠٨ ه‍ : ملك فرج الله بن مطلب راعي الحويرة للبصرة ، وتولّى عبد العزيز ابن هزاع بن الشريف على نجد ، وجلوا الحرث مع الفضول ، وجرت وقعة الإبرق بين الظفير والفضول ، وهي على الفضول ، وربط عبد العزيز بن سلامة ابن مرشد بن صويط ، وفيها في جمادى الأولى توفي الفاضل الأديب عبد الملك بن حسين بن عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي الشافعي المكي.

وفيها توفي صبغة الله بن الملا محمد مكي بن ملا بن فروج.

وفيها تاخر نتاج التمر ، ما شبع الناس في الرطب إلّا بعد ظهور سهيل لسبعة عشر يوم.

وفي سنة ١١٠٩ ه‍ : ظهر سعد ونزل الروضة وربط ماضي كما تقدم ، وهذا موضعه في تاريخ المنقور وابن ربيعة مع قصينة أهل عنيزة ، وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الله بن إسماعيل. وفي ربيع قتل أحمد بن عبد الرحمن بن حماد وهدمت عقلة الشيخ وجلوا آل محمد والخرفان ، وآل راجح ، ثم رجعوا الخزفان وآل راجح من آل محمد إلّا قليلا ، وتفرقوا في البلدان ، وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الله بن إسماعيل.

وفي سنة ١١١١ ه‍ : مات عبد الرحمن بن إسماعيل ، وقتل زامل بن تركي وربط عبد العزيز الشريف رجاجيل أهل البير وجاحاج ، ومر بثادق أميرة محمد الشويعر ، وفيها تصالحوا أهل أشيقر.

وفيه وقعة تسمى دبسه على آل غزى ، وفيها طرد بن مطلب عن البصرة وملكوها الروم وأخذوا القعاسا الحوطة في رمضان ، وملكها هدلان وإخوته وملكوا آل مدلج الحصون في ذي الحجة ، وأظهروا آل

١٤١

تميم ، وولوا فيه ابن نحيط ، وملكوا آل أبي راجح ربع آل أبي هلال ، وهي فيها سار فواز زامل بآل مدلج وتوابعهم ، وقضيب مدينة الداخلة ، واستخرجوا آل أبي هلال ، من منزلتهم ، وقتلوا هم وماضي بن جاسر ، وركد ، واله ، ودمروا آل أبي هلال ، وهي سنة وتر آل ظفير ، وفيها قتل محمد بن سحوب وابنه وفواز بن شامان وهزاع بن خزام كبير الطوقية ، وحنيان كبير آل زارع ، وفيها آل شقير من العيينة ، وقتلوهم أهل العودة ؛ وفيها قتل حمد بن عبد الله بن ماجد ومات ناصرين حمد بن علي ، وشاخ أخوه منصور راعي المجمعة ، وربط سعد بن زيد من عنزة نحومية شيخ في مكة ، وفيها سطوة بن عبد الله على الدلم وقتله زامل بن تركي ، وسطوه دبوس في أشيقر.

وفي سنة ١١١٢ ه‍ : حصار ابن صويط لآل غزي على سدير ثالثة ، وفيها اجتماع الروضة لماضي وسطوه راعي القصب في الحريق وهو وابن يوسف ، وقتله آل راشد وحرابه ، واجتمعت الروضة لماضي.

وأهل أشيقر عند الحما ، وأخذت الحاج الشامي وأخذت عبد العزيز وأخذوه بني حسين وفيها غرس المنقور مربطته.

وفي سنة ١١١٣ ه‍ : وقعة السليع صبح ابن حمد آل الظفير للبتري ، ومعه الفضول والحجازة ، ومع ابن حميد الفضول ، والحرث ، والحجاز ، وأخذوا آل ظفير جرادته وفشلوه ، ثم سالم عليهم وردهم حتى عداهم جبل شمر ، وأخذ زغب ثم أدى عليهم ، وأخذ ابن معمر آل عساف ، وقتل ابن آل كثير.

وفيها توفي عبد الواحد بن شيخ محمد في جمادى الثانية ، وتوفي

١٤٢

الشيخ حسن بن علي العجيي رابع شوال في الطائف.

وفيها تواقعوا الروم والخزاعل أخذوهم ملكوا الفراهيد آل راشد الزلفى ، وأظهروا آل مدلج ، ومات سلامة بن مرشد بن صوبط ، ودفن في الجبيلة ، وفيها عقبة على آل شمروخ حول منيخ ، وفيها تولّى سعيد بن سعد بن زيد في مكة ، وحصل ، فيها توفي بالروم الشريف أحمد غالب بن محمد بن مسعود بن حسن المتوفي بمكة ١١٠٠ ه‍ ، والرشف عبد الله بن هاشم بن عبد المطلب المتوفي سنة ١١٠٥ ه‍ بالروم.

في سنة ١١١٤ ه‍ : ملكوا آل بسام ، وشيقر ، وأخذ عثمان الجنوبية ، وقتل فايز ، وتولّى في الحوطة عثمان القعيسا ، وفيها أخذ سعدون زغب ، وفيها قتل نويان. وهذه السنة أول سمدان المحل المعروف ، والقحط ، والغلا الذي سعدوا فيه الحجاز وكثير من العربان ، وفيها سار القبطان على البصرة.

وفيها نزل سعد بن زيد عن ولاية مكة لابنه سعيد باختياره ، وفي هذه الولاية حصل لأهل مكة اضطراب وغلا ، وخوف ، وخراب إلى دبر سليمان باشا في عزله وتولية عبد الكريم الولاية لتسع بقين من ربيع الأول.

وفي سنة ١١١٥ ه‍ : أخذ عبد الله بن معمر زرع القربية ، وملهم وسطوا الخرفان في أشيقر ، وملكوا سوقهم ، وقتل محمد القعيسا ، وملك ابن شرفان في الحوطة واجتمعت عنيزة لآل جناح : فيها اشتد المحل والغلا ، وذهبوا هم وبعض الحجاز ، وهي سنة حاج البراك ، فيها ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان في بلد العيينة ونشأ بها ، ثم قرأ على أبيه ثم حج ثم سار إلى البصرة وقرأ بها ، ثم رجع وقد انتقل أبوه إلى

١٤٣

حريملاء فأقام بها معه ، ثم أعلن الدعوة ثم انتقل إلى العيينة.

وفي سنة ١١١٦ ه‍ : جلا سعد بن زيد وابنه سعيد عن مكة ، وحصل اختلاف بين الأسر ، وتولّى في ملج عبد الكريم الشريف محمد بن يعلى ، وبقي إلى أخر ١١٣٣ ه‍ ، ثم أخرجه سعيد واستولى.

وفيها قتل ريمان راعي ثرمدا ، وشاخوا آل ناصر فيها وابن رضيع في مراة وأخذوا أهل حريملا سبيع لسدوس ، وقتل أحمد بن منيع ، وحصروا عنزة ابن معمر في البير ، وأخذوا ركابه وأخذ زرع القربية ، وجاء العيينة سيل خرب فيها منازل ، وفيها سطوا آل ابن خميس في إمارة عثمان في الجنوبية ، وفيها توفي الأديب هاشم أحمد الأزواري ، وفيها غدروا آل بسام ، وقتلوا إبراهيم بن يوسف وحمد بن علي والغلا على شدته.

وفي سنة ١١١٧ ه‍ : حرابة الروضة وسدير ومقتل محمد بن إبراهيم وتركي وحمد بن سليمان وحسن آل فاضل.

وفي سنة ١١١٨ ه‍ : صبحوا أهل حريملاء هم وابن بجاد السبعان في عبيران ، وقتلوهم وأخذوهم ، وفيها قضى نجم آل حميد في بلد ثادق ، وفيها مقتل دبوس بن حمد بن حسن بن حمد ، حمد هذا هو أبو محمد أيضا ، ومحمد أبو يحيى جد آل يحيى بن محمد بن حينحن.

واستولوا آل إبراهيم في البير ، وفيها أخذ سعدون بن محمد شمر عندرك ، وفيها سطوة أم حمار التي قتل فيها عثمان ، وعثمان ، وابن فوزان ، وطلع ابن بحر من مدينة الداخلة ، وخفرة آل مدلج ، وفيها بيت الوايلي هو وربعه في القومية ، وقتل حسين بن مفيز ، وفيها قتل محمد بن إبراهيم هو وأخوه ، وشاخ عبد الله. وقيل : إنها في العاشرة كما نرى.

١٤٤

وفيها أخذ دجين ولد سعدون آل زارع وطردوا عنزة بن صويط عن سدير ، ثم جرت وقعة بين عنزة ، وآل ظفير في الخضار عند الدهنا ، وأخذ ابن صويط خيمة عبد العزيز الشريف بن هزاع. وفي تاسع عشر شوال توفي الشريف سعد بن زيد مصابا ، وفيها وقعة السحيرا على آل بسام ، قتل فيها تركي بن هيدان وحميدان.

وفي سنة ١١١٩ ه‍ : نزل الحاج العقيلي على ثادق ، ومعه سعدون بعسكره ، وهي سنة قتل عبد الله بن عبد الرحمن بن إسماعيل ؛ وفيها أوقعوا العناقر بأهل وثيثية ، وقتلوهم في شيخة بداح.

وفي سنة ١١٢٠ ه‍ : قتل سلطان بن حمد القبس راعي الدرعية ، وتولى أخوه عبد الله ثم قتل ، وفيه ـ أعنى سنة ١١٢٠ ه‍ ـ توفي الفاضل الأديب بديع النظم عبد الله بن حسن بن محمد بن حمد بن مبارك بن طرفة السالمي من بني سالم حرب المكي الشافعي رابع عشر شعبان ، وصلّ عليه صاحبه أحمد النخلي إماما بالناس.

وفيها قتل حسين بن مفيز راعي التويم ، قتله ابن عمه فايز بن محمد ؛ وفيها قتلوا آل ناصر الناقر الوطفان ، وفيها نزل نجم بالحاج ثرمدا ثم العيينة.

وفي سنة ١١٢١ ه‍ : تولّى موسى بن ربيعة بن وطبان بن مرخان في الدرعية ؛ وفيها اختلاف النواصر في الفرعة ، وقتلة غيبان بن حمد بن عضيب ، قتله شايع بن إبراهيم في المذنب ، وتحدر دولة للروم ، وطرد المنتفق ، وفيها وقعة سعدون مع آل ظفير في الحجرة ، وفيها قتل عياف وراشد العناقر ، وتولّى مانع بن ذباح ، وفيها سار ابن معمر ومعه أهل

١٤٥

العارض ، وسبيع ، ونازل أهل حريملاء وطردوه ، وهي سنة غويمض علي بن معمر ، وفيها ناوخ ـ سعدون آل ظفير على وضاخ ، ونفى ، وحشموا الحجاز والشريف آل ظفير ، وفيها وقع وباء في سدير مات فيه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله أبو بطين وغيره ، مات منصور بن جاسر ، وابن نصار ، والمنشرح ، والسناني وغيرهم من كبار الفضول ، وفي تاريخ المنقور أن مناخ سعدون لآل ظفير على بقيعا.

ووقع في سدير مرض مات فيه الشيخ عبد الرحمن أبو بطين ، وهو ابن عبد الله بن سلطان ابن خميس العايذي عالم جليل في الروضة.

في سنة اثنين وعشرين : وهي سنة السيح.

وفيها جاء برد دق زرع ملهم ، وريح شديد طاح منها نخل كثير في البير ، وطاح قصر رغبة ؛ وفيها جدب كثير وخيفان أكل غالب الزروع وثمرة النخل.

وفي سنة ١١٢٣ ه‍ : أخذوا أهل حريملاء ملهم ، وجاء سيل أغرق منزلتهم وطرح البيوت والمساجد ، ودق البرد زرع ملهم ، وجاء برد في الزراع قتل كل ما سنبل ، ثم جاء في الصيف سيل أعظم من الأول ومات الزرع حصل الغرب في ضرما ألفين ، ورخص الزاد ، وفيها عاد سعيد بن سعد بن زيد في ولاية مكة ، وأجلا عبد الكريم بن محمد ابن يعلى البركاتي لثلاث بقين من ذي القعدة ، وقداتي لتعيد تقرير سلطاني ، فخرج عبد الكريم بعد مشاجرة. وفيها توفي وزير أشراف مكة الخواجة عثمان بن زيد العابدين بن حميدان ، وفيها شاخ محمد بن عبد الله في جلاجل.

وفي سنة ١١٢٤ ه‍ : وقع مرض في ثرمدا والقصب ، ورغبة ، والبير ،

١٤٦

والعودة ، وفيها مقتل آل ناصر وملك ابن جار الله لمراة ثانيا ، وقتل القرينية لأهل رغبة.

وفيها مات الشيخ أحمد القصير بن محمد أول جمادى سنة ٢٤ ه‍.

وفي سنة ١١٢٥ ه‍ : سطوا آل إبراهيم وأهل ثادق على آل ناصر في ثرمدا ، وقتلوا منهم آل ناصر ولا حصلوا شيء ؛ وفيها مات الشيخ أحمد بن محمد المنقور ؛ وفيها كثرة القوافل من عنزة جاوا التمر على ميه بالحمر ، وآخر ما انتهى على خمسين عند رحيلهم ورخصت الجلايب ، صار ثمن البعير الفاخر من خمس المحمد يأت إلى الأربعين في الغاية ، وأباعر الحاج ، والركاب ترفعها الثمانين ، والسمن على عشرة أصوع بالحمر.

وفي سنة ١١٢٦ ه‍ : صال سعدون بن محمد وعبد الله بن محمد بن معمر بأهل العارض على اليمامة ، ونهبوا منها منازل ، وظهر عليهم البجادي بأربع من الخيل ، وفيها قتلت سطوة العناقر خمسة عشر رجال ستة من العناقر في العشر الأول من المحرم ، فلعلها أن تكون هي المذكورة في السنة الخامسة لقرب التاريخ ، وفيها يوم النحر مات الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله ، ومحمد بن علي بن عيد.

وسليمان بن موسى بن سليمان الباهلي ، وناس كثير غيرهم بسبب مرض وقع في العارض.

وفي سنة ١١٢٧ ه‍ : مناخ سعدون لآل ظفير ، والحجاز ، وقتل سعدون بن سلامة بن صويط ، وخلف محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن سليمان أمير جلاجل عليه ، وفي أولها في المحرم حصل برد عظيم ضر

١٤٧

النخل ، وكسر الصهاريج الخالية من الماء وجمد الماء في أقاصي البيوت الكنينة ، وذلك من الخوارق ، ومر العارض حاج للحساء أميرة ابن عفالق ، وبيع فيه صاع السمن بمشخص ، والطلي بأحمرين ، وفيها مات محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله.

وفي سنة ١١٢٨ ه‍ : سطا راعي المجمعة على الفراهيد في الزلفى ، ولا حصل شيء ، وفيها غارت الآبار ، وغلت الأسعار ، ومات مساكين جوعا إلى سنة ١١٣١ ه‍.

وفي سنة ١١٢٩ ه‍ : مات الشريف سعيد بن سعد بن زيد ، وهي سنة موت عليان بن عيسى ولد عبد الله بن علي بن عبد الله بن ماجد في ثادق.

وفي سنة ١١٣٠ ه‍ : أخذ ابن معمر غنم أهل حريملاء ، وقتل منهم عشرة رجال ، ومات ظفر بن عبد الله ، وأخذ بن صويط ابن غبين وابن عفيصان الصمد ، وشريف مكة علي بن سعيد بن سعد ، وفيها غدر خيطان بن تركي بن إبراهيم في ابن عمه محمد بن عبد الله بن إبراهيم راعي جلاجل وسلم منه ، وفيها توفي الشيخ أحمد بن محمد النخلي المكي ، ثم انسلخ بانسلاخها علي بن سعيد وتولّى مبارك بن زيد الشافعي.

وفي سنة ١١٣١ ه‍ : قتل سبهان بن حمد بن حمد بن محمد ، وأخذت غنم البير وخرب السيل في ثادق وحريملاء ، وقتلوا آل ماجد الشاوي في ثادق ، وقتلوا أهل رغبة محمد بن ماجد بن شوذب ، وتصالح العناقر وآل عوسجة والعرينات ، وجرى مكاون بين آل ظفير وعنزة.

وفي سنة ١١٣٢ ه‍ : بيت أهل حريملاء لابن معمر لا عيوح وسلم منهم ، وبيّتوا مطير سعدون آل محمد ، وهي سنة الحبارى ، وفيها قضى

١٤٨

ابن صويط أرض السبلة ، وولي مكة مبارك بن زيد ، وفيها وقع الطاعون في العراق مات في العراق قدر تسعين ألفا.

وفي سنة ١١٣٣ ه‍ : في ثالث صفر : مر حاج الأحساء على العارض أميره سيف بن جبر ، ومات علي أبو الجفان ، وفيها بيع التمر على مئة وعشرين بالحمر ، والحب على خمسة وأربعين. وفي أول رجب نوخ سعدون آل كثير للعمارية ، وتامن منه الظهرة ، وملوى ، والسريحة ، وقتل من قوم سعدون قتلى كثيرون ، وأغاروا على الدرعية ونهبوا منها بيوتا ، وقتلوا ثلاثة عشر رجلا ، وقاضي سعدون نجد ، وأخذ شمر عند الجبل ، وأخذ الطيار محل آل غزى ، وربط منهم أطفالا كثيرين ، وربط ابن صويط أخا الطيار ، وطلبه أياه ، وأطلقه ، وجاء برد شديد وجراد كثير ، وفيها ولد عبد العزيز بن محمد بن سعود.

وفيها قابل سعدون نخبة ، وحجر آل كثير في العارض قبضتهم ، وأظهر المدافع من الحساء ، ونواخهم لعقربا ، ثم حجرهم في العمارية ، ثم لين ثم عدا على الدرعية ونهب فيها وقتلوا منه قتلى كثيرين.

وفي سنة ١١٣٤ ه‍ : صالح ابن معمر أهل حريملاء ، وحجر ابن مصبخ في ثادق ، وفيها تولّى يحيى بن بركات في مكة ، وفيها وقعة أهل المدينة وحرب.

وفيها أجملوا آل عفالق من الأحساء ، وفي أخرها مات الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي.

وفي سنة ١١٣٥ ه‍ : مات الرئيس سعدون بن محمد آل غرير في الجندلية ، وفيها ملك محمد بن عبد الله شيخ جلاجل الروضة ، وبنيت

١٤٩

منزلة آل أبي هلال ، ومنزلة آل أبي سعيد ، ومنزلة آل أبي سليمان ، وأخرج العبيد من الحوطة ، وأسكن فيها أهلها آل أبي حسن ، وعزل ابن قاسم عن الجنوبية ، وولّى آل ابن غنام ، وملك الرقراق الفرعة ، وصالح بن معمر أهل العارض ؛ وفيها تناوخوا آل حميد للبجسة بعد موت سعدون علي ، وسليمان معهم بعض بني خالد ودجين ، ومنيع عيال سعدون معهم بعض ، وأخذهم علي وربط ابني أخيه دجين ومنيع ، وأخذ الفضول وتولّى في بني خالد.

وفيها أخذ أهل أشيقر الفرعة بعدما تصالحوا بينهم ، وقتلوا آل قاضي ، وطردوا النواصر ، وقضوا قصرهم.

وفي هذه السنة كانت شدة عظيمة ، وهي مبادي سحى الشدة المعروفة ، والقحط والغلا الذي اختلفت أسماؤه.

وفي سنة ١١٣٦ ه‍ : غم المحل والقحط من الشام إلى اليمن في البدو والحضر ، وماتت الغنم ، وكل بعير يشد ، وتفرّق أكثر البدو في البلدان ، وغارت الآبار ، وجلا أهل سدير العطار ، لم يبق فيه إلّا أربعة رجال غارت أبارة الأركبتين.

والعودة ركبتين ، وجلا كثير أهل نجد إلى الأحساء ، والبصرة ، والعراق.

وفيها انسلخ عن شرافة مكة مبارك زين أحمد ؛ وفيها في ربيع الأول قتلوا إبراهيم بن سليمان بن ذباح ، وولده ، وأخاه وابن جار الله.

وفي هذه السنة والتي تليها ذهب حرب والعمارات من عنزة ، وذهب جملة مواشي بعني خالد ، وغيرهم ، وكان الأمر فيه كما قال بعض أدباء

١٥٠

أهل سدير في تلك الأيام من جملة قصيدة يذكر فيها ما أصابهم ، ويترسل فيها إلى الله ، ويدعو أن يرفع البلاء ، والغلاء ، ويمن بالخصب والرخاء ، قال فيها :

غدا الناس أثلاثا فثلث

شريدة يلاوي صليب البين عار وجائع

وثلث إلى بطن الثرى دفن ميت

وثلث إلى الأرياف جال وناجع

* ولا أدري غدا ما الله بالخلق صانع*

وفيها قاضي ابن صويط بين العراق والشام ، وسطا دجيني في عمه ـ سليمان بن عبد الله بن عريك ، وسلموا ، ثم اصطلح بنو خالد بينهم ، وفيها هدمت منزلة آل أبي هلال هدموها آل أبي راحح ، وفيها أخذ ابن معمر عرقه ، وأخذ زرع الحسي ، وفيها مات بداح راعي ثرمدا ، ومات أحمد بن محمد بن سويلم بن عمران العوسجي.

ثم دخلت سنة ١١٣٧ ه‍ : والمحل ، والقحط ، والغلاء إلى الغاية ، ومات أكثر الناس فيها ، وفي التي قبلها ، ومات أكثر حرب وعرب القبلة ، وغلا الزاد في الحرمين حتى إنه لا يوجد ما يباع ، وأكلت جيف الحمير ، وفيها أنزل الغيث وكثرت السيول ، والخصب والنبات في كل مكان ، ولم تزل الشدة والموت من الجوع.

وفي سابع من شعبان أخذ إبراهيم بن عبد الله بن معمر العمارية ، وأقام فيها ؛ وثالث عشر من شعبان التقى ابن معمر هو وآل كثير عند الأصيقع ، وكسروه ـ الكثير ـ وقتلوا من أهل العيينة عشرين رجل ، وحجر إبراهيم وسطوته ثم اطلع إبراهيم من العمارية يوم اثنين وعشرين

١٥١

من شعبان ، وقتل معه قدر خمسة وعشرين رجلا ، ومات إبراهيم على انسلاخ شعبان في مرض وقع مات فيه إبراهيم بن عزاز ، وسيف العجاجي وغيرهم ، وماتت الزروع في كل بلد ، وغلا الزاد ، وأكل الجراد ثمار جميع البلدان إلّا ما كم من النخل. وفي ليلة عيد رمضان مات رئيس الدرعية سعود بن محمد بن مقرن.

وفي سنة ١١٣٨ ه‍ : تولّى زيد بن مرخان في الدرعية.

وكانت وجبة أهل العيينة أن حل بهم وباء أفنى غالبهم ، مات فيه الأمير الرئيس عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر الذي لم يذكر في زمنه ولا قبل زمنه في نجد من يدانية في الرياسة ، وسعة ملكه ، والعدة والعدد في العقارات والأثاث ، والآلات فسبحان من لا يزول ملكه ؛ وفيها مات ابنه عبد الرحمن وتولّى بعد عبد الله ابنه محمد الملقّب خرفاش ؛ وفيها مات منصور بن حمد بن علي راعي المجمعة وولده ، وفيها قتل إبراهيم بن عثمان راعي القصب ، قتله أبوه عثمان بن إبراهيم على الملك.

وفي سنة ١١٣٩ ه‍ :غدر خرفاش بزيد بن مرخان راعي الدرعية ، ويدغيم بن فايز المليحي ، وقتلهم وقتل محمد بن سعود بن مقرن عمه مقرن بن محمد ، وصفت له ولاية الدرعية ، وقتل موسى بن ربيعة ، وفيها مات دواس راعي منفوحة وماضي راعي الروضة ، وجاءوا البلدان ، وهم سنة الذرة المشهورة رجعان سحى ، وذلك أن مقرن استأذن زيدا لما صالحه لتمام الاستئناس ، والثقة فيما يظهر ، فخاف منه ، وقال : ما آتيك حتى يكفل لي محمد بن سعود ، ومقرن بن عبد الله بن مقرن ، فكفلاه فأتاه

١٥٢

في جماعة فهم بقتله ، وبانت منه شواهد الغدر ، فوثب محمد بن سعود ، ومقرن منصرين له على مقرن بن محمد ، وحملا على مقرن ومن معه فألقى نفسه مع فره واختفى في بيت الخلاء ، فأدركوه ، وقتلوه وردوا زيدا إلى مكانه ، ثم أن زيدا لما كان قد مات عبد الله بن محمد بن معمر ، وضعفت العيينة بعد الوجبة ، وهم في نعوال أهلها ، ومشى إليها آل كثير ، وسبيع وغيرهم من ذي الحضر ، فأرسل إليه خرفاش ، وهو بعقربا ما ينفعك نهب البوادي وغيرهم ، وأنا أرضيك ، وأقبل واجهني ، فأقبل إليه في قدر أربعين رجلا فأدخله القصر ومعه محمد بن سعود ، وغيره ، وواعد عليه من يومية بعد ما توحد بدعم من فايز ، ونحره ، فرمى زيد ببندقين لم تخطاه.

وفيها عزل خرفاش عبد الوهاب بن سليمان عن القضاء وحكم أحمد بن عبد الله بن الشيخ عبد الوهاب ، وانتقل عبد الوهاب إلى حريملاء ، ونزلها ، وفيها مات محمد بن عبد الله بن ماجد ، وفيها أخذ عنزة بن خلاف ، وإلى معه على جلاجل ، وجاءت قافلة للوايقة ، واكتالوا التمر على مئة بالحمر ، والعيش أربعة أصواع ، ووصل التمر عشر بالمحمدية ، والبر ستة أصوع بها.

وفيها أخذ الشريف محسن بن عبد الله آل حبشي عند المجمعة ، ثم تصالحوا وغدر به هو ، وابن حلاف ، وفي آخرها حدر ابن صويط ومعه دجيني ، ومعه والمنتقق ، وحصروا علي بن محمد آل غرير في الحسا ، وقتل بينهم رجال كثيرون ، ونهب ابن صويط القرايا ، وقتلهم ، ثم إنهم صالحوه ورجعوا.

وفي أول سنة ١١٤٠ ه‍ : ناوخ محسن الشريف ، ومعهم عدوان

١٥٣

والحجاز ، وغيرهم حمود ، وكنعان أخوه ، وابن حبشي ، وابن حلاف وإلى معه من آل سعيد ، وآل ظفير على ساقي الخرج المعروف ، وأقاموا عليه شهر متناوخين ، وظهر عليهم على آل محمد بن الحساء ، بعسكر كثير ، وأخذهم وانهزم آل ظفير سبعين فرسا ، وركاب ودبش ، وأخذهم محمد بن فارس راعي منفوحة ، وهذه هي رقعة الساقي المشهورة على ابن حلاف وإلى معه.

ثم أخذ الطيار المجادعة في العراق ومعهم شرايد غيرهم.

وفي سنة ١١٤٠ أيضا : ناوخ ابن صويط والمنتقق على آل محمد عند الحساء ، وكسرهم ثم تصالحوا.

وفيها توفي إمام اليمن الحسن الحسين الملقب بالمتوكل.

وفي سنة ١١٤١ ه‍ : أقبل الطيار بجميع عنزة ، وحصر آل ظفير في المعارض ، وأخذ عليهم دبشا كثيرا ، وهرب ابن صويط ، وانحجر بعض عربه في الرياض ، وشاش السوق بين عنزة ، وأهل منفوحة ، وانكسر السعر وحدروا عنزة ، واكتالوا من الحساء ، وفيها توفي في المخواة الشريف مبارك بن أحمد بن زيد المنسلخ عن شرافة مكة.

وفي سنة ١١٤٢ ه‍ : سار راعي جلاجلا وابن صويط ، وآل ظفير على التويم ، وأخذوه ونهبوه وفعلوا فيه ما فعلوا ، وفيها قتل محمد علي بن محمد آل غرير عيال أخيه دجين ، ـ ودويحس ، وفيها قتلوا مطير دويحس ، وعبد الله بن عريك في الحمادة. والظاهر أن مقتل دويحس وعبد الله في الثالثة ، وفيها يعني الثالثة أخذوا مطير الحاج الحساوي للحسوة.

وفيها قتل خرفاش شيخ العيينة ، واسمه محمد بن حمد بن عبد الله

١٥٤

قتله آل نبهان من آل كثير ، وتولى بعده أخوه عثمان بن حمد وقيل : إنه في التي قبلها ، وفيها مات إبراهيم بن سليمان بن علي وملك محمد بن عبد الله راعي جلاجل.

وفي سنة ١١٤٣ ه‍ : تواقع ابن سويط وعنزة على قبة ، وأخذهم ابن سويط ، وفيها قتل سليمان آل محمد ابن أخيه دجين بن سعدون ، وفيها مات عبد الله وإلى مكة ، وتولى ابنه محمد ، فيها وقع برد قتل الزرع.

وفي سنة ١١٤٤ ه‍ : مات ابن صويط ، وفيها أخذ ابن سعود محلات أهل العيينة.

وفي سنة ١١٤٦ ه‍ : قتل زيد أبا زرعة راعي الرياض ، وتولى فيه خميس العبد.

وفي سنة ١١٥١ ه‍ : ظهر خميس عن الرياض وتولى فيه دهام ابن دواس بشبهة أنه خال ولد زيد.

وفي سنة ١١٥٣ ه‍ : توفي الشيخ عبد الوهاب بن سليمان.

وفي سنة ١١٥٤ ه‍ : ذبحوا الروم المنتفق ، وسبوهم ، وقتلوا سعدون بن محمد آل مانع.

وفي سنة ١١٥٥ ه‍ : جاء الناس خصب وجاء الخرج سيل خربه ، وهي سنة جبران المشهورة ، وفيها ساد طهمان شاه العجم على البصرة وحاصروها الحصار المشهور في آخرها.

أول سنة ست وخمسين : وفيها أعني سنة خمس أخذوا الشختة ،

١٥٥

وآل جناح عنيزة وأخذوا آل جمعة عسيلة ، وفيها استولى محمد بن عبد الله الشريف على مكة.

وفي سنة ١١٥٨ ه‍ : توفي الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي ، وفيها قتل محمد بن ماضي ، قتله أخوه مانع ، وأخوه تركي ، وفوزان. وسبب ذلك أن عمرا الشريف قتل عبد العزيز أبا بطين بأمر حمد بن محمد ، وأبا بطين زوج بنت ماضي ، وشقيقه مانع ، وهو رفيق لمانع أيضا ، فبعث مانع لتركي وفوزان أخاه ، وهو في جلاجل جلوية عند محمد بن عبد الله فأقبلوا وبسطوه ، ودخلوا ومحمد يصلي على جنازة أبي بطين ، وجرحه أخوه مانع وهو في الصف ، فضربه بشبرية في الظهر ، وحمل لبيت أبي بطين ، وإذلال السطوه قد دخلوا ، فسأل عنه أبو حبيش ، وقتله ، وتولى أخوه تركي في البلاد.

وبعد مدة في السنة المذكورة مات محمد بن عبد الله شيخ جلاجل ، وتولى ابنه سعود ، وتحارب هو وتركي وسار إليه في الروضة بأهل جلاجل ، وجرى بينهم قتال قتل فيه تركي وراجح بن راجح ، وتولى بعد تركي أخوه فوزان ، وأقام في الولاية نحو سنة ، ثم إنه هو ومانع استدولوا ابن أخيهم حمد بن محمد خالفين عليه أباه ، وقدموه في ولاية البلد ، وأقام خمس سنين ، ثم إن آل مانع وبقية القبيلة والجماعة تمالؤا على عزله ، وكانت ولايته غير محمودة فولوا عمر بن جاسر بن ماضي ، وأقام خمس سنين في الولاية ، وبعد ذلك انسلخ منها بعيال محمد بن ماضي وعبد الله ، فلبثوا في الولاية إلى التاريخ الآتي.

وفيها أخذ ابن صويط بريدة وغدروا آل شماس في الهميلي ، وفيها

١٥٦

أو في السابعة انتقل الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب من العيينة إلى الدرعية واستوطنها وبعد ما استقر به القرار قدم عليه عدة من أهل العيينة من المعامرة وغيرهم مهاجرين منافرين لعثمان ، فلم يجد عثمان بدا من الإنطراح للشيخ والأمير محمد ورجاهم ، وحاول الشيخ محمد الرجوع فأحال الأمر إلى ابن سعود فأبى فرجع.

وفي سنة ١١٥٩ ه‍ : سطا دهام بن دواس في منفوحة ومعه العمدة في الظفير ، فحصل بينه وبين أهل منفوحة قتال قتل فيه عدة رجال في الفريقين ورجع إلى الرياض.

وفي سنة ١١٦٠ ه‍ : ركدت عنيزة ، وغرس فيها أملاك الخننة ، والزامل وآل أبي الخيل والطعيمي في المسهرية ، وذلك في مدة عشر سنين ، وغرست الهيفا ، وفي هذه السنة توفي الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضبب الناصري التميمي. ودفن في الضبط المعروف في عنيزة رحمه‌الله تعالى. وقيل : أن وفاته سنة ١١٦١ ه‍ ومات الشيخ علي بن زامل بعده بشهرين رحمه‌الله تعالى.

وفي هذه السنة حصل وقعة بين دهام بن دواس ، وبين محمد بن سعود قتل فيها فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود ، وفي هذه السنة وقعت البطين على أهل ثرمدا ، قتل منهم نحو سبعين رجلا ، وذلك أنه سار إليهم عبد العزيز بن محمد بن سعود بأهل الدرعية ، وعثمان بن معمر بأهل العيينة ، فأغاروا على بلد ثرمدا فخرج إليهم أهل ثرمدا ، وحصل بينهم قتال قتل فيه من أهل ثرمدا من ذكرنا ، وهذه السنة هي مبتدى القحط والغلاء المسمى شيته. وفيه قتل دباس الدوسري رئيس بلد العودة في

١٥٧

سدير ، هو وحمد بن سلطان الدوسري قتلهم علي بن علي الدوسري واستولى على بلد العودة.

وفي سنة ١١٦٣ ه‍ : اشتد الغلاء ، والقحط ، وفيها قتل إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن وابنه هيدان المعروفان بالشيوخ في ضرما قتلهم السيايرة المعروفين في ضرما في بني خالد. وفيها قتل عثمان بن حمد بن عبد الله بن محمد بن معمر رئيس بلد العيينة ، انتدب له رجال من جماعته ادعوا أنهم قد تحققوا منه بعض الإنحراف عنهم ، وموالاة الأعداء ، ومما لأتهم فتواعدوا عليه يوم الجمعة ، فلما سلم الإمام قام إليه جماعة ، وهو في الصف فقتلوه ، ومن مشاهير الذين تولوا قتله حمد بن راشد أول من طعنه ، وإبراهيم بن زيد الباهلي ، وموسى بن راحج ، وكان ذلك منتصف رجب من هذه السنة ، وكان ابن بنته سعود بن عبد العزيز رضيعا لم يتم السنتين.

وفيها أيضا وقعة البطحاء ، في الرياض ، وذلك أن أهل الدرعية وبلدانهم ساروا إلى الرياض ، ووصلوا إلى المكان المعروف بالمروءة ومعهم رؤساء مشهورون بالشجاعة ، منهم علي بن عيسى الدروع المشهور ، وسليمان بن موسى الباهلي ومحمد بن حسن الهلالي ، وعلي بن عثمان بن ريس ، وعبد الله بن سليمان الهلالي ، وإبراهيم ، فجرا بينهم قتال شديد ، فقتل من أهل الرياض سبعة ، منهم ناصر بن معمر ، وقتل من أهل الدرعية عبيد الله بن سليمان ، وسليمان بن جابر ، وفيها أيضا جرت وقعة الوطين ، وذلك أن عبد العزيز سار بجيشه إلى ثرمدا ، فجاءهم لسدير فاستعدوا هم وأهل مراة وأوثيثيه وظهروا خارج البلد عليهم وقد جعل عبد العزيز كمينا ، فلما التحم القتال خرج عليهم الكمين فتقهقروا ،

١٥٨

وقتل منهم سبعة وعشرون رجلا ، منهم علي بن زامل رئيس أوثيثيه ، ورزين وكداس آل زامل ، وابن سبهان ، وأمير ذلك الغزو مشاري بن إبراهيم بن عبد الله بن معمر.

وفيها توفي قاضي زغبة حمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن رميح ، وفيها توفي الشيخ أحمد بن يحيى بن عبد اللطيف بن الشيخ إسماعيل بن رميح العريني السبيعي قاضي بلد رغبة رحمه‌الله تعالى.

وفي سنة ١١٦٤ ه‍ : أغار عبد العزيز بن محمد بن سعود ، ومشاري بن معمر رئيس بلد العينية على أهل ثرمدا ، فحصل بينهم وبين أهل ثرمدا ، قتال قتل فيه عدة رجال من أهل ثرمدا ، وتسمى هذه الوقعة وقعة الوطية ، والوطية موضع معروف بالقرب من بلد ثرمدا ، وفيها غزا ابن سعود الرياض فدخلت عدوته ناحية البلد فاقتتلوا فتلاحق عليهم أهل الرياض وهزموهم فقتل من السطات ثمانية منهم علي بن عيسى الدروع ، وفيها حارب إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن رئيس أهل ضرما ، وظهرت منه المخالفة ، وقتل من أهل بلده عمر الفقيه ، ورشيد العيزاري وابن عيسى ، لأنهم من ظناين ابن سعود ، وكان رشيد العزاري أخا لآل سيف لأمهم فأضمروا الشر لإبراهيم ، فلما كان بعد أربعة أشهر فابتدروه وهو في مجلسه ، فقتلوه هو وولديه : هيدان وسلطان ، وقد مالأهم على ناس ممن ينتسب إلى الدين ، وكان وقت خروج نساء الثلاثة من العدة دخول نساء إبراهيم ، وبنيه في العدة ، وولى عبد العزيز في ضرما عبد الله بن عبد الرحمن المريدي ، وفيها غزا عبد العزيز الزلفى وأخذ عليهم غنما ورجع.

١٥٩

وفي سنة ١١٦٥ ه‍ : أنزل الله الغيث ، وأخصبت الأرض ورخصت الأسعار ، وسميت هذه السنة رجعان شيته ، وفي هذه السنة قتل علي بن علي ، وابنه سند رؤساء بلد العودة من الدواسر ، قتلهم عبد الله بن سلطان الدوسر ، واستولى على العودة ، وفيها توفي الشيخ عبد الله بن فيروز بن محمد بن بسام رحمه‌الله تعالى. وفي هذه السنة كان خصب سموه رجعان شيبة. وفيها اجتمع أهل سدير ومنيخ ، والزلفى وأهل الوشم ، وآل ظفير كبيرهم فيصل بن شهيل بن صويط ، ونازلوا رغبة وأخذوها ، ونهبوا ما فيها ، وفيها علي بن علي ، وولده سند قتلهم عبد الله بن سلطان ، وقتل هزاع بن نحيط وفيها توفي محمد حياة السندي المدني.

وفيها حارب أهل حريملاء ، وخرجوا عن حكم ابن سعود ، وعزلوا أميرهم محمد بن عبد الله بن مبارك ، فخرج أميرهم ومعه عدوان بن مبارك ، وابنه مبارك ، وعثمان أخو الأمير وعلي بن حسن ، وناصر بن جديع وغيرهم ، وقدموا الدرعية ثم بعد مدة قليلة أرسلوا قبيلة من الأمير من بقايا آل حمدان : أقدموا علينا ، ونقوم بنصرتكم ولا ينالكم مكروه ، فقدم عليهم بمن معه ، فقاموا عليهم آل راشد وأهل حريملاء ، وحصروهم في البيت الذي تأهلوا فيه حتى قتلوهم وثمانية غيره ، وهرب منهم مبارك ولد عدوان ، وأخذ أهل حريملاء في أهبة الحرب ، والبناء وتسوير البلد.

وفيها خرجوا جلويه ضرما ، ومعهم أهل الجنوب ، والوشم ، وسدير ، ونازلوا ضرما أياما ، ونصبوا عليها السلالم ، وقتل منهم نحو الثلاثين ، ومن غيرهم نحو العشرين أكثرهم من أهل الحريق منهم حمد بن عثمان الهزاني.

١٦٠