نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٣٩٩

باغ» على إمام عادل. «ولا عاد» (١) ؛ أي : ولا قاطع طريق على المسلمين. فإنّ هؤلاء لا يحلّ لهم أكل الميتة وإن اضطرّوا إليها ، وتحلّ لمن عداهم من المضطرّين (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ : تَعالَوْا ، أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) ؛ يريد : ما تضمّنته (٣) هذه الآية من التّحريم ، و (٤) الإشراك بالله ، ومن ترك برّ الوالدين ، ومن قتل البنات أحياء على عادة الجاهليّة وهي الموؤدة ، ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن قتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ ، ومن أكل مال اليتامى (٥) ، ومن ترك الوفاء بالعهد ، ومن البخس في المكيال والميزان ، ومن ترك العدل في الشّهادة ، إلى غير ذلك.

قال كعب الأحبار : والّذي نفسي بيده ، هذا الّذي ذكره ـ سبحانه ـ في هذه الآية أوّل شيء ذكر في التّوراة بعد قوله : «بسم الله الرّحمن الرّحيم» (٦).

قال بعض علماء النّحو والتّفسير : معنى الآية : أن لا تشركوا بالله شيئا في

__________________

(١) ليس في ج : ولا عاد.

(٢) التبيان ٤ / ٣٠٤.+ روى الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن البزنطي عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) قال : الباغي : الّذي يخرج على الإمام ، والعاديّ : الّذي يقطع الطريق لا يحلّ لهما الميتة. معاني الأخبار / ٢١٣ وعنه كنز الدقائق ٢ / ٢٢١ ونور الثقلين ١ / ١٥٥ ، ح ٥٠٣ والبرهان ١ / ١٧٤.+ تأتي عن قريب الآية (١٤٦)

(٣) د : تضمّنه.

(٤) أ زيادة : هو.

(٥) ج : اليتيم.

(٦) تفسير الطبري ٨ / ٦٤.

٣٠١

العبادة. وأراد المثليّة (١).

وقال غيره : المعنى : حرّم أن تشركوا به (٢). و «لا» صلة ؛ كقوله : «ما منعك أن لا تسجد» (٣).

وقال غيره : المعنى «أتل ما حرّم ربّكم عليكم» في هذه الآية ، يقول : أتل عليكم تحريم الشّرك وغيره (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ؛ يعني : من البقر والغنم ، حرّم شحومها (٥) عليهم.

(إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما) من الإلية.

وقيل : من الثّرب (٦).

وقيل : من شحم الكليتين. عن مقاتل (٧).

(أَوِ الْحَوايا) ؛ يعني : ما يحويه (٨) البطن من الشّحم والمعاليق.

__________________

(١) البحر المحيط ٤ / ٢٥١.

(٢) ليس في م.

(٣) التبيان ٤ / ٣١٤.+ الآية في الأعراف (٧) / ١٢.

(٤) مجمع البيان ٤ / ٥٨٩.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (١٥١)

(٥) ج ، د : شحومهما.

(٦) تفسير الطبري ٨ / ٥٥ نقلا عن قتادة.

(٧) تفسير الطبري ٨ / ٥٥ نقلا عن السدي.

(٨) أ زيادة : من.

٣٠٢

[وقيل] (١) : مباعر (٢).

وقيل : ما تحويه (٣) من الأجنّة (٤).

(أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) ؛ يريد : المخّ. وحرّم عليهم كلّ ذي خفّ ، لتحريم إسرائيل على نفسه ذلك.

وروي في أخبارنا عنهم ـ عليهم السّلام ـ : أنّه ـ تعالى ـ حرّم على أغنياء بني إسرائيل ورؤسائهم ذلك (٥) لبغيهم وتجبّرهم ، وتحريمهم الطّير على فقرائهم (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) (٧) ؛ أي : ليعلم (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا ، وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) :

عنى بالّذين أشركوا ، هاهنا : المجبّرة ، الّذين نسبوا أفعال العباد إلى الله ـ تعالى ـ وأشركوه فيها مع العبيد (٩). قالوا (١٠) : إنّه (١١) يفعلها (١٢) وهم يكتسبونها.

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير الطبري ٨ / ٥٦٥٥ نقلا عن سعيد.

(٣) ج : يحتويه.

(٤) مجمع البيان ٤ / ٥٨٥.

(٥) ليس في م.

(٦) أنظر : تفسير القمّي ١ / ٢٢٠ وتفسير العيّاشي ١ / ٣٨٣ ، ح ١٢١ وعنه أو عنهما كنز الدقائق ٤ / ٤٧٢ والبرهان ١ / ٥٥٩ ونور الثقلين ١ / ٧٧٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (١٤٦)

(٧) الحديد (٥٧) / ٢٩.

(٨) سقط من هنا الآية (١٤٧)

(٩) ج ، د : العبد.

(١٠) د ، م : فقالوا.

(١١) ج : إنّها.

(١٢) د ، م ، أ زيادة : فيه.

٣٠٣

ثمّ قال ـ سبحانه ـ رادّا (١٣) عليهم : (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (١٤٨).

ثمّ قال ـ سبحانه ـ (١٤) : (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا]) ؛ يعني : الثّنويّة (١٥) الّذين قالوا بالنّور والظّلمة ؛ ونسبوا كلّ خير في العالم إلى النّور ، وكلّ شرّ فيه إلى الظّلمة.

والمجوس ـ أيضا ـ الّذين قالوا : بالله (١٦) والشّيطان. ونسبوا كلّ خير في العالم إلى الله ، وكلّ شرّ فيه إلى الشّيطان.

وقد روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وسلّم أنّه قال : قدريّة هذه الأمة مجوسها (١٧).

__________________

(١٣) د : ردّا.

(١٤) ليس في أ.

(١٥) أ : المثنويّة.

(١٦) ج ، د ، أ : الله.

(١٧) عوالي اللئالي ١ / ١٦٦ وسنن ابن ماجة ١ / ٣٥ ، ح ٩٢ ومسند أحمد ٢ / ٨٦ و ٥٠ و ٤٠٧ باختلاف في الألفاظ فيها.+ روى الصدوق عن علي بن أحمد بن محمّد عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ عن عليّ بن سالم عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن الرضى أ يدفع من القدر شيئا؟ فقال : هي من القدر قال ـ عليه السّلام ـ : إنّ القدريّة مجوس هذه الأمّة. التوحيد / ٣٨٢ وعنه البرهان ٤ / ٢٦١ وورد مؤدّاه في ثواب الأعمال / ٢٥٤ وعنه بحار الأنوار ٥ / ١٢٠ وفي جامع الأصول ١٠ / ١٢٩ وعيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٣٩.

٣٠٤

قال أهل العدل : وجه تقدير أهل القدريّة بالمجوس ، أنّ المجوس تنسب وطء الأمّهات والبنات إلى الله ـ تعالى ـ. وكذلك الجبرية نسبوا (١) جميع (٢) الأفعال القبيحة إلى الله ـ تعالى ـ.

وروي عن الحسن البصريّ أنّه قال : إنّ الله ـ تعالى ـ بعث محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إلى العرب ، وهم قدرية مجبّرة (٣) ، يحملون ذنوبهم (٤) إلى الله ـ تعالى (٥).

وعن الحسن ، عن حذيفة ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه قال : لعنت القدريّة والمرجئة [على لسان سبعين نبيّا.

فقال له بعض الجلساء (٦) : يا رسول الله! من القدريّة والمرجئة؟] (٧) فقال : القدريّة قوم (٨) ، يزعمون أنّ الله ـ تعالى ـ قدّر عليهم المعاصي وعذّبهم بها. والمرجئة قوم (٩) يزعمون أنّ الإيمان قول بلا عمل (١٠).

وقد روي ، عن أبي حنيفة أنّه قال : قصدت باب مولاي ، جعفر بن محمّد

__________________

(١) أ ، ينسبوا.

(٢) ليس في أ.

(٣) أ : مجيرة.

(٤) إلى هنا ليس في ب.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) ج ، د ، م : فقيل بدل فقال له بعض الجلساء.

(٧) ليس في ب.

(٨) ليس في ب.

(٩) ليس في أ.

(١٠) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣٠٥

الصّادق ـ عليهما السّلام ـ لأسأله عن [مسائل في] (١) نفسي ، فالتمست الدّخول عليه ، فعرفت أنّه نائم ، فجلست أنتظر (٢) انتباهه (٣) وإذا (٤) قد أقبل غلام عليه جبّة وشيء وفي يده محجن ، فسألت عنه.

فقيل (٥) لي : هذا موسى بن جعفر ـ عليهما السّلام ـ.

فقلت في نفسي : إنّ شيعتهم ، يزعمون إنّ علم كبارهم وصغارهم واحد.

فأسأل هذا الغلام عن بعض ما أحتاج إليه ، فدنوت منه فقلت : بأبي وأمّي مسألة.

فرمى المحجن من يده ، ثمّ ارتقى إلى دكّة في الدّهليز ، ثمّ نشر كمّيه وجلس (٦) وتربّع وطأطأ رأسه ، ثمّ قال : سل ، يا نعمان. وما قالها لي (٧) أحد بعد أبي.

فقلت : فداك أبي وأمّي ، أين يضع الغريب؟

فقال : يجتنب شطوط الأنهار ، ومساقط (٨) الثّمار (٩) ، ومواضع اللّعن ، وأفنية الدّور ، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، ولا الشّمس ولا القمر ولا الرّيح ، وليضع حيث شاء.

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في د.

(٣) ج ، د : انتباهته.

(٤) م : إذ.

(٥) ب : فقال.

(٦) م : فجلس.

(٧) ليس في ج.+ أ ، ب : إلىّ.

(٨) ج ، د ، أ ، ب : تساقط.

(٩) ج (خ ل) : الأثمار.

٣٠٦

ثمّ قلت : يا ابن رسول الله! أخبرني عن المعاصي ممّن هي (١)؟

فقال : يا نعمان! سألت فاسمع. وإذا سمعت ، فعه (٢). إنّها لا تخلوا (٣) من ثلاثة أوجه : إمّا أن تكون من الله على انفراده ، أو تكون من الله والعبد شركة (٤) ، أو تكون من العبد على انفراده.

فإن كانت من الله على انفراده ، فما باله يعذّب عبده على فعل قد فعله؟

وإن كانت من الله والعبد شركة (٥) ، فما بال الشّريك القويّ يعذّب الشّريك الضّعيف على فعل قد شركه فيه؟ استحال الوجهان ، يا نعمان.

فقلت : نعم ، فداك أبي وأمّي.

فقال (٦) : فلم يبق إلّا أن يكون من العبد على انفراده.

فقلت : وأنا أقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته (٧).

وقد نظم الوزير المغربيّ (٨) هذا الخبر شعرا ، فقال :

لم تخل (٩) أفعالنا اللّاتي نذمّ بها

إحدى ثلاث معان نحن نبديها (١٠)

__________________

(١) د : هنّ.

(٢) ب : افقه.

(٣) ج ، د ، م : لن تخلو.

(٤) ج ، د : يشركه.

(٥) ج ، د ، م : يشركه.

(٦) ليس في أ ، ج.

(٧) ب ، د ، م : رسالاته.

(٨) أ ، ب ، م زيادة : في.

(٩) هكذا في المصدر. وفي جميع النسخ : لن تخل.

(١٠) المصدر : حين نأتيها.

٣٠٧

إمّا تفرّد بارينا بصنعتها

فيسقط اللّوم عنّا حين نأتيها (١)

أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما كان (٢) يلحقنا من لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها

ذنب فما الذّنب إلّا ذنب جانيها (٣)

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) :

قال مقاتل : «أشدّه» ثماني عشرة سنة (٤).

وقال الضّحّاك : عشرون سنة (٥).

وقال الكلبيّ : «أشدّه» من ثماني عشرة سنة (٦) إلى ثلاثين سنة (٧).

وقال مجاهد : «أشدّه» ثلاث وثلاثون سنة (٨).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) ؛ أي : بالعدل (٩).

يقول ـ سبحانه ـ : أعطوا على التّمام والكمال. تقول (١٠) : أوفيت فلانا حقّه : إذا

__________________

(١) المصدر : حين ننشيها.

(٢) المصدر : سوف.

(٣) الاحتجاج ٢ / ٣٨٧ و ٣٨٨ وعنه بحار الأنوار ٥ / ٢٧.+ سقط من هنا الآية (١٤٩) و (١٥٠) وتقدّم شطر من الآية (١٥١)

(٤) التبيان ٤ / ٣١٨.

(٥) البحر المحيط ٥ / ٢٩٢.

(٦) ليس في ج ، م.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٥ / ٩٢.

(٨) تفسير الطبري ٨ / ٦٣ نقلا عن السدي.

(٩) ج : العدل.

(١٠) ليس في ج.

٣٠٨

أعطيته إيّاه تامّا (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا قُلْتُمْ ، فَاعْدِلُوا) ؛ أي : إذا شهدتم (٢) شهادة ، فأدّوها على وجهها.

(وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ؛ أي : قرابة.

(وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) ؛ أي : أوفوا بما عاهدتم الله عليه. وهذا أمر من الله ـ سبحانه ـ بالوفاء بالعهد ؛ فإن لم يف من (٣) عاهد الله ـ تعالى ـ استحقّ الذّمّ والعقاب ، ووجب عليه كفّارة يوم من شهر رمضان.

وقال قوم (٤) من أصحابنا : تلزمه كفّارة يمين (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (٦) ؛ أي : لا تحمل نفس خطيئة نفس ، ولا يعاقب أحد على ذنب غيره.

وقوله ـ تعالى ـ : (هَلْ يَنْظُرُونَ ، إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) ؛ أي (٧) : تقبض (٨) أرواحهم.

(أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) ؛ أي : أمره وعذابه.

__________________

(١) ب : تماما.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها).

(٢) ج ، د : أشهدتم.

(٣) أ : ما.

(٤) ليس في ج.

(٥) شرايع الإسلام ٣ / ٧٣١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (١٥٢) والآيات (١٥٣) ـ (١٥٧)

(٦) الأنعام (٦) / ١٦٤.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ب : تأتيهم بقبض.

٣٠٩

(أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) :

قيل : بعض علامات السّاعة (١).

وجاء في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ ذلك يكون عند قيام القائم ـ عليه السّلام ـ من آل محمّد ـ صلّى الله عليه وآله (٢).

(لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها ، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) : وذلك ، أنّ توبتهم وإيمانهم لا يقبل (٣) عنهم (٤) ذلك الوقت ، لأنّهم ملجؤون إليه. والإلجاء ينافي التّكليف (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) :

[قال أصحابنا : واحد مستحقّ ، وتسعة تفضّل. وما تفضّل الله به لا يكون ثوابا. وله أن يتفضّل بما شاء على من شاء من المؤمنين المطيعين ، لا على جهة الوجوب (٦).

وقال قوم : بل على جهة الوجوب من حيث الوعد ، لئلّا يكون كذبا] (٧).

__________________

(١) تفسير الطبري ٨ / ٧٠.

(٢) أ : عليهم الصلاة والسلام.+ ج ، د ، م : عليهم السلام.+ أنظر : كمال الدين / ٣٣٦ ، ح ٨ وص ٣٥٧ صدر ح ٥٤ وعنه كنز الدقائق ٤ / ٤٩١ و ٤٩٢ ونور الثقلين ١ / ٧٨١ ، ح ٣٥٦ و ٣٥٧ والبرهان ١ / ٥٦٤ ، ح ٣ و ٤.

(٣) من هنا إلى الموضع الّذي نذكره ليس في ب.

(٤) ج ، د ، م : منهم.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (١٥٨) والآية (١٥٩)

(٦) تفسير أبي الفتوح ٥ / ١٠٥.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٥ / ١٠٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦٠) والآية (١٦١)

٣١٠

قوله ـ تعالى ـ : ([قُلْ] إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي) :

قال (١) : فيه أقوال ثلاثة :

قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والسدّي والضّحّاك : «نسكي» (٢) [ذبيحتي إلى الحجّ ؛ يعني : فداءها.] (٣) وقال الحسن : «نسكي» ديني (٤).

وقال الزّجّاج والجبّائي : «نسكي» عبادتي (٥).

قوله ـ تعالى ـ : ([وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ] لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) ؛ أي : ليختبركم فيما أعطاكم.

والقدير (٦) ـ سبحانه ـ لا يبتلي خلقه ليعلم ما لم يكن عالما (٧) به ، بل لتركيب الحجج (٨) عليهم فيما أقدرهم عليه ومكّنهم منه (٩) وأمرهم (١٠) به ، للتّنزيه ـ أيضا ـ

__________________

(١) الظاهر أنّ الضمير في قال يعود إلى الشيخ الطوسي قدّس سرّه.

(٢) ج ، ب ، أ زيادة : ديني.

(٣) ج ، د ، م : ومحياى الحجّ والعمرة بدل ما بين المعقوفين.+ التبيان ٤ / ٣٣٥ وفيه : في الحجّ بدل إلى الحجّ.

(٤) التبيان ٤ / ٣٣٥.

(٥) التبيان ٤ / ٣٣٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٦٢) والآية (١٦٣) وتقدّم شطر من الآية (١٦٤)

(٦) ج ، د : القديم.

(٧) م : علم.

(٨) ج ، د : الحجّة.

(٩) ج ، د : فيه.

(١٠) ج : أيّدهم.+ د : أمدّهم.

٣١١

عن الظّلم في العقوبة على تركه.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ) ؛ يريد : لمن كذّب بما وعد وتوعّد عليه.

فإن قيل : كيف يكون سريع العقاب ، مع إمهاله إلى الآخرة؟

قيل : لو كان الثّواب والعقاب عقيب الطّاعة والمعصية ، لأدّى إلى الإلجاء إليهما.

وذلك ينافي في (١) التّكليف ؛ لأنّه على سبيل الاختيار. وإنّما أخبر ـ سبحانه ـ بسرعة العقاب ؛ لأنّ كلّ آت قريب (٢).

قوله ـ تعالى ـ : «إنّ الله سريع الحساب» (٣) :

روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه قال : لا ينتصف النّهار يوم القيامة حتّى يفرغ الله من حساب الخلق ، ويستقرّ أهل الجنّة في الجنّة وأهل النّار في النّار (٤).

__________________

(١) ليس في ج ، د.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٥)

(٣) ابراهيم (١٤) / ٥١.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣١٢

ومن سورة الأعراف

[وهي مائتان وستّ آيات.

مكيّة بلا خلاف] (١).

قوله ـ تعالى ـ : (المص) (١).

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : هو قسم (٢).

وقيل : معناه : ألم نشرح لك صدرك (٣).

وقيل : في (٤) معناه : أنا الله أعلم (٥).

وفي قوله : [ص] صدق الله في وعده (٦).

وقيل : صدق محمّد فيما جاء به وأخبر عنه (٧). وعلى هذا هو قسم ، وجوابه :

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) تفسير الطبري ٨ / ٨٥.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٥ / ١٥.

(٤) ليس في م.

(٥) مجمع البيان ٤ / ٦١٠.

(٦) تفسير أبي الفتوح ٥ / ١١٥.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣١٣

(فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ [مِنْهُ]) ؛ أي : ضيق من التّكذيب لك ، فقد كذّب من كان قبلك من الأنبياء. وفيه تسلية له ـ عليه السّلام (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها ، فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً (٢). أَوْ هُمْ قائِلُونَ) (٤) :

[«بياتا» ليلا ساكنون.

«أو هم قائلون»] (٣) ؛ يريد : نصف النّهار من القيلولة. وأصله : الرّاحة. ومنه أقلته البيع ؛ أي : أرحته منه إعفائي له. والأخذ بالشّدّة في وقت السّكون والرّاحة ، أشدّ للعقوبة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ [وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (٦)].

السؤال على أربعة أوجه :

سؤال استفهام (٥) واستعلام ، وهذا لا يجوز على الله ـ تعالى ـ. لأنّه عالم بالأشياء كلّها ، ما كان منها وما لم يكن.

وسؤال توبيخ ؛ كقولك : ألم أحسن إليك ، فكفرت نعمتي. وكقوله ـ تعالى ـ : «ألم أعهد إليكم [يا بني آدم ألّا تعبدوا الشّيطان] (٦)» وكقول الشّاعر :

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) والآية (٣)

(٢) ج ، د زيادة : ليلا ساكنون.+ م زيادة : ليلا وهم ساكنون أو هم قائلون.

(٣) ليس في د ، ج ، م.

(٤) سقط من هنا الآية (٥)

(٥) ج ، د ، م : استرشاد.

(٦) ليس في أ.+ الآية في يس (٣٦) / ٦٠.

٣١٤

أطربا وأنت قنّسريّ (١)

أي : كبير السّنّ. وسؤال (٢) الشّاعر توبيخ (٣) نفسه على الطّرب مع كبر السّنّ.

وسؤال تخضيض ، وفيه معنى الأمر ؛ كقوله : هلّا تقم و (٤) تضرب ؛ أي : قم وأضرب.

وسؤال تقرير بالعجز والجهل ؛ كقولهم (٥) : هل تعلم الغيب ، وهل تعرف ما يكون غدا؟ وكقول الشّاعر :

وهل يصلح العطّار ما أفسد الدّهر (٦)

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) :

قال مجاهد : «الوزن» عبارة عن العدل (٧). واختار ذلك الجبّائي (٨).

(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) ؛ أي (٩) : رجحت (١٠) طاعته على معاصيه.

(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٨) ؛ [أي : الفائزون] (١١) الظّافرون بما أرادوا.

__________________

(١) أ : منّ.+ الشعر للعجاج. لسان العرب ٥ / ١١٧ والتبيان ٤ / ٣٥٠ مادّة «قنسر».

(٢) ج ، د ، م : هذا.

(٣) ج ، د ، م : يوبّخ.

(٤) ليس في ج ، د.

(٥) ج ، د ، م : كقولك.

(٦) التبيان ٤ / ٣٥٠.+ سقط من هنا الآية (٧)

(٧) تفسير الطبري ٨ / ٩١ نقلا عن مجاهد.

(٨) ليس ذلك مختار الجبّائي على ما في التبيان ٤ / ٣٥٢.

(٩) ليس في د ، م.

(١٠) د : أرجحت.

(١١) ليس في ج ، د.

٣١٥

(وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) ؛ أي : رجحت معاصيه على طاعاته.

(فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) (٩)] ؛ أي : نقصوها (١) حظّها (٢) بما لو (٣) فعلوه وامتثلوه ، لاستحقّوا عليه ثوابا ونجوا من الذّمّ والتّوبيخ والعقاب الّذي حلّ بهم (٤).

ثمّ (٥) عدّد ـ سبحانه ـ نعمه عليهم فقال : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) : جمع معيشة.

(قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (١٠) ؛ أي : قليلا شكركم.

و «ما» صلة.

[وقوله ـ تعالى ـ :] (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ. ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ) :

قال عكرمة : خلقناكم في أصلاب الرّجال ، ثمّ (٦) صوّرناكم في أرحام النّساء (٧).

وقال يمان : خلق ـ سبحانه ـ (٨) الإنسان في الرّحم ، ثمّ صوّره فشقّ (٩) سمعه

__________________

(١) ج : نقصوا.

(٢) م : حظّا.

(٣) من ج ، م.

(٤) إلى هنا ليس في ب.

(٥) ليس في ج.

(٦) ب : و.

(٧) تفسير الطبري ٨ / ٩٤.

(٨) ليس في أ.+ ب : الله سبحانه.

(٩) ج : ثمّ شقّ.+ د ، م : وشقّ.

٣١٦

وبصره وأكمل أعضاءه (١).

وقوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) :

السّجود في هذه الآية تكرمة لآدم ، وعبادة لله ـ تعالى.

وقال أبو عليّ : أمروا أن يجعلوه قبله (٢).

وقال غيره : بل تعبّدهم الله ـ تعالى ـ بذلك ؛ كما تعبّدهم بزيارة البيت (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١). قالَ : ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (١٢) :

روي عن أبي عبد الله ؛ الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال ذات يوم لأبي حنيفة ، [وقد استأذن عليه فلم (٤) يؤذن له ، فدخل عليه (٥) بغير إذن ، فقال له الصّادق ـ عليه السّلام ـ : يا أبا حنيفة] (٦) أخبرت عنك أنّك تقول في الأحكام الشّرعيّة برأيك وعقلك ، وذلك خلاف دين الله [وما أمر بتعبدنا به] (٧). أمّا علمت أنّ (٨) أوّل من قاس إبليس اللّعين ، حيث «قال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من

__________________

(١) مجمع البيان ٤ / ٦١٩.

(٢) التبيان ٤ / ٣٥٦.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) أ : ولم.

(٥) ليس في أ.

(٦) ليس في ب.

(٧) ج ، د ، م : الّذي تعبّدنا به بدل ما بين المعقوفين.

(٨) ليس في ب ، ج.

٣١٧

طين» (١).

وقد استدل بعض أصحابنا ، على إبطال القياس في الأحكام الشّرعيّة بهذا الخبر.

وروي أنّه ـ عليه السّلام ـ قال له : يا أبا حنيفة! أيّما أعظم البول ، أم (٢) المنيّ؟

فقال : البول.

فقال له (٣) : فلم ذا جعل الله ـ تعالى ـ في البول الوضوء ، وفي المنيّ الغسل؟

فقال : لا أدري.

فقال له : أيّما أعظم القتل ، أم الزّنا؟

فقال له : القتل.

فقال له (٤) : فلم ذا (٥) جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزّنا أربعة شهود؟

فقال : [لا أدري] (٦).

فقال له : فلم (٧) ذا جعل الله المغرب ثلاث (٨) ركعات ، والصّبح ركعتين ،

__________________

(١) أنظر : العلل / ٨٦ ، ح ١ وصدر ح ٢ وص ٨٨ و ٨٩ ، ح ٤ وص ٩٠ ، ضمن ح ٥ والكافي ١ / ٥٨ ، ح ٢٠ و ١٨ وج ٢ / ٣٨ ، ح ٦ وكنز الدقائق ٥ / ٤٤ و ٤٥ ونور الثقلين ٢ / ٦ ، ح ١٩ و ٢٠ و ٢١ و ٢٢ والبرهان ٢ / ٤ و ٥ ، ح ٤١ ووسائل الشيعة ١٨ / ٢٣ ، ح ٤ وص ٢٨ ، ح ٢٣ و ٢٤.

(٢) ب ، أ : أو.

(٣) ليس في ب ، ج.

(٤) ليس في د.

(٥) م : إذا.

(٦) ليس في د.

(٧) ج ، د ، م : لم.

(٨) ليس في ج.

٣١٨

وغير ذلك أربعا؟ ثمّ ذكر له أشياء كثيرة مختلفة من الأحكام والعبادات.

فقال : لا أدري.

فتلا عليه قوله ـ تعالى ـ : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (١) [من أمرهم] (٢).

وقوله ـ تعالى ـ : (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) (١٣) ؛ [يعني : اخرج من الجنّة] (٣).

و [الصّاغر] الذّليل الحقير.

وقوله ـ تعالى ـ : (قالَ : أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤) قالَ : إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (١٥) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٤) ؛ يعني : يوم ينفخ (٥) في الصّور.

قيل : إنّما سأله تأخير العقوبة ، لأنّه خشي من تعجيلها (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (قالَ فَبِما (٧) أَغْوَيْتَنِي) ؛ يعني : بما خيّبتني (٨) من جنّتك

__________________

(١) القصص (٢٨) / ٦٨.

(٢) ليس في ج ، د ، م.+ ورد نحوه في بحار الأنوار ٢ / ٢٨٧ و ٢٨٨ ، ح ٤ وص ٢٩١ ـ ٢٩٤ ، ح ١١ و ١٢ و ١٣ ووسائل الشّيعة ١٨ / ٢٩ ، ح ٢٥ و ٢٧ و ٢٨ والمستدرك ١٧ / ٢٥٢ ، ح ١ وص ٢٥٤ ، ح ٤ وص ٢٦١ ، ح ٢٤ وص ٢٦٦ ، ح ٣٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها).

(٣) ليس في ب.

(٤) الحجر (١٥) / ٣٨.

(٥) ج ، د ، م : نفخ.

(٦) التبيان ٤ / ٣٦٢.

(٧) ما أثبتناه في المتن هو الصواب هاهنا ولكن في جميع النسخ : ربّ بما.

(٨) م : جنبتني.

٣١٩

ونعيمها.

(لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (١٦) ؛ أي : على طريق الحقّ ، فأصدّهم عنه.

قال أبو عليّ والبلخيّ : «أغويتني» ؛ أي (١) : خيّبتني (٢) من جنّتك (٣).

وقال غيرهما : «أغويتني» امتحنتي بالسّجود فغويت (٤) عنده ؛ كما قال ـ سبحانه ـ : (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) (٥).

وقال ابن عبّاس [ـ رحمه الله ـ] (٦) وابن زيد : حكمت بغوايتي (٧).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن اللّعين : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) ؛ أي : من قبل دنياهم ، [فازيّنها لهم] (٨) وأحبّبها إليهم.

(وَمِنْ خَلْفِهِمْ) ؛ أي : من قبل الآخرة ، فأشغلهم (٩) عن الأعمال الصّالحة بما فيها من المشاقّ ، وأنّه لا حساب هناك ولا جنّة ولا نار.

(وَعَنْ أَيْمانِهِمْ) ؛ أي (١٠) : من قبل دينهم ، فأزيّن لهم عبادة الأصنام

__________________

(١) ليس في ج ، د.

(٢) م : جنبتني.

(٣) التبيان ٤ / ٣٦٣.

(٤) ب : فعوتبت.

(٥) التبيان ٤ / ٣٦٣.+ الآية في التوبة (٩) / ١٢٥.

(٦) ليس في أ.

(٧) التبيان ٤ / ٣٦٣.

(٨) ليس في ب.

(٩) ج ، د ، م : فأثبّطهم.

(١٠) ليس في أ.

٣٢٠