نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٣٩٩

غضبه (١) من عبادة العجل.

قوله ـ تعالى ـ (٢) : (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ) [يجرّه إليه] (٣) ؛ قيل : أخذ برأسه] (٤) ليشاوره فيما فعل بنو إسرائيل بعده ، وما فعل السّامريّ بهم ، ويعاتبه على استخلاف السّامريّ عليهم (٥).

(قالَ) هارون : يا (ابْنَ أُمَ! [لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي] (٦) إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي. فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) ؛ [يريد بلومك لي وعتبك عليّ] (٧). (وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١٥٠).

قال قوم : إنّما جرّ (٨) برأس أخيه (٩) إليه ، [توجّعا إليه] (١٠) وإشفاقا عليه ممّا (١١) رأى عنده (١٢) من الحزن والأسف ، بمخالفتهم (١٣) له ، وباستخلاف (١٤)

__________________

(١) ب زيادة : عليهم.

(٢) ليس في ب.

(٣) أ ، ب زيادة : أي.

(٤) ليس في ب.

(٥) التبيان ٤ / ٥٤٨.

(٦) ليس في ب.+ هي الآية ٩٤ من سورة طه (٢٠)

(٧) ليس في ب.

(٨) ب : أخذ.

(٩) ب زيادة : يجرّه.

(١٠) م : توجعا له.+ ج : ترحما له.

(١١) أ : لما.

(١٢) ليس في ج.

(١٣) د ، م : لمخالفتهم.

(١٤) ج : واستخلاف.

٣٦١

السّامريّ عليهم حتّى زيّن لهم عبادة العجل (١).

فإن قيل : كيف استخلف هارون السّامريّ عليهم مع كفره؟

قيل : لأنّه (٢) كان يظهر له ولأخيه الصّلاح ، ولم يعلم باطن أمره. فعند ذلك (قالَ) موسى ـ عليه السّلام ـ : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ [وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (١٥١)] (٣).

ثمّ إنّ موسى ـ عليه السّلام ـ [عاقب السّامريّ] (٤) بأن نفاه عن بني إسرائيل وحرّم عليهم (٥) ملامسته ومعاشرته. فكان في البرّيّة هائما مع الوحش ، لا يصاحبه أحد من البشر ولا يدانيه. قال الله ـ تعالى ـ : (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ) (٦) ؛ أي : لا مماسّة لأحد من البشر لك ، ولا مصاحبة ولا معاشرة (٧) مدّة حياتك (٨).

قوله ـ تعالى ـ : [[(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) ؛ أي : من قومه.

(سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) ؛ يعني : [على الجبل] (٩).

__________________

(١) تفسير الطبري ٩ / ٤٤ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) من أ.

(٤) ليس في ب.

(٥) ليس في ب.

(٦) طه (٢٠) / ٩٧.

(٧) د : معاشر.

(٨) تفسير أبي الفتوح ٧ / ٤٨٥.+ سقط من هنا الآيات (١٥٢) ـ (١٥٤)

(٩) ليس في ب.

٣٦٢

وإنّما اختارهم موسى ـ عليه السّلام ـ حيث (١) أخلف بنو إسرائيل ميعاده ، ليشهدوا عنده بإعطاء التّوراة على الجبل]] (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) ؛ أي : شدّة العذاب الّذي أنزل على بني إسرائيل من الرّجفة والصّاعقة.

و «الفتنة» العذاب ، في كلام الله ولغة العرب. قال الله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (٣) ؛ أي : يعذّبون (٤).

[قال الله] (٥) ـ تعالى ـ : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) ؛ يعني : اليهود.

(وَرِثُوا الْكِتابَ) ؛ يعني : التّوراة.

(يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) ؛ يعني : يأخذون ما أشرف عليهم من الدّنيا من حرام ورشوة ، وأخذ ما (٦) لا يحلّ أخذه. ومنه قول (٧) النّبيّ ـ عليه السّلام ـ : الدّنيا عرض حاضر (٨) يأكل منها البرّ والفاجر ، والآخرة وعد (٩) صادق يحكم فيها

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ج.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا).

(٣) الذّاريات (٥١) / ١٣.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) (١٥٥) والآيات (١٥٦) ـ (١٦٨) إلّا شطرا من الآية (١٦٠) و (١٦٣) فإنّه يأتي آنفا.

(٥) أ : قوله.

(٦) م : مال.

(٧) أ : قوله.

(٨) ج : عارض.

(٩) ليس في أ.

٣٦٣

ملك عادل (١٠).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ) ؛ أي : حرّكناه وزلزلناه ، ورفعناه فوق رؤوسهم. قال الشّاعر :

ونتّقوا أحلامنا الأثاقلا (١١)

أي : حرّكوها وزلزلوها.

[والسّبب في رفع الجبل على] (١٢) رؤوسهم امتناعهم (١٣) من قبول التّوراة ، لما فيها من ذكر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وصفته والبشارة به. فقطع الله ـ تعالى ـ (١٤) من الجبل قطعة على قدر عسكر موسى ـ عليه السّلام ـ ورفعها فوق رؤوسهم ، فقال (١٥) لهم موسى ـ عليه السّلام ـ : إمّا أن تقبلوا التّوراة ، أو يسقط الله الجبل عليكم. فكان (١٦) أحدهم لا يمشي إلّا مزورّا على جانب ، خوفا أن يسقط عليه ، حتّى أجابوا إلى قبول ذلك (١٧).

__________________

(١٠) أعلام الدّين / ٣٤٤ وعنه بحار الأنوار ٧٧ / ١٨٧ ، ح ٣٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٦٩) والآية (١٧٠)

(١١) أ ، ب : الأثقالا.+ للعجاج. التبيان ٥ / ٢٤.

(١٢) ب : ورفعناه فوق.

(١٣) ب : لامتناعهم.

(١٤) ليس في ب.

(١٥) ب ، ج ، م : وقال.

(١٦) ب : كان.+ ج : وكان.

(١٧) سقط من هنا قوله تعالى : (فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٧١). وستأتي الآية (١٧٢)

٣٦٤

وقوله ـ تعالى ـ : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) ؛ يعني : أولاد يعقوب ـ عليه السّلام.

والأسباط في ولد (١) إسحاق ؛ كالقبائل في ولد (٢) إسماعيل ـ عليهما السّلام.

والأسباط عند العرب : الّذين يرجعون إلى أب واحد. وأصل (٣) ذلك مأخوذ من السّبط ، وهو شجرة (٤). جعل (٥) ـ سبحانه ـ إسحاق (٦) ذلك (٧) الشّجر وأولاده أغصانها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) لكلّ سبط منهم عين.

وذلك أنّ موسى ـ عليه السّلام ـ شكوا (٨) إليه بنو إسرائيل قلّة الماء والعطش ، حيث ابتلاهم بأرض التّيه. فأوحى الله ـ تعالى ـ (٩) إليه ، أن يأخذ حجرا مربّعا فيضربه بعصاه (١٠). فامتثل ما رسم له وضرب الحجر بعصاه ، فابنجست منه اثنتا

__________________

(١) ج : أولاد.

(٢) ج : أولاد.

(٣) ج ، د ، م : وقيل.

(٤) د : الشّجرة.+ م : شجر.+ ج : الشجر.

(٥) ج زيادة : الله.

(٦) ليس في ج.

(٧) ليس في ج ، د.

(٨) م : شكا.

(٩) من ب.

(١٠) ج ، د ، م زيادة : فضربه بعصاه.

٣٦٥

عشرة عينا ، لكلّ سبط عين ، من (١) كلّ (٢) قرنة ثلاث عيون. وكان الحجر معه حيث توجّه.

وشكوا إليه الظّلمة في التّيه إذا غاب القمر عنهم. فأنزل الله إليه (٣) عودا (٤) من السّماء ، يضي لهم إذا ساروا باللّيل ، عند غيبوبة القمر.

وشكوا إليه ما يلقونه (٥) من الوسخ والقمل. فرفع الله الوسخ والقمل عنهم ، وكان لا يبلى لأحدهم ثوب (٦).

قوله ـ تعالى ـ (٧) : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) : بدل «من ظهورهم».

(وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) :

قال السّيّد الأجلّ النّقيب ؛ المرتضى ؛ علم الهدى ؛ عليّ بن الحسين الموسويّ ـ قدّس الله روحه ـ : أراد ـ سبحانه ـ بالذّريّة هاهنا : العقلاء المكلّفين ، الّذين من صلب آدم ـ عليه السّلام. لا الذّرّيّة (٨) الّذين يعتقدونهم (٩) الحشويّة من أصحاب

__________________

(١) من ب.

(٢) ليس في أ.

(٣) ليس في أ.

(٤) م : عمودا.

(٥) م : يلقون.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٦٠)

(٧) ليس في ب.

(٨) د : الذروا.+ ج : الذرو.+ م : الذّر.

(٩) م : يعتقدهم.

٣٦٦

الحديث ، ـ تعالى ـ (١) الله عن ذلك. لأنّه لا يأخذ العهد والشّهادة على من ليس بعاقل ولا حيّ ، لأنّ ذلك قبيح عقلا وسمعا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) :

الخطاب لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والمعنيّ به (٣) في الآية : بلعم بن باعورا (٤) المنافق الكافر ـ على قول (٥) أكثر المفسّرين ـ (٦) وكان قد أوتي أحرفا من اسم الله الأعظم (٧) ، فانسلخ منها وكفر وتبع فرعون.

وقيل : بل ذلك (٨) أميّة بن أبي الصّلت (٩) ، كان قد كتب الأحاديث (١٠) المتقدّمة (١١) وبشّر [هم] (١٢) بالنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم. فلمّا ظهر النّبيّ (١٣) ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نافق بإظهار الإسلام ، وتبع كفار قريش وجبابرتها

__________________

(١) ج ، د : فتعالى.

(٢) أمالى السيد المرتضى ١ / ٣٠٢٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (١٧٢) والآيات (١٧٣) ـ (١٧٤)

(٣) ليس في د.

(٤) ب ، ج ، د : باعور.

(٥) ليس في د.

(٦) تفسير الطبري ٩ / ٨٣٨٢ نقلا عن مجاهد.

(٧) تفسير الطبري ٩ / ٨٤.

(٨) ج : ذاك.

(٩) تفسير الطبري ٩ / ٨٣ نقلا عن عبد الله بن عمرو.

(١٠) أ ، م : الآية.

(١١) ليس في ب.

(١٢) من ب.

(١٣) من أ.

٣٦٧

على تكذيبه ـ عليه السّلام ـ وهجاه. فأنزل الله (١) فيه الآية.

وجاء عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : أنّه خالد بن الوليد ، الّذي فعل في الجاهليّة [ما فعل] (٢) ، في أحد وغيرها (٣). فلمّا (٤) أسلم (٥) نافق بذلك ، وارتدّ عن الإسلام ، لسبي (٦) بني حنيفة في أيّام أبي بكر ، وأخذ أموالهم ، وقتل مالك ابن نويرة ، واستحلّ نكاح زوجته بعد قتله. وأنكر عليه عمر بن الخطّاب وتهدّده وتوعّده ، وقال له ، إن عشت إلى أيّامي ، لأقيدنك به (٧). ولم يأخذ من نهب (٨) بني حنيفة شيئا ، وقال : إنّهم مسلمون (٩).

وقال بعض المفسّرين : «الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها» أبو عامر الرّاهب (١٠) ، الّذي ارتدّ عن الإسلام وتنصّر وعادى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقصد بلاد الرّوم ، ليستجيش جيشا لإخراج محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من المدينة (١١).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) م زيادة : ما فعل.

(٤) ب ، ج ، د ، م : ولمّا.

(٥) أ ، ب ، م زيادة : و.

(٦) أ ، ج ، د ، م : بسبي.

(٧) ليس في ج.

(٨) ليس في ب.+ ج ، د ، م زيادة : وسبي.

(٩) عنه البرهان ٢ / ٥١ و ٥٢.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) مجمع البيان ٤ / ٧٦٩ نقلا عن سعيد بن المسيب.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها).

٣٦٨

وقوله ـ تعالى ـ (١) : (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) ؛ أي : سكن (٢) إلى (٣) الدّنيا ، وقال : إنّه لا يموت. وأخذ في أذى المؤمنين ، فأهلكه الله ولم يبلغ ما أراد.

فضرب الله به مثلا في كتابه العزيز فقال : ([وَاتَّبَعَ هَواهُ] فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ ، يَلْهَثْ).

ويقرأ : «يلهد» ؛ أي : إن وعظته ، فهو ضالّ [لا يهتدي ولا يسمع ما تقول.

وإن تتركه (٤) من الوعظ ، فهو ضال] (٥) لا يؤمن. وهكذا المنافق الّذي علم الله أنّه لا يؤمن ويؤذي (٦) المؤمنين ، سواء (٧) وعظته أو لم توعظه (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) ؛ أي : خلقنا.

و «اللّام» هاهنا ، لام العاقبة (٩) ؛ أي : عاقبة أمرهم إلى النّار ؛ لاختيارهم الكفر

__________________

(١) ليس في ب ، ج.

(٢) د : أسكن.

(٣) ب : وركن في بدل إلى.

(٤) أ ، ب : تركته.

(٥) ليس في ب.

(٦) ج زيادة : المسلمين.

(٧) د زيادة : آمن.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (١٧٦) والآيتان (١٧٧) و (١٧٨)

(٩) ب : للعاقبة بدل لام العاقبة.

٣٦٩

على الإيمان (١) مع قدرتهم عليه.

قوله ـ تعالى ـ : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) وذلك حيث أعرضوا عمّا جاء به محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من القرآن ، وما تضمّنه من الأوامر والنّواهي ولم يسمعوه (٢).

وقيل : شبّههم بمن لا قلب له ولا عقل [ولا عين] (٣) ولا أذن ؛ لإعراضهم عن الحقّ مع وضوح دلالته (٤).

وقوله ـ تعالى ـ (٥) : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) ؛ يعني : اليهود.

وقيل : «القرية» هاهنا ، الإيلة (٦).

وقيل : مدين (٧).

وقيل : طبرية (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) ؛ أي : يتعدّون ما نهاهم الله عنه من

__________________

(١) أ زيادة : أي.

(٢) ب ، ج ، د ، م : يسمعوا.

(٣) ليس في أ ، ب.

(٤) تفسير الطبري ٩ / ٩١. سقط من هنا قوله تعالى : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (١٧٩)

(٥) ليس في ب.

(٦) تفسير الطبري ٩ / ٦٢ نقلا عن ابن عبّاس.

(٧) تفسير الطبري ٩ / ٦٢ نقلا عن ابن عبّاس.

(٨) مجمع البيان ٤ / ٧٥٦ نقلا عن الزهري.

٣٧٠

صيد السّمك.

والمأمور (١) هاهنا محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ [ليسألهم (٢).

قيل : إنّما أمر الله نبيّه (٣) محمّدا (٤) ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٥) بسؤالهم ، ليعلمهم إنّما (٦) يأتيهم من الأخبار عن سلفهم هو من الله ـ تعالى ـ الّذي بعثه (٧) وأمره بذلك.

وكان الله (٨) ـ سبحانه ـ قد حرّم عليهم صيد الحيتان يوم السّبت ، فاحتالوا عليها وحبسوها يوم الجمعة وتركوا أخذها يوم السّبت ، وأخذوها يوم الأحد.

فمسخهم الله قردة وخنازير في الدّنيا ، ولهم في الآخرة عذاب عظيم (٩).

وقوله ـ تعالى ـ (١٠) : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) ؛ يعني : آدم [ـ عليه السّلام ـ] (١١).

__________________

(١) ب : المشار.

(٢) ليس في د ، م.

(٣) ليس في ب ، ج ، د.

(٤) ليس في م.

(٥) ليس في ج.

(٦) ب : بما.

(٧) أ ، ج ، د ، م : ابتعثه.

(٨) ليس في ب.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (١٦٣) والآيات (١٦٤) ـ (١٦٨) وتقدّم الكلام في الآيات (١٦٩) ـ (١٧٩) وسقط أيضا الآيات (١٨٠) ـ (١٨٨) إلّا صدر الآية (١٨٧)

(١٠) ليس في ب.

(١١) ليس في ب.

٣٧١

(وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) ؛ يعني : حوّاء. خلقها الله (١) ـ تعالى ـ (٢) من ضلعه اليسرى ، وهي (٣) القصيرى (٤) وهي (٥) آخر الأضلاع. ولهذا أنّ أضلاع الرّجل تنقص ، وأضلاع المرأة تامّة مستوية.

وقوله ـ تعالى ـ : (لِيَسْكُنَ إِلَيْها) ؛ أي : ليستأنس (٦) بها. وتسمّى (٧) الزّوجة عن (٨) العرب : السّكن.

وقوله ـ تعالى ـ (٩) : (فَلَمَّا تَغَشَّاها) ؛ أي : لامسها وباشرها. وهذا من أحسن الكناية عن هذا الفعل.

(حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) ؛ يعني : النّطفة.

(فَمَرَّتْ بِهِ) ؛ أي : مشت غير ثقيلة.

(فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) ؛ يعني : بالحمل.

(دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما) ؛ يعني : آدم وحواء [ـ عليهما السّلام ـ] (١٠).

(لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً) ؛ أي : ولدا صالحا.

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ليس في ب.

(٣) أ : وهو.

(٤) ج : القصيرة.+ أ : القصرى.

(٥) أ : وهو.

(٦) ج ، د ، أ ، م : ليأنس.

(٧) ب زيادة : المرأة.

(٨) م : عند.

(٩) ليس في ب.

(١٠) ليس في ب.

٣٧٢

(لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (١٨٩) ؛ أي : من الشّاكرين لنعمتك علينا.

(فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً ، جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما).

قال الطّوسيّ ـ رحمه الله ـ : الكنايات كلّها في هذه الآية ترجع إلى الذّكور والإناث ، من ولد آدم وحواء ـ عليهما السّلام. يدل عليه قوله ـ تعالى ـ : (فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١٩٠) ولم يقل : عمّا يشركان. وذلك ، لأنّهما (١) معصومان لا يقع منهما ما يقدح في عصمتهما. فلذلك نزّهناهما (٢) عمّا تضمّنه ظاهر (٣) الآية (٤).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ، فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) :

قيل : ذلك في حال المصلّي في الصّلاة خلف الإمام ، فإنّه يجب عليه أن ينصت ولا يقرأ (٥).

وقيل : إنّه عني بذلك حال خطبة الإمام [ـ عليه السّلام ـ] (٦) يوم الجمعة ، فإنّه يجب عليه (٧) أن ينصت (٨) لها (٩).

وقيل : بل كانوا في أوّل الإسلام يصلّون خلف النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله

__________________

(١) ب : أنّهما.

(٢) م : برّأناهما.

(٣) ب : تضمّنته بدل تضمّنه ظاهر.+ م : تناوله بدل تضمّنه.

(٤) التبيان ٥ / ٥٢ و ٥٣ نقلا عن قوم.+ سقط من هنا الآيات (١٩١) ـ (٢٠٣) إلّا الآية (١٩٩) فإنّها تأتي آنفا.

(٥) تفسير الطبري ٩ / ١١٠ و ١١١ نقلا عن مجاهد.

(٦) ليس في أ ، ج ، د.

(٧) من ب.

(٨) م زيادة : ولا يقرأ.

(٩) ج : إليها.

٣٧٣

وسلّم ـ فيتكلّمون (١) الصّلاة بما يريدون (٢) وكان يدخل الرّجل منهم [وهم] (٣) في الصّلاة ، فيخبرونه (٤) بما صلّوا. فنسخ (٥) ذلك بهذه الآية. روي ذلك عن أبن مسعود ـ رحمه الله ـ وجماعة من المفسّرين (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ) (٢٠٥).

«تضرّعا» تذلّلا (٧). و «خيفة» خافيا (٨) سرّا خائفا (٩). «ودون الجهر من القول» بين ذلك ، فإنّه يكره الصّياح في الدّعاء والمسألة. قال الله ـ تعالى ـ حكاية عن لقمان ـ عليه السّلام ـ في وصيّته لأبنه : (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ. إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (١٠).

وقد ذكر الله ـ تعالى ـ (١١) قوما من أجلاف العرب كانول يأتون إلى (١٢) النّبيّ

__________________

(١) ج ، د : ويتكلمون.

(٢) ب : ما يرون بدل بما يريدون.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) د : ويخبرونه.

(٥) د ، م : فنسخ الله.

(٦) تفسير الطبري ٩ / ١١٠ ـ ١١١ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا وقوله ـ تعالى ـ : (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٢٠٤)

(٧) ليس في ج ، د ، م.+ ج ، د ، م زيادة : أي.

(٨) ليس في ب ، ج.

(٩) ب : خافيا.

(١٠) سورة اللقمان ٣١ / (١٩)

(١١) ليس في أ.

(١٢) ليس في ب ، م.

٣٧٤

ـ صلّى الله عليه وآله ـ ليسلّموا عليه (١) ويسألوا حاجة ، فيصيحوا : يا محمّد ، أخرج إلينا بصوت جهوريّ ، ولا يكنّونه ولا يخاطبونه بالنّبوّة والرّسالة ، قال الله ـ تعالى ـ في حقّهم : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ، أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ. وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ ، لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) (٢) (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ـ إلى قوله ـ) ، (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) ، أي (٤) كأنّك (٥) بالغت بالسّؤال (٦) عنها متى تقوم ، (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي) (٧).

قال الله ـ تعالى ـ : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) (٨).

قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ هو (٩) خمس (١٠) ، قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ

__________________

(١) ج ، د ، م : أو.

(٢) ليس في ب.

(٣) الحجرات (٤٩) / ٣ ـ ٤.

(٤) ب زيادة : عن السّاعة أي.

(٥) ليس في م.

(٦) ب : عن السؤال.

(٧) ب : عند الله.+ الآية في الأعراف (٧) / ١٨٧.

(٨) النمل (٢٧) / ٦٥.

(٩) ب : هي.

(١٠) أ ، ج ، د ، م زيادة : وهي.

٣٧٥

غَداً ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١) هذه الخمس لا يعلمها إلّا الله ـ تعالى ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (خُذِ الْعَفْوَ ، وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) (١٩٩).

قيل : «العفو» هاهنا : الخالص الطيّب من أموالهم (٣).

و «العرف» عند العرب : المعروف كلّه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : «وأعرض عن الجاهلين».

يقول ـ سبحانه ـ : إذا عصوا الله ـ تعالى ـ (٥) فيك بما لا يحلّ لهم (٦) من قول أو فعل ، فلا تعص الله فيهم. وأصبر ، فإنّ الله ـ تعالى ـ (٧) ينتصف لك منهم (٨).

وقيل : إنّ ذلك مخصوص بالحلم والعفو (٩).

__________________

(١) لقمان (٣١) / ٣٤.

(٢) تفسير القمّي ٢ / ١٦٧ وعنه كنز الدقائق ١٠ / ٢٧٥ ونور الثقلين ٤ / ٢١٩ ، ح ١٠٩ والبرهان ٣ / ٢٨٠.+ أ ، ب زيادة : قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلُوا لَهُ) [ب : جعلا له شركاء بدل وجعلوا له] ، يريد :

الجاهليّة ، جعلوا له شبيها من الآلهة وهو [أ : وهي] قول الجاهليّة : عبد الحارث [أ زيادة : وهي الشيطان] وعبد شمس ، لأنّهم كانوا يعبدون [أ : يعبدونها وعبد] اللّات و [أ زيادة : عبد] العزّى صنمان كانوا يعبدونهما في الجاهليّة ، وأخذوا اللّات من الإله ، والعزّى من العزيز.

(٣) تفسير الطبري ٩ / ١٠٤ ـ ١٠٥ نقلا عن ابن عباس.

(٤) تفسير الطبري ٩ / ١٠٥ ـ ١٠٦ نقلا عن السريّ.

(٥) ليس في ب ، ج ، د.

(٦) من أ.

(٧) ليس في ب ، ج ، د.

(٨) ليس في ب.

(٩) تفسير الطبري ٩ / ١٠٤ نقلا عن مجاهد.

٣٧٦

وروي في الأخبار : أنّ جبرائيل ـ عليه السّلام ـ لمّا تلا (١) الآية على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال له : (٢) يا محمّد ، [وهي] (٣) أن تعفو عن من ظلمك ، وتوصل (٤) رحمك ، وتعطي من حرمك ، وتعرض عن من آذاك (٥).

وقيل : إنّها منسوخة بآية القتال (٦).

__________________

(١) ب زيادة : هذه.

(٢) ليس في د.

(٣) ب : وهو.

(٤) تصل.

(٥) تفسير الطبري ٩ / ١٠٥ وليس فيه : وتعرض عن من آذاك.

(٦) تفسير الطبري ٩ / ١٠٥ نقلا عن ابن زيد.

٣٧٧

ومن سورة الأنفال

وهي سبعون آية وسبع آيات.

مدنّية بلا (١) خلاف (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) ، أي : عن (٣) قسمة الغنائم يوم بدر. قال ذلك أبن عبّاس ـ رحمه الله ـ وعكرمة وقتادة وأبن زيد. (٤) وذلك أنّه قد (٥) جرى بينهم يوم بدر خلاف فيها (٦) ، فقال الشّبّان منهم : هي لنا ، لأنّا نحن قاتلنا عليها وحويناها. وقال الشّيوخ منهم بل (٧) هي لنا [ولكم] (٨) ،

__________________

(١) ب : بغير.

(٢) ليس في د.+ كتب العلّامة المفضال السيّد محمد على الروضاتي في هامش ج هكذا : هذا خطّ جدّنا العلّامة الحجّة الحاجّ السيّد محمد شقيق الإمام المجدّد صاحب الروضات قدّس الله روحيهما.

(٣) ليس في ب ، د.

(٤) التبيان ٥ / ٧١.

(٥) م زيادة : كان.

(٦) ليس في ب.

(٧) ليس في ب.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٣٧٨

لأنّا [كبار و] (١) كنّا ردأ لكم وعونا وممددا. (٢) فنزلت الآية. (٣)

وقال مجاهد : يسألونك عن الخمس. (٤)

وروي عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ أنّ الأنفال كلّما يؤخذ من دار الحرب بغير قتال فهي (٥) للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ يعطي منها ما (٦) يشاء [ويمنع ما (٧) يشاء] (٨) ، وهي بعده لمن قام مقامه من آله ـ عليهم السّلام ـ (٩).

و «الأنفال» عندنا هي الزّيادة على الخمس ، وكانت للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حياته خاصّة ، وهي لمن قام مقامه من (١٠) بعده [من آله] (١١) ـ عليهم السّلام ـ.

وهي (١٢) كلّ أرض افتتحت (١٣) من غير أن يوجف عليها. بخيل ولا (١٤)

__________________

(١) من أ.

(٢) م : مددا.

(٣) تفسير الطبري ٩ / ١١٦ نقلا عن ابن عبّاس.

(٤) تفسير الطبري ٩ / ١١٥.

(٥) أ ، ب ، م : وهي.

(٦) ب ، ج ، د : من.

(٧) ب ، ج ، د : من.

(٨) ليس في د.

(٩) التبيان ٥ / ٧٢ ووسائل الشيعة ٦ / ٣٦٤ ، الباب ١ من أبواب الأنفال ومستدركه ٧ / ٢٩٥. وكنز الدقائق ٥ / ٢٧٨ ـ ٢٨٢ ونور الثقلين ٢ / ١١٧ ـ ١٢١ والبرهان ٢ / ٥٩ ـ ٦٢ وفقه القرآن ١ / ٢٤٩.

(١٠) ليس في أ.

(١١) ليس في ب.

(١٢) ليس في د.

(١٣) ليس في م.

(١٤) أ ، ب : أولا.

٣٧٩

ركاب ، والأرض الموات ، وكلّ أرض انجلى أهلها عنها ، وتركة من لا وارث له من قريب أو بعيد ، والآجام ، والمفاوز ، والمعادن كلّها ، وقطائع الملوك من غير جهة الغصب ، ورؤوس الجبال ، وبطون الأودية ، وكلّ أرض (١٥) باد أهلها ، وكلّ ما يصطفيه الإمام لنفسه من جارية حسناء (١٦) أو ثوب فاخر أو (١٧) فرس سابق ، إلى غير ذلك قبل القسمة ، وكلّ سريّة غنمت (١٨) بغير إذن الإمام ، كلّ ذلك كان للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ خاصّة ، وهو لمن قام مقامه (١٩) بعده من آله ـ عليهم السّلام ـ.

وقد كان شيء من ذلك في الجاهليّة لأمير (٢٠) الجيش إذا غزو ، قال الشّاعر الجاهليّ يمدح أميرا :

لك المرباع منها والصّفايا

وحكمك والنّشيطة والفضول (٢١)

و «فالمرباع» عندهم ربع الغنيمة ، كان يأخذه الأمير قبل قسمة الغنيمة.

و «الصّفايا» ما كان يصطفيه لنفسه من جارية [وفرس] (٢٢) وثوب فاخر

__________________

(١٥) ب : بلاد.

(١٦) م : حسنة.

(١٧) ب : و.

(١٨) ج ، د ، م : غزت.

(١٩) م زيادة : من.

(٢٠) م : لإمام.

(٢١) لسان العرب ٨ / ١٠١ مادّة «ربع».

(٢٢) ليس في ب.

٣٨٠