خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-86-8
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٤٧١

وذكر الكاتب في آخر الرسالة : از فضل ايزد متعال بتاريخ بيست وهشتم شهر شوال اين رساله متبركه باتمام رسيد سنة ١١٦٩ يك هزار ويك صد وشصت ونهم از هجرت نقل از كتاب خطّ تقوى شعارى ميرزا احمد شيرازى سلّمه الله الغنى مطابق سنه سيّم از جلوس عالم گير شاهى (١). انتهى.

مع أنّه يكفي في هذا المقام تصريح أستاذ هذا الفن العالم المتبحّر الخبير البارع الآميرزا عبد الله الأصفهاني ، قال في رياض العلماء في ترجمة العطّار (٢) المعروف : قال محمّد بن غياث الدين محمّد المشهور بجلال الدين أمير سيد في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى أحمد الأردبيلي بالفارسية (٣) إلى أخره.

__________________

(١) ترجمة ما أورده :

أما بعد ، اعلم ـ أيّها الولي المؤمن ـ انّه لمّا فرغ هذا الفقير من مطالعة كتاب حديقة الشيعة ـ الذي هو من مصنّفات العلاّمة الأردبيلي ـ طلب منّي جمع من الأحبّة انتخاب الباب المتكفل لبيان مذاهب الصوفيّة وعقائدها ، امتثالا لطلبهم قمت بكتابتها ( ترقيم ) وأعددتها رسالة مستقلّة ، ويلزم أن يعلم إنّ علاّمة الدهر والمتبحّر الوحيد مولانا أحمد الأردبيلي خلّد الله تعالى أيّام إفاداته وأبر أوقات إفاضاته ـ في ذلك الكتاب في ضمن أحوال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ، قال : بما هذا مضمونه. إلى آخره.

من فضل الله تعالى تمّت هذه الرسالة المباركة في تاريخ ثمان وعشرين من شهر شوال سنة ألف ومائة وتسعة وستين ١١٦٩ من الهجرة.

نقل من كتاب بخط من شعاره التقوى ميرزا أحمد الشيرازي سلّمه الله الغني الموافق للسنة الثالثة من جلوس الملك العالمي.

(٢) العطار المعروف هو : فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن إسحاق عطار النيشابوري ، شاعر وصوفي ايراني مشهور ، يقال أنّ والده كان عطّارا ( أي : بياع العطر ) والأدوية ، كانت ولادته سنة ٥٤٠ ، ووفاته سنة ٦١٨ ه‍. ق ، ومقبرته موجودة الآن قرب نيشابور وله آثار منها : تذكرة الأولياء ، ديوان شعره ، منطق الطير. وغيرها. انظر لغتنامه دهخدا ( ع ـ عتك ) : ٣١٠ عطار ، والذريعة القسم الثالث من المجلّد التاسع / ٧٢٩ / ٥٠٢٠ ، وكذلك طبقات اعلام الشيعة في المائة السابعة : ١٤٧ مع اختلاف في تاريخ الولادة ، مقدّمة كتبه.

(٣) رياض العلماء : ٣٨٣ ( القسم الثاني ـ مخطوط )

١٠١

وقال أيضا في ترجمة الشيخ الجليل نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي : ومن مؤلفات هذا الشيخ كتاب إيجاز المطالب في إبراز المذاهب ، نسبه إليه السيد جلال الدين محمّد بن غياث الدين محمّد في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى أحمد الأردبيلي ، وينقل (١) عنه : إلى آخره وفيه قرينة أخرى على صحة النسبة كما لا يخفى.

فمن الغريب بعد ذلك كلّه ما في الروضات بعد نقل صحة النسبة عن المشايخ الأربعة المتقدمة : وقد نفاها بعضهم ـ ونقل ذلك عن سميّنا المجلسي ولم يثبت عنه ـ لفقد الدليل عليها ، ولكثرة نقله عن الضعاف التي لا أثر لها من الكتب المعتمدة ، أو لوجود مضمون الكتاب بعينه في بعض كتب الشيعة الأعاجم المتقدّمين ـ إلاّ قليلا من ديباجته كما قيل ـ أو لبعد التأليف بهذا السوق واللسان من مثله ، وفي مثل الغري السري العربي (٢). انتهى.

قلت : أمّا النقل عن الضعاف فهو كلام صادر عمّن لم ينظر إلى الكتاب ، ولا عهد له بمؤلفات الأصحاب في هذا الباب ، أو لا معرفة له بالسليم والسقيم ، والضعيف والصحيح ، فإنّهم في مقام الرّد على العامة والطعن على أئمتهم ، ينقلون عن كتب المخالفين من صحاحهم وتفاسيرهم ، وإن كان جميعها عندنا من أضعف الضعاف ، وفي مقام ذكر الفضائل والمعاجز يتساهلون في طرقها ، ويتسامحون في النقل والأسانيد ، غير أنّهم يلاحظون الكتب المنقولة فلا يخرجونهما إلاّ عن المعتبرة منها بالاعتماد على مؤلفها. ومن تأمّل في الكتاب المذكور لا يرى فرقا بينه وبين ما تقدّمه من مؤلفات العلاّمة وابن شهرآشوب وغيرهما في هذا الباب. مع أنّ جلّ ما ينقل عنه ممّا نقله عنه بعده

__________________

(١) رياض العلماء ٣ : ٢١٦.

(٢) روضات الجنات ١ : ٨٣.

١٠٢

الأصحاب كصاحب البحار والوسائل ، والباقي أيضا من الكتب المعتبرة وإن لم يصل إليهم كمؤلّفات عماد الدين حسن بن علي الطبرسي صاحب كامل البهائي وأسرار الإمامة وغيرها.

وأمّا وجود مضمونه في كتاب آخر ، فقد عرفت حقيقة الحال ، والبعد الذي ذكره أشبه بكلام الأطفال.

فظهر ممّا ذكرناه من شهادة هؤلاء المشايخ الذين هم المرجع في أمثال هذا المقام خصوصا صاحب الرياض.

وكذا شيخنا صاحب الوسائل مع ما عرفت من طريقته من شدة تحرّزه عن النقل عن الكتب التي لم يعرف مؤلفها ، وجزمه بالنسبة ، ونقله منه ، مع قرب عهده بالمولى المذكور.

وكذا الشيخ سليمان الذي يعبّر عنه الأستاذ الأكبر في التعليقة بالمحقق البحراني (١) مضافا إلى بعد الوضع لعدم الدواعي ، بل وعدم إمكان النسبة عادة إلى مثل المولى المزبور الذي هو في عصره من رؤساء المذهب وأساتيذ العلماء ، ولم تكن تشتبه مؤلّفاته عليهم خصوصا مثل هذا الكتاب الكبير.

وقد كان المعروفون من تلامذته في قرب عصرهم كالعالمين الجليلين النبيلين الأمير فضل الله التفريشي والأمير علام ، ولما سئل المولى المقدّس عند وفاته عمّن يستحق أن يرجع إليه بعده؟ قال : أمّا في الشرعيّات فإلى الأمير علام ، وأمّا في العقليات فإلى الأمير فضل الله. وغير ذلك من القرائن أنه لا ينبغي التردّد في كونه من مؤلفاته.

وسمعت من بعض المشايخ : أنّ أصل هذه الشبهة من بعض من انتحل التصوّف من ضعفاء الإيمان لمّا رأوا في الكتاب من ذكر قبائح القوم ومفاسدهم ،

__________________

(١) المقدمة الثالثة من التعليقة ( المطبوعة مع رجال الخاقاني ) : ٤٥. أو المطبوعة مع منهج المقال : ٩.

١٠٣

مع ما عليه مؤلفه من القدس والتقوى والمقبولية عند الكافة ، فدعاهم ذلك إلى إنكار كونه منه تشبّثا منهم بما هو أوهن وأوهى من بيت العنكبوت.

الخامس ـ من مشايخهما (١) ـ : الشيخ الجليل الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد شيخنا البهائي ، الآتي ذكره (٢).

وهؤلاء المشايخ يروون عن شيخنا الشهيد الثاني ، غير المولى المقدّس المحقّق الأردبيلي فإنّه يروي عن السيد علي الصائغ ـ المتقدّم عنه ـ ولم أعثر له على شيخ غيره.

( حيلولة ) :

وعن شيخنا صاحب اللؤلؤة.

٣ ـ عن المولى الجليل رفيع الدين بن فرج الجيلاني الرشتي (٣) ـ المجاور لمشهد الرضا عليه‌السلام ـ قال الشيخ المذكور في إجازته للعلاّمة الطباطبائي : وهذا الطريق أعلى طرقي لقلّة الوسائط فيها. انتهى.

وذلك لأنه يروي عن العلاّمة المجلسي بلا واسطة ، والعجب أنّه مع ذلك لم يترجم له في اللؤلؤة.

وفي تتميم أمل الآمل بعد الترجمة : طلع شارق فضيلته فاستضاء منه جملة من بني آدم ، وأضاء بارق تحقيقه فاستنار منه العالم. وساق شطرا من مراتبه في العلوم العقلية والنقلية ، قال : وأمّا القوة العملية ففي الأخلاق الحسنة لم يكن له نظير ولا عديل ، وفي أعمال العبادات الشرعية لم يوجد له مثيل ولا بديل. إلى آخر ما ذكره في كلام طويل (٤).

__________________

(١) أي : صاحب المعالم وصاحب المدارك رحمهما الله.

(٢) يأتي في صفحة : ٢٣٢.

(٣) ذكره في المشجرة بعنوان : المشهدي ملاّ رفيع ( صاحب نان وپنير )

(٤) تتميم أمل الآمل : ١٥٩ / ١١١.

١٠٤

وذكره في الرياض (١) ، والسيد الجليل السيد عبد الله الجزائري في إجازته الكبيرة (٢) ، ذكرنا كلامهم في شرح حاله ومؤلفاته في رسالتنا ( الفيض القدسي في شرح حال المجلسي (٣) ) فإنه كان أحد أصهارهم ، فانّ زوجته بنت العالم النحرير الأمير أبو المعالي الكبير ، وأمها بنت العالم المولى محمّد صالح المازندراني ، وأمها العالمة الجليلة بنت المجلسي الأول. توفي في عشر سنين بعد المائة والألف وعمره ـ كما في التتميم (٤) ـ قريب من مائة.

عن العلامة المجلسي رحمه‌الله (٥).

( حيلولة ) :

وعن آية الله بحر العلوم (٦).

ح : [ ثامنهم ] عن العالم المتبحّر الجليل الشيخ عبد النبي القزويني اليزدي ـ صاحب تتميم الأمل ـ وهو أيضا يروي عن بحر العلوم ، بل صنّف التتميم بأمره ، قال في أوّل الكتاب بعد كلام طويل : كنت أتردّد أرفع رجلا وأضع أخرى ، وأتحيّر أقدّم قدما وأؤخر غير الأولى ، إلى أن وقع أمر من امتثاله من أفيد الأمور في اقتناء الثواب ، والإقبال إلى خطابه وتلقّيه بالقبول من أصوب الصواب ، وهو السيد الأجل الفاضل إلى (٧) آخر ما عدّ من مناقبه غير الوافية. وقد ذكر السيد في ظهر هذا الكتاب ـ بخطه ـ شطرا من فضائل المولى المزبور ، ومدائح الكتاب ، وفي آخره إجازته له ، وقبله إجازة المولى له ، كلّ ذلك

__________________

(١) رياض العلماء : لم نعثر عليه.

(٢) الإجازة الكبيرة : ١٣٨ / ٢٠.

(٣) بحار الأنوار ١٠٥ : ١٤١.

(٤) تتميم أمل الآمل : ١٦١.

(٥) لقلّة الوسائط بين الميرزا النوري والعلاّمة المجلسي يعد هذا الطريق من أعلى طرقه قدس‌سره.

(٦) هذا الطريق لم يتعرض له في المشجرة ، فلا حظ.

(٧) تتميم أمل الآمل : ٤٦.

١٠٥

موجود بخطهما في مجموعة شريفة.

١ ـ عن السيد الفاضل الأمير إبراهيم القزويني ، المتقدّم ذكره (١).

٢ ـ وابنه العالم الكامل الأمير محمد مهدي ، وقد وصفه في الإجازة بقوله : آية الله في الفضل والعلم ، وحجة الله على أرباب النهي والحلم.

٣ ـ والسيد الفاضل الأمير محمد صالح القزويني.

٤ ـ والفاضل العلاّم المولى علي أصغر المشهدي الرضوي ( قدّس الله تعالى أرواحهم ).

١ ـ عن العلاّمة المجلسي (٢).

٢ ـ والعلامة الخوانساري (٣).

٣ ـ والعلامة الخراساني ، بأسانيدهم التي تقدّم بعضها ونشير إن شاء الله إلى باقيها (٤).

( حيلولة ) :

وعن المولى الجليل صاحب المستند والعوائد.

[٢] عن والده النحرير العالم الخبير المولى مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي ، صاحب كتاب اللوامع ـ الذي ينقل عنه في الفقه ـ ومشكلات العلوم المنبئ عن فضله وتبحّره في أنواع العلوم ، وغيرهما من المؤلفات.

__________________

(١) تقدم في صحيفة : ٥٠.

(٢) تأتي طرق العلاّمة المجلسي من صفحة ١٧٦ إلى صفحة ٢٣٥.

(٣) تقدم في صحيفة : ٥١.

(٤) تقدم في صحيفة : ٥٦.

إلى هنا ذكر ثمانية طرق للعلاّمة بحر العلوم لم يتعرض في المشجرة إلاّ إلى خمس منها.

ثم بدأ بشيخ الشيخ الأنصاري المولى أحمد النراقي وطرقه.

ومن هنا يبدأ الطريق الثاني للمولى النراقي.

١٠٦

قال في الروضة البهية : سمعت من بعض المعتمدين أنّه كان في أيام التحصيل في نهاية الفقر والفاقة ، حتى أنّه في بعض الأوقات ليس له القدرة على تحصيل السراج ، ويستضيء بسراج ( بيت الخلاء ) ويطالع هناك (١) ، وكلّما جاء أحد يتنحنح لئلا يطّلع عليه أحد.

قال : وبعد المراجعة والفراغ من التحصيل توطّن في بلدة كاشان ، وكان خاليا من العلماء وببركة أنفاسه الشريفة صار مملوءا من العلماء والفضلاء الكاملين ، وصار مرجعا ومحلا للمشتغلين ، وبرز من مجلسه جمع من العلماء الأعلام (٢). انتهى. توفي سنة ١٢٠٩.

عن مشايخه العظام :

أولهم : الأستاذ الأكبر البهبهاني (٣).

وثانيهم : المحدّث الجليل البحراني صاحب الحدائق ، بطرقهما (٤) المتقدمة.

وثالثهم : النحرير المحقّق الفقيه الجامع الحاج شيخ محمّد بن الحاج محمّد زمان الكاشاني ، بطرقه المتقدّمة في مشايخ الفريد آغا باقر الهزارجريبي (٥).

ورابعهم : الشيخ محمّد مهدي الفتوني ، الذي مرّ ذكره في مشايخ بحر العلوم.

وخامسهم : العلم العلاّمة المولى محمّد إسماعيل بن محمّد حسين بن

__________________

(١) في الحجريّة : هنا.

(٢) الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة : غير متوفرة لدينا.

(٣) وطرق البهبهاني تبدأ من ص ٤٩.

(٤) تقدمت في صحيفة : ٦٦ و ٧٤.

(٥) تقدم في صحيفة : ٦٤.

١٠٧

محمّد رضا بن علاء الدين محمّد المازندراني ، الساكن في محلة خاجو من محلات أصبهان ، الشهير بالمولى إسماعيل الخواجوئي ، المتوفى سنة ١١٧٧ ـ كما في التتميم (١) ـ أو في حادي عشر شعبان سنة ١١٧٣ ـ كما في الروضات (٢) ـ.

وفي الأول : كان من العلماء الغائصين في الأغوار ، والمتعمقين في العلوم بالاسبار ، واشتهر بالفضل وعرفه كل ذكي وغبي ، وملك التحقيق الكامل حتى اعترف به كل فاضل زكي ، وكان من فرسان الكلام ومن فحول أهل العلم. إلى أن ذكر تبحّره في الحكمة والكلام ، قال : وكان رحمه‌الله مع ذلك ذا بسطة كثيرة في الفقه والتفسير والحديث مع كمال التحقيق فيها.

وبالجملة كان آية عظيمة من آيات الله ، وحجة بالغة من حجج الله ، وكان ذا عبادة كثيرة ، وزهادة خطيرة ، معتزلا عن الناس ، مبغضا لمن كان يحصّل العلم للدنيا ، عاملا بسنن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي نهاية الإخلاص لأئمة الهدى عليهم‌السلام ، وذا شدّة عظيمة في تسديد العقائد الحقة وتشديدها ، ذا همّة جسيمة في إجراء أمور الدين مجراها وتأييدها (٣).

وأثنى عليه في الروضات بما لا مزيد عليه ، وعدّ في خلال مناقبه : أنّه كان مستجاب الدعوة ، مسلوب الادّعاء ، معظّما في أعين الملوك والأعيان ، مفخّما عند أولي الجلالة والسلطان ، حتى أنّ النادر شاه ـ مع سطوته المعروفة وصولته الموصوفة ـ كان لا يعتني من بين علماء زمانه إلاّ به ، ولا يقوم إلاّ بأدبه (٤) ، ولا يقبل إلاّ قوله ، ولا يمتثل إلاّ أمره ، ولا يحقق إلاّ رجاه ، ولا يسمع إلاّ دعاه ، وذلك لاستغنائه الجميل عمّا في أيدي الناس ، واكتفائه بالقليل من الأكل

__________________

(١) تتميم أمل الآمل : ٦٧ / ١٩.

(٢) روضات الجنات ١ : ١١٤.

(٣) تتميم أمل الآمل : ٦٧ / ١٩.

(٤) كذا ، ولعلّها : بآربه ، أي : مراده.

١٠٨

والشرب واللباس (١). إلى آخر ما ذكره. وعدّ له مؤلفات عديدة رأينا منها رسائل متعدّدة كاشفة عن صدق كلّ ما قالوا فيه.

وهذا المولى الجليل يروي عن العالم الجليل الشيخ حسين الماحوزي ـ المتقدّم (٢) ـ عن مشايخه.

وسادسهم : الفاضل الأوحد ، والعالم المؤيد ، المولى محمّد مهدي الهرندي الأصفهاني ، المتوفى في جمادى الأولى سنة ١١٨٠ ، المدفون في المسجد الجامع (٣).

عن الشيخ حسين الماحوزي (٤).

والأمير محمّد حسين الخواتون آبادي. بطرقهما المتقدمة (٥).

( حيلولة ) :

وعن المحقق صاحب المستند.

[٣] عن السيد المتبحّر الجليل الرباني الآميرزا محمّد مهدي الشهرستاني ، المجاور للمشهد الحسيني على مشرفه السلام ، المتوفى سنة ١٢١٦.

حدّثني العالم المحقّق السيد علي ـ سبط العلامة الطباطبائي ـ مؤلف البرهان القاطع في شرح النافع في الفقه ، عن العالم الرباني صاحب الكرامات

__________________

(١) روضات الجنّات ١ : ١١٤ / ٣٢.

(٢) تقدم في : ٦٦.

(٣) لم يتعرض له ولا لطرقه في المشجرة.

هذا ، والشيخ النوري ذكر في المشجرة للمولى النراقي شيخين هما : الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف البحراني ، وزاد هنا الأربعة الباقية.

(٤) ذكره في المشجرة من مشايخ الشيخ يوسف البحراني. تقدمت طرق الماحوزي في ٦٤ و ٦٧.

والخاتون آبادي ذكره بعنوان : إمام الجمعة الأمير محمد حسين بن السيد عبد الباقي يروي عن أبيه السيد عبد الباقي بن مير محمد حسين.

(٥) تقدم في : ٥٧ ، ٥٨.

١٠٩

الباهرة المولى زين العابدين السلماسي ، قال : لمّا اشتدّ المرض بالسيد الجليل بحر العلوم طاب ثراه قال لنا ـ وكنا جماعة ـ : أحبّ أن يصلي عليّ الشيخ الجليل الشيخ حسين نجف ـ المضروب بكثرة زهده وعبادته المثل ـ ولكن لا يصلّي عليّ إلاّ جناب العالم الرباني الآميرزا مهدي الشهرستاني ، وكان له صداقة تامة مع السيد رحمه‌الله ، فتعجبنا من هذا الإخبار لأنّ الآميرزا المذكور كان حينئذ في كربلاء.

وتوفي بعد هذا الإخبار بزمان قليل ، فأخذنا في تجهيزه وليس عن الآميرزا المزبور خبر ولا أثر ، وكنت متفكرا لأني لم أسمع مدة مصاحبتي معه ـ قدّس سره ـ كلاما غير محقق ، ولا خبرا غير مطابق للواقع ـ وكان رحمه‌الله من خواص أصحابه وحامل إسراره ـ قال : فتحيّرت في وجه المخالفة إلى أن غسلناه وكفّناه وحملناه وأتينا به إلى الصحن الشريف للصلاة والطواف ومعنا وجوه المشايخ وأجلّة الفقهاء ، كالبدر الأزهر الشيخ جعفر ، والشيخ حسين نجف وغيرهما.

وحان وقت الصلاة فضاق صدري بما سمعت منه ، فبينا نحن كذلك وإذا بالناس ينفرجون عن الباب الشرقي فنظرت فإذا بالسيد الأجل الشهرستاني وقد دخل الصحن الشريف ، وعليه ثياب السفر وآثار تعب المسير ، فلمّا وافى الجنازة قدّمه المشايخ لاجتماع أسبابه (١) فيه. فصلّى عليه وصلينا معه وأنا مسرور الخاطر منشرح الصدر ، شاكرا لله تعالى بإزالة الريب عن قلوبنا. ثم ذكر لنا : أنه صلّى الظهر في مسجده في كربلاء ، وفي رجوعه إلى بيته في وقت الظهيرة وصل إليه مكتوب من النجف الأشرف ، وفيه يأس الناس عن السيد ، قال : فدخلت البيت وركبت بغلة كانت لي من غير مكث فيه وفي الطريق ، وصادف دخولي في البلد حمل جنازته رحمهما الله تعالى.

وحدثني بذلك أيضا الأخ الصفي ، العالم الزكي الرباني آغا علي رضا

__________________

(١) أي : أسباب التقدم فيه.

١١٠

الأصفهاني عن المولى المذكور مثله.

عن شيخه المحدّث المحقّق صاحب الحدائق.

( حيلولة ) :

وعن صاحب المستند.

[٤] عن شيخ الفقهاء صاحب كشف الغطاء (١) ، الآتي ذكره إن شاء الله تعالى (٢).

( حيلولة ) :

وعن شيخنا (٣) الأعظم والطود الأشمّ الشيخ مرتضى الأنصاري ، قدّس الله تربته الزكيّة.

ب ـ عن السيد الجليل والحبر النبيل السيد صدر الدين محمّد بن السيد صالح بن السيد محمّد بن السيد إبراهيم بن السيد زين العابدين بن نور الدين (٤) علي بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الحسن

__________________

(١) لم يذكر هذا الطريق في المشجرة ، وتعرض للطرق الثلاثة المارّة للمولى النراقي ، فراجع.

(٢) يأتي في صحيفة : ١١٧.

(٣) من هنا يبدأ الطريق الثاني للشيخ الأنصاري رحمه‌الله

(٤) يذهب البعض إلى ان العمود النسبي الصحيح هو :

... السيد إبراهيم بن السيد زين العابدين بن السيد ( علي نور الدين ) بن السيد ( نور الدين علي ) بن الحسين ...

أي ان الأب والابن اشتركا في الاسم والكنية فاصطلح بين العلماء تقديم الكنية على الاسم للأب وعكسها للابن ، والبعض يذهب إلى انّ الصحيح هو :

... السيد ( إبراهيم ) بن السيد ( إبراهيم زين العابدين ) بن السيد نور الدين علي بن السيد زين العابدين علي بن الحسين ...

أي أنّ الأب والابن اشتركا في الاسم والكنية ، وهجرت كنية الأب واشتهر باسمه وعكسه في الابن.

انظر تكملة الأمل : ٢٢٤ / ١٩٠ ، ومقدمتها : ٥٤ ، ومقدمة مدارك الاحكام ١ : ٢٨.

١١١

عباس بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حمزة الصغير بن سعد الله بن حمزة الكبير ابن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن محمّد بن طاهر بن الحسين القطعي بن أبي سبحة موسى بن إبراهيم الصغير المرتضى بن الامام الكاظم عليه‌السلام الموسوي العاملي ، البغدادي المنشأ ، الأصفهاني المسكن ، النجفي الخاتمة والمدفن.

وكانت امه بنت الشيخ علي بن محيي الدين بن الشيخ علي بن الشيخ محمّد بن صاحب المعالم.

كان من أفاضل علماء وقته في الفقه والأصول والحديث والرجال وفنون الأدب والعروض.

وعندي رجال الشيخ أبي علي عليه حواش بخطه الشريف يظهر منها طول باعه ، وسعة اطلاعه ، ودقة نظره ، وقد دوّنها ابن ابن أخيه السيد البارع في العلوم الحسن بن الهادي الموسوي الكاظمي ، أدام الله تعالى بقاه.

وله كتاب مجال الرجال أيضا وله مؤلفات رائقة في الفقه وغيره فصلها مع شرح حاله تلميذه في الروضات (١).

وكان صهر الشيخ الأكبر (٢) على بنته ، مقيما بأصبهان ، شديدا في ذات الله ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ملجأ للعلماء والأفاضل ، إلى أن سافر في آخر عمره إلى العراق.

وتوفّي في النجف الأشرف سنة ١٢٦٤.

عن والده السيد الأيّد السيد صالح.

__________________

(١) روضات الجنّات ٤ : ١٢٦.

(٢) أي : الشيخ جعفر كاشف الغطاء.

١١٢

عن والده السيد المؤيد السيد محمّد.

عن شيخه وأستاذه الشيخ محمّد بن الحسن الحر صاحب الوسائل (١).

__________________

(١) هذا أقصر طرق الميرزا النوري إلى المحدث الحر العاملي صاحب الوسائل ، وهو مثبت في المشجرة.

١١٣

ومنها ما أخبرني به إجازة شيخي وأستاذي ، ومن إليه في العلوم الشرعية استنادي ، أفقه الفقهاء ، وأفضل العلماء ، العالم العلم الرباني :

٢ ـ الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني (١) ، أسكنه الله تعالى بحبوحة جنته.

كان نادرة الدهر وأعجوبة الزمان ، في الدقة والتحقيق وجودة الفهم ، وسرعة الانتقال وحسن الضبط والإتقان ، وكثرة الحفظ في الفقه والحديث والرجال واللغة ، حامي الدين ودافع شبه الملحدين ، وجاهد في الله في محو صولة المبتدعين ، أقام أعلام الشعائر في العتبات العاليات ، وبالغ مجهوده في عمارة القباب الساميات ، صاحبته زمانا طويلا إلى أن نعق بيني وبينه الغراب ، واتخذ المضجع تحت التراب ، في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة ١٢٨٦ (٢). له كتاب في طبقات الرواة ، في جدول لطيف ، غير أنّه ناقص.

[١] عن مربّي العلماء ، وشيخ الفقهاء ، المنتهى إليه رئاسة الإمامية في

__________________

(١) ذكر في المشجرة له أربعة طرق ، وهذا هو الطريق الثاني للميرزا النوري قدس‌سره.

(٢) نقل عن خط لشيخنا الطهراني صاحب الذريعة في نسخته الخاصة من المستدرك هنا حاشية هي :

ولد سنة ١٢٢٢ كما ذكره في كتابه مصباح النجاة ، قال فيه : انّه ألّفه في أصفهان في سنة ١٢٥٢ وله يومئذ ثلاثون سنة ، فتكون ولادته في سنة ١٢٢٢ كما ذكرناه ، وعمره أربع وستون سنة كما يظهر من تاريخ وفاته سنة ١٢٨٦.

١١٤

عصره ، الشيخ محمّد حسن بن الشيخ باقر النجفي (١) ، صاحب كتاب جواهر الكلام الذي لم يصنّف في الإسلام مثله في الحلال والحرام.

حدّثني الشيخ المتقدّم عن بعض العلماء أنه قال : لو أراد مؤرّخ زمانه أن يثبت الحوادث العجيبة في أيامه ما يجد حادثة بأعجب من تصنيف هذا الكتاب في عصره ، وهذا من الظهور بمكان لا يحتاج إلى الشرح والبيان. توفي ـ رحمه‌الله ـ غرّة شعبان سنة ١٢٦٤.

( أ ) ـ عن علم الأعلام ، وسيف الإسلام ، خرّيت طريق التحقيق والتدقيق ، مالك أزمّة الفضل بالنظر الدقيق ، الشيخ الأعظم الأعلم الأعصم ، الشيخ جعفر بن المرحوم الشيخ خضر من أهل جناجية من العشيرة المعروفة بآل علي ، وهي طائفة كبيرة ، بعضهم الآن في نواحي الشامية ، وبعضهم في نواحي الحلّة ، وهي من الموالك ، وهم طوائف من سكان البوادي يرجعون إلى مالك الأشتر رضي‌الله‌عنه بالنسب.

وقد أشار إلى ذلك العالم النحرير الأجلّ السيد صادق الفحام ـ الذي هو من العلماء الأعلام ـ في قصيدته التي يرثي بها الشيخ حسين بن الشيخ خضر ـ أخا الشيخ الأكبر صاحب كشف الغطاء ـ وهو من المجتهدين المعروفين في عصره ، أوّلها :

يا أيّها الزائر قبرا حوى

من كان للعلياء إنسان عين

__________________

(١) الشيخ عبد الحسين الطهراني يروي عن صاحب الجواهر ويروي الأخير عنه بطريق التدبيج ، فكلّ شيخ الآخر ، لاحظ المشجرة.

١١٥

إلى أن قال :

يا منتمي فخرا إلى مالك (١)

ما مالكي إلاّك في المعنيين

وقال مادح أهل البيت الشيخ صالح التميمي الحلّي في قصيدته التي يهنئ بها الشيخ محمّد ـ سبط الشيخ الأكبر ـ بزواجه بامرأة من شيوخ آل مالك ورؤسائهم الذين كانوا في الدغارة :

رأى درّة بيضاء في آل مالك

تضيء لغوّاص البحار ركوب

رأى أنه أولى بها لقرابة

تضمّنها أصلا لخير نجيب

وبالجملة ، فالشيخ خضر كان من الفقهاء المتبتّلين والزهاد المعروفين ، وعلماء عصره كانوا يزدحمون على الصلاة خلفه.

قال ولده الشيخ الأكبر في كشف الغطاء في بحث التشهّد : وان يضيف بعد الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التشهّد الأوسط قول : وتقبّل شفاعته في أمته وارفع درجته ، والأقوى استحبابه في التشهّد الأخير بقصد الخصوصية لما يظهر من بعض الأخبار من تساوي التشهّدين ، وللتفويض ، وإفتاء بعض العلماء ، وحديث المعراج. وقد رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عالم الرؤيا فأمرني أن أضيف إليها قول : وقرّب وسيلته. وكان الوالد ـ رحمه‌الله محافظا على ذلك في التشهد الأوسط ، ولم أزل اتي بها سرّا لئلا يتوهم ورودها قاصدا أنّها من أحسن الدعاء. انتهى (٢).

وفي دلالته على عظم شأنه ما لا يخفى. توفي في رجب سنة ١١٨٠ تقريبا.

__________________

(١) المقصود مالك الأشتر رضوان الله عليه.

(٢) كشف الغطاء : ٢٤٥.

١١٦

وأمّا ولده الشيخ الأكبر فهو من آيات الله العجيبة التي تقصر عن دركها العقول ، وعن وصفها الألسن ، فإن نظرت إلى علمه فكتابه كشف الغطاء ـ الذي ألّفه في سفره ـ ينبئك عن أمر عظيم ، ومقام عليّ في مراتب العلوم الدينية ، أصولا وفروعا. وكان الشيخ الأعظم الأنصاري ـ رحمه‌الله ـ يقول ما معناه : من أتقن القواعد الأصولية التي أودعها الشيخ في كشفه ، فهو عندي مجتهد.

وحدّثني الشيخ الأستاذ ـ رحمه‌الله ـ قال : قلت لشيخي صاحب جواهر الكلام : لم أعرضت عن شرح كشف الغطاء ، ولم تؤد حق صاحبه وهو شيخك وأستادك ، وفي كتابه من المطالب العويصة والعبارات المشكلة ما لا يحصى؟ فقال : يا ولدي أنا عجزان من أووات الشيخ ، أي لا أقدر على استنباط مدارك الفروع المذكورة فيه بقوله : أو كذا أو كذا.

وإن تأمّلت في مواظبته للسنن والآداب ، وعباداته ومناجاته في الأسحار ، ومخاطبته نفسه بقوله : كنت جعيفرا ، ثم صرت جعفرا ، ثم الشيخ جعفر ، ثم شيخ العراق ، ثم رئيس الإسلام ، وبكائه وتذلّله ، لرأيته من الذين وصفهم أمير المؤمنين عليه‌السلام من أصحابه للأحنف بن قيس ، مع ما اشتهر من كثرة أكله ، وان كان رحمه‌الله ما كان يأكل إلاّ الجشب ولا يلبس إلاّ الخشن ، فلا تورثه الملل والكسل عمّا كان عليه من التضرع والإنابة والسهر.

وإن تفكرت في بذله الجاه العظيم الذي أعطاه الله تعالى من بين أقرانه ، والمهابة والمقبولية عند الناس على طبقاتهم من الملوك والتجار والسوقة للفقراء والضعفاء من المؤمنين وحضه على طعام المسكين ، لرأيت شيئا عجيبا ، وقد نقل عنه في ذلك مقامات وحكايات لو جمعت لكانت رسالة طريفة نافعة.

ومن طريف ما سمعناه ونتبرك به في هذه الأوراق ، ما حدّثني به الثقة العدل الصفي السيد مرتضى النجفي ـ وكان ممن أدركه في أوائل عمره ـ قال :

١١٧

أبطأ الشيخ في بعض الأيام عن صلاة الظهر ، وكان الناس مجتمعين في المسجد ينتظرونه ، فلمّا استيأسوا منه قاموا إلى صلاتهم فرادى وإذا بالشيخ قد دخل المسجد فرآهم يصلّون فرادى ، فجعل يوبخهم وينكر عليهم ذلك ويقول : أما فيكم من تثقون به وتصلون خلفه؟! ووقع نظره من بينهم إلى رجل تاجر صالح معروف عنده بالوثاقة والديانة يصلّي في جنب سارية من سواري المسجد ، فقام الشيخ خلفه واقتدى به.

ولما رأى الناس ذلك اصطفوا خلفه وانعقدت الصفوف وراءه فلمّا أحسّ التاجر بذلك اضطرب وأستحيي ولا يقدر على قطع الصلاة ولا يتمكن من إتمامها ، كيف وقد قامت صفوف خلفه تغتبط منها الفحول من العلماء فضلا عن العوام ، ولم يكن له عهد بالإمامة سيّما التقدّم على مثل هؤلاء المأمومين ، ولمّا لم يكن له بدّ من الإتمام ، أتّمها والعرق يسيل من جوانبه حياء ، ولما سلّم قام فأخذ الشيخ بعضده وأجلسه قال : يا شيخ قتلتني بهذا الاقتداء! ما لي ولمقام الإمامة؟! فقال الشيخ : لا بدّ لك من أن تصلي بنا العصر ، فجعل يتضرع ويقول : تريد تقتلني لا قوة لي على ذلك. وأمثال ذلك من الكلام ، فقال الشيخ : إمّا أن تصلي أو تعطيني مائتي شاميّ ـ أو أزيد ، والترديد مني ـ فقال : بل أعطيك ولا أصلي ، فقال الشيخ : لا بدّ من إحضارها قبل الصلاة ، فبعث من أحضرها ففرّقها على الفقراء ، ثم قام إلى المحراب وصلّى بهم العصر. وكم له ـ رحمه‌الله ـ من أمثال هذه القضية جزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.

توفي ـ رحمه‌الله ـ في شهر رجب من سنة ١٢٢٨. وكان له ـ مع ما هو عليه من الكمالات المعنوية والصفات الإلهية ـ قوّة الشعر والنظم ، ونقلوا عنه أبياتا رائقة نتبرك بقليل منها ، إذ كتابنا هذا غير موضوع لمثلها.

١١٨

فمن قصيدته (١) التي يرثي بها ناموس الدهر ونائب إمام العصر عليه‌السلام ، العلاّمة الطباطبائي :

ثلم الدين ثلمة مالها سدّ

وأولى العلوم جرحا جبارا

لمصاب العلامة العلم المهدي

من بحر علمه لا يجارى

خلف الأنبياء زبدة كل ال

أصفياء الذي سما أن يبارى

واحد الدهر صاحب العصر ماضي ال

أمر في كنه ذاته الفكر حارا

كيف يسلوه خاطري وبه قمت

مقامي و [ فيه ] ذكري طارا

كيف ينفك مدحه عن لساني

وهو لولاه في فمي ما دارا

وارتضاني أخا له منّة منه

والرق شأني إذا أردت اعتبارا

خصني بالجميل من بعد أن عمّ

البرايا وطبق الأقطار

أو حباني عزّا به بعد ذل

وكسانى جلالة ووقارا

( القصيدة ).

عن شيخيه العلمين البحرين الزخارين : الأستاذ الأكبر البهبهاني ، وبحر العلوم العلامة الطباطبائي ، بأسانيدهما المتقدمة (٢).

( حيلولة ) :

وعن الجليل صاحب جواهر الكلام (٣).

( ب ) ـ عن السيد السند والعالم المؤيد السيد جواد بن السيد محمّد الحسيني العاملي ، المتوطّن في الغري ، صاحب مفتاح الكرامة ـ في مجلدات كبار ـ

__________________

(١) هنا حاشية للمصنّف غير معلّمة ، قال : أوّلها [ أي : القصيدة ] :

إنّ قلبي لا يستطيع اصطبارا

وقراري أبى الغداة القرارا

(٢) تقدمت في صحيفة : ٤٧ ، ٤٩ ، ١٠٥.

(٣) لصاحب الجواهر أربعة طرق في المشجرة ، هذا وروايته عن الشيخ عبد الحسين الطهراني تدبيجا.

١١٩

وشرح طهارة الوافي ـ وهو تقريرات بحث أستاذه الأجل بحر العلوم ـ على نهج تفسير مجمع البيان ، فيه تحقيقات رجالية وإفادات بديعة في شرح متون الأخبار. المتوفى في حدود سنة ١٢٢٦.

عن مشايخه الثلاثة.

١ ـ الأستاذ الأكبر.

٢ ـ وبحر العلوم ـ رحمهما الله ـ.

٣ ـ والسيد الأجل الأكمل الأمير سيد علي بن السيد محمّد علي بن السيد أبي المعالي الصغير بن العالم النحرير السيد أبي المعالي الكبير الطباطبائي.

قال تلميذه ـ المتقدّم (١) ـ في إجازته للعالم الغطريف آغا محمد علي بن الجليل آغا باقر الهزارجريبي : فأجزت له أن يروي عني ما استجزته وقرأته وسمعته من السيد الأستاذ ورحمة الله سبحانه في البلاد والعباد ، الإمام العلاّمة ، ومشكاة البركة والكرامة ، صاحب الكرامات أبو الفضائل ، مصنّف الكتاب المسمى برياض المسائل ، الذي عليه المدار في هذه الأعصار ، النور الساطع المضيء ، والصراط الواضح السوي ، سيدنا وأستاذنا الأمير الكبير السيد علي أعلى الله شأنه ، وشأن من شانه.

ومن حسن نيته ، وصفاء طويته ، منّ الله سبحانه وتعالى عليه بتصنيف الرياض ، الذي شاع وذاع ، وطبّق الآفاق في جميع الأقطار ، وهو ممّا يبقى إلى أن يقوم صاحب الدار جعلنا الله فداه ومنّ علينا بقاه.

وهو عالم ربّاني ، ومخبت صمداني ، رسخ في التقوى قدمه ، وسبط (٢) بالله لحمه ودمه ، زهد في دنياه فقرّبه الله وأدناه ، وهو أوّل من علّم العبد وربّاه.

__________________

(١) السيد جواد بن السيد محمد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة الذي تقدم في صفحة : ١١٩.

(٢) كذا.

١٢٠