نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٣٩٩

البراكاء (١) في الحرب (٢).

و «تبارك الله» (٣) ؛ بمعنى : لم يزل ولا يزال.

وقوله ـ تعالى ـ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) أي : سرّا وجهرا (٤).

وقوله ـ تعالى ـ (٥) ـ أيضا ـ (٦) : (وَادْعُوهُ (٧) خَوْفاً وَطَمَعاً) (٨) : أي : خوفا من عقابه (٩) وطمعا في رحمته.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (٥٥) ؛ يعني : المتعدّين لحدوده.

وقوله ـ تعالى ـ (١٠) : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) (١١) : بالأنبياء والرّسل والأئمّة ـ عليهم السّلام (١٢).

(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٥٦) ؛ أي : عفوه قريب بمن (١٣) عفا

__________________

(١) ما أثبتناه في المتن هو الصواب ولكن في جميع النسخ : البركاء.+ البراكاء : الثبات في الحرب والجدّ.

الصحاح ٤ / ١٥٧٥ مادّة «برك».

(٢) من الموضع المذكور إلى هنا ليس في ب.

(٣) أ زيادة : أي.

(٤) أ زيادة : الآية.

(٥) ليس في أ ، د.

(٦) ليس في أ.

(٧) ما أثبتناه في المتن من القرآن الكريم ولكن في جميع النسخ : ادعوا ربّكم.

(٨) الأعراف (٧) / ٥٦.

(٩) ب : عذابه.

(١٠) ليس في ب ، ج ، د.

(١١) ب زيادة : أي.

(١٢) تقدّم آنفا قوله تعالى : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً).

(١٣) ج ، د : ممّن.

٣٤١

عن غيره ، وأحسن إليه. وهو بذلك محسن إلى نفسه ـ أيضا ـ.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) بالباء.

من قوله : (يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) (١) ؛ يعني : أنّه يسوق السّحاب بالرّبيع لإنزال الغيث.

ومن قرأ ، بالنّون ، أراد : منشرات بأمره (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) ؛ أي : بأمره.

(وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً).

هذا (٣) مثل ضربه الله ـ تعالى ـ للمؤمن والكافر. لأنّ المؤمن إذا سمع القرآن ووعظه وزواجره انتفع به ، وبان أثر ذلك عنده ، ولان قلبه وخشع. والكافر بخلاف [ذلك ، إذا سمع القرآن] (٤) أعرض عنه ، وقسا قلبه ، وازداد كفرا (٥) وتجبّرا ؛ كما قال ـ سبحانه ـ : (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ ، أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ. فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) (٦).

ثمّ ذكر ـ سبحانه ـ لنبيّه [ـ عليه السّلام ـ] (٧) قصّة نوح ـ عليه السّلام ـ مع

__________________

(١) الروم (٣٠) / ٤٦.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٥٧)

(٣) ج ، د ، م : وهو.

(٤) ليس في ج.

(٥) ليس في ب.

(٦) البقرة (٢) / ٢٠٦.

(٧) ليس في ب.

٣٤٢

قومه ، وإهلاكهم بالطّوفان العظيم والغرق العام والموت الذّريع. ذكر من أنجاه من أهله ولمن (١) آمن به واتّبعه من النّساء والرّجال ، قيل : كانوا أربعين رجلا ، وأربعين امرأة (٢). وذكر ما حمل نوح [ـ عليه السّلام ـ معه] (٣) من الحيوانات والسّباع والطّيور ، ذكرا وأنثى.

ثمّ ذكر الله (٤) ـ سبحانه ـ (٥) قصّة هود ـ عليه السّلام ـ مع قوم (٦) عاد الأولى وإهلاكهم بالعذاب ، من (٧) [السّحاب العارض] (٨) الممطر. وكانوا جبابرة عتاة (٩).

كان طول الرّجل منهم اثني عشر ذراعا ، بذراعهم (١٠). وكانوا يسكنون الشّجر باليمن والأحقاف ، وهي رمال بين عالج ويبرين (١١) ودهناء ، ما بين عمان إلى حضرموت.

وكانوا يعبدون الأصنام.

ثمّ ذكر ـ سبحانه ـ قصّة صالح ـ عليه السّلام ـ مع قومه ، وذكر ناقته وعقرها ، وإهلاكهم بالصّيحة الهائلة الشّديدة.

__________________

(١) م : من.

(٢) تفسير أبي الفتوح ٥ / ١٩٤.

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في أ ، ب.

(٥) ب : تعالى.

(٦) د ، م : قومه عاد.

(٧) ليس في ب.

(٨) ب : العذاب.

(٩) ب زيادة : قيل.

(١٠) ب : بذراعه.

(١١) ج : بيرين.

٣٤٣

ثمّ ذكر (١) قصّة لوط ـ عليه السّلام ـ مع قومه ، وهلاكهم بالصّيحة الهائلة ـ أيضا ـ وإمطار الحجارة المختومة عليهم ، وانتقال قراهم. وكانت ثلاث قرى ، وقيل : خمس قرى (٢). وأنجى الله لوطا وابنتيه ؛ رعورا (٣) وريثا (٤) ، من العذاب. وكان لوط ـ عليه السّلام ـ ابن هاران ؛ أخا إبراهيم ـ عليه السّلام ـ نزل الأردنّ ، ونزل إبراهيم ـ عليه السّلام ـ فلسطين.

ثمّ (٥) ذكر الله (٦) ـ سبحانه ـ قصّة شعيب ـ عليه السّلام ـ مع قومه ؛ [أهل مدين (٧) ،] (٨) وإهلاكهم بعذاب يوم الظّلّة والكرب والرّجفة (٩).

قال الله ـ تعالى ـ : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ ؛ شُعَيْباً) ؛ أي : يا محمّد! اذكر لرؤساء مكّة وجبابرتها ، مضافا إلى ما ذكرناه من إهلاك من تقدّم من الأمم الّذين كذّبوا الرّسل قبلك ، ليعتبروا بهم.

وقوله ـ تعالى ـ (١٠) : «أخاهم شعيبا» ؛ يريد : في النّسب ، لا في الدّين (١١).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) تفسير القرطبي ٧ / ٢٤٧.

(٣) ب : وعورا.+ ج ، د : دعورا.

(٤) ب : ورشا.+ م : رشا.

(٥) ب : و.

(٦) من أ.

(٧) ليس في د.

(٨) ليس في ج.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (٥٨) والآيات (٥٩) ـ (٨٤)

(١٠) ليس في ب.

(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٨٥) والآيات (٨٦) ـ (٨٩)

٣٤٤

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) ؛ يريد بالملأ :

الأشراف منهم ، وهم الرّؤساء الّذين يملؤون (١) المجالس [والمحافل] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (٩٠))

(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) بالكرب (٣).

(فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٩١) ؛ أي : باركين ميّتين.

وقيل : صاروا كالرّماد الجاثم. لأنّها أحرقتهم (٤).

و «الرّجفة» (٥) الزّلزلة مع خفقان القلب (٦).

وقوله ـ تعالى ـ : (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) ؛ أي : كأن (٧) لم ينزلوا بها ، ولم يسكنوا فيها.

و «المعاني» : المنازل ، عند العرب (٨).

__________________

(١) ب : يتأمرون.

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) التبيان ٤ / ٤٥٤.

(٥) ب زيادة : هي.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً).

(٧) أ : كأنّه.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) (٩٢) والآيات (٩٣) ـ (١٠٢)

٣٤٥

وقوله ـ تعالى ـ (١) : (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا) ؛ يريد : الآيات (٢) التّسع ، وهي : العصا ، واليد ، والبحر ، والطّوفان ، والطّمس ، والسّنين ، والجراد ، والقمل ، والضّفادع ، والدّم (٣).

وقال الله ـ تعالى ـ : [(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ] (٤) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (١٠٧) ؛ أي : عظيم (٥) بيّن ، فتلقّفت جميع حبال السّحرة وعصيّهم.

وكان السّحرة سبعين ساحرا ، وكان شيخهم رجل (٦) أعمى اسمه : حطحط ، فسألهم : ما فعل (٧) موسى؟ فحكوا له حكاية عصاه (٨) ، وتلقفها لحبالهم وعصيّهم.

فقال لهم : أكبرت (٩) بطنها؟

فقالوا : لا.

قال لهم : هذا ليس بسحر ، وإنّما هو أمر إلهي. فآمن هو والسّحرة.

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) م : بالآيات.

(٣) لا يخفي أنّ هنا عشر آيات ، اللهم الّا ان يقال إنّ المؤلف جعل الاثنتين منهما آية واحدة. سقط من هنا قوله تعالى : (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (١٠٣) والآيات (١٠٤) ـ (١٠٦)

(٤) ليس في ب.+ الأعراف (٧) / ١١٧.

(٥) أ : عظيمة.

(٦) ليس في أ.

(٧) ب : ما فعله.

(٨) ج ، د ، م : العصا.

(٩) ج : كبرت.

٣٤٦

فقال لهم فرعون : (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ، الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) (١) وتوعّدهم بالعذاب والصّلب.

وكانت عصا موسى ـ عليه السّلام ـ من عوسج ، كانت لشعيب ـ عليه السّلام ـ أعطاها لموسى (٢) [ـ عليه السّلام ـ] (٣) حيث (٤) تزوّج بابنته.

وقيل : كانت من عود (٥) أنزلها الله ـ تعالى ـ من الجنّة لشعيب ـ عليه السّلام (٦).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن فرعون وقومه حيث أخذهم الله بالسّنين ، وهي الجدب والقحط ، حيث لم يؤمنوا بموسى ـ عليه السّلام ـ ومن معه ؛ أي : تشاءموا (٧) به وبأصحابه ، فقال لهم موسى ـ عليه السّلام ـ : (إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) (٨) ؛ أي : من الله لا يفاركم ما دمتم كافرين به (٩).

فقالوا له (١٠) : فاسأله (١١) أن يرفعه عنا حتّى نؤمن به. فرفعه عنهم ، فلم

__________________

(١) طه (٢٠) / ٧١.

(٢) ب : موسى.

(٣) ليس في أ.

(٤) ج : حين.

(٥) ليس في ب.

(٦) التبيان ٤ / ٤٩١ ، مجمع البيان ٤ / ٧٠٦.

(٧) م : تشأموا.

(٨) الأعراف (٧) / ١٣١.

(٩) ليس في أ ، م.

(١٠) ليس في ج.

(١١) ب : اسأله بدل فاسأله أن.+ م : فسل ربّك بدل فاسأله.

٣٤٧

يؤمنوا. فأرسل الله عليهم الطّوفان ، وهو (١) الموت الذريع بطاعون ، فأهلكهم.

فقالوا لموسى [عليه السّلام] (٢) : أرفع عنّا هذا حتّى نؤمن به (٣). فرفعه عنهم ، فلم يؤمنوا.

فأرسل الله (٤) عليهم (٥) الدّبا ، وهو [صغار الجراد] (٦) بغير أجنحة ، فأكل ثمارهم وزروعهم حتّى استأصلهم. لأنّه كان إذا سقط على شجر أوزرع لا يطير عنه ، أو يجرده ويستأصله.

وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ وسعيد (٧) أنّهما قالا : [الدّبا] هو السّوس الّذي (٨) في الحنطة (٩).

وقال أبو عبيدة : هو الحمنان ؛ يعني (١٠) : كبار القراد. واحده حمنانة (١١).

فقالوا (١٢) لموسى : أدع لنا (١٣) ربّك (١٤) يرفعه (١٥) عنّا حتّى نؤمن به (١٦)

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) من أ.

(٤) ليس في ب.

(٥) ب زيادة : الجراد وهم.

(٦) ب : صغاره.

(٧) م زيادة : بن جبير.

(٨) ج زيادة : يكون.

(٩) تفسير الطبري ٩ / ٢٢.

(١٠) م : أي.

(١١) تفسير الطبري ٩ / ٢٢.

(١٢) ب : قالوا.

(١٣) ليس في ب ، د ، م.

(١٤) ب ، م ، ج : الله.

(١٥) ب : ليرفعه.

(١٦) ب : بك.+ ليس في ج ، د ، م.

٣٤٨

فرفعه عنهم فلم يؤمنوا.

فأرسل (١٧) عليهم الدّم ، فكانوا يرونه في كلّ شيء يزالونه من طعام وشراب.

وقال قوم من المفسّرين : بل الدّم هو الطّاعون الّذي نزل بهم (١٨).

وقال آخرون : بل صار نيل مصر دما عبيطا (١٩).

فقالوا لموسى : ادع لنا (٢٠) الله يرفعه (٢١) عنّا حتّى نؤمن. فرفعه عنهم ، فلم يؤمنوا.

فأرسل (٢٢) عليهم (٢٣) الضّفادع ، وكانت تأكل كلّ شيء يزاولونه من طعام وغيره (٢٤).

وقال قوم : بل كانت تلقي أنفسها في القدور (٢٥) وهي تغلي وتفور ، فيقلبون (٢٦) ذلك الطّبيخ [وما زاولوه] (٢٧).

__________________

(١٧) م زيادة : الله.

(١٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٩) تفسير الطبري ٩ / ٢٦٢٥ نقلا عن ابن عبّاس ومجاهد.

(٢٠) من أ.

(٢١) ليس في د.+ ب : ليرفعه.

(٢٢) ج ، د زيادة : الله.

(٢٣) ج زيادة : القمل و.

(٢٤) تفسير الطبري ٩ / ٢٥.

(٢٥) ب : القدر.

(٢٦) ج ، د ، م : فيلقون.

(٢٧) ب : ولمّا يزاولوه.+ تفسير الطبري ٩ / ٢٧.

٣٤٩

وروي : أنّ الله ـ تعالى ـ عوض الضّفادع عن تلك الحرارة الّتي أنزلها بها ببرد الماء.

فقالوا لموسى : ادع الله ـ تعالى ـ أن يرفعه عنّا حتّى نؤمن. [فرفعها الله عنهم] (٢٨) ، فلم يؤمنوا.

فأرسل عليهم القمل (٢٩). واختلف المفسّرون فيه :

فقال قوم : هو القمل بعينه (٣٠).

وقال قوم : بل هو (٣١) الجعلان (٣٢).

وقال قوم : بل (٣٣) هي البراغيث (٣٤).

وقال قوم : بل هي شبه صغار (٣٥) الجراد (٣٦).

[فقالوا لموسى ـ عليه السّلام ـ : ادع الله أن الله (٣٧) يرفع عنّا هذا حتّى نؤمن

__________________

(٢٨) ليس في ب.+ م : فرفعه عنهم.

(٢٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣٠) تفسير الطبري ٩ / ٢٧ نقلا عن زيد بن أسلم.

(٣١) من أ.

(٣٢) البحر المحيط ٤ / ٣٧٣.

(٣٣) ليس في ج.

(٣٤) تفسير الطبري ٩ / ٢٢ نقلا عن ابن زيد.

(٣٥) ليس في ب.

(٣٦) ب : الجراد الصّغار.+ تفسير الطبري ٩ / ٢٢ نقلا عن قتادة وعكرمة.

(٣٧) من أ.

٣٥٠

به (١). فدعا الله ـ تعالى ـ (٢) فرفعه عنهم ، فلم يؤمنوا] (٣).

فأرسل الله (٤) عليهم الطّمس ، بأن طمس على أعينهم وأنوفهم وحواجبهم.

وقال قوم : بل طمس الله على دنانيرهم ودراهمهم (٥) ، فصارت أحجارا لا ينتفعون بها (٦).

فقالوا (٧) لموسى : ادع لنا (٨) ربّك يرفع (٩) عنّا هذا. فدعا موسى ربّه فرفعه عنهم ، فلم يؤمنوا.

فأغرقهم الله ـ تعالى ـ (١٠) في البحر ، فغنم موسى ـ عليه السّلام ـ أموالهم وكراعهم وجميع سلاحهم وثقلهم وفرشهم ورحلهم. وملّك الله موسى [ـ عليه السّلام ـ] (١١) أرض مصر مكانهم وجعلهم عبرة (١٢) يعتبر بهم (١٣). روي هذا (١٤)

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في أ.

(٣) مجمع البيان ٤ / ٧٢٢.

(٤) ليس في ب.

(٥) ليس في أ.

(٦) التبيان ٥ / ٤٢٣.

(٧) ب : قالوا.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) ب : ليرفع.

(١٠) ليس في أ.

(١١) ليس في ب.

(١٢) ب زيادة : لمن.

(١٣) ج ، د زيادة : و.

(١٤) ب : ذلك.

٣٥١

عن الصّادق ـ عليه السّلام (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ) ؛ أراد :

شهرا وعشرة أيّام متوالية ؛ وهو (٢) ذو القعدة وعشر ذي الحجّة ، فتمّ الميقات أربعين ليلة.

وإنّما ذكر الله (٣) ـ سبحانه ـ اللّيالي دون الأيّام ، لأنّ أوّل الشّهر ليله ، وبالّليالي يؤرّخ.

والميعاد الّذي واعد الله (٤) موسى ـ عليه السّلام ـ لإعطائه (٥) التّوراة على الجبل. وواعد موسى [ـ عليه السّلام ـ] (٦) بني إسرائيل ذلك عليه (٧) ، فأخلفوا ميعاده. وكانت التّوراة حينئذ قد درست (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) ؛ أراد : كلّمه ملك ربّه (٩).

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا الآيات (١٠٨) ـ (١٤١) إلّا شطر من الآية (١٣١) فإنّه تقدّم آنفا.

(٢) ب : هي.

(٣) ليس في ب ، ج ، د.

(٤) د زيادة : تعالى.

(٥) أ ، ب : لإعطاء.

(٦) ليس في ب.

(٧) ج ، د ، م : عليهم.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (١٤٢)

(٩) ليس في ج ، د.

٣٥٢

(قالَ (١) رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ. قالَ لَنْ تَرانِي) و «لن» لنفي الأبد في كلام العرب ، فالرّؤية (٢) على الله ـ تعالى ـ (٣) مستحيلة.

فإن قيل : فإذا كانت مستحيلة ، فكيف سألها موسى ـ عليه السّلام؟

قيل : إنّما سألها لقومه ، لأنّهم طلبوا منه ذلك. فأخبرهم أنّه لا يرى ، فلم يقنعوا منه بذلك. و (٤) طلبوا منه أتتهم (٥) آية على استحالتها ، فسألها لهم. والقرآن ناطق بذلك.

قال الله ـ تعالى ـ لمحمّد (٦) حيث طلبت (٧) منه أحبار اليهود ورؤساؤها كتابا منشورا ، ينزل عليه من السّماء إلى الأرض يقرؤونه. فشقّ على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ذلك ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (٨) عليه : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ ، أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ. فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَقالُوا : أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) (٩).

__________________

(١) ب زيادة : موسى.

(٢) ج ، د : والرّؤية.

(٣) ليس في ب.

(٤) أ زيادة : كلّما.

(٥) من أ.

(٦) ج ، د ، م : لرسوله محمّد (ص) بدل تعالى لمحمّد.+ ب : رسول الله (ص)

(٧) ج ، د ، م : طلب.+ ب : طلبوا.

(٨) ليس في ب.

(٩) ليس في ج ، د ، م.+ الآية في نساء (٤) / ١٥٣.+ تفسير أبي الفتوح ٥ / ٢٧١ و ٢٧٢.+ يأتي آنفا قوله تعالى : (وَلكِنِ انْظُرْ) ....

٣٥٣

قوله ـ تعالى ـ : (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) ؛ أي : مغشيّا عليه (١).

(فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا (٢) بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) (٣) ؛ يعني (٤) : الّذين طلبوا الرّؤية ؛ أي (٥) : لا تهلكنا بسؤالهم. وهذا سؤال استعطاف.

فقال الله ـ تعالى ـ لموسى (٦) : (لَنْ تَرانِي. وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) ؛ أي : ظهر له بعض أمره وقدرته.

(جَعَلَهُ دَكًّا) ؛ أي : انقطع (٧) وذهب به ، ولم يبق له أثر.

(فَلَمَّا أَفاقَ قالَ (٨) سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (١٤٣) ؛ أي : المصدّقين باستحالة الرّؤية.

ومن قال : إنّ السّؤال كان (٩) لموسى ـ عليه السّلام ـ قال : إنّما سأل ليعلم (١٠)

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) الأعراف (٧) / ١٥٥.+ أ ، ب زيادة : فقال موسى ـ عليه السّلام ـ لربّه «أتهلكنا».

(٣) الأعراف (٧) / ١٥٥.

(٤) ليس في ب.

(٥) ب : أن.

(٦) ليس في أ : الله تعالى.+ ج ، د ، م : يا موسى بدل الله تعالى لموسى.

(٧) ج ، د ، م : تقطّع.

(٨) أ ، ج ، د ، م : قال موسى ربّ إني.

(٩) ب : كانت.

(١٠) أ ، ج ، د : أن يعلم.

٣٥٤

استحالة الرّؤية عليه ضرورة ؛ كما (١) عرف (٢) استحالتها (٣) من طريق الدّلالة ؛ كما سأل إبراهيم ـ عليه السّلام ـ ربّه قال (٤) (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ) ؛ أي : تصدّق بذلك (قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (٥) ؛ أي : ليزداد يقينا بطريق المشاهدة ، والضّرورة إلى (٦) يقينه (٧) بالدّليل ؛ كما عرفه بطريق الدّلالة (٨).

وقوله ـ تعالى ـ : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) (٩) ؛ أي : اختبارك ومحنتك.

وأصل الفتنة : الكشف. ومنه قول الشّاعر :

إذ (١٠) تستبيك (١١) بأصلتي ناعم

قامت لتفتنه بغير قناع (١٢)

[أي : لتكشفه وتظهره] (١٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) : [يعني : كتبنا فيها

__________________

(١) ب : فكما.

(٢) ج ، د ، م : يعرف.

(٣) ب ، ج ، د ، م زيادة : عليه.

(٤) أ : يقول.+ ج ، د ، م : فقال.

(٥) البقرة (٢) / ٢٦٠.

(٦) ليس في ب.

(٧) ليس في ب.+ ج ، د : نفسه.

(٨) سقط من هنا الآية (١٤٤)

(٩) الأعراف (٧) / ١٥٥ ولا يخفي أنّها وتفسيرها في غير محلّه وستأتي مكرّرة باختلاف في التفسير.

(١٠) ج ، د : إن.

(١١) ب : نستبيك.

(١٢) للمسيب بن علي. التبيان ٤ / ٥٥٦.

(١٣) ليس في أ.

٣٥٥

من كلّ شيء] (١) [تحتاج الأمّة إليه.

(مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)] (٢) من الحلال والحرام ، والأمر والنّهي ، والحدود والأحكام والآداب والأمثال.

و «الألواح» هاهنا : هي (٣) الّتي أنزل الله سبحانه (٤) فيها التّوراة. واختلف فيها :

فقال قوم : كانت سبعة (٥).

وقال قوم : كانت سبعين (٦).

وقيل : كانت من (٧) زبرجد (٨).

وقيل : كانت من ياقوت (٩).

وقيل : كانت من زمرّد أخضر (١٠).

وقيل كانت من صخر (١١).

__________________

(١) ليس في أ ، ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في أ.

(٤) ليس في أ ، ب ، م.

(٥) تفسير الطبري ٩ / ٤٥ و ٤٦ نقلا عن سعيد بن جبير.

(٦) تفسير الطبري ٩ / ٤٦ نقلا عن ربيع.

(٧) من أ.

(٨) تفسير الطبري ٩ / ٤٦ نقلا عن ابن جريج.

(٩) تفسير الطبري ٩ / ٤٦ نقلا عن سعيد.

(١٠) تفسير الطبري ٩ / ٤٦ نقلا عن مجاهد.

(١١) تفسير أبي الفتوح ٥ / ٢٨٣.

٣٥٦

وقيل : كانت من خشب (١).

وقوله ـ تعالى ـ : (فَخُذْها بِقُوَّةٍ) ؛ أي : يجدّ وحقّ.

وقوله ـ تعالى ـ : (وَأْمُرْ قَوْمَكَ ، يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) ؛ أي : بأحسن المحاسن فيها ، وإن كانت كلّها حسنة.

وإنّما أراد هاهنا (٢) : العفو فيها عن الجاني ، وترك القصاص منه (٣).

وقوله ـ تعالى ـ : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) [أي : عن كرائم آياتي] (٤) [(الَّذِينَ (٥) يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) :] (٦) قيل : أصرفهم عن (٧) إبطالها والطّعن فيها (٨) ، بما أظهره من الحجج والدّلالات عليها (٩).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ) ؛ أي : من بعد مفارقته ،

__________________

(١) مجمع البيان ٤ / ٧٣٣.

(٢) ليس في ج.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) (١٤٥)

(٤) ليس في أ ، ب.

(٥) أ زيادة : عن كرامتي.

(٦) ليس في ج ، د.+ ب زيادة : و.

(٧) ليس في أ.

(٨) التبيان ٤ / ٥٤١.

(٩) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) (١٤٦) والآية (١٤٧)

٣٥٧

ومضيّه لميعاد ربّه وميقاته (١). (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ).

ويروى (٢) عن عليّ ـ عليه السّلام ـ أنّه قرأ : «له جوار» بالجيم المعجمة (٣) ؛ أي : صوت (٤).

قيل : اتّخذوه من الحليّ الّذي غنموه من قوم فرعون ، حيث أهلكهم الله ـ تعالى ـ (٥) بالغرق (٦). وكان عمل العجل بإشارة السّامريّ وتزيينه لهم (٧) وكان (٨) من قوم يعبدون البقر ، وكان صائغا فعمله (٩) لهم (١٠) صنما على هيئة العجل. واختلف العلماء في كيفيّة خوار العجل :

فقال [قوم : احتال] (١١) السّامريّ بعد صياغته بإدخال الرّيح فيه ، فسمع له خوار (١٢).

وقال قوم منهم : قبض السّامريّ قبضة من تراب أثر فرس جبرائيل ـ عليه

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ حُلِيِّهِمْ).+ أ زيادة : قوله تعالى.

(٢) ب : وروي.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) مجمع البيان ٤ / ٧٣٨.

(٥) ليس في أ.

(٦) التبيان ٤ / ٥٤٥.

(٧) ليس في ب.

(٨) ب زيادة : هو.

(٩) ج ، د : فعمل.

(١٠) أ : له.

(١١) ليس في ب.

(١٢) التبيان ٤ / ٥٤٥.

٣٥٨

السّلام ـ يوم البحر حيث أغرقهم الله ـ تعالى ـ (١) فيه (٢) ، وقد نطق القرآن العزيز (٣) به (٤) ، فرمى السّامريّ القبضة في فم العجل فتحرّك لحما ودما ، وسمع (٥) له خوار (٦).

وكان الله ـ تعالى ـ قد أجرى العادة بذلك ، وهو من فعله ـ تعالى ـ على سبيل الاختراع الّذي لا يقدر عليه غيره (٧) ـ تعالى ـ (٨) الله.

فإن (٩) قيل : كيف عرف السّامريّ أثر فرس جبرئيل [ـ عليه السّلام ـ] (١٠) حتّى قبض منه قبضة؟

قيل : كان قد سمع من موسى ـ عليه السّلام ـ أنّ جبرائيل إذا وطئ فرسه موضعا من الأرض ، اخضرّ موضع (١١) وطئه. وعلم من (١٢) موسى ـ أيضا ـ أنّ الله ـ تعالى ـ يحيي بذلك التّراب الصّورة المصوّرة لأي (١٣) حيوان كانت. فعمد (١٤)

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) ليس في ب.

(٤) ج : فيه.

(٥) ب : فسمع.

(٦) التبيان ٤ / ٥٤٥.

(٧) ليس في ب.

(٨) أ زيادة : الله.

(٩) ليس في أ.

(١٠) ليس في ب.

(١١) ليس في أ.+ ج ، د ، م : أثر.

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ب ، ج ، د : بأيّ.

(١٤) د : فعهد.

٣٥٩

لذلك ، فتحوّل العجل لحما ودما ، فسمع له صوت (١).

وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) ؛ أي : وقع البلاء في أيديهم. ومنه قول العرب : أسقط في يديه ؛ أي : صار الّذي [يضرّ به لقى (٢)] (٣) في يديه.

قوله ـ تعالى ـ : ([وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا] (٤) لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) (١٤٩) ؛ يعنون : في الدّنيا والآخرة.

قوله ـ تعالى ـ (٥) : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) ؛ أي : حزينا.

(قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي) ؛ يريد : بعبادتكم العجل.

([أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ] (٦) وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) ؛ يريد : الّتي أنزل الله (٧) [تعالى ـ فيها] (٨) التّوراة (٩).

وقوله ـ تعالى ـ (١٠) : (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) ؛ أي : سكن

__________________

(١) التبيان ٤ / ٥٤٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ) (١٤٨)

(٢) ج ، د : لقا.

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في ج ، د.

(٥) ليس في ب.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ليس في ج.

(٨) من أ.

(٩) ب ، ج ، د ، م ، زيادة : فيها عليه.

(١٠) ليس في ب.

٣٦٠