خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-86-8
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٤٧١

الشيخ علي سبط الشهيد في شرحه (١) ، وكذا الفاضل الطبرسي والمولى محمّد صالح في شرحه (٢).

وبالجملة ففي الخبر إيماء إلى الاحتياج إلى الإذن ، ولذا قال المجلسي ـ بعد شرح الخبر في مرآة العقول ، وترجيح جواز العمل بالكتب المشهورة المعروفة ، التي يعلم انتسابها إلى مؤلّفيها ، كالكتب الأربعة وسائر الكتب المشهورة ـ ما لفظه : وإن كان الأحوط تصحيح الإجازة والإسناد في جميعها (٣).

وفي جميع ما ذكرناه لعلّه كفاية لمن أمعن فيه النظر ، لعدم الحكم الجزمي بعدم الفائدة للإجازة وانحصارها في التبرك ، وأنّ الاحتياط الشديد في أخذها.

وأمّا ما رواه في الكافي بإسناده عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد شنبولة ، قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه‌السلام : جعلت فداك إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وكانت التقيّة شديدة ، فكتموا كتبهم ، فلم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ (٤).

واستشهد به جماعة لعدم الحاجة إلى الطريق إلى كلّ كتاب علم أنّه ممّن ينتسب إليه.

ففيه أنه عليه‌السلام أذن في التحديث بها ، معلّلا بأنّها حق ، وأنّ كل ما فيها صادر عنهم عليهم‌السلام ، لعلمه عليه‌السلام به ، لا لأنّها منهم فيطرد الإذن في غيرها.

وعلى ما ذكرنا لا يوجد لتلك الكتب نظير يوجب سريان الإذن إليه ، مع أنّه لو كان المراد ما ذكروه لما أعرض القدماء عنه. ففي الخلاصة ـ في ترجمة محمّد

__________________

(١) الدر المنظوم من كلام المعصوم : مخطوط.

(٢) شرح الكافي للمولى محمد صالح ٢ : ٢٦٠.

(٣) مرآة العقول ١ : ١٧٩ / ذيل الحديث ٥.

(٤) الكافي ١ : ٤٢ / ١٥.

٤١

ابن سنان ـ : ودفع أيوب بن نوح إلى حمدويه دفترا فيه أحاديث محمّد بن سنان ، فقال : إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإني كتبت عن محمّد بن سنان ، ولكن لا أروي لكم عنه شيئا ، فإنّه قال قبل موته : كلّ ما حدّثتكم به لم يكن لي سماعا ولا رواية ، وإنّما وجدته (١).

قال الأستاذ الأكبر في التعليقة ـ في مقام رفع المطاعن عنه ـ : وغير خفي أنّ الرواية بالوجادة لا ضرر فيها ، نعم المعروف من كثير من القدماء عدم ارتضائها عندهم ، وإن كان الظاهر من غيرهم ارتضاؤه (٢). انتهى.

وربّما استند بعضهم في هذا المقام بأخبار فيها أمرهم عليهم‌السلام بكتابة الكتاب وحفظه ، كلّها أجنبية عن إثبات المرام ، فلا حظ وتأمّل.

__________________

(١) خلاصة العلامة : ٢٥١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني على الرجال الكبير : ٢٩٩.

٤٢

إذا عرفت ذلك ، فاعلم أنّ لنا طرقا متعدّدة إلى أصحابنا الأخيار نروي بها ما ألّفوا في الأحاديث ، والفقه ، والتفسير ، وسائر العلوم الدينيّة.

فمنها (١) : ما أخبرني به إجازة خاتم الفقهاء والمجتهدين ، وأكمل الربّانيين من العلماء الراسخين ، المنجلي من أنوار درر أفكاره مدلهمّات غياهب الظلم من ليالي الجهالة ، والمستضيء من ضياء شموس إنظاره خفايا زوايا طرق الرشد والدلالة ، المنتهى إليه رئاسة الإمامية في العلم والورع والتقى :

١ ـ الشيخ مرتضى بن المرحوم السعيد المولى محمد أمين الأنصاري (٢)

لانتهاء نسبه الشريف إلى جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري ، من خواص أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن علي الباقر ، صلوات الله عليهم.

ومن آثار إخلاص إيمانه وعلائم صدق ولائه ، أن تفضّل الله تعالى عليه وأخرج من صلبه من نصر الملّة والدين بالعلم والتحقيق والدقّة ، والزهد والورع والعبادة والكياسة ، بما لم يبلغه من تقدّم عليه ، ولا يحوم حوله من تأخر عنه ، وقد عكف على كتبه ومؤلّفاته وتحقيقاته كلّ من نشأ بعده من العلماء الأعلام والفقهاء الكرام ، وصرفوا هممهم ، وبذلوا مجهودهم ، وحبسوا أفكارهم وأنظارهم فيها وعليها ، وهم بعد ذلك معترفون بالعجز عن بلوغ مرامه ، فضلا عن الوصول إلى مقامه ، جزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.

تولّد رحمه‌الله تعالى في سنة أربع عشرة بعد المائتين والالف.

__________________

(١) بعد أن ذكر المقدمة شرع الشيخ النوري في ذكر طرقه ومشايخ روايته.

(٢) هذا طريقه الأوّل ويبدأ بشيخه الأنصاري قدس‌سره.

٤٣

وتوفي في ليلة السبت الثامنة عشرة من شهر جمادى الثانية من سنة إحدى وثمانين بعد المائتين في النجف الأشرف.

ودفن في حجرة الصحن الشريف في جوار عديله في الصلاح والزهد والعبادة الشيخ حسين نجف طاب ثراه.

أ ـ عن العالم الجليل صاحب التصانيف الرائقة ، المولى أحمد النراقي الكاشاني المتوفى في ربيع الأول سنة ١٢٤٥.

[١] عن آية الله بحر العلوم ، صاحب المقامات العالية والكرامات الباهرة ، العلاّمة الطباطبا [ ئي ] السيد مهدي بن العالم السيد مرتضى (١) بن العالم الجليل السيد محمّد البروجردي بن السيد عبد الكريم بن السيد مراد بن الشاه أسد الله بن السيد جلال الدين بن أمير بن الحسن بن مجد الدين بن قوام الدين ابن إسماعيل بن عباد بن أبي المكارم بن عبّاد بن أبي المجد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الملقّب بطباطبا ابن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن أمير المؤمنين عليهما‌السلام.

تولّد في مشهد الحسين عليه‌السلام ليلة الجمعة في شوّال سنة خمس وخمسين بعد المائة والألف ، وتوفي في [ رجب ] (٢) من سنة اثنتي عشرة بعد المائتين والألف.

وقد أذعن له جميع علماء عصره ومن تأخر عنه بعلوّ المقام والرئاسة في العلوم النقلية والعقليّة وسائر الكمالات النفسانية ، حتى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر

__________________

(١) في هامش الحجريّة : وأم السيد مرتضى بنت المقدس العلاّمة الأمير أبو طالب بن العالم النحرير الأمير أبو المعالي الكبير ، وأم الأمير أبو طالب بنت المولى محمد صالح المازندراني التي أمّها الفاضلة آمنة بيكم بنت المجلسي الأوّل. ( منه قدس‌سره )

(٢) هنا ورد بياض في الحجريّة ، والمثبت من مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال : ٤٦٧.

٤٤

الشيخ جعفر النجفي ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته.

وهو من الذين تواترت عنه الكرامات ، ولقاؤه الحجة صلوات الله عليه ولم يسبقه في هذه الفضيلة ـ أي في تواتر الكرامة واللقاء منه ـ أحد فيما أعلم إلاّ السيد رضيّ الدين علي بن طاوس.

وقد ذكرنا جملة منها بالأسانيد الصحيحة في كتابنا دار السلام ، وجنّة المأوى ، والنجم الثاقب (١) ، لو جمعت لكانت رسالة حسنة.

حدّثني العالم الصالح الثقة السيد محمد بن العالم السيد هاشم الهندي المجاور في المشهد الغروي ، عن العالم الصفي الشيخ باقر بن الشيخ هادي ، عن العالم التقي الورع الشيخ تقي ملاّ كتاب ـ تلميذ السيد ـ قال : سافر السيد إلى كربلاء ومعه جماعة يتبعونه غالبا في أسفاره منهم الشيخ تقي ـ حاكي القصّة ـ قال : وكانت القافلة التي فيها السيد تمشي في ناحية ورجل آخر يمشي لنفسه ، وكلّما نزل السيد في موضع نزل ذلك الرجل في موضعه منفردا ، وكلّما رحل السيد رحل ذلك الرجل ، فالتفت السيد إليه ونحن سائرون فأومأ إليه فقدم الرجل وقبّل يدي السيد ، وجعل السيد يسأله عن رجال وصبية ونساء يسمّيهم كلّهم بأسمائهم من أهل بيت ذلك الرجل ومن جيرانه ، حتى سأله عمّا يقرب من أربعين نفسا ، والرجل يجيبه عنهم مستبشرا ، وهو غريب ليس من شكل أهل العراق ، ولا من لهجتهم في اللسان ، فسألنا السيد؟ فقال : هو من أهل اليمن ، فقلنا : متى سكنت في اليمن حتى عرفت هؤلاء؟ فأطرق رأسه وقال : سبحان الله ، لو سألتني عن الأرض شبرا شبرا لأخبرتك بها (٢).

__________________

(١) انظر : دار السلام ٢ : ٢٠٦ ، وجنة المأوى ضمن بحار الأنوار ٥٣ : ٢٣٤ ـ ٢٤٠ ، والنجم الثاقب : ٤٠٨.

(٢) دار السلام ٤ : ٤٢٢.

٤٥

وحدّثني سلّمه ، الله ، عن العبد الصالح الزاهد الورع العابد الحاج محمّد الخزعلي ـ وكان ممّن أدرك السيد ـ قال : كان العالم الجليل السيد جواد العاملي ـ صاحب مفتاح الكرامة ـ يتعشّى ليلة إذا طارق طرق الباب عليه عرف أنّه خادم السيد بحر العلوم ، فقام إلى الباب عجلا ، فقال له : إنّ السيد قد وضع بين يديه عشاؤه وهو ينتظرك ، فذهب إليه عجلا ، فلمّا لاح للسيد قال له السيد : أما تخاف الله؟ أما تراقبه؟ أما تستحي منه؟! فقال : ما الذي حدث؟! فقال له : إنّ رجلا من إخوانك كان يأخذ من البقال قرضا لعياله كل يوم وليلة قسبا (١) ليس يجد غير ذلك ، فلهم سبعة أيام لم يذوقوا الحنطة والأرز ، ولا أكلوا غير القسب ، وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ قسبا لعشائهم ، فقال له البقال : بلغ دينك كذا وكذا ، فاستحيى من البقال ولم يأخذ منه شيئا وقد بات هو وعياله بغير عشاء ، وأنت تتنعم وتأكل ، وهو ممّن يصل إلى دارك وتعرفه وهو فلان.

فقال : والله مالي علم بحاله.

فقال السيد : لو علمت بحاله وتعشيت ولم تلتفت إليه لكنت يهوديّا أو كافرا ، وإنّما أغضبني عليك عدم تجسّسك عن إخوانك وعدم علمك بأحوالهم ، فخذ هذه الصينية يحملها لك خادمي يسلّمها إليك عند باب داره ، وقل له : قد أحببت أن أتعشى معك الليلة ، وضع هذه الصرّة تحت فراشه أو بوريائه أو حصيره وابق له الصينية فلا ترجعها ـ وكانت كبيرة فيها عشاء وعليها من اللحم والمطبوخ النفيس ما هو مأكل أهل التنعم والرفاهية ـ وقال السيد له : اعلم أنّي لا أتعشى حتى ترجع إليّ فتخبرني أنّه قد تعشى وشبع.

فذهب السيد جواد ومعه الخادم حتى وصلوا إلى دار المؤمن ، فأخذ من

__________________

(١) القسب : التمر اليابس. وجاء في هامش الحجري : أنّه نوع من التمر يسمّى بالزاهدي. انظر ( الصحاح ـ قسب ـ ١ : ٢٠١ )

٤٦

يد الخادم ما حمله ورجع الخادم ، وطرق الباب وخرج الرجل ، فقال له السيد : أحببت أن أتعشى معك الليلة ، فلمّا أكلا (١) قال له المؤمن : ليس هذا زادك لأنّه مطبوخ نفيس لا يصلحه العرب ، ولا نأكله حتى تخبرني بأمره ، فأصرّ عليه السيد جواد بالأكل وأصرّ هو بالامتناع ، فذكر له القصة ، فقال : والله ما اطّلع عليه أحد من جيراننا فضلا عمّن بعد ، وإنّ هذا السيد لشيء عجيب.

قال سلّمه الله : وحدّث بهذه القضية ثقة آخر غيره ، وزاد فيه اسم الرجل وهو الشيخ محمّد نجم العاملي ، وأنّ ما في الصرّة كان ستين شوشيا (٢) ، كلّ شوشي يزيد على قرانين بقليل.

قلت : وحدّثني بها الثقة الجليل آغا علي رضا الأصفهاني عن خاصّة السيد وصاحب سرّه المولى زين العابدين السلماسي.

وأمّا الشيخ محمّد الخزعلي فقد أدركته في آخر عمره وقد جاوز المائة ، وكان من عباد الله الصالحين الذين سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، حشره الله تعالى مع مواليه.

عن جماعة من نواميس الملّة وحفظة الدين (٣) :

أ ـ أولهم : أجلّهم وأكملهم الأستاذ الأكبر ، مروّج الدين في رأس المائة الثالثة عشرة المولى محمّد باقر الأصفهاني البهبهاني الحائري.

قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل ـ بعد الترجمة ـ : فقيه العصر ، فريد الدهر ، وحيد الزمان ، صدر فضلاء الزمان ، صاحب الفكر العميق والذهن الدقيق ، صرف عمره في اقتناء العلوم واكتساب المعارف الدقائق ، وتكميل النفس بالعلم بالحقائق ، فحباه الله باستعداده علوما لم يسبقه

__________________

(١) المقصود هنا ظاهرا أوّل الشروع في الأكل.

(٢) الشوشي : نقد تركي عراقي من فضّة قيمته : ٥٦ قرشا رائجا. انظر العقد المنير ١ : ١٤٨.

(٣) من هنا يبدأ بتعداد شيوخ رواية السيد بحر العلوم.

٤٧

فيها أحد من المتقدّمين ولا يلحقه أحد من المتأخرين إلاّ بالأخذ منه ، ورزقه من العلوم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت لدقّتها ورقّتها ووقوعها موقعها ، فصار اليوم إماما في العلم وركنا للدين ، وشمسا لإزالة ظلم الجهالة ، وبدرا لإزاحة دياجير البطالة ، فاستنار الطلبة بعلومه ، واستضاء الطالبون بفهومه ، واستطارت فتاويه كشعاع الشمس في الإشراق ، مدّ الله ظلاله على العالمين ، وأيّده بجود وجوده إلى يوم الدين. إلى أن قال : وبالجملة شرح فضله وأخلاقه وعبادته ليس في مقدرتنا ولا تصل إليه مكنتنا وقدرتنا (١). انتهى.

قلت : وما ذكره من العجز عن شرح فضله هو الكلام الفصل اللائق بحاله.

والميرزا محمّد الأخباري (٢) المقتول ـ مع ما هو عليه من العداوة والبغضاء لجنابة ، وذكره في رجاله بكلام تكاد ترجف منه السماوات وتهتزّ منه الأرض ـ عدّه في الفائدة الحادية عشرة من الباب الرابع عشر من كتابه المعروف بدوائر العلوم (٣) من الذين رأوا القائم الحجّة عجّل الله تعالى فرجه.

تولّد رحمه‌الله تعالى في سنة ست أو سبع عشرة بعد المائة والألف ، بعد وفاة سميه العلاّمة المجلسي بخمس أو ست سنين ، وتوفي سنة ثمان بعد المائتين والألف بأرض الحائر ، ودفن في الرواق الشرقي ممّا يلي قبور الشهداء.

__________________

(١) تتميم أمل الأمل : ٧٤ / ٢٧.

(٢) أبو أحمد الميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيسابوري الهندي الشهير بالاخباري ، ولد سنة ١١٧٨ ه‍ عالم مشارك في أنواع من العلوم ، له مصنّفات في الفقه والحديث وبعض العلوم الأخرى ، منها : تسلية القلوب الحزينة ، والمبين في إثبات إمامة الطاهرين ، والشهاب الثاقب ، والرجال المسمّى بصحيفة الصفاء وغيرها ، يعدّ من زعماء الفرقة الاخباريّة قتل سنة ١٢٣٢ ، له ترجمة في مصفى المقال : ٤٢٨ ، والذريعة ٨ : ٢٦٧ ، وأعيان الشيعة ٩ : ٤٢٧ ، وروضات الجنات ٧ : ١٢٧ ، ومعجم المؤلّفين ١٠ : ٢٦١.

(٣) دوائر العلوم : مخطوط ، والمطبوع منه خال من ذلك.

٤٨

وكانت امه ـ رحمة الله ـ بنت العالم الرباني آغا نور الدين بن المولى الجليل المولى محمد صالح المازندراني ، وأم آغا نور الدين الفاضلة آمنة بيگم بنت تقي المجلسي ، ولذا يعبّر رحمه‌الله في مؤلفاته عن المجلسي الأول بالجدّ ، وعن الثاني بالخال.

عن والده الأجل محمّد أكمل ، قال طاب ثراه في إجازته للسيد السند المتقدّم بحر العلوم : فأجزته أن يروي عنّي جميع مصنّفاتي ومؤلفاتي ومسموعاتي ومقروءاتي على أساتيذي العظام ومشايخي الكرام ، منهم الوالد الماجد العالم الفاضل الكامل الماهر المحقّق المدقّق الباذل ، بل الأعلم الأفضل الأكمل ، أستاذ الأساتيذ الفضلاء ، وشيخ المشايخ العظماء العلماء ، مولانا محمّد أكمل ، غمرة الله تعالى في رحمته الواسعة وألطافه البالغة.

عن أساتيذه الأعاظم ومشايخه الأفاخم ، فريدي الدهر ، ووحيدي العصر ، لم يسمح الزمان بمثلهم ، ولم يوجد نظيرهم وعديلهم ، المشتهرين في المشارق والمغارب ، المستغنين عن التعريف بالفضائل والمناقب.

١ ـ مولانا ميرزا محمّد الشيرواني.

٢ ـ والشيخ جعفر القاضي.

٣ ـ ومولانا محمّد شفيع الأسترآبادي (١).

٤ ـ بل على ما أظنّ عن المحقّق جمال الملّة والدين الخوانساري أيضا.

٥ ـ وخالي العلاّمة المجلسي أيضا ـ ورأيت إجازته له (٢) ـ رحمهم‌الله تعالى بطرقهم المعروفة. انتهى.

ب ـ ثانيهم (٣) : العالم الجليل ، والسيد النبيل ، صاحب الكرامات

__________________

(١) ساقط من المشجرة.

(٢) أي : إجازة الشيخ المجلسي للمولى محمد أكمل البهبهاني.

(٣) أي ثاني مشايخ السيد بحر العلوم.

٤٩

الباهرة ، السيد حسين القزويني ، صاحب كتاب معارج الأحكام في شرح مسالك الأفهام وشرائع الإسلام ـ وهو كتاب كبير شريف له مقدّمات حسنة نافعة ـ ومستقصى الاجتهاد في شرح ذخيرة المعاد والإرشاد. وغير ذلك من الرسائل.

وقبره الشريف بقزوين ، مزار معروف يتبرّك به ، وتظهر منه الخوارق ، وقد ذكره صاحب تتميم الأمل وبالغ في مدحه والثناء عليه (١).

١ ـ عن والده البحر الخضمّ والطود الأشمّ ، الأمير إبراهيم بن العالم الكامل الأمير محمّد معصوم الحسيني القزويني (٢) ، المتوفى سنة ١١٤٥ ، وعمره قريب من الثمانين.

وهو كما في تتميم الأمل : بحر متلاطم موّاج ، وبرّ واسع الإرجاء ذو فجاج ، ما من علم من العلوم إلاّ وقد حلّ في أعماقه ، وما من فنّ من الفنون إلاّ وقد شرب من عذبه وزعاقه (٣). قال : وقد كتب بخطه الشريف سبعين مجلّدا ، إمّا من تأليفاته أو غيرها (٤).

عن جماعة :

__________________

(١) تتميم أمل الآمل : ١٣٠ / ٨٣.

(٢) أسقط المؤلف من المشجرة رواية السيد حسين ، عن والده ، عن المجلسي وذكر طريقا آخر ـ يأتي ـ هو السيد حسين القزويني ، عن السيد نصر الله الحائري ، عن أربعة من مشايخه هم :

أ ـ الشيخ أحمد الجزائري صاحب آيات الأحكام.

ب ـ الشيخ محمد باقر المكّي.

ج ـ الشيخ أبو الحسن الشريف صاحب المرآة.

هـ ـ السيد عبد الله الجزائري.

وكل منهم عن جماعة.

(٣) الزعاق : الماء المرّ الغليظ ، لا يطاق شربه. ( القاموس المحيط ـ زعق ـ ٣ : ٢٤١ )

(٤) تتميم أمل الآمل : ٥٢ / ٤.

٥٠

أولهم ـ العلاّمة المجلسي.

وثانيهم ـ المحقّق جمال الدين محمّد الخوانساري ، العالم المدقّق النقّاد ، صاحب التصانيف الرائقة ، التي يعلم منها جودة فهمه ، وحسن سليقته ، وصفاء ذهنه ، خصوصا في فهم ظواهر الأحاديث ، كما يظهر من ترجمته مفتاح الفلاح ، وما علّقه عليه من الحواشي (١) ، ومزاره الذي ألّفه للسلطان شاه سلطان حسين حين توجّه إلى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، وتوضيحه لألفاظ الزيارات من الجامعة وغيرها ـ بما لا يوجد في غيره من المؤلفات فيما أعلم ـ ورسالته في أصول الدين بالفارسية ، وشرحه على الغرر والدرر للآمدي في مجلدين وغيرها.

وكانت امّه أخت المحقّق السبزواري صاحب الذخيرة.

توفي في شهر رمضان من سنة ١١٢٥.

عن والده الأستاذ النحرير المعظّم آغا حسين الخوانساري ، الآتي ذكره (٢) في مشايخ السيد المحدّث الجزائري.

وثالثهم ـ الشيخ جعفر القاضي قوام الدين بن عبد الله الكمرئي الفقيه المحقّق الجليل.

قال في تتميم أمل الآمل ـ بعد الترجمة ـ : ختن العلم العلاّمة آغا محمّد حسين الخوانساري قاضي أصبهان ثمّ شيخ الإسلام فيه ، فاضل أحاط بأفق الفضيلة ولم يجعل لأحد منها دقيقة ولا ثانية ، واستوى على أقطار أرضها ولم يذر لغيره فيها مجالا قاصية ولا دانية ، وطلع من شرق العلم وأضاء فضله بحيث لم

__________________

(١) انظر الذريعة ٤ : ١٣٨ / ٦٦٥ ، هذا وانّ صاحب الذريعة لم يذكر أنّ لمفتاح الفلاح حاشية.

(٢) يأتي في صحيفة : ١٧٣ )

٥١

يبق للجهل ذاهبة ولا جائية ، وتمّ بدره فأذهب دياجير الظلمات بأنوار علمه الساطعة الحامية ، خاض في بحار العلوم فأخرج منها درّا ومرجانا ، وسبح في دأماء (١) الفنون فاستنبط منها وسيلا (٢) وبرهانا ، أعظم الأفاضل شأنا وأنورهم برهانا.

كان له تحرير فائق ، وتعبير عن المطالب رائق ، وإحاطة تامة في أنواع العلوم ، وحياطة شاملة لأجناس المعقول والمفهوم ، وتحقيقات متينة لغوامض الدقائق ، وتدقيقات رزينة في اكتناه الحقائق ، له رحمه‌الله من كلّ فن سهام عالية ، وله من كلّ غصن ثمار يانعة ، قد حقّق كلّ مسألة من مسائل العلوم بما لا مزيد عليه ، واستنبط في مقالة الحق بحيث يظهر لكلّ أحد ماله وما عليه.

وبالجملة لا مماثل له ولا معادل ، ومن أراد أن يصف فضله بكنهه فهو عن الحق عادل.

كان رحمه‌الله في أوائل أمره معتزلا عن المناصب ، وكان منتهى مطلبه تحقيق المآرب ، فجاءه القضاء بولاية القضاء ، فولاّه برضاء كان أو عدم رضاء ، فباشره مراعيا للكتاب والسنّة ، والطرق المرويّة عن أئمة الأمة ، فأتعب نفسه وراضها كمال الرياضة ، وجاهدها لله غايته ، غير مكترث عن عروض المضاضة. وبالجملة بالغ في إبطال الباطل وإحقاق الحق ، بحيث يرضى عنه مزهق الباطل ومحقّ الحق.

روي أنّه ـ رحمه‌الله ـ لمّا أراد سفر الحج ذهب إلى الجامع ورقي إلى ذروة المنبر ، وكان من جملة ما تكلّم به : أيّها الناس! من حكمت ( على أحد ) (٣) ولا يرضى مني فلا يرضى ، فإنّي ما حكمت بشيء إلاّ وقد قطعت عليه وعلمت يقينا

__________________

(١) في الحجرية والأصل : وسبح في دماء. وفي المصدر : وسبح في وعاء. ولا معنى لهما ، والصحيح المثبت ، ومعناه : سبح في بحار الفنون.

(٢) أي : وسيلة.

(٣) كذا ، ولعلّها ـ كما استظهرها المصنّف قدس‌سره ـ : عليه.

٥٢

انّه حكم الله. ما قلت خلاف الحق ، ومن ضاع حقّه وماله بسبب تدقيقي في الشهود وعدم ثبوت الحكم بشهادتهم له ، وكان الحق له في الواقع ولم يتبيّن لي ، فليرض عني ويحلّلني فإنه ربّما يكون الأمر كذلك ولم يتحقق عندي. ثمّ عدّ مؤلفاته ، وقال : وتوفي رحمه‌الله في ذلك السفر (١). انتهى.

قلت : وقال الأمير إسماعيل الخاتون آبادي المعاصر له ـ في تاريخه ـ : إنّه صار شيخ الإسلام بعد وفاة المجلسي بسنة ونصف.

قال : وفي جمادى الثانية من سنة ١١١٥ حجّ بيت الله الحرام محمود آقا التاجر ومعه الشبّاك لحرم الكاظمين عليهما‌السلام ، وكان معه من أهل حرم السلطان وأعيان الدولة وغيرهم زهاء عشرة آلاف ـ الحجّاج منهم ثلاثة آلاف ـ ومعه دراهم كثيرة لعمارة المشهد الحسيني على مشرّفه السلام.

قال : وكان معه الفاضل المدقّق صاحب الفطرة العالية ، الشيخ محمّد جعفر الكمرئي ـ شيخ الإسلام بأصفهان ـ قاصدا زيارة بيت الله الحرام ، فمرض في كرمانشاهان وعافاه الله في الكاظمين ، ثمّ عاد المرض فذهب إلى كربلاء ومنها إلى النجف الأشرف وتوفي قبل وصوله إليه على رأس فرسخين منه ، وقام بتجهيزه العالم الجليل المولى محمّد سراب الذي كان هو أيضا من جملة قافلتهم ، ودفن حول قبر العلاّمة طاب ثراهما (٢). انتهى.

فما في الروضات ، في ترجمته ما لفظه : الى أن استوفى أيامه ، وقبض الأجل المحتوم زمامه ، وذلك بأرض العراق المحروسة حين مراجعته من سفر الحج في حدود سنة خمسة عشر بعد مائة وألف اشتباه (٣) ، فإنه رحمه‌الله لم يوفّق للحج كما نصّ عليه الخاتون آبادي المعاصر له ، وكان يكتب الوقائع يوما فيوما.

__________________

(١) تتميم أمل الآمل : ٩٠ / ٤٥.

(٢) تاريخ الخاتون آبادي : ٥٥٣.

(٣) روضات الجنّات ٢ : ١٩٥.

٥٣

١ ـ عن المولى محمّد تقي المجلسي (١) بطرقه الآتية.

( حيلولة ) :

وعن السيد حسين (٢).

٢ ـ عن السيد الأجلّ الشهيد السيد نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري. المدرّس في الروضة المنورة الحسينية ، صاحب :

١ ـ الروضات الزاهرات في المعجزات بعد الوفاة. ٢ ـ وسلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة الشامخة الرتب (٣).

قال العالم الجليل السيد عبد الله ـ سبط المحدّث الجزائري ـ في إجازته الكبيرة في ترجمته : وكان آية في الفهم والذكاء ، وحسن التقرير وفصاحة التعبير ، شاعر أديب له ديوان حسن ، وله اليد الطولى في التاريخ والمقطعات ، وكان مرضيّا مقبولا عند المخالف والمؤالف. إلى أن قال : ثمّ لمّا دخل سلطان العجم المشاهد المشرّفة في النوبة الثانية وتقرّب إليه السيد أرسله بهدايا وتحف إلى الكعبة ، فأتى البصرة ومشى إليها من طريق نجد وأوصل الهدايا ، وأتى عليه الأمر بالشخوص سفيرا إلى سلطان الروم لمصالح تتعلّق بأمور الملك والملّة ، فلمّا وصل إلى قسطنطنية وشى به إلى السلطان بفساد المذهب وأمور أخر ، فأحضر واستشهد ، وقد تجاوز عمره الخمسين رحمة الله عليه (٤).

عن أفقه المحدّثين وأكمل الربّانيين ، الشريف العدل المولى أبي الحسن ابن محمّد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصبهاني الغروي ، المتوفى في أواخر عشر الأربعين بعد المائة والألف ، أفضل أهل عصره ، وأطولهم باعا ، صاحب تفسير مرأة

__________________

(١) في المشجرة : عن محمد باقر المجلسي.

(٢) هذا طريق ثاني للسيد حسين القزويني.

(٣) لا زالا مخطوطين ، وله غيرهما من المؤلفات.

(٤) الإجازة الكبيرة : ٨٣ ـ ٨٥.

٥٤

الأنوار (١) ـ إلى أواسط سورة البقرة ـ تقرب مقدّماته من عشرين ألف بيت ، لم يعمل مثله ، وكتاب ضياء العالمين في الإمامة في ستّين ألف بيت ، مع نقصان مجلد واحد من وسطه على ما يظهر من فهرسته ، وغير ذلك.

وكانت امّه (٢) أخت السيّد الجليل الأمير محمّد صالح الخاتون آبادي الذي هو صهر المجلسي على بنته ، وهو جدّ شيخ الفقهاء ـ صاحب جواهر

__________________

(١) ومن الحوادث الطريفة ، والسرقات اللطيفة ، أن مجلد مقدمات تفسير هذا المولى الجليل المسمى بمرآة الأنوار ، موجود الآن بخط مؤلفه في خزانة كتب حفيده شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام طاب ثراه ، واستنسخناه بتعب ومشقة ، وكانت النسخة معي في بعض أسفاري إلى طهران ، فأخذها مني بعض أركان الدولة وكان عازما على طبع تفسير البرهان للعالم السيد هاشم البحراني وقال لي إن تفسيره خال عن البيان ، فيناسب أن نلحق به هذه النسخة ليتم المقصود بها فاستنسخها ، ورجعت إلى العراق ، وتوفي هذا الباني قبل إتمام الطبع ، فاشترى ما طبع من التفسير. ونسخة المرآة من ورثته بعض أرباب الطبع ، فأكمل الناقص ، وطبع المرآة في مجلد.

ولمّا عثرت عليه في المشهد الغروي رأيت مكتوبا على ظهر الورقة الأولى منه كتاب مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ، وهو مصباح لأنظار الأبرار ، ومقدمة للتفسير الذي صنفه الشيخ الأجل والنحرير الأنبل العالم العلامة والفاضل الفهامة الشيخ عبد اللطيف الكازراني مولدا والنجفي مسكنا. إلى آخره ، فتحيرت وتعجبت من هذه السرقة فكتبت إلى بأني الطبع ما معناه : إنّ هذا التفسير للمولى الجليل أبي الحسن الشريف ، وأمّا عبد اللطيف فلم أسمع بذكره ، ولم نره في كتاب ، ولعل الكاتب السارق المطفئ لنور الله اشتبه عليه ما في صدر الكتاب بعد الخطبة من قوله : يقول العبد الضعيف ، الراجي لطف ربه اللطيف ، خادم كلام الله الشريف. الى آخره ، فظن أنه أشار إلى اسمه في ضمن هذه العبارة ، ولكن النسبة إلى كازران لا أدري ما منشؤها؟!.

فوعدني في الجواب أن يتدارك ويغير ويبدل الصفحة الاولى ، ويكتب على ظهرها اسم مؤلفه وشرح حاله الذي كتبته سالفا على ظهر نسختي من التفسير ، وإلى الآن ما وفى بعهده ، وأعد نفسه لمؤاخذة المولى الشريف في غده.

فليبلغ الناظر الغائب أن هذا التفسير المطبوع في سنة ١٢٩٥ في طهران المكتوب في ظهره ما تقدم للمولى أبي الحسن الشريف ، الذي يعبر عنه في الجواهر بجدي العلامة ، لا لعبد اللطيف الكازراني ، الذي لم يتولد بعد ، وإلى الله المشتكى وهو المستعان ( منه نور الله قلبه )

(٢) أي : أم أبي الحسن الفتوني

٥٥

الكلام ـ من طرف أم والده المرحوم الشيخ باقر ، وهي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولى أبي الحسن رحمه‌الله.

عن العلاّمة المجلسي رحمه‌الله.

ج ـ ثالثهم : (١) السيد السند البارع حسين بن السيد أبي القاسم جعفر بن الحسين الحسيني الموسوي الخوانساري ، المتوفى يوم الأحد الثامن من رجب المرجّب سنة ١١٩١. وقد تلمّذ عليه المحقّق صاحب القوانين سنين عديدة ، شارح دعاء أبي حمزة وزيارة عاشوراء ، وغير ذلك من المؤلّفات.

عن العالم المحدّث الجليل آغا محمّد صادق (٢).

عن والده العلاّمة المولى محمّد بن عبد الفتاح التنكابني الطبرسي المشتهر : بسراب ، المتوفى يوم الغدير سنة ١١٢٤ ، المدفون بمحلة خاجو من محلاّت أصفهان. صاحب كتاب سفينة النجاة في أصول الدين ، وضياء القلوب في الإمامة ، ورسائل عديدة في فنون شتّى.

عن المحقّق الكامل الفقيه المولى محمّد باقر بن محمّد مؤمن الخراساني السبزواري ، صاحب الذخيرة ، والكفاية ، ومفاتيح النجاة في الدعوات ـ وهو كتاب كبير كثير الفوائد ـ وروضة الأنوار ، وغيرها ، المتوفى سنة ١٠٩٠.

عن المولى الفاضل الشيخ يحيى بن الحسن اليزدي (٣) ، وهو كما في الرياض :

__________________

(١) أي : الطريق الثالث للعلاّمة بحر العلوم.

(٢) ذكر له في المشجرة طريق مباشر عن العلاّمة المجلسي.

(٣) في المشجرة يروي السبزواري ( ت ١٠٩٠ ) عن :

أ ـ الشيخ علي المدارسي ت ١٠٦١.

ب ـ الشيخ يحيى اليزدي عن الشيخ البهائي ، هذا وأسقط فيها روايته عن السيد حسن الرضوي القائيني عن سبط الشهيد الثاني ، وانظر الهامش (٢). كما وأسقط منها روايته عن المولى مقصود والسيد الكركي.

٥٦

فاضل عالم جليل نبيل متكلّم فقيه محقّق مدقّق ، مبرّز في أنواع العلوم (١).

( والسيد الأجلّ الأمجد الأمير حسن الرضوي القائني (٢) ، الساكن بمشهد الرضا عليه‌السلام ، في الرياض : كان عالما فاضلا جليلا (٣).

عن العالم المدقّق سبط الشهيد الثاني الشيخ محمّد ، الآتي عن قريب ) (٤).

والعالم الصالح المولى مقصود بن زين العابدين (٥).

والسيد السند السيد حسين بن حيدر الكركي ، الذي تقدّم في شرح حال فقه الرضا عليه‌السلام إلى فضله الإشارة (٦).

عن شيخ الإسلام والمسلمين شيخنا البهائي رحمه‌الله.

د ـ رابعهم (٧) : السيد العالم الحسيب النسيب إمام الجمعة ، الأمير عبد الباقي.

عن والده العالم الماهر الفاضل الأمير محمّد حسين الخاتون آبادي ، سبط العلامة المجلسي ، إمام الجمعة بأصبهان ، صاحب التصانيف الرائقة. المتوفى ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر شوّال المكرم سنة ١١٥١.

١ ـ عن والده السيد الجليل الأمير محمّد صالح بن عبد الواسع بن محمّد صالح بن الأمير إسماعيل بن الأمير عماد الدين بن الأمير سيد حسن بن السيد

__________________

(١) رياض العلماء ٥ : ٣٤٥.

(٢) في المشجرة أسقطه والذي بعده ، وذكر بدله المدارسي كما تقدم.

(٣) رياض العلماء ١ : ١٨٧.

(٤) في صحيفة : ٧٨ ، وبين القوسين ساقط من المخطوطة وعليه يطابق المتن المشجرة ، ثابت في الحجريّة.

(٥) لم نجد للمولى مقصود بن زين العابدين ذكر في المشجرة.

(٦) انظر الفائدة الثانية : صفحة : ٢٩٧ وما بعدها.

(٧) الطريق الرابع للسيد بحر العلوم.

٥٧

جلال الدين بن السيد مرتضى بن السيد الأمير حسين بن السيد شرف الدين ابن مجد الدين بن محمّد بن تاج الدين حسن بن شرف الدين حسين بن عماد الشرف بن عبادان بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن عمر الأكبر بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن الامام زين العابدين عليه‌السلام ، المتوفى سنة ١١١٦.

صهر العلاّمة المجلسي على بنته. صاحب المؤلفات الأنيقة منها : حدائق المقرّبين (١) ، وشرح الفقيه ، والاستبصار ، والذريعة. وغيرها.

عن العلامة المجلسي رحمه‌الله.

والعالم الجليل الشيخ علي ، سبط الشهيد الثاني.

ويروي عن الأمير محمّد صالح (٢) أيضا الشيخ أبو الحسن الشريف ، المتقدّم.

( حيلولة ) :

وعن الأمير محمد حسين (٣).

٢ ـ عن جدّه العلاّمة المجلسي.

والمولى السراب ، المتقدم (٤).

والمحقق جمال الدين الخوانساري.

__________________

(١) نسب الشيخ النوري قدس‌سره هذا الكتاب إلى ولده ( أي الأمير محمد حسين الخاتون آبادي ) في كتابه الفيض القدسي ، وهنا في هامش الحجريّة أشار إليه بقوله : ( نسبة كتاب الحدائق المذكورة في رسالة الفيض القدسي إلى ولده المتقدم اشتباه ، وتفطنّا بعد الطبع والله العاصم ).( منه قدس‌سره )

(٢) ورد في المشجرة أنّه يروي عن الأمير محمد صالح شيخ ثالث هو : محمد نقهي.

(٣) ويروي الأمير محمد حسين ، عن أبيه مرّة بدون واسطة ، واخرى عن طريق الشيخ أبي الحسن الشريف ، انظر المشجرة.

(٤) تقدم في صحيفة : ٥٦.

٥٨

والمتبحّر الجليل السيد علي خان الشيرازي (١) المدني ، شارح الصحيفة ، والصمدية ، وغيرها. الذي يروي عن أبيه ، عن آبائه ، عن الإمام عليه‌السلام ، كما مرّ في شرح الرضوي (٢) ، المتولّد في المدينة الطيّبة في جمادى الأولى سنة ١٠٥٢.

وكان والده السيد نظام الدين أحمد ، الفاضل الأديب ، في حيدرآباد من ممالك الهند ، صهرا لعبد الله قطب شاه ـ واليه ـ على بنته ، فهاجر ولده إليه في سنة ١٠٦٦ ، ولمّا توفي والده بعد سنة استدعاه السلطان فلاقاه في برهانبور فقرّبه وأدناه وجعله رئيسا على ألف وثلاثمائة فارس ، وأعطاه لقب الخان ، ولمّا ذهب السلطان إلى بلد أحمد نكر جعله حارسا لأورنك آباد فأقام فيه مدة ، ثم جعله واليا على ماهور وتوابعه ، ثم استعفى منه فجعله على ديوان برهانبور ، وبعد مدة طلب الرخصة لزيارة الحرمين الشريفين ، فأذن له فهاجر إلى الحجاز ، ثم إلى العراق وزار أئمتها عليهم‌السلام ، ثم سافر إلى أصفهان فعظّمه سلطان الوقت شاه سلطان حسين الصفوي وأكرمه ، ثم رجع إلى وطنه الأصلي ـ شيراز ـ وأقام فيه ، وصار مرجعا للفضلاء واستفادوا منه ، وكان مقرّ بحثه في المدرسة المنصورية إلى أن توفي سنة ١١٢٠.

هـ ـ خامسهم (٣) : العالم الجليل آغا محمّد باقر بن محمّد باقر الهزارجريبي الغروي.

قال بحر العلوم في إجازته للسيد حيدر اليزدي : وما أخبرنا به بالوجوه الثلاثة المذكورة شيخنا العالم العامل العارف ، واستاذنا الفاضل ، الحائز لأنواع

__________________

(١) لم يذكر في المشجرة أنّ الأمير محمد حسين يروي عن السيد علي خان الشيرازي.

(٢) تقدم في الفائدة الثانية : صفحة : ٢٤٣.

(٣) الطريق الخامس للسيد بحر العلوم.

٥٩

العلوم والمعارف ، جامع المعقول والمنقول ، ومقرّر الفروع والأصول ، جمّ المناقب والمفاخر ، محمّد باقر بن محمّد باقر الهزارجريبي.

وفي إجازة العالم المحقق ـ صاحب القوانين ـ للفاضل الكامل آغا محمّد علي ما لفظه ـ بعد ذكر أوصافه ـ : ابن العالم العلم بل الأفضل الأكمل الأعلم ، جامع المعقول والمنقول ، حاوي الفروع والأصول. إلى آخره.

وفي تتميم الأمل بعد الترجمة : غوّاص تيار بحار العلوم ، الثاقب لمكنونات درر الفهوم ، الفاهم للطائف ، المدرك للطرائف ، دقيق النظر ، رقيق الفكر ، الجامع لأنواع العلوم الحقة ، الحاوي لألوان المعارف المحقّقة ، مدرسته دار الشفاء من أسقام الجهالات ، كلماته إشارات إلى طرق النجاة ، مواقفه شروح للمقاصد ، مواطنه بيانات لتجريد العقائد ، مطالع الأنوار أشرقت من فلق فمه ، وطوالع الأسرار انجلت من مبسمه ، شرح مختصر الأصول وحواشيه قد تجلّى من ألفاظه الرشيقة ، ودقائق البيضاوي وشرح اللمعة من كلماته الدقيقة (١). حصّل في (٢) أعظم بلاد عراق العجم أصبهان في عشر الخمسين بعد المائة والالف من هجرة سيّد الانس والجان عند أعاظم العلماء الكاملين في ذلك الزمان ، ثم انتشر فضله في عراق العرب في مجاورة وصيّ من تشرّف به عدنان (٣). انتهى.

قال (٤) في آخر إجازته المبسوطة لبحر العلوم طاب ثراهما ـ وهي موجودة

__________________

(١) في المصدر زيادة : شرح المفتاح وبيان معاني المطول لبس بالبديع إذ مؤلفوها أذعنت له بالفضل المنيع.

(٢) في الحجرية والمخطوط : وصل من. ولا يناسب قوله : عند أعاظم ، والمثبت من المصدر أنسب وأتمّ للمعنى.

(٣) تتميم أمل الآمل : ٧٦ / ٢٨.

(٤) القائل هو : الهزارجريبي.

٦٠