خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-86-8
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٤٧١

السابع عشر : العالم النحرير ، الفقيه أبو الحسن المولى حسن علي التستري الأصبهاني الفاضل الكامل العالم الفقيه المعروف في عصر السلطان شاه صفي الصفوي ، والسلطان شاه عباس الثاني ، مؤلّف كتاب التبيان في الفقه ، ورسالة حسنة في حرمة صلاة الجمعة في الغيبة ، المتوفى ـ كما في تاريخ الأمير إسماعيل الخاتون آبادي المعاصر له ـ سنة ١٠٧٥ ، وذكر في تاريخ وفاته هذا المصرع :

علم علم بر زمين افتاد ..... (١).

وأيضا :

وفاة مجتهد الزمان ....... (٢).

فما في الأمل من أنه توفي سنة ١٠٢٩ خطأ (٣) ، وقد صرّح به في الرياض أيضا (٤).

عن مروّج الملّة والدين ، ومربّي الفقهاء والمحدثين ، وتاج الزهاد والناسكين ، والده المعظم المولى عزّ الدين عبد الله بن الحسين التستري.

قال المجلسي الأول في شرح مشيخة الفقيه بعد الترجمة : رضي الله تعالى عنه كان شيخنا وشيخ الطائفة الإمامية في عصره ، العلامة المحقق المدقق ، الزاهد العابد الورع ، وأكثر فوائد هذا الكتاب من إفاداته رضي‌الله‌عنه ، حقّق الأخبار والرجال والأصول بما لا مزيد عليه ، وله تصانيف منها التتميم (٥) لشرح

__________________

(١) أي سقط علم العلم على الأرض.

(٢) تاريخ الخاتون آبادي : ٥٢٣.

(٣) في الأمل ٢ : ٧٤ / ١٩٩ : وفاته سنة ١٠٦٩ ، وما أسنده المصنف إلى الأمل فهو في الحجرية منه ، انظر الأمل المطبوع مع منهج المقال : ٤٦٨.

(٤) رياض العلماء ١ : ٢٦٣.

(٥) واسمه جامع الفوائد. انظر الذريعة ٥ : ٦٥ ت ٢٦٠.

٢٠١

الشيخ نور الدين علي على قواعد الحلي سبعة مجلّدات ، منها يعرف فضله وتحقيقه وتدقيقه ، وكان لي بمنزلة الأب الشفيق ، بل بالنسبة إلى كافّة المؤمنين ، وتوفي رحمه‌الله في العشر الأول من محرم الحرام ، وكان يوم وفاته بمنزلة العاشوراء ، وصلّى عليه قريب من مائة ألف ، ولم نر هذا الاجتماع على غيره من الفضلاء ، ودفن في جوار إسماعيل بن زيد بن الحسن ، ثم نقل إلى مشهد أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام بعد سنة ، ولم يتغيّر حين اخرج ، وكان صاحب الكرامات الكثيرة ممّا رأيت وسمعت.

وكان قرأ على شيخ الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيلي رحمه‌الله ، وعلى الشيخ الأجلّ أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن محمّد بن خاتون العاملي رحمهم‌الله ، وعلى أبيه نعمة الله ، وكان له عنهما الإجازة للأخبار ، وأجاز لي كما ذكرته في أوائل الكتاب (١) ، ويمكن أن يقال : إنّ انتشار الفقه والحديث كان منه ، وإن كان غيره موجودا ، لكن كان لهم الأشغال الكثيرة ، وكان مدّة درسهم قليلا بخلافه ـ رحمه‌الله ـ فإنّه كان مدّة إقامته في أصبهان قريبا من أربع عشرة سنة بعد الهرب من كربلاء المعلّى إليها ، وعند ما جاء بأصبهان لم يكن فيه من الطلبة الداخلة والخارجة خمسون ، وكان عند وفاته أزيد من الألف من الفضلاء وغيرهم من الطالبين ، ولا يمكن عدّ مدائحه في المختصرات رضي الله تعالى عنه (٢).

وقال فيه السيد الأمير مصطفى التفريشي في نقد الرجال : شيخنا وأستاذنا العلامة المحقق المدقق ، جليل القدر عظيم المنزلة ، وحيد عصره ، أورع أهل زمانه ، ما رأيت أحدا أوثق منه ، لا تحصى مناقبه وفضائله ، صائم

__________________

(١) روضة المتقين ١ : ٢١.

(٢) روضه المتقين ١٤ : ٣٨٢.

٢٠٢

النهار ، قائم الليل ، وأكثر فوائد هذا الكتاب وتحقيقاته منه (١). انتهى.

قلت : الإجازتان اللتان إليهما في شرح المشيخة موجودتان عندي بخط الشيخين الجليلين.

قال الأول في أولاهما : ( قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ ) (٢) الحمد لله مبيّن طريق الحق. إلى أن قال : ولمّا كان الأخ الأعزّ الأجل الأوحد ، المحقق المدقق ، إنسان عين الأصحاب المتقين ، وعين إنسان الأصحاب على اليقين ، مولانا الملإ عبد الله بن حسين الششتري رفع الله قدره ، وأجزل ذكره ، ممّن حصل منها أوفر سهم وأولاه ، وحصل على أكبر قسم وأعلاه ، بعد أن ذاق مرارة الاغتراب عن وطنه ، وذاق غمرات الأهوال في سفره ، حزنه وسهلة ، ومنّ الله عليه بحج بيته الحرام ، وزيارة قبر رسوله عليه وآله الصلاة والسلام ، والحلول ببلدتنا عيناثا ـ حرسها الله ـ من قرى الشام ، التمس من أخيه ومحبة الفقير المعترف بالقصور والتقصير ، أحمد بن نعمة الله بن أحمد أن أجيز له ما أجيز لي روايته ، فامتثلت أمره طاعة وبرّا ، وإن كان أدام الله ضلاله أرفع رتبه وأجلّ قدرا ، وأجزت له أن يروي عني. إلى آخره ( وتاريخ الإجازة يوم الجمعة ١٧ شهر محرم الحرام سنة ٩٨٨ ) (٣).

وقال الثاني ـ بعد خطبة مليحة غرّاء ـ : وبعد ، فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي نعمة الله علي بن أحمد بن محمّد بن خاتون العاملي ، عامله الله بالصفح عن زلله ، والعفو عن خطله : إن أنفس الرغائب ، وأعلى المطالب هو : التوصل للوصول (٤) إلى معرفة شريعة الحيّ القيوم ، وهو مما يتعذّر بدون

__________________

(١) نقد الرجال : ١٩٧ / ٩٢.

(٢) مريم ١٩ : ٣٠.

(٣) بحار الأنوار ١٠٩ : ٨٨ ، وما بين القوسين لم يرد في المخطوطة.

(٤) في البحار : هو الوصول.

٢٠٣

الرواية كما هو مقرر عند أهل الدراية ، وكان من جملة من هاجر إلى الله في تحصيل هذا المعنى ، وتاجر لله حتى حلّ لدينا في المغني (١) ، المولى الفاضل ، والأولى الكامل ، ذو المناقب والفواضل ، الجامع بحسن أخلاقه الخليقة بين الشريعة والحقيقة ، مولانا ملا عبد الله بن عزّ الدين الحسين الششتري ، أصلح الله أحواله ، وكثر في العلماء أمثاله ، فشرف الأسماع برائق لفظه ، وشرف الأصقاع بحلو القول في وعظه ، وطلب من هذا العبد الضعيف ، والجرم النحيف ، أن يجيزه بما وصل إليه ، وعوّل في الرواية عليه (٢). إلى آخر ما ذكره رحمه‌الله.

وفي آخر هذه الإجازة بخط المولى الجليل المجاز له : يقول الفقير إلى الله تعالى الغني ، عبد الله بن حسين الشوشتري : إنه أمرني الأخ العزيز الفاضل ، ذو الصفاة الجميلة ، والأخلاق الجليلة ، المدعو بقاضي عبد المؤمن ، سلمه الله تعالى وأبقاه ، ويبلغه ما يتمنّاه ، أن أجيز له أن يروي عنّي ما يجوز لي روايته عن المشايخ الذين صرت بسببهم من المسندين للأخبار ، المجتنبين من قطع السند والإرسال ، فأجزت له أن يروي عنّي جميع الكتب والأصول المذكورة في كلام الشيخين اللذين سبق ذكرهما في هذه الأوراق ، عن الشيخين المذكورين رحمهما الله تعالى ، عمّن أسندا عنه ، إلى أن ينتهي إلى أرباب الأصول ، أو إلى أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن يجيز ذلك لمن شاء ، وكيف شاء ، ونسأل الله جلّ شأنه أن يجعل ذلك وسيلة إلى رضوانه ، وذريعة إلى جنانه ، ولا يكلنا إلى أنفسنا الداعية إلى تمحيص الأفعال ، للترفع عند الجهال ، والتقرب من الدنيا التي هي مطمح أنظار الأرذال ، وصلى الله على محمّد وآله الأخيار الأطهار ،

__________________

(١) في البحار : حتّى جلّ لدينا في المعنى.

(٢) بحار الأنوار ١٠٩ : ٩٤.

٢٠٤

وكتب العبد المذنب الخاطى عبد الله عفى الله تعالى عنه. انتهى.

وفي الروضات : وجدت بخط جدّي المتبحر المبرور السيد أبي القاسم جعفر ، على حاشية أربعين العلامة المجلسي رحمه‌الله ، أن المولى الفاضل التقي ، والورع المتقي ، مولانا عبد الله التستري قدّس الله لطيفته ، كان يقول لابنه وهو يعظه : يا بني ، إني بعد ما أمرني مشايخي رضوان الله عليهم بجبل عامل بالعمل برأيي ، ما ارتكبت مباحا بل ولا مندوبا إلى الآن ، حتى الأكل والشرب والنوم والنكاح أو الجماع ، وكان يعد ذلك بأصابعه ، وكان لفظ النكاح أو لفظ الجماع رابع ما عدّه بإصبعه ، وهو رحمه‌الله أصدق من أن يتوهم في مقاله غير مخّ الحقيقة ، أو محض الحقّية.

وقال المولى محمّد تقي المجلسي رحمه‌الله في شرح الفقيه : إن شيخنا المذكور من شدّة احتياطه كان يقص ظفره في جميع أيام الأسبوع ، قال : فرأيته في يوم الثلاثاء يقلم أظفاره فقلت : يا شيخنا ؛ تقليم الأظفار في يوم الثلاثاء مذموم ، قال : بل يستحب التقليم متى طال الظفر ، فقلت له : وأين الطول؟ ثم أين الظفر؟

وقال صاحب حدائق المقربين (١) : نقل أنه جاء يوما إلى زيارة شيخنا البهائي ، فجلس عنده ساعة إلى أن أذّن المؤذّن ، فقال الشيخ : صلّ صلاتك هاهنا لأن نقتدي بك ، ونفوز بفوز الجماعة ، فتأمّل ساعة ثم قام ورجع إلى المنزل ، ولم يرض بالصلاة في جماعة هناك.

فسأله بعض أحبته عن ذلك وقال : مع غاية اهتمامك في الصلاة في أول الوقت ، كيف لم تجب الشيخ الكذائي إلى مسئوله؟ فقال : راجعت إلى نفسي سويعة فلم أر نفسي لا تتغير بإمامتي لمثله ، فلم أرض بها!!.

__________________

(١) وهو العالم الجليل الأمير محمد صالح الخاتون آبادي صهر العلاّمة المجلسي. ( منه قدس سرّه )

٢٠٥

ونقل عنه أيضا : أنه كان يجب ولده المولى حسن علي كثيرا ، فاتفق أنّه مرض شديدا ، فحضر المسجد لأداء صلاة الجمعة مع تفرقة حواسه ، فلمّا بلغ في سورة المنافقين إلى قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) (١) جعل يكرّر ذلك ، فلمّا فرغ سألوه عن ذلك ، فقال : إني لمّا بلغت هذا الموضع ، تذكرت ولدي ، فجاهدت مع النفس بتكرار هذه الآية إلى أن فرضته ميّتا ، وجعلت جنازته نصب عيني ، فانصرفت عن الآية.

قال : وكان من عبادته أنّه لا يفوت منه شيء من النوافل ، وكان يصوم الدهر ، ويحضر عنده في جميع الليالي جماعة من أهل العلم والصلاح ، وكان مأكوله وملبوسه على أيسر وجه من القناعة ، وكان مع صومه الدهر كان في الأغلب يأكل مطبوخ غير اللحم.

ونقل : أنه اشترى عمامة بأربعة عشر شاهيّا (٢) ، وتعمّم بها أربع عشرة سنة.

ونقل المولى محمّد تقي المجلسي رحمه‌الله قال : خرجنا يوما في خدمته إلى زيارة الشيخ أبي البركات الواعظ في الجامع العتيق بأصبهان ، وكان معمّرا في حدود المائة ، فلمّا ورد جناب المولى مجلسه ، وتكلّم معه في أشياء قال له الشيخ : أنا أروي عن الشيخ علي المحقق من غير واسطة ، وأجزت لك روايتي

__________________

(١) المنافقون ٦٣ : ٩.

(٢) نقد نحاسي ايراني يشبه البارة التركيّة أو الفلس العراقي ، والكلمة أسپانية الأصل ، وكانت اسما لمسكوك من الفضّة الرائجة في تلك الديار ، ومعناها بالفارسيّة شاهي نحو كلمة ركاليس في اللاتين ويكون أصلها من ركس « شاه ». انظر العقد المنير ١ : ١٤٧.

٢٠٦

عنه ، ثم أمر بأن يوضع عنده قصعة من ماء القند ، فلما رآها المولى قال : لا يشرب هذه الشربة إلاّ المريض ، فقرأ الشيخ : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ثم قال : وأنت رئيس المؤمنين ، وإنّما خلق أمثال ذلك لأجل أمثالك من المؤمنين ، فقال : أعذرني في ذلك ، فإنّي إلى الآن كنت أزعم أن ماء القند لا يشربه إلاّ المريض (٢).

وفي الرياض : قال صاحب تاريخ عالم آراء في المجلّد الآخر منه بالفارسية ما معناه : إن المولى (٣) عبد الله المذكور مرض يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة إحدى وعشرين وألف ، وعاده يوم السبت السيد الداماد ، والشيخ لطف الله الميسي العاملي ، اللذين كانا يناقشانه في المباحث العلمية ، والمسائل الاجتهادية ، ولمّا عاداه عانقهما ، وعاشرهما في غاية الفرح والسرور ، ثم في ليلة الأحد السادس والعشرين من الشهر المذكور قريبا من الصبح بعد ما أقام صلاة الليل والنوافل خرج من البيت ليلا حظ الوقت فلمّا رجع سقط ، ولم يمهله الأجل للمكالمة ، واتصل روحه بالملأ الأعلى.

__________________

(١) الأعراف ٧ : ٣٢.

(٢) روضات الجنّات ٤ : ٢٣٨.

(٣) جاء في هامش المخطوط :

ومن المشهور ان طلاب المولى المذكور نقلوا له بعض الكلمات الغريبة عن السيد الداماد وأصروا عليه السؤال عن المير عند ما يكتب إليه انّ الطلاب ينقلون عنكم كذا وكذا فما مرادكم فأجابه المير بتحقيق تلك المباحث فأورد الطلاب على كلامه وأصرّوا على المولى المذكور نقل ايراداتهم على كلامه فأجابه المير بالفارسيّة بقوله :

عزيز الوجودا جواب است

اين نه چنگ است

كلوخ انداز را

پاداش سنگ است

رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعدّ طوره إلى آخر كلامه المشهور.

٢٠٧

وكان رحمه‌الله في الكمالات النفسانية والتقوى ، وترك المستلذات الدنيوية على الدرجة العليا ، وكان يكتفي في المأكول والمشروب بسدّ الرمق ، وكان في أكثر أيامه صائما ، ويفطر على الطبيخ الشوربا بلا لحم ، وقد سكن في مشهد عليّ والحسين عليهما‌السلام قريبا من ثلاثين سنة ، في خدمة المولى المجتهد المغفور مولانا أحمد الأردبيلي رضي‌الله‌عنه ، وكان يستفيد من خدمته العلوم والفضائل والمسائل ، ويقال أنّه أجاز له في إقامة الجمعة والجماعة وتلقين المسائل الاجتهادية أيضا.

ثم إن يوم وفاته قدس سرّه كانت نوحة الناس عليه كثيرة شديدة ، وكانت الأشراف والأعيان يسعون في وصول أيديهم إلى تحت جنازته تيمّنا وتبرّكا به ، ولا يتيسر لهم لغلوّ (١) الناس وازدحامهم ، وجاءوا بجنازته إلى المسجد الجامع العتيق بأصبهان ، وغسلوه فيه بماء البئر ، وصلّى عليه السيد الداماد في جماعة من العلماء ، وأودعوا جنازته في مقبرة إمام زاده إسماعيل ، ثم نقلوها إلى مشهد الحسين عليه‌السلام (٢). انتهى.

قال صاحب الرياض : أقول : استفادته من المولى أحمد الأردبيلي ولا سيّما قريبا من ثلاثين سنة ، بل في إقامته في تلك الأماكن المشرفة في تلك المدة غير مستقيم ، فلا حظ. انتهى (٣).

وقد ظهر مما مرّ أنه رحمه‌الله يروي :

١ ـ عن المولى أحمد الأردبيلي.

٢ ـ وعن الشيخ الجليل أحمد بن نعمة الله ، صاحب القيود والحواشي

__________________

(١) الغلو : تصلّب وتشدد حتى تجاوز الحد والمقدار ، قاله الطريحي في مجمع البحرين ـ غلا ـ ١ : ٣١٨.

(٢) تاريخ عالم آرا ٢ : ٨٥٩.

(٣) رياض العلماء ٣ : ٢٠٣.

٢٠٨

والمؤلفات التي منها مقتل الحسين عليه‌السلام ، وفي الأمل : كان عالما فاضلا زاهدا عابدا شاعرا أديبا (١).

عن والده المعظم الشيخ الأجلّ الفرد العلم نعمة الله بن العالم الجليل الشيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن البحر القمقام شمس الدين محمّد ابن خاتون العاملي العيناثي.

في الرياض : هو من أجلّة علماء الإمامية وفقهائها ، وأحد الفقهاء المعروف : بابن خاتون ، وكان هو ووالده وجدّه وسائر سلسلته أهل بيت العلم ، ولم يعثر على مؤلفاته إلاّ على رسالة مختصرة في العدالة (٢).

٣ ـ وقد عرفت أن المولى الجليل المتقدم (٣) يروي عنه بلا واسطة أيضا.

عن والده المعظم أبي العباس أحمد.

٤ ـ وعن أبي الحسن علي بن عبد العالي الكركي المحقق ، الآتي (٤) ذكره الشريف.

قال سبطه في إجازته المتقدمة للمولى عبد الله (٥) : وهما يرويان عن الجدّ الأكمل الأفضل ، المحقق المدقق ، شمس الدين محمّد بن خاتون.

وتأتي تتمة الطريق في ترجمة المحقق الثاني (٦) ، إن شاء الله تعالى.

ونقل في الرياض عن معاصره صاحب الأمل أن الشيخ نعمة الله يروي عن الشهيد الثاني (٧) ، مع أنه صرح في ترجمته بأنّه كان من تلامذة الشيخ علي

__________________

(١) أمل الآمل ١ : ٤٠.

(٢) رياض العلماء ٥ : ٢٤٧.

(٣) تقدم في صفحة : ٢٠١ ، وهو : المولى عز الدين عبد الله بن الحسين التستري.

(٤) يأتي في صفحة : ٢٧٧ و ٢٧٨.

(٥) هو عبد الله بن حسين بن حسين الششتري ، وقد تقدمت الإجازة في صفحة : ٢٠٣ ، وانظر كذلك البحار ١٠٩ : ٩٥.

(٦) تأتي ترجمته في صفحة : ٢٧٧ إلى ٢٩١.

(٧) أمل الآمل ٢ : ٧٠ / ١٩٣.

٢٠٩

الكركي (١) ، فاستشكل بأنّ الشهيد يروي عن المحقق الكركي بواسطة وتارة بواسطتين ، قال : ولكن بالبال أن هذا الشيخ عمّر عمرا طويلا فلا إشكال. انتهى (٢).

ويأتي أن عدم رواية الشهيد عن المحقق الثاني لم تكن لتأخّر زمانه ، بل لعدم ملاقاته ، كيف وهو يروي عن شيخه الجليل علي بن عبد العالي الميسي المعاصر لسميه الكركي ، وكان بين وفاتيهما أربع سنين؟ ويأتي أيضا أن الشهيد يروي عن والد الشيخ نعمة الله : أبي العباس أحمد ، فالإشكال ساقط من أصله.

الثامن عشر : من مشايخ العلامة المجلسي ، الفاضل الصالح ابن عمة والده الشيخ عبد الله بن العالم الشيخ جابر العاملي.

في الأمل : كان عالما عاملا ، عابدا ، فقيها (٣).

١ ـ عن والده الجليل الشيخ جابر (٤).

عن المحقق الثاني رحمه‌الله (٥).

( حيلولة ) :

وعن الشيخ عبد الله.

٢ ـ عن جدّ والد المجلسي من قبل امه العالم الجليل المولى كمال الدين درويش محمّد بن العالم الصالح الشيخ حسن العاملي النطنزي ، ثم

__________________

(١) أمل الآمل ١ : ١٨٩ / ٢٠٤.

(٢) رياض العلماء ٥ : ٢٤٨.

(٣) أمل الآمل ١ : ١١٢ / ١٠٥.

(٤) لم يرد لهذا الطريق ذكر في المشجرة بل ورد الطريق التالي فقط وهو : الشيخ عبد الله العاملي ، عن المولى درويش عن المحقق الثاني.

ولا يخفى ان الشيخ العاملي من مشايخ المولى محمد تقي وولده محمد باقر المجلسيان.

(٥) هذا أقصر طرق الميرزا النوري رحمه‌الله وأعلاه إلى المحقّق الثاني الكركي ، فلاحظ.

٢١٠

الأصفهاني ، كان ـ كما في الرياض ـ من أكابر ثقات العلماء (١).

وفي اللؤلؤة : هو أوّل من نشر الحديث في الدولة الصفوية بأصبهان (٢).

وفي الأمل : كان فاضلا صالحا زاهدا ، من المشايخ والأجلاء (٣).

وفي مناقب الفضلاء للأمير محمّد حسين سبط العلامة المجلسي : كانت أم المولى محمّد تقي بنتا للمولى كمال الدين ، وهذا المولى كمال الدين في الزهد والعبادة ، وهو مدفون في نطنز ، وله قبّة معروفة (٤).

وفي صلاة البحار بعد ذكر دعاء الصباح المعروف لأمير المؤمنين عليه‌السلام : ولم أجده في الكتب المعتبرة إلاّ مصباح السيد ابن الباقي ، ووجدت منه نسخة : قرأ المولى الفاضل مولانا درويش محمّد الأصفهاني ـ جدّ والدي من قبل أمّه رحمة الله عليهما ـ على العلامة مروّج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدّس الله روحه فأجازه ، وهذه صورتها : الحمد لله ، قرأ عليّ هذا الدعاء والذي قبله ، عمدة الفضلاء الأخيار الصلحاء ، مولانا كمال الدين درويش محمّد الأصبهاني ـ بلّغه الله تعالى ذروة الأماني ـ قراءة تصحيح.

كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع وثلاثين وتسعمائة حامدا مصليّا (٥). انتهى.

عن المحقق الثاني بطرقه الآتية (٦).

وهذا السند من أعلى طرق المجلسي ، حيث يروي عن المحقق بواسطتين.

__________________

(١) رياض العلماء ٢ : ٢٧١.

(٢) لؤلؤة البحرين : ١٥٠ ، وفيه :. بعد الدولة.

(٣) أمل الآمل ١ : ١٤١ / ١٥٣.

(٤) مناقب الفضلاء : مخطوط.

(٥) بحار الأنوار ٩٤ : ٢٤٦.

(٦) تأتي في صفحة : ٢٩١.

٢١١

التاسع عشر من مشايخه : والده المعظم ، والبحر الخضم ، المولى محمّد تقي المستغني عن الإطراء والمدح ، غير أنّا نذكر بعض عبارات الأجلاّء الكرام ، أداء لبعض حقوقه على الإسلام.

قال النقّاد الخبير الحاج محمّد الأردبيلي في جامع الرواة : محمّد تقي بن المقصود علي الملقب بالمجلسي ، وحيد عصره ، فريد دهره ، أمره في الجلالة والثقة والأمانة ، وعلوّ القدر وعظم الشأن وسموّ الرتبة ، والتبحر في العلوم أشهر من أن يذكر ، وفوق ما تحوم حوله العبارة ، أورع أهل زمانه وأزهدهم ، وأتقاهم وأعبدهم ، بلغ فيضه دينا ودنيا بأكثر أهل زمانه من العوام والخواص ، ونشر أخبار الأئمة عليهم‌السلام بأصبهان.

قال : توفي قدس الله روحه الشريف سنة ١٠٧٠ ، وله نحو من سبع وستين سنة (١).

وقال صاحب مرآة الأحوال ، في طيّ أحواله : وأساس فضله وكماله أعلى من أن يحكيه لسان القلم ، وبعد فراغه من التحصيل أتى إلى النجف الأشرف ، واشتغل بالرياضات وتهذيب الأخلاق وتصفية الباطن ، حتى صار متّهما بالتصوف ، تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ، ويستفاد من شرحه للجامعة الكبيرة أنّه فاز بسعادة لقاء صاحب الأمر عليه‌السلام في اليقظة والمنام (٢).

وقال المحقق الكاظمي في أوّل المقابيس : ومنها : المقدسي ، للشيخ الأجل الأكمل الأفضل الأوحد الأعلم ، الأعبد الأزهد الأسعد ، جامع الفنون العقلية والنقلية ، حاوي الفضائل العلمية والعملية ، صاحب النفس القدسيّة ، والسمات الملكوتيّة ، والكرامات السنّية ، والمقامات العليّة ، ناشر

__________________

(١) جامع الرواة ٢ : ٨٢.

(٢) مرآة الأحوال : غير متوفرة لدينا.

٢١٢

الأخبار الدينيّة ، والآثار اللدنيّة ، والأحكام النبويّة ، والأعلام الإماميّة ، العالم العلم الرباني ، المؤيد بالتأييد السبحاني ، المولى محمّد تقي بن مجلسي الأصبهاني. إلى آخره (١).

وقال صاحب « حدائق المقربين » كما في الروضات : إنه كان تلميذا للمولى عبد الله الشوشتري ، والشيخ بهاء الدين محمّد العاملي ، وكان في علوم الفقه والتفسير والحديث والرجال فائق أهل الدهر ، وفي الزهد والتقوى والعبادة والورع وترك الدنيا تاليا تلو أستاذه الأول ، مشتغلا طول حياته بالرياضات والمجاهدات ، وتهذيب الأخلاق والعبادات ، وترويج الأحاديث ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وهداية الخلق ، وانتشر بيمن همّته أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام ، واهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير (٢).

ونقل في بعض مؤلفاته الرائقة قال : اتفق لي التشرّف بزيارة العتبات العاليات ، فلمّا وردت النجف الأشرف أخذني الشتاء ، فعزمت على الإقامة هناك طول الفصل ، ورددت دابة الكراء. فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه‌السلام يلاطفني كثيرا ويقول لي : لا تقم بعد ذلك هاهنا ، واخرج إلى بلدك أصفهان ، فإنّ وجودك في ذلك المكان أنفع وأبرّ. ولما كان اشتياقي في التشرف بخدمته المقدّسة كثيرا ، بالغت في استدعاء الرخصة منه في التوقف ، فلم يقبل من ذلك شيئا ، وقال : إنّ الشاه عباس قد توفي في هذه السنة ، وإنّما يجلس مجلسه الشاه صفي الصفوي ، ويحدث في بلادكم الفتن الشديدة ، والله تبارك وتعالى يريد أن تكون في مثل هذه النائرة بأصبهان باذلا جهدك في هداية الخلق ، أنت تريد أن تجيء إلى باب الله وحدك ، والله يريد أن تجيء إليه ـ بيمن

__________________

(١) مقابس الأنوار : ١٧.

(٢) روضات الجنات ٢ : ١٢٠.

٢١٣

هدايتك ـ سبعون ألفا ، فارجع إليهم فإنّه لا بدّ لك من الرجوع.

فرجعت بعد هذه الواقعة إلى أصفهان ، وقصصت ما رأيته لبعض خواصي ، وهو عرضها بخدمة النواب الرضوان مكان (١) يريد به الشاه صفيّ المذكور ، وكان في تلك الأيام في المدرسة الصفوية ، فلم يمض إلاّ قليل حتى ورد الخبر بأن النواب الخاقان المتقدم قد قبض إلى رحمة الله في سفر مازندران ، وجلس النواب الشاه صفيّ مكانه.

وكان ينقل عنه أستاذنا المولى محمّد باقر المجلسي رحمه‌الله كرامات عديدة وأمورا عجيبة ، ومنامات غريبة ، ومرائي صادقة (٢). انتهى ما أردنا نقله.

وقد ذكرنا بعض مناماته الصادقة العجيبة في رسالتنا الفيض القدسي (٣) ، وذكرنا فيها نبذة من أحوال ذريّته المباركة الأبرار الأخيار ، العلماء النجباء ، الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت ، وفرعها في السماء.

وهذا المولى الجليل يروي :

عن جمّ من حملة الشريعة وعيون الشيعة.

أوّلهم : الشيخ الأجل المولى عبد الله الشوشتري ، المتقدم (٤) ذكره.

ثانيهم : المحقق الداماد ، الآتي ذكره (٥).

ثالثهم : الشيخ الفاضل العابد الشيخ يونس الجزائري.

عن الشيخ الجليل عبد العالي.

__________________

(١) كلمة فارسية بمعنى : ساكن الجنان.

(٢) روضات الجنات ٢ : ١٢١.

(٣) راجع بحار الأنوار ١٠٥ : ١١٢

(٤) تقدم في : صفحة : ٢٠١ ، ولقب فيها بالتستري وهو واحد.

(٥) يأتي في صفحة : ٢٤٨.

٢١٤

عن والده المحقق الثاني.

رابعهم : السيد السند السيد حسين بن السيد حيدر الكركي ، وقد تقدم (١).

خامسهم : القاضي أبو الشرف الأصفهاني ، وقد تقدم في مشايخ ولده المعظم (٢).

سادسهم : الشيخ عبد الله بن جابر ، كما يظهر من آخر الوسائل (٣) ، وهو أيضا من مشايخ ولده الجليل ، كما تقدم (٤).

سابعهم : الفاضل الصالح الشيخ جابر بن عباس النجفي (٥).

عن العالم الفاضل الجليل الشيخ عبد النّبي بن الشيخ سعد الجزائري النجفي الحائري ، صاحب كتاب حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، الذي قسمه على أربعة أقسام ، وقد تقدم ذكره في مشايخ ولده ومشايخ المحدث الجزائري (٦).

ثامنهم : المحقق النحرير القاضي (٧) معزّ الدين محمّد بن تقي الدين

__________________

(١) تقدم في : الجزء الأول صفحة : ٢٩٨ ، وفي الفائدة الثالثة : ١٩٣.

(٢) انظر صفحة : ٢٠٠.

(٣) وسائل الشيعة ٢٠ : ٥٢.

(٤) تقدم في : ٢١٠.

(٥) سقط من المشجرة الطريق السابع هذا ، والذي فيه رواية الشيخ جابر النجفي ، عن الشيخ عبد النبي الجزائري ، عن الشيخ علي الميسي فقط من دون ذكر لرواية أحد عنه ـ الشيخ جابر النجفي ـ.

(٦) تقدم في : ١٦٠ ، ١٦١ ، ١٧٨.

(٧) قال العلاّمة المجلسي في إجازته لبعض تلامذته المسطورة صورتها في آخر إجازات البحار عن ذكره لمشايخ والده المولى محمد تقي [ انظر البحار ١١٠ : ٧٥ ] ما لفظه :

والعالم النحرير القاضي معز الدين محمد بن القاضي جعفر الأصفهاني وهو يروي عن

٢١٥

الأصفهاني القاضي بأصفهان في عصر السلطان الشاه عباس الماضي.

وفي الرياض : كان من الفقهاء والمتكلمين ، والماهرين في العلوم الرياضيّة (١). ووصفه التقي المجلسي في إجازته بقوله : العلاّمة الفهّامة (٢).

وولده في إجازات البحار بقوله : سلطان الحكماء ، وبرهان العلماء ، معزّ الدولة القاضي معزّ الدين (٣). إلى آخره.

١ ـ عن العالم الجليل الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي ، الآتي ذكره (٤).

٢ ـ وعن الأجل الأكمل النقاد الورع الخبير أبي إسماعيل الشيخ إبراهيم ابن سليمان القطيفي البحراني الخطي الغروي ، هو العالم الفاضل الصالح المحقق المعاصر للمحقق الثاني ، صاحب التصانيف الرائقة ، والإجازات النافعة ، والمقامات العالية.

وفي اللؤلؤة : إن القائم عليه‌السلام دخل عليه في صورة رجل كان يعرفه وسأله عن أبلغ آية في الموعظة ، فقرأ الشيخ ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (٥) فقال له الامام عليه‌السلام : صدقت يا شيخ ،

__________________

الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي المتوفّى سنة ٩٩٣.

أقول : أما السيد المير معز الدين محمد بن الأمير محمد بن المير تقي محمد الأصفهاني الحسيني فهو مقدم على هذا القاضي ، وهو من السادة الحسينيّة ، وهو المجاز عن الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي في سنة ٩٢٨ ، ففي هذا المقام سهو قلم من شيخنا العلاّمة النوري طاب ثراه ، وكأنه حين كتابة المقام لم يرجع إلى البحار. ( الجاني آقا بزك الطهراني ).

(١) رياض العلماء ٥ : ٤٧.

(٢) بحار الأنوار ١١٠ : ٧٥.

(٣) بحار الأنوار ١١٠ : ٢٢.

(٤) يأتي في : صفحة : ٢٥١.

(٥) فصلت ٤١ : ٤٠.

٢١٦

ثم خرج. فسأل عنه أهل بيته ، فقالوا : ما رأينا داخلا ولا خارجا (١). انتهى.

عن مروّج الملة والمذهب والدين المحقق الثاني.

٣ ـ وعن شيخه الذي قال ـ في حقّه ـ : المحقق المدقق أفضل عصره ، وزبدة دهره ، المعتمد على الله الخلاّق ، إبراهيم بن حسن الدرّاق (٢).

عن العالم الجليل علي بن هلال الجزائري ، أستاذ المحقق الثاني ، الآتي (٣) ذكره ، إن شاء الله تعالى.

تاسعهم : الشيخ الأعظم والواعظ المعظم ، الشيخ أبو البركات (٤).

عن المحقق الثاني رحمه‌الله.

عاشرهم : السيد النحرير المدقق المبرّز في فنون العلوم ، ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسيني الهمداني (٥) ، كذا وصفه في مناقب الفضلاء وقال : هو المعروف بميرزا إبراهيم الهمداني ، كان فاضلا حكيما ، له تأليفات ، منها حاشية على إلهيّات الشفاء ، وكان مخلوطا مربوطا مع شيخنا البهائي طاب ثراه ، وبينهما مكاتبات لطيفة (٦).

عن شيخه الجليل محمّد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي.

عن والده المحقق شهاب الدين أحمد.

وجدّه العلامة الشيخ نعمة الله. إلى آخر ما تقدّم (٧).

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ١٦٠.

(٢) في المشجرة : إبراهيم بن أبي الوراق. وما هنا أصح.

(٣) يأتي في : ٢٩١.

(٤) لم يرد في المشجرة.

(٥) لم يرد في المشجرة.

(٦) مناقب الفضلاء : مخطوط.

(٧) تقدم في : ٢٠٩.

٢١٧

حادي عشرهم (١) : العالم النحرير ، المتبحر البصير ، الجامع الخبير ، حاوي فنون الفضائل ، شيخ الإسلام والمسلمين ، بهاء الملّة والحق والدين ، محمّد ابن العالم الجليل حسين بن عبد الصمد ابن العالم الرباني صاحب الكرامات الباهرة ، شمس الدين محمّد بن علي بن حسن بن محمّد بن صالح الجبعي اللويزاني الحارثي ، لانتهاء (٢) نسبه الشريف إلى الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ـ بسكون الميم ـ الحوتي ، بضم المهملة وبالمثناة فوق ، الكوفي ، أبو زهير صاحب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومن أوليائه ، وهو المخاطب في قوله ( عليه‌السلام ) :

يا حار همدان من يمت يرني ....

الأبيات المعروفة المنسوبة إليه في كلمات جماعة حتى الشيخ المفيد في كتاب المقالات (٣). إلاّ أنّه رحمه‌الله أخرج في أماليه خبرا مسندا عن الأصبغ بن

__________________

(١) ذكر الميرزا النوري رحمه‌الله هنا للمولى المجلسي الكبير أحد عشر طريقا ، لم يتعرض لثلاثة منهم في المشجرة وهم :

١ ـ الشيخ أبو البركات.

٢ ـ والسيد إبراهيم بن الحسين الحسيني.

٣ ـ والشيخ جابر بن عباس النجفي.

وفي المشجرة أحد عشر طريقا أيضا ، إلاّ انّه لم يتعرض لذكر ثلاثة منهم وهم :

١ ـ المير شرف الدين المتوفّى سنة ١٠٦٠ ه‍.

٢ ـ الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم.

٣ ـ المولى حسين علي التستري ١٠٧٥ ه‍.

فصار مجموع مشايخ المولى محمد تقي المجلسي ـ جمعا بين المستدرك والمشجرة ـ أربعة عشر شيخا.

(٢) كما صرّح به الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد والد صاحب الترجمة ( آقا بزرك )

(٣) أوائل المقالات : ٨٥.

٢١٨

نباتة قال : دخل الحارث الأعور على أمير المؤمنين عليه‌السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتئد في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه (١) ، وكان مريضا فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام وكانت له منزلة فقال : كيف تجدك يا حارث؟

فقال : نال الدهر ـ يا أمير المؤمنين ـ مني ، وزادني أوارا (٢) وغليلا اختصام أصحابك ببابك.

قال : وفيم خصومتهم؟

قال : فيك وفي الثلاثة من قبلك ، فمن مفرّط منهم غال ، ومقتصد قال ، ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم.

فقال : حسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي.

فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي وأمي الرين عن قلوبنا ، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا؟

قال : قدك (٣) ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك ، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال ، بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله.

يا حارث ، إن الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحق

__________________

(١) يخبط الأرض : أي : يطؤها بشدّة ، وهو مستعمل أصلا لمشي البعير ، لأنّه يضرب الأرض بشدّة.

بمحجنه : أي بعصاه المعوج رأسها.

(٢) الأوار : شدّة حر الشمس ، ولفح النار ووهجها ، والعطش ، ومن كلام لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فإن طاعة الله حرز من أوار نيران موقدة. انظر ( لسان العرب ـ أور ـ ٤ : ٣٥ )

(٣) في المخطوطة والحجرية : ندل. والمثبت من المصدر ومعناه ان أخذت اسم فعل : يكفي.

وان أخذت اسما فهي بمعنى حسب.

هذا على أن تقرأ بالتخفيف ، وأمّا التشديد فهو غلط واضح.

٢١٩

أخبرك ، فأرعني سمعك ، ثم خبّر به من كان له حصافة من أصحابك.

ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الأول في أمتكم (١) حقّا ، فنحن الأولون ، ونحن الآخرون ، ونحن خاصّته ـ يا حارث ـ وخالصته.

وأنا صنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، أوتيت فهم الكتاب ، وفصل الخطاب ، وعلم القرون والأسباب ، واستودعت ألف مفتاح ، كلّ مفتاح يفتح ألف باب ، يفضى كلّ باب إلى ألف (٢) عهد ، وأيدت واتّخذت ، وأمددت بليلة القدر نفلا ، وإن ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار ، حتى يرث الأرض ومن عليها.

وأبشرك ـ يا حارث ـ لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند المقاسمة.

قال الحارث وما المقاسمة؟.

قال : مقاسمة النار ، أقاسمها قسمة صحيحة ، أقول : هذا ولييّ فاتركيه ، وهذا عدوّي فخذيه.

ثمّ أخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام بيد الحارث فقال : يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيدي فقال لي ـ وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي ـ : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وحجزته ـ يعني عصمته ـ من ذي العرش تعالى ، وأخذت يا علي أنت بحجزتي ، وأخذت ذريّتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فما ذا يصنع الله بنبيّه ، وما يصنع نبيّه بوصيّة! خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت ( يقولها ثلاثا ).

__________________

(١) في المصدر : صديقه الأول صدقته وآدم بين الروح والجسد ثم انّي صديقه الأول في امّتكم.

(٢) ورد في المصدر : ألف ألف.

٢٢٠